كتب : رامي جمال
"اتحاد الكرة هو من يريد التعاقد مع خبير تحكيمي أجنبي ولأول مرة أرى هذا يحدث، فهذا مثل التعاقد مع مدير فني أجنبي لاتحاد الكرة. ماذا سيفعل غير التخطيط الذي نقوم به بالفعل؟" ثروت سويلم عضو رابطة الأندية المصرية.
تلك التصريحات عبر قناة "تن" جاءت بعد 8 أيام من إعلان مجلس اتحاد الكرة نيته التعاقد مع مدير فني أجنبي للاتحاد خلفا لنيلو فينجادا.
لطالما سمعت عن منصب المدير الفني لاتحاد الكرة، لكن هل تعرف ما هو دوره؟ وما هي الفكرة من التعاقد مع شخص أجنبي؟
حسنا لنرى ما هو دوره في إنجلترا؟
جون مكديرموت المدير الفني للاتحاد الإنجليزي قال في تصريحات لموقع الاتحاد الإنجليزي الرسمي: "أركز في عملي بشكل مباشر على مسار مختلف منتخبات الرجال والسيدات بمختلف الأعمار، وأستخدم خبراتي لتطوير اللاعبين".
وأكمل "وبينما قد يتم الحكم على عملي بناء على أداء الفرق، إلا أن تركيزي ينصب على المستقبل أيضا، وأحاول منح جاريث ساوثجيت المدير الفني لمنتخب إنجلترا أفضل فرصة لتحقيق أفضل النتائج والفوز ببطولة كبرى".
وتابع "للقيام بذلك نحتاج لإيجاد اللاعبين المناسبين من مختلف الفئات العمرية ونحتاج إلى النظر للاعبين الأصغر سنا الذين يتمتعون بإمكانيات ونحيطهم بمدربين مميزين يفهمونهم ويفهمون إمكانياتهم".
وأتم المدير الفني للاتحاد الإنجليزي الحديث عن دوره قائلا: "وحينما يصل هؤلاء اللاعبين لسن تحت 20 و21 عاما فإن الأمر يتعلق بجعلهم يفهمون المزيد عن الجانب التكتيكي والأداء".
هذا عن إنجلترا فماذا عن دور خوسيه فرانسيسكو مولينا الذي يتولى المنصب ذاته في إسبانيا؟
صحيفة "أس" الإسبانية لخصت دوره.
ووفقا للتقرير فإن مولينا "منصبه لا يقوم بنفس الوظائف التي يكون عليها المنصب ذاته في الأندية، بل أن دوره يتركز على الاتصال برئيس الاتحاد الإسباني ومجلس الإدارة مع لاعبي المنتخب الأول والتنسيق بين الجميع، هذا مع تطوير منهجية التدريب لجميع الفرق".
لذا يمكن تحديد مهام ذلك المنصب في عدة أمور:
** الإشراف على مختلف فرق الكرة السنية في الدولة بداية من الفريق الأول وحتى الناشئين.
** تطوير اللاعبين منذ الصغر ووضع خطة مستقبلية ليكونوا في أتم الجاهزية للوصول للفريق الأول.
** اختيار أفضل المدربين لتطوير اللاعبين الناشئين والشباب.
** التنسيق بين مختلف الفرق واتحاد الكرة.
** تحديد مواعيد بداية ونهاية الموسم مع رابطة الأندية.
استعراض للتاريخ لا بد منه
كان الراحل محمود الجوهري هو أول شخص في تاريخ الكرة المصرية يتولى منصب المدير الفني لاتحاد الكرة.
وتعاني الكرة المصرية غياب التأريخ والأرشيف الدقيق، لكن استنادا لأرشيف الصحافة الرياضية المصرية فإن ترتيب المدراء الفنيين للجبلاية كان كالتالي:
-محمود الجوهري "استقال لخلافات مع اتحاد الكرة"
-محمد السياجي "رحل عن عالمنا متأثرا بوعكة صحية"
-عمرو أبو المجد "استقال لعدم تعيين المدربين الذين اختارهم لمختلف المنتخبات السنية"
-فتحي نصير "رحل لخلافات مع اتحاد الكرة"
-فاروق جعفر "رحل لخلافات مع اتحاد الكرة"
-محمود سعد "أقيل من منصبه بناء على قرار من اللجنة الثلاثية التي كانت تدير اتحاد الكرة"
-نيلو فينجادا "رحل بنهاية تعاقده"
بين هؤلاء الأشخاص من رحل بمشكلة ومنهم من قدم استقالته لعدم المساندة حتى أن بعض من مقترحاتهم لم تُنفذ بعد مرور أكثر من 15 عاما على رحيلهم.
فما هي الأسباب لبعضهم بالتفصيل؟
"ولادي حاربوني"
محمود الجوهري رحل عن اتحاد الكرة بعدما قال تصريحه الشهير "ولادي حاربوني". وكان يقصد بذلك الثلاثي أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة آنذاك، وعضوا المجلس أيمن يونس ومجدي عبد الغني.
وفقا لصحيفة "المصري اليوم" فإن الجوهري كان يرغب في إقامة مسابقة لدوري تحت 23 عاما أو ما يسمى بدوري الرديف لكنه وجد معارضة شديدة من أبنائه الذين قادهم للمشاركة في كأس العالم 1990.
ذلك الأمر جعله يستقيل من منصبه.
وهنا كان لزاما أن نعرف ما حدث فتوجهنا بالسؤال إلى مجدي عبد الغني عضو مجلس الإدارة آنذاك وأحد المقصودين بتصريح الجنرال وقال لـFilGoal.com: "نعم الجوهري قال ذلك ولكنه لم يكن يدرك الحقيقة في ذلك التوقيت".
وأوضح "الجوهري كان يريد تطبيق فكرة لم تكن سيئة على الإطلاق لكن التوقيت لم يكن مناسبا لها، وبعد رفض الفكرة هاجمنا بذلك التصريح".
وبرر عبد الغني سبب رفض الفكرة قائلا: "الأندية لا تريد إنفاق الأموال على فرق الناشئين والشباب، لذا كيف نقيم دوري كامل للرديف وهم لا ينفقون من الأصل على تلك المراحل السنية المختلفة؟".
وأعطى عبد الغني نصيحة وقال: "هذا المنصب هام جدا ولينجح الرجل الجديد يجب أن تهتم الأندية بقطاع الناشين".
تصريح يمكن تطبيقه بعد 13 عاما بلا أي اختلاف.
رحل الجوهري وجاء الراحل محمد السياجي والذي لم يكن هناك الكثير من المعلومات المتوافرة عنه بخلاف أنه كان أحد الأسباب الرئيسية الذي أدت للتعاقد مع ميروسلاف سكوب لتدريب منتخب الشباب في كأس العالم 2009 في مصر.
وظل السياجي في منصبه حتى وفاته متأثرا بوعكة صحية.
لكن الملاحظ أن أحد التصريحات السابقة للسياجي يمكن تطبيقها الآن بعد مرور 16 عاما على الإدلاء بها إذ قال وفقا لموقع "القبس" الكويتية آنذاك: "منتخب مصر سيصل لكأس العالم عندما نهتم بكل عناصر اللعبة وتحديد دور كل عنصر في تطبيق الاحتراف الحقيقي".
وأضاف "الاحتراف في مصر يطبق بأسلوب الهواة ولا بد أن نعترف بأهمية الإمكانات المادية ولكن اللاعب لا بد أن يعطي أولا ويقدم الواجبات وفي المقابل فإن الجهة الإدارية لا بد أن تحافظ على حقوق اللاعب".
وشدد "الإدارة عنصر مهم جدا في الاحتراف لأنها تنظم العلاقة بين اللاعب والاتحاد وبين اللاعب وناديه، ولا بد من التطبيق الدقيق للعقود الموقعة حتى نصل الى تطبيق الاحتراف الحقيقي الذي يفرز اللاعب الدولي القوي القادر على تحقيق البطولات العالمية".
خلاف بسبب مقترح تم تنفيذه بعد 9 أعوام
وعما حدث مع فتحي نصير والصعوبات التي واجهها فقال لـFilGoal.com قائلا: "لم تكن صعوبات بقدر أن البعض لم يكن يدرك دوري لأنه كان منصبا جديدا".
واستدرك "لكننا استطعنا إدخال الرخص التدريبية للمدربين إلى مصر في سنة 2009 وكذلك دخول الرخص للإداريين وتحديد نظام واضح للمسابقات المحلية وللناشئين".
وعن هل وظيفة المدير الفني تكون استشارية أم إجبارية لقراراته أجاب "أنت تشرح كل شيء ومجلس إدارة اتحاد الكرة يصدق على قراراتك، أنت الرجل الفني في ذلك المنصب فبالتأكيد يجب أن يتم الأخذ برأيك في كل شيء".
وواصل "حينما تم التصديق على الخطط الخاصة بي، تأهلنا لكأس العالم للشباب وأولمبياد لندن وهذا يعني نجاح عملنا في ذلك الوقت".
أما عن لماذا رحل فقال: "بدأت تطبيق الاحتراف واقترحت إنشاء رابطة للأندية وكان ذلك في سنة 2012 والتي تم إنشائها في 2021 وحاربت الجميع من أجل تلك الفكرة لترسيخ مفهوم الاحتراف، لكن ما يوجد لدينا في مصر أطلق عليه اغتراف وانحراف".
وواصل "سافرت لشتى بقاع العالم لأدرس النظام الكروي في كل دولة وأستفيد من الإيجابيات لتنفيذ نظام كروي خاص بنا ولكن كل تلك المقترحات حبيسة الأدراج".
وشدد فتحي نصير "حتى يكون لدينا احتراف كامل يجب أن يكون لدي مدرب مؤهل وإداري مؤهل وطبيب محترف، وبالتالي يجب أن يكون هناك رابطة واصطدمت باتحاد الكرة الذي تمسك بإدارة المسابقات فحدث الخلاف ورحلت".
"شوية يوروهات زيادة"
أما فينجادا فتعرض لانتقادات عنيفة بأنه لا يقوم بدوره وأنه جاء لمصر ليحصل على الأموال فقط وما زاد حدة الانتقادات هو التصريح الذي فجره حسام البدري مدرب منتخب مصر الأسبق.
وقال البدري عبر قناة "القاهرة والناس" آنذاك: "أحمد مجاهد رئيس الاتحاد السابق قال لي بأنهم يملكون (شوية يوروهات) لذلك سيتعاقدون مع مدير فني للاتحاد وحين تنتهي تلك السيولة سيطردونه".
ورد فينجادا على تلك التصريحات في وقت سابق لـ FilGoal.com قائلا: "لم أتابع تصريحات حسام البدري حولي ولم أشاهدها. لكن أقول بأن إلتزامي مع اتحاد الكرة، وهم من يقيمونني ويعرفون ما أقوم به من أدوار".
وأضاف "أنام مرتاحا ولا أولي أهمية لتلك الأحاديث وأفضل الكلام عن الأمور الإيجابية فقط".
من هنا يمكن أن نستنتج ماذا يحدث داخل أروقة اتحاد الكرة مع منصب المدير الفني بغض النظر عن اسم من يشغله، وغياب خطة واضحة نسير عليها.
ومع بداية العمل على ذلك التحقيق كان لزاما أن نجري حديثا جديدا مع فينجادا عن تجربته والذي طلب مسبقا عدم الحديث عن أي أزمات حدثت.
وشرح ما كان يقوم به لـFilGoal.com قائلا: "بالطبع تواجد كارلوس كيروش على رأس الإدارة الفنية لمنتخب مصر ساهم في حدوث تقارب بيننا نظرا لعلاقتنا الشخصية، وساعدناه في عمله".
وأكمل "لكن عملي بشكل أكبر كان منصبا على التركيز مع المنتخب الأولمبي وفرق الشباب والناشئين والكرة النسائية".
وعن هل كان يحضر اجتماعات اتحاد الكرة أجاب "لا لم أحضر أبدا، كنت أعمل مع أحمد مجاهد ومحمد الشواربي ثم مع حازم إمام ومحمد بركات". (سنعود لتلك الجملة لاحقا)
وواصل مدرب الزمالك الأسبق "قدمت العديد من المقترحات في ملف كامل وأرفقته لاتحاد الكرة والقرار في النهاية هو قرار المسؤولين عن اتحاد الكرة بشأن مقترحاتي".
وأكمل "كنت أعمل على خلق رؤية وخطة لمختلف الفرق في مصر حتى عام 2028، لقد صنعنا هوية للمنتخبات الوطنية المختلفة مع احترام عمل المدربين في سلطتهم في اختيار اللاعبين والأفضل لطرق لعبهم واحترام المراحل المختلفة لتطوير اللاعبين".
وأتم فينجادا متحدثا عن سبب رحيله "بالنظر للطريقة التي قمت بها بعملي، كان من الأفضل لي ولاتحاد الكرة الرحيل وأنا فخور جدا بالعمل الذي قدمناه والذي كان محل تقدير من حازم إمام".
هل هناك عهد جديد؟
كل ما سبق جعل حازم إمام عضو اتحاد الكرة ينتبه له فقال في مؤتمر صحفي قبل شهر من الآن: "نعمل على تعيين مدير فني أجنبي لاتحاد الكرة لتطوير الكرة المصرية، ويكون عمل في أندية كبيرة أوروبية وقادر على تطوير الشباب والقطاع الرياضي".
وواصل "فكرة المدير الفني لاتحاد الكرة بدأت مع الراحل محمود الجوهري وترك منصبه لأنه شعر بأن لا أحد يستمع له، نريد من يأتي ليفيد الكرة المصرية وسنعطيه كل الصلاحيات، وهو مسؤول عن كل الفنيات والبطولات واللاعبين والمدربين وحتى الناشئين واكتشاف المواهب".
وتابع "قلت أنا وبركات أن عمل نيلو فينجادا كان جيدا لكن لم يتم الصبر عليه، لديه برامج لمنتخبات الشباب والناشئين، وأرسلنا عمله للمسؤولين، ونريد عدم تكرار الأخطاء".
وشدد "أي كادر أجنبي سيتواجد معه مصريين من أجل التعلم منه ونريد تطوير الكرة المصرية رياضيا".
وأضاف "نعمل على إعادة حصول المدربين المصريين على شهادات تدريبية معتمدة بعد توقف الأمر منذ 4 سنوات، لأننا سنلزم مستقبلا المدربين بأن يكونوا حاصلين على شهادة للعمل في الدوري الممتاز".
ورغم كلام إمام الذي يبدو جيدا في حد ذاته، لكن مرة أخرى فهو يوضح التخبط الذي تعاني منه الكرة المصرية فعلى سبيل المثال حديثه عن الرخص التدريبية وكونه أمر توقف لأربع سنوات بدون مبرر واضح رغم أن العمل عليه بدأ في عهد فتحي نصير في عام 2009.
كل ذلك يجعلنا نذهب إلى المدراء الفنيين السابقين لاتحاد الكرة أنفسهم لسؤالهم عما مفترض أن يحدث في المستقبل لتلافي ما تعرضوا له.
آراء المدراء الفنيين السابقين
تحدث فاروق جعفر لـ FilGoal.com قائلا: "المدير الفني الجديد يجب أن يكون أكاديمي وينسى أنه كان لاعب كرة يجب أن ينفذ برامج مختلفة مع كل الفرق السنية المختلفة. يجب أن يكون ملما بالناحية العملية جيدا".
وأوضح "الفرق السنية لها تدريبات مختلفة عن الفريق الأول، والفرق السنية المختلفة لها تدريبات مختلفة عن بعضها البعض فمواليد 2004 غير 2006 وهكذا".
وواصل "يجب أن نجتمع مع المدرب الجديد ونرى هل سيختار أحدث البرامج في العالم لينفذها أم أنه جاء لينفذ برامج قديمة عفى عليها الزمن".
وشدد مدرب منتخب مصر والزمالك الأسبق "كل منا شخص متعلم لكن كل منا له أفكاره المختلفة والمدير الفني لاتحاد الكرة يجب أن يكون لديه الجديد ليقدمه وكل ذلك ينطبق على رجل كبير في السن وليس شابا".
وبرر "لأن الرجل الكبير في السن سيكون مر بالكثير من الخبرات ودرس كثيرا".
وأكمل "على سبيل المثال أنا وقت تواجدي في المنصب طلبت إلغاء الدوري الخاص بمواليد 1993 و1994 لأنه في ذلك الوقت كان نيمار أحد أفضل اللاعبين في العالم وهنا نحن نعامل اللاعب في نفس سنه أنه ناشئ وهذا لا يصح".
ذلك الأمر اتفق معه فيه فتحي نصير الذي قال: "المدير الفني لاتحاد الكرة ليس أي شخص يجب أن يتحلى بخبرات تراكمية كثيرة سواء كان مصريا أو أجنبيا".
وأردف "نجحت لأنني كنت منسقا عاما لـ8 بطولات لكأس أمم إفريقيا على التوالي من بوركينا فاسو 1998 لأنجولا 2010".
وأكمل "كنت أصطحب المدربين في جولات للبحث عن اللاعبين في كل بقاع مصر. كل ذلك كان يساهم في مساعدة المدربين في عملهم واللاعبين في تطويرهم فيما بعد عن طريق تنظيم الكثير من المباريات الودية داخل وخارج مصر لهم".
وكشف "كنت مع أحمد حجازي مدافع منتخب مصر فقال لي إنه وقت مشاركته في أولمبياد لندن 2012 كان قد خاض مع الإسماعيلي أو مع منتخبات الناشئين والشباب أكثر من 60 مباراة دولية ودية ورسمية ولكنه تفاجأ في أولمبياد طوكيو التي أقيمت في سنة 2021 أن أكثر لاعب في الجيل الحالي خاض مباريات دولية هو 7 أو 8 فقط".
وقال ساخرا: "الدنيا تتطور ولكن ما حدث هو ما قاله حجازي إن خبراته في 2012 أكبر من خبرات لاعب شاب في 2021، نحن نتأخر".
وعن حضور اجتماعات اتحاد الكرة رد فاروق جعفر "بالطبع هذا ضروري، أنا كنت أحضر". (هذا عكس ما كان يحدث مع فينجادا الذي لم يحضر تلك الاجتماعات مطلقا)
ومن هنا نذهب إلى سؤال آخر.
هل يشرف المدير الفني لاتحاد الكرة على المنتخب الأول؟
في عهد الجوهري كان هناك فصل تام بينه وبين المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة بسبب بعض الخلافات التي حدثت في البداية بينهما.
وعن ذلك قال مجدي عبد الغني: "حسن شحاتة هو من طلب ذلك بسبب حدوث مشاكل بينه وبين الجوهري فتم الفصل بينهما".
ورد فتحي نصير على التساؤل قائلا: "المنتخب الأول له إدارته الخاصة وأنا كمدير فني عملي يبدأ من المنتخب الأولمبي مرورا بالشباب ثم المراحل السنية".
فيما رد فاروق جعفر "ليس مشرفا ولكن يجب أن يكون هناك حوار بين المدير الفني للاتحاد ومدرب المنتخب، وأن يكون معاونا له في عمله".
وشدد "لا يجب أن تكون سلطة المدير الفني لاتحاد الكرة أعلى من مدرب المنتخب الأول لأنه سيسيطر عليه وعلى عمله وهذا لا يصح".
سؤال آخر
مصري أم أجنبي وهل من نفس المدرسة الكروية؟
يؤمن فاروق جعفر أنه لا يجب أن يكون المدير الفني للاتحاد من نفس جنسية مدرب المنتخب وقال: "سيدافعان عن بعضهما البعض".
وواصل "فينجادا كان له دورا في جلب كيروش وهو مدرب جيد لكنني لا أتفق مع هذا الأمر".
وعن هل يكون مصري أم أجنبي قال: "لن تشكل أي فارق طالما توافرت الخبرات اللازمة التي ستقدم الإفادة لنا في المستقبل فهو الشخص المناسب، مارادونا كان لاعبا عظيما ولكنه لم يكن مدربا جيدا ومن هنا سيفهم الجميع ما أقصد".
أما فتحي نصير فيرى أنه لا يوجد حديث عن كلمة "مدرسة كروية واحدة" وأن هذا الحديث أصبح من الماضي.
وأوضح نصير "عمل مدرب المنتخب يختلف كليا عن عمل المدير الفني لاتحاد الكرة. لا يوجد أحد يقول المدرسة الألمانية أو البرتغالية أو الإنجليزية سوانا، الكرة تغيرت".
وشدد "الكرة ليست فزورة، الكرة شيء واحد وملعب واحد. لا يوجد شيء اسمه مدرسة كروية، هناك كرة قدم فقط وطريقة لعب وخطة تختلف من مباراة لأخرى ومن منافس لآخر".
شاهد على التاريخ.. حسن المستكاوي
بعد استعراض كل شيء عن تاريخ منصب المدير الفني والوقائع من أصحابها وما نحتاجه للمستقبل، كان لزاما أن يكون هناك رأيا محايدا وشاهدا على العصر.
ولم يكن هناك أفضل من الصحفي الرياضي حسن المستكاوي.
وتحدث حسن المستكاوي لـFilGoal.com قائلا: "المدير الفني هو شخص خبير في كرة القدم أتعاقد معه ليضع لي سياسة لتطوير الكرة المصرية ويكون ملما بمزاياها وسلبياتها".
وأعطى مثالا "على سبيل المثال يجب أن يعرف ذلك الشخص هل اللاعب المصري يعاني من عدم تناول طعامه بشكل صحيح أو يدخن أو يسهر أو هناك مشكلة في تدريباته".
وواصل "يجب أن يحلل المدير الفني سبب تتويجنا بكأس أمم إفريقيا 7 مرات فليس معنى انتصارنا أننا جيدين دائما بل يمكن أن يكون هناك جوانب تحتاج للتطوير".
وتابع "إن كنا نريد أن نعمل بجد، فيجب أن يكون هناك خطة واضحة المعالم وألا يأتي ذلك الشخص ليتناول الشاي في فندق إقامته ويرحل".
وأكمل المستكاوي "أتخيل لو طُلب مني تولي ذلك المنصب على سبيل المثال سأوافق وأسلم تقريرا بعد ستة أشهر به كل جوانب خطتي للمستقبل وإن كان سيُعمل به سأستمر أما حال الاعتراض عليه فسأرحل".
وبسؤاله هل قرارات المدير الفني لاتحاد الكرة إلزامية أم استشارية أجاب بحسم ثم ضحك "هل أتعاقد مع قائد للطائرة ثم أقول له سأتولى أنا القيادة لأني أفضل منك؟ يجب أن تكون قراراته إلزامية بالتأكيد".
وعن دور المدير الفني مع مدرب المنتخب الأول قال: "المدير الفني يضع سياسة للكرة المصرية من المنتخب الأولمبي للناشئين ومختلف القطاعات من الدوري الممتاز للدرجة الرابعة، والمنتخب هو الكعكة في نهاية المطاف".
وشدد "يجب أن يكون هناك تفاهم بينه وبين مدرب المنتخب واتصال بينهما".
وعن هل يكونان من مدرسة تدريبية واحدة أجاب "لا، ليس شرطا بالطبع".
وتابع "أهم شيء أن نعرف ماذا نريد قبل التعاقد مع المدير الفني للاتحاد، نحن حتى الآن ليس لدينا تعريفا محددا للكرة المصرية، الكرة المصرية هي الدوري والكأس وكأس الرابطة والحكام والمدربين والملاعب والجمهور والعقود والمنتخبات".
وأكمل "البعض يتخيل أن الكرة المصرية هي المنتخب فقط ولو لم يكن هناك التزامات للمنتخب لعامين فستنتقل الكرة المصرية إلى رحمة الله وهذا غير صحيح بالتأكيد".
وواصل الصحفي الرياضي المخضرم حديثه "بعد تحديد التعريف الخاص للكرة المصرية، علينا اختيار الأسلوب المناسب لإدارتها. إنجلترا كانت تتكبد الخسائر من الدوري، وبعد إقامة المسابقة بنظامها الجديد بداية من سنة 1992 (الدوري الإنجلزي الممتاز)، أصبحت صناعة ضخمة تضخ 4 مليار دولار كل 3 سنوات والاقتصاد الإنجليزي ينتعش بسبب تلك الصناعة".
وأردف "لكنهم لم يهتموا بالمنتخب كثيرا رغم بداية اهتمامهم به قبل سنوات قليلة".
وأكمل "في المقابل إسبانيا اختارت تطوير الدوري والمنتخب سويا، نعم الدوري ليس بقوة بريميرليج لكنه قويا بالتأكيد والمنتخب الإسباني أصبح قوى عظمة".
وتابع "أما الدوري الألماني فليس بقوة الإنجليزي وكارل هاينز رومينيجيه رئيس بايرن ميونيخ السابق قال إنهم متأخرون عن الدوري الإنجليزي بـ10 سنوات كاملة وهذا لأن ناديه يلعب وحده في الدوري مثل باريس سان جيرمان في فرنسا".
وواصل المستكاوي "هذا يجعلنا نتساءل، هل منافسة الأهلي والزمالك وحدهما أمر جيد؟ كيف نقوم بتوسيع المنافسة؟ لأنه للأسف الأموال ليست متاحة للجميع عدى القطبين سوى مع بيراميدز".
وأضاف "لذا كما قلت يجب أن نعد المشروع بشكل واضح ويكون لدينا كتاب من 1700 صفحة يوضح تفاصيل خطتنا للمستقبل وألا نكون هواة".
وتابع ساخرا "منذ 30 سنة قرأت عقد مارادونا مع نابولي وكان من 30 صفحة في المقابل عقد التوأم حسام وإبراهيم حسن مع الأهلي كان من صفحة واحدة كأنك تشتري سيارة".
وشدد "أكررها مجددا، هل نريد أن نعمل بجد أم لا؟ للأسف معظم من يعمل في صناعة الكرة المصرية لا يريدون العمل أو لا يعرفون كيفية العمل وفي الحالتين هذه مصيبة كبرى".
وعن رأيه فيما حدث في بعض التجارب السابقة أبرزها الجوهري وفينجادا قال المستكاوي: "فينجادا لم يصنع أي شيء وعلى أي شخص الإجابة علي بالحقائق والمستندات".
وأكمل "أما الجوهري فهو مدرب ومحترف حقيقي وصاحب أفكار رائعة لكن ليس شرطا أنها دائما صحيحة".
وواصل "فكرة الجوهري بعمل دوري للرديف لم تكن في محلها برأيي الآن، يجب أن نهتم بمنتخب المحليين مثل الجزائر وعلاقة جمال بلماضي مدرب المنتخب الأول هناك رائعة مع المدير الفني للمحليين مجيد بوقرة، أما نحن فليس لدينا منتخبا للمحليين يشارك في بطولة أمم إفريقيا".
وأردف "أتدرك ما السبب؟ لأن اتحاد الكرة لدينا يخاف من الخسارة، في المقابل فحتى المشاركة ستكسبنا الكثير حتى لو هُزمنا".
وبسؤاله أخيرا عن كيفية تقييم المدير الفني الجديد لاتحاد الكرة قال: "نحن لأننا نتسم بضعف المستوى فنقول إن أهم شيء هو الثلاث نقاط وهذا لا نسمع عنه إلا نادرا في أوروبا على سبيل المثال ولهذا نشارك في كأس العالم ونخسر 3 مباريات ونودع البطولة".
وتابع "يجب أن ننظر لما حدث في إفريقيا وكيف تطورت المنتخبات هناك، فمنهم من وصل لربع نهائي المونديال بل وهناك من كان يستطيع الوصول للنهائي مثل الكاميرون في 1990، في المقابل نحن ليس لدينا أي مشروع منذ عام 1970".
وواصل "توجنا بأمم إفريقيا 3 مرات على التوالي فما السبب؟ السبب هو أن المنتخب كان يلعب بدون ضغط جماهيري أو طلب التتويج بالبطولة وكنا محظوظين بتواجد جيل من اللاعبين يضم أكثرهم احترافية وموهبة فكانوا يلعبون بأريحية كبيرة وقدموا أفضل كرة في تاريخ مصر".
وأردف "اللاعب المصري يخاف من النقد والجمهور والإعلام ويتوتر، وكل ذلك على المدير الفني لاتحاد الكرة علاجه في عملية تطوير اللاعبين".
وأتم المستكاوي تصريحاته قائلا: "إن كانت الخطة التي وضعها المدرب تسير بشكل جيد حتى لو لم تكن النتائج في أرض الملعب تعكس ذلك فهو ناجح طالما أن عمله ودراساته سليمة بنسبة 100%، وبشكل عام لا يوجد شخص يبذل الجهد ويعمل بجد وسيفشل".
والآن نحن مازلنا في انتظار الإعلان عن المدير الفني الجديد لاتحاد الكرة، فهل سيكون قادرا على التطوير أم أنه سيكون اسم بين سلسلة أسماء يلاحقها الإخفاق طوال التاريخ؟
طالع أيضا
المواجهة الثالثة بين فيريرا وسواريش
خاص – مدرب شباب عمان عن تدريب بيدري والفوز على مصر