مدرب مصر - مستعد لكل شيء.. من هو روي فيتوريا المرشح لتدريب المنتخب
الجمعة، 08 يوليه 2022 - 16:00
كتب : إسلام أحمد
"أشعر بالصدمة عندما تتعامل الفرق مع الكرة بشكل سيء. فكرتي في اللعبة تتعلق بالجودة والحدة".. البرتغالي روي فيتوريا.
وكشف مصدر مقرب من المدرب البرتغالي موافقة فيتوريا على تدريب منتخب مصر مع تبقي بعض البنود لمناقشتها لإتمام التعاقد.
"أتمنى أن يتم اختبار كفاءة المدرب أكثر من نتائجه، لكن العالم ليس هكذا".
"أحارب بشكل دائم ضد هذه التسميات، ضد الاهتمام بالنتائج التي تحكم كرة القدم. في بعض الأحيان، لا يتوج العمل الرائع بكأس أو بلحظة رائعة. يمكن أن يكون إنقاذ فريق من الهبوط مهمة رائعة للغاية. قد يكون الأمر أكثر صعوبة من الفوز بكأس في نادٍ آخر، لكنه لا يحظى دائما بالتقدير".
روي فيتوريا يتحدث عن بعض من أفكاره ومسيرته لموقع "coaches voice".
بين 1988 وحتى 2003 استمرت مسيرة روي فيتوريا في خط وسط أندية برتغالية عديدة، ولم يتخط أبدا الدرجة الثالثة كلاعب.
وفي سن الـ 32 قرر إنهاء مسيرته الكروية عام 2003 ليصبح مدربا بعدما أدرك أنه لم ولن يصبح لاعبا مميزا فبدأت فكرة أن يصبح مدربا "تكتسب قوة بداخله".
لم يكن روي فيتوريا بارزا في عالم التدريب لكنه عرف كيف يشق طريقه ليصبح ضمن الأبرز في البرتغال.
"كنت شابا شغوفا بطموح شخص ما بدأ في العمل ويريد الفوز بكل شيء".
أثناء لعبه لفريق ألكوشينتي البرتغالي تلقى فيتوريا عرضين في ظرف نصف ساعة خلال يوم الأحد، عرض من ناديه لتدريبه والآخر فيلافرانكينسي والذي ارتدى قميصه بين 1997-1999.
اتخذ قراره بتدريب الأخير يوم الأحد، أعلن اعتزاله يوم الإثنين بشكل رسمي، وبدأ عمله كمدرب يوم الثلاثاء.
لكنه تلقى ضربة موجعة قبل بدء مهمته بشكل رسمي، توفى والديه في حادث سير، "بعد وقت قصير من قراري. في تلك اللحظة، لم تتغير مهنتي فقط، تغيرت حياتي أيضا".
"كان فقدانهم هو أكثر اللحظات سلبية في قصتي. يجب أن يكون هناك القليل من الأشياء الصعبة في الحياة. فقدت أبي وأمي في نفس اليوم. لقد كان أعظم حزن عشته - لكنه ساعدني في تطوير بنية عاطفية قوية للغاية. عندما أواجه مشكلة مع لاعب، وعندما أتعرض لهزيمة كبيرة، فإن كل شيء يقع في نصابه. بغض النظر عما يحدث، لقد مررت بأوقات أسوأ".
في تجربته الأولى كان على البرتغالي التعامل مع العديد من المشاكل خارج الملعب، في الموسم الأول تأخر النادي خمسة أشهر في دفع الرواتب. في الموسم التالي، تأخر أربعة أشهر.
روي يوضح تأثير تلك الفترة عليه "هذا يخلق مشاكل تحتاج إلى إدارتها بسرعة. لقد كانت أوقاتا صعبة، لكنها مثلت فترة تدريب رائعة بالنسبة لي. أعتقد أنني أحمل هذه القدرة على التكيف مع الواقع منذ بداية رحلتي. أعتقد أنه أمر أساسي بالنسبة للمدرب".
في 2004 انتقل فيتوريا ليتولى تدريب فريق الشباب في بنفيكا، قبل أن يتحول لتدريب فاتيما عام 2006 ويقضي معه 4 سنوات، ويقوده للقسم الثاني البرتغالي لأول مرة في تاريخه.
واختلفت مسيرته التدريبية بشكل كامل مع تدريب فريق باكوش دي فيريرا، كان الهدف هو البقاء في الدرجة الأولى. فكان عليه أن يكون أكثر واقعية في البداية. فـ "كان من الضروري مساعدة الفريق على بناء ثقته بنفسه".
بنهاية الموسم 2010-2011 وصل الفريق لنهائي كأس الرابطة البرتغالية وخسر من بنفيكا بنتيجة 2-1.
"أهدرنا ركلة جزاء ولعبنا مباراة رائعة. بما أننا لم نصبح أبطالا، فإن عملنا لا يحظى بنفس الاهتمام، لكنني فخور بما قمنا به. لقد بدأنا عمليا من الصفر. كان الفريق يلعب كرة قدم جيدة، وكان هذا عامي الأول في الدرجة الأولى في البرتغال".
موسم واحد فقط مع باكوش لينتقل لصفوف فيتوريا جيماريش، بدأ مع روي بهدف البقاء في الدوري وتطوير فرق الشباب إلى القتال للمنافسة على المراكز الأوروبية في المواسم التالية.
"كان من الضروري إعادة تشكيل الفريق الذي يواجه مشاكل مالية خطيرة. بحثنا عن لاعبين في فرق الشباب ومن الدرجة الثانية".
منح الفرصة لعدة لاعبين أبرزهم ريكاردو بيريرا ظهير ليستر سيتي الحالي والفنزويلي داروين ماتشيس لاعب غرناطة الحالي والجزائري هلال عربي سوداني، وأيضا البرازيلي أوتافيو لاعب بورتو الحالي.
"يحتاج المدرب إلى فهم الموقف قبل اتخاذ قراراته. لحسن الحظ، تمكنت من التوصل إلى استراتيجيات للتغلب على كل عقبة".
في 2013 قاد الفريق للفوز على بنفيكا وحصد لقب كأس البرتغال لأول مرة في تاريخ النادي.
بعد 4 مواسم مع جيماريش تولى تدريب أحد الكبار الثلاثة في البرتغال، بنفيكا.
"في بنفيكا، كانت لدي فرصة للاعتماد على لاعبين من فرق الشباب. كانت رغبة النادي وتطابق إرادتي".
"كان رد فعلي الفوري هو البدء في العمل والتعرف بسرعة على ما ينطوي عليه تشغيل نادٍ بهذا الحجم. ودائما ما أفكر: روي، إذا وصلت إلى هذا الحد، فذلك يعني أن لديك بعض الجودة. هيا نذهب إليها".
حقق فيتوريا لقب الدوري البرتغالي مرتين متتاليتين مع بنفيكا قائدا الفريق لأول مرة في تاريخه لحصد اللقب 4 مرات متتالية.
في مسيرته مع بنفيكا كان مشكلته الأبرز عدم التفوق في المواجهات المباشرة ضد المنافسين المباشرين.
ضد سبورتنج لشبونة خاض 9 مباريات، فاز في 2 وخسر 3 وتعادل في 4، نفس الأمر ضد بورتو.
في موسمه الأول قاد النسور للخروج بصعوبة من ربع نهائي دوري الأبطال ضد بايرن ميونيخ بعدما خسر ذهابا ضد كتيبة بيب جوارديولا بنتيجة 1-0 وتعادل إيابا 2-2.
لكنه في موسم 2017-18 خسر جميع مبارياته في دور المجموعات من دوري الأبطال.
"ربما تمكنت من تحقيق كل ما يتوقعه النادي من مدربه: الفوز بالألقاب، وملء الملاعب دائما، وتطوير اللاعبين الشباب. كانت هناك عوائد رياضية ومالية".
"هناك نقطة هنا يجب ألا تغيب عن بالنا عند تقييم عمل المدرب: العلاقة بين الاستثمار والأداء الرياضي. في هذا الصدد، كان التوازن الذي تركته في بنفيكا إيجابيا بصراحة".
"أتيحت لي الفرصة لتصعيد لاعبين من فرق الشباب. كانت رغبة النادي، وتطابق إرادتي. قررنا معا أن الوقت قد حان لاغتنام الفرصة، للاعتماد على 5-6 لاعبين شباب".
"يجب أن يكون هناك انسجام في هذه القرارات. لا يكفي أن يريد النادي فقط، أو المدير فقط. من الضروري مشاركة نفس الرؤية. وهكذا، بدأ لاعبون مثل جواو فيليكس وريناتو سانشيز، من بين آخرين، في لعب دور أكثر بروزا".
خلال 3 مواسم ونصف خاض كل الأسماء التالية مباراتها الأولى تحت قيادته في الدوري البرتغالي مع بنفيكا: ميل سالفار وريناتو سانشيز ولوكا يوفيتش وجواو فيليكس وجيدشون فيرنانديش وروبن دياش ونيلسون سيميدو.
تحدث روي عن تطور جواو فيليكس الذي أصبح أغلى لاعب بعد ذلك يرحل عن صفوف بنفيكا مقابل 120 مليون يورو صوب أتليتكو مدريد: "في حالة جواو، قلة من الناس يعرفون كل العمل المنجز في تطوره. قبل عام من انضمامه إلى الفريق الأول، قررنا أنه سيلعب في المراحل النهائية من دوري الشباب".
"كان في ذلك الوقت بالفعل في فريق بنفيكا ب (الرديف)، لكننا اخترنا عودته إلى فريق الشباب لتلك المرحلة الأخيرة من المسابقة. أردنا منحه جولة أخيرة قبل أن يثبت نفسه في الجانب الاحترافي. انتهى به الأمر هدافا في تلك المرحلة النهائية، وتوج الفريق باللقب".
"لقد ساهم امتلاك بنفيكا هذه الشجاعة. وفي وجود فريق فائز بالبطولة يجعل من السهل دمج الشباب. في جميع مجالات الحياة: الشاب يجلب الخفة، وغالبا ما يكون أكثر جرأة. هذا أيضا أساسي للوصول إلى مستويات عالية من الأداء".
رحل فيتوريا بعد 3 مواسم ونصف عن نسور العاصمة البرتغالية، واتجه لخوض تجربة جديدة كليا.
"لكي تصبح مديرا جيدا، يجب أن تعرف المزيد عن الحياة - المزيد عن عوالم أخرى ما بعد كرة القدم".
وافق فيتوريا على تدريب النصر السعودي في 2019 " كانت فرصة بالنسبة لي لتجربة ثقافة جديدة" ومنحه فرصة القتال على الألقاب ويعتقد أنها كانت "تستحق العناء رغم قصر المدة".
قاد العالمي لحصد لقب الدوري بعد غياب دام 4 مواسم والسوبر السعودي.
تجربته الأخيرة مع سبارتاك موسكو وصفها بالبرتغال بـ "التحدي الأصعب في مسيرته".
حصد 9 انتصارات من 26 مباراة في جميع المسابقات وودع دوري الأبطال من الدور التمهيدي على يد بنفيكا الموسم المنقضي ورحل مع انتصاف الموسم.
"كنت لاعب خط وسط. أقل ما أعجبني هو رؤية الكرة تتطاير فوق رأسي. أحب كرة القدم التي تُلعب جيدا بطريقة مدروسة، أشعر بالصدمة عندما تتعامل الفرق مع الكرة بشكل سيء. تدور فكرتي عن اللعبة حول الجودة والحدة ورد الفعل الفوري عند خسارة الاستحواذ".
ربما يفسر هذا التصريح قليلا أفكار المدرب البرتغالي.
"هناك أشياء لم تتغير في داخلي منذ ما يقرب من عقدين كمدرب. هذه جوانب شخصيتي. كنت وما زلت شخصا متحفظا. ما زلت مستقرا عاطفيا. بمعنى آخر: أنا نفس الشخص، لكنني مدير مختلف تماما".
"نحن نعمل مع محترفين: لاعبين ومساعدين ومديرين. لكن قبل أي شيء، نحن جميعا بشر. المدرب يدير مهارات هؤلاء البشر. يحتاج المدرب الجيد إلى فهم الناس".
"عندما أكون مع أطفالي، أو في العشاء مع الأصدقاء، أو أعزف على الطبول، فأنا غير متصل باللعبة. نتيجة لذلك، أنا أتطور كمحترف أيضا".
"كرة القدم هي الحياة. وهناك أشياء كثيرة من حياتنا نضيفها إلى اللعبة".
اقرأ أيضًا
إيهاب الكومي يرد على الانتقادات التي طالت اتحاد الكرة