مدرب مصر الأولمبي - روجيرو ميكالي.. حينما يقودك القدر لكتابة التاريخ
الأربعاء، 03 أغسطس 2022 - 11:16
كتب : محمود حمدي
"البرازيل لا يمكن أن تكون إسبانيا أو ألمانيا. علينا أن نعرف أنفسنا، وأن نفكر في ماهية كرة القدم لدينا ومن نحن. جوهرنا هو الإبداع والارتجال واللعب الممتع. ولكن هذا لم يعد كافيا للتنافسية".
كانت هذه الرسالة الأولى لـ روجيرو ميكالي عقب توليه مهمة تدريب المنتخب الأولمبي البرازيلي قبل أسبوع واحد من انطلاق أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
مكيالي لم يكن يعلم أنه سيصبح اسمًا تاريخيًا في كرة القدم البرازيلية، لأنه ببساطة من قاد راقصي السامبا لأول ميدالية ذهبية أولمبية في منافسات كرة القدم بتاريخهم.
بعد 6 سنوات من الإنجاز التاريخي بات ميكالي على بعد خطوات قليلة من تولي مهمة تدريب المنتخب الأولمبي المصري بحثا عن صناعة جيل جديد للفراعنة من جانب واستعادة المدرب البرازيلي لبريقه من جانب آخر.
اتفاق وشيك
الاتحاد المصري لكرة القدم توصل لاتفاق مع روجيريو مكيالي لتولي تدريب المنتخب الأولمبي.
وعلم FilGoal.com أن المفاوضات نجحت بين مكيالي واتحاد الكرة من أجل تولي المهمة في الفترة المقبلة.
وأرسل الاتحاد المصري نسخة مبدئية من العقد وقّع عليها مكيالي، في انتظار قدومه إلى مصر الأسبوع الجاري لحسم التعاقد رسميًا.
ويصطحب مكيالي معه 3 مساعدين، ويمتد عقده لمدة عامين حتى دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.
من هو ميكالي
مكيالي (53 عامًا) كان مديرًا فنيًا للبرازيل في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، ونجح في فك العقدة التاريخية وتوج بالذهبية.
وتولى مكيالي مؤخرًا تدريب الهلال السعودي في 2021، وكانت آخر مهامه كمدير فني للظفرة الإماراتي.
وأشرف مكيالي خلال مسيرته على تدريب لاعبين كبار أمثال نيمار جونيور، وجابرييل جيسوس، وماركينيوس.
صدفة تقود إلى مجد
ميكالي حصل على الفرصة التدريبية الحقيقية في مايو 2015 بعدما كُلف بتدريب المنتخب البرازيلي تحت 20 عاما.
وقاد ميكالي المنتخب البرازيلي للوصول للمباراة النهائية لكأس العالم للشباب 2015 في نيوزيلندا.
هزيمة وحيدة أمام صربيا بهدفين مقابل هدف كلفت أبناء ميكالي خسارة لقب كأس العالم للشباب.
"روجيرو كن ذكيا، شيئا ما سيحدث وقد يتصلون بك". هذا نص حديث إيراسمو دامياني منسق فرق الشباب بالاتحاد البرازيلي مع ميكالي قبل أيام من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية.
وسرد ميكالي باقي القصة عبر صحيفة "جلوبو سبورت" البرازيلية وقال: "بعد بضعة أيام، اتصلوا بي وقالوا إنهم بحاجة إلي في اليوم التالي. وصلت مقر الاتحاد في الساعة 9 صباحا وتم إبلاغي فقط بأنني سأدرب الفريق الأولمبي".
فجأة وبدون مقدمات اختار الاتحاد البرازيلي روجيرو ميكالي لتدريب المنتخب الأولمبي قبل أسبوع واحد من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية 2016 التي تستضيفها ريو دي جانيرو.
دونجا المدير الفني للمنتخب البرازيلي الأول كان المُكلف بحمل آمال السامبا في تحقيق الميدالية الغائبة ولكن تراجع النتائج دفع البلد المستضيف لمنح الفرصة لميكالي.
بداية صعبة ونهاية تاريخية
"لن ننجح سأواجه مشكلة خطيرة هنا، أنا قائد الفريق، لن يستسلموا".
هكذا أحبط تياجو سيلفا قائد باريس سان جيرمان أحلام روجيرو في الدخول لمنافسات ريو دي جانيرو بقائد محنك يقود فريقه ويحافظ على هدوء غرفة الملابس.
بداية مشوار ميكالي مع المنتخب الأولمبي البرازيلي لم تكن مبشرة وتعادل مع العراق وجنوب إفريقيا سلبيا رغم وجود الثلاثي الخطير، نيمار دا سيلفا وجابريل باربوسا "جابي جول" وجابريل جيسيوس في هجوم فريقه.
ميكالي قال في مؤتمر صحفي عن مدافعا عن نيمار بعد أول جولتين: "نيمار شاب ولكنه يتحمل الكثير من المسؤولية، وأصبح نجما مبكرا جدا بسبب الجودة التي يتمتع بها".
وأضاف "النضج يأتي مع الأداء. إنه ذكي ويتعلم من أخطائه ، يمكننا أن نرى ذلك. إذا كان قد ارتكب أخطاء في الماضي ، فقد قام بتصحيحها. نحن بشر ويمكننا جميعا ارتكاب الأخطاء".
مننتخب السامبا استعاد توازنه سريعا بالفوز على الدنمارك وتأهل لربع نهائي المسابقة، وأكمل مشواره بالفوز على كولومبيا والهندوراس.
الإصابات والغيابات ضربت صفوف المنتخب البرازيلي خلال المباريات الإقصائية وتسأل البعض هل يلجأ ميكالي لتغيير نهجه الخططي والتراجع عن الأداء الهجومي؟.
ميكالي قال لاحقا عن هذا الأمر: "أنا لا أؤمن بهذه الأفكار في كرة القدم. علينا استكشاف الحمض النووي لدينا وماذا نريد لكرة القدم؟. الحمض النووي لدينا هو الجمع بين بيليه وريفيلينو وتوستاو. كرة القدم التي نقدمها تمثلنا كشعب".
ميكالي كتب التاريخ وقاد البرازيل للفوز على ألمانيا بنتيجة 6-5 بركلات الترجيح في ملحمة حقيقية ليقدم الميدالية الذهبية الأولى والوحيدة في تاريخ كرة القدم البرازيلية.
خبرة عربية
ميكالي خاض عدد من التجارب القصيرة بالدوري البرازيلي عقب إنجازه التاريخي وتولى تدريب أتليتكو مينيرو وبارانا قبل أن ينتقل لتدريب الفريق الأولمبي بنادي الهلال السعودي في صيف 2020.
في فبراير 2021 منح القدر رويجرو ميكالي فرصة جديدة، وأعلن الهلال تولي المدرب البرازيلي تدريب الفريق الأول خلفا للروماني رازفان لوشيسكو.
ميكالي بدأ بشكل جيد مع الهلال واستطاع تحقيق نتائج إيجابية في الدوري السعودي لكن خسارة كلاسيكو اتحاد جدة أنهت القصة السعيدة لميكالي مع جمهور الزعيم.
الخسارة من الاتحاد بهدفين دون رد في مسابقة الدوري والتأهل بصعوبة بالغة لثمن نهائي دوري أبطال آسيا بعد مباريات مثيرة في دور المجموعات أطاحت بميكالي من تدريب الهلال وعينت البرتغالي جوزيه مورايس بدلا منه.
إدارة النادي السعودي تراجعت عن بقاء ميكالي حتى نهاية الموسم وقررت إقالته بعد 13 مباراة مع الفريق فاز في 8 وتعادل مباراة وخسر 4 آخرين.
ميكالي ودع الهلال ولديه شعور بالظلم خاصة أنه حصل على جائزة مدرب الشهر في الدوري السعودي قبل أيام من إقالته وعقب القرار نشر صورته بالجائزة عبرحسابه على انستجرام وكتب:"الكلمة التي تصف هذه اللحظة هي الامتنان، أفضل مدرب في الدوري السعودي لشهر مارس".
النجم البرازيلي نيمار لم يتأخر في التعبير عن دعمه لمدربه في أولمبياد ريو دي جانيرو ورد على منشور مدربه وكتب: "أنت تستحق التقدير".
آخر تجارب ميكالي كانت مع الظفرة الإماراتي إذ قاد الفريق في الفترة من أكتوبر 2021 حتى مارس2022.
تجربة ميكالي مع النادي الإماراتي لم يُكتب لها النجاح وغادر بعدما ترك الفريق في المركز الثاني عشر بالدوري الإماراتي كما ودع لقبي الكأس.
اقرأ أيضا
الكشف عن تفاصيل اجتماع سواريش والخطيب