كتب : أحمد أباظة
يقترب البرتغالي باولو سوزا من تدريب منتخب مصر، حيث يفاوضه الاتحاد المصري لكرة القدم في الوقت الحالي.
ولا يرتبط المدرب بأي عقود، إذ رحل عن فلامنجو البرازيلي مطلع يونيو الجاري.
الرجل الذي درب العديد من الفرق مثل كوينز بارك رينجرز وسوانزي سيتي وبازل وفيورنتينا وبوردو ومنتخب بولندا، يملك العديد من الأفكار الواضحة التي حملها معه أينما ذهب.
بالاستعانة بتقريري Running the show و Ligue 1 Analysis، سنحاول التعرف على ملامح سوزا التدريبية بين فيورنتينا وبوردو.
في فيورنتينا اعتمد سوزا على 3-4-2-1: دفاع ثلاثي وظهيري طرف بنزعة هجومية عالية، وثنائي محور يتقدمه صانعي لعب تحت مهاجم وحيد.
سعى سوزا مع الفيولا للبناء من الخلف، اعتمادا على المدافع الراحل دافيدي أستوري تحديدا الذي كان مميزا في حالة الاستحواذ، على أن يتولى ثنائي المحور عملية تدوير الكرة.
هذه المقاربة –على قدر مخاطرها- ساعدت الفريق كثيرا في الهيمنة على عدة مباريات، وكما اتفقنا سابقا أن لكل عصر صيحته، فقد شهد الزمن افتتانا كبيرا بأفكار بيب جوارديولا، التي انتهج منها سوزا الكثير مع فيورنتينا، خصوصا في عملية بناء اللعب.
في الصفوف الأمامية تختلف الأمور بعض الشيء، إذ تمحور دور ثنائي صناعة اللعب بورخا فاليرو وجوسيب إيليسيتش في إمداد المهاجم نيكولا كالينيتش بالفرص، وهي طريقة مباشرة للغاية للتسجيل، بينما يكفل ظهيري الطرف توسيع الرقعة بما يكفي.
أما في عملية الدفاع، وعلى عكس عرف خط الدفاع الثلاثي الذي يتحول إلى خماسي في حال فقدان الكرة، كان سوزا يحول دفاع فيورنتينا إلى رباعي بسحب ظهير الطرف الأيسر (ماركوس ألونسو وأحيانا فيديريكو برناردسكي) إلى ظهير أيسر في خط دفاع رباعي، مع تحرك قلب الدفاع فاكوندو رونكاليا ليصبح الظهير الأيمن.
في هذا التحول يتقدم جاكوب بلاتشكوفسكي ظهير الطرف الأيمن ليصبح جناح وسط أيمن، فيما يتراجع فاليرو صانع الألعاب من الطرف الأيسر إلى جناح وسط أيسر، فيتحول الرسم إلى 4-4-1-1.
بالانتقال إلى بوردو، اعتمد سوزا على مزيج بين 4-2-3-1 و3-4-2-1 التي كانت مفضلته مع فيورنتينا، مع إدخال 5-4-1 و3-4-3 في بعض المباريات، والتي هي في النهاية مجرد متحولات من خطته الأم "3-4-2-1"، وفي كل الأحوال، تظل الفلسفة واحدة في جميع المباريات.
تميز فريق سوزا بمرونة كبيرة في وجود الكرة وغيابها، وكان يميل للضغط من الأمام دائما لمنع الخصم من التحضير بأريحية من الخلف ولاستعادة الاستحواذ في منتصف ملعب الخصم، في خليط بين التركيز على الرقابة والمواجهات الفردية من جانب، وعلى مساحات بعينها من الجانب الآخر.
عملية بناء اللعب تبدأ من الحارس، وفي وجود خط الدفاع الرباعي يتراجع الظهيران لتوفير الدعم لقلبي الدفاع، فيما يتقدمهم لاعبي الوسط لضمان احتفاظ آمن بالكرة، على أن تتولى الصفوف الأمامية عملية إيجاد الثغرات لينطلق مهاجم خلف دفاعات الخصم.
في الوقت ذاته لا تختلف عملية البناء حين يعود بوردو إلى خط الدفاع الثلاثي، ففي هذه الحالة يبقى أحد ظهيري الطرف فقط على هذه المقربة مكونا ما يشبه خط الدفاع الرباعي، فيما ينطلق الآخر للأمام مكونا ثلاثيا هجوميا من خط الوسط خلف المهاجم، وموفرا الاتساع اللازم في الوقت ذاته.
بكلمات أخرى.. يستخدم بوردو رسم 4-2-3-1 في عملية بناء اللعب، أيا كان الرسم الذي يخوض به المباراة أصلا. المرونة التكتيكية حاضرة، ولكن الفلسفة لا تتغير.
حين كان الفريق الفرنسي ينقل الكرة إلى الثلث الأخير، يميل للتمرير القصير لنقل الكرة عموديا إلى هذه المرحلة، ولكن في الوقت ذاته تظل إمكانية إلقاء الكرة الطويلة في المساحة حاضرة كخيار موازٍ، في مزيج بين الاستحواذ والمقاربة المباشرة.
رغم ذلك كان الفريق يعاني من قلة الفاعلية داخل منطقة الجزاء، فبحلول توقف النشاط الشهير بفضل جائحة كورونا، كان بوردو الفريق الأخير في الدوري الفرنسي على صعيد عدد التمريرات داخل منطقة جزاء الخصم، والتاسع عشر (قبل الأخير) في التمريرات المفتاحية، والثامن عشر في التسديدات.
من ضمن عوامل هذا الأمر كان اعتياد اللاعبين على اللعب المباشر أكثر من العمل على إيصال الكرة إلى داخل المنطقة بمتوالية جماعية، وهذا بحد ذاته أحد أخطر عيوب الحد الثاني لمنظومة الاستحواذ: إن لم تسعفك القدرات الطبيعية والخبرات المكتسبة للاعبيك، لا جدوى.
المشاكل الدفاعية التي واجهها بوردو أيضا كانت واضحة للغاية، وعنوانها بسيط: الهجمات المرتدة. بوردو كان فريقا قابلا لفقد الاستحواذ في ثلثه الدفاعي، وعرضة لخسارة تماسكه العمودي تاركا مساحة صالحة للاستغلال بين خطي الوسط والدفاع. الكرة الطولية كانت حلا للانتقال من الثلث الأول إلى الأخير، ولكن حين تفقد هذه الكرة، عادة ما تكون النتيجة أسوأ مما يمكن لبوردو أن يتحمل.
رغم ذلك كان يملك الفريق ميزة مهمة للغاية، وهي تفوقه في الكرات الثابتة، إذ سجل منها 30% من أهدافه، متفوقا على كافة أقرانه في الدوري الفرنسي.
سوزا هو لاعب سابق تحت قيادة كارلوس كيروش المدير الفني السابق لمنتخب مصر، كما عمل كمساعد له في منتخب البرتغال لوقت قصير، ولكن هذه الأفكار الكروية بصورة عامة لا تشبه كيروش، فهل ستكون هي الحل لمنتخب مصر؟
اقرأ أيضا:
اتحاد الكرة يكشف لـ في الجول: نفاوض سوزا لتدريب المنتخب
مدرب الأهلي - ريكاردو سواريس.. الأفضل في البرتغال لحل المشاكل بأسرع وقت ومورينيو مثله الأعلى
مدرب الأهلي - من الاستحواذ والضغط إلى الدفاع السداسي.. كيف يلعب ريكاردو سواريس
مدرب الأهلي - اعتراضات التحكيم وإشادة بالجماهير.. كيف يتعامل سواريس مع الإعلام؟