جوني كالافات.. الأخطبوط صائد المواهب الذي يمتلك شبكة من الجواسيس في ريال مدريد

"أصعب شيء في كرة القدم هو اكتشاف اللاعبين" المدرب الإسباني خوان سانتيستيبان ولاعب ريال مدريد السابق المساهم في أول خمس كؤوس أوروبية.

كتب : محمود عزت

الخميس، 23 يونيو 2022 - 22:23
جوني كالافات

"أصعب شيء في كرة القدم هو اكتشاف اللاعبين" المدرب الإسباني خوان سانتيستيبان ولاعب ريال مدريد السابق المساهم في أول خمس كؤوس أوروبية.

تنوعت استراتيجية ريال مدريد بين التعاقد مع النجوم الكبار والتركيز على اللاعبين الشباب، حيث العثور على نجوم صاعدة يتم تطويرهم بمساعدة اللاعبين المخضرمين في الفريق الملكي، لتنفيذ هذا العمل كان لدى النادي أنسب رجل لتلك المهمة هو "جوني كالافات".

النادي الذي طالما اشتهر بدفع شراء أفضل اللاعبين على مستوى العالم، وصفقات يكون بعضها قياسية لمحاولة تكوين "جلاكتيكوس" بين حين وآخر، لا ينسى أيضا التنقيب عن أفضل المواهب في العالم.

الصعود النيزكي

برز جوني كالافات اللبناني الأصل كلاعب كرة قدم داخل الصالات ثم عمل معلق في أحد القنوات، واتخذت حياته منعطفًا غير متوقع بعدما تخصص في "الكشافة" بسبب شغفه بكرة القدم الذي سمح له بالتطوير المستمر، واكتشف أن لديه "السحر" لاكتشاف اللاعبين الشباب.

وصل كالافات الذي يحمل الجنسية البرازيلية والإسبانية إلى ريال مدريد عام 2014، وتولى رئيس قسم الكشافة في أمريكا الجنوبية لريال مدريد كاستيا ليبحث عن الجواهر المصقولة في كل الأسواق منها البرازيلي والأوروجوياني والأرجنتيني.

وتمكن بسرعة كبيرة لكسب ثقة الجميع داخل النادي، حيث أوصى رامون مارتينيز الكشاف السابق الذي تعرض لوعة صحية بـ كالافات و طالب بتعيينه رئيس كشافة النادي بدلًا منه لأنه يعتقد أنه الأنسب لهذا المنصب، وبات جوني بطل الرواية في عام 2015.

عدل ريال مدريد استراتيجيته في سوق الانتقالات، لذلك بدأ النادي بالتعاقد مع نجوم الغد الشباب، وهذا هو المكان الذي لعب فيه جوني كالافات دائمًا دورًا حيويًا بالنسبة للنادي الملكي.

شبكة من الجواسيس

يصفه المقربون منه بـ "مجنون كرة القدم" أو "الأخطبوط" الذي لديه رؤية قدرة رائعة لاصطياد النجوم الناشئة، وكان لديه بالفعل عدد غير قليل من الاتصالات على جميع المستويات في أمريكا الجنوبية وفتح العديد من الأبواب لنفسه، التقى بمئات ممثلين الأندية وأقام علاقات قوية معهم.

لديه فريق من الكشافة الدوليين بسبب توسع شبكة علاقاته يساعدونه في إعداد التقارير وإبقائه على اطلاع دائم على حالة كل لاعب قد يكون ذا أهمية والتأكد من عدم إفلاته من أي موهبة مستقبلية، لديه أيضًا أرشيفًا لا نهاية له من مقاطع الفيديو التي يستخدمها في مرحلة الاستكشاف الأولى.

فهو يشاهد 100 مقطع فيديو أسبوعياً للاعبين الشباب الواعدين الذي لديهم هذا "السحر" من أجل إحداث فرق في المستقبل ولديه فريق من الكشافة منتشرين في جميع أنحاء العالم.

يسافر شخصيًا لتحليل اللاعبين الذين لديهم فرصة للعب مع نادي مدريد، حيث يذهب إلى ممثلي لاعب كرة القدم محاولًا معرفة اهتماماته، ثم يتفاوض مع النادي، ليتم إغلاق كل شيء بشكل جيد.

ويتحدث مع العائلة لإظهار المزايا المتعددة للتوقيع مع النادي وأسلوب حياتهم في المستقبل والمساعدة التي سيحصلون عليها للعيش مع ابنهم، قدرته على الاكتشاف ومن ثم التفاوض مع الأندية والمديرين والأقارب جعلته رئيس الكشافة فقط بعد بضعة أشهر.

في حالة فينسيوس جونيور على سبيل المثال، كان فلورنتينو بيريز قد كلفه بمهمة العثور على أفضل لاعب في المستقبل في العالم، واختار كالافات فينيسيوس من بين أكاديمية فلامينجو للشباب.

وسافر رئيس الكشافة إلى البرازيل أكثر من 10 مرات من أجل رؤية فينيسيوس في عدد من المباريات وأيضا لاعبين آخرين، وشارك في المفاوضات بنفسه حيث تنافس برشلونة على توقيع فينيسيوس.

لذلك ذهب كالافات شخصيًا لمقابلة اللاعب في فبراير 2017 في ريو دي جانيرو، للتأكد من أن اللاعب يناسب ريال مدريد، في ذلك اليوم قدم رئيس الكشافة قميص وقعه جميع لاعبي الفريق الأول هدية إلى الشاب البرازيلي.

أراد فلورنتينو بشدة العثور على ليونيل ميسي القادم، لاعب يمكنه تطوير مسيرته منذ البداية في ريال مدريد دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ كبيرة في سوق الانتقالات.

عانى كالافات عندما سادت الشكوك حول أداء فينيسيوس مع الميرنجي، لكنه لم يفقد الثقة أبدًا وكان دائمًا مدعومًا من قبل الرئيس بيريز.

كما تعاقد مع رودريجو من سانتوس "إنه أفضل من فينيسيوس"، هكذا أخبروه قبل التعاقد مع الموهبة البرازيلية الشابة.

وتعاقد مع كاسيميرو أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم، قام بإقناع والديه بأنه سيكون نجمًا كبيرًا في الريال وحسم صفقته سريعًا مع رئيس ساو باولو ليلعب في الكاستيا ومن ثم ينتقل لبورتو على سبيل الإعارة حيث نضج وعاد نجمًا لا غنى عنه ولا يمس بتشكيلة المدرب السابق زين الدين زيدان.

الحلم أصبح حقيقة

وفي صباح يوم بارد في مونتيفيديو عاصمة أوروجواي، استيقظ الطفل الصغير فيدي فالفيردي بين الخوف والفرحة، ركض إلى والديه وأخبرهما أنه حلم أن الجميع في ملعب ضخم يصفق له.

جاءت المشكلة عندما أخبر والديه أنه يرتدي الأبيض، في حين أن ناديه بينارول يرتدي اللونين الأصفر والأسود، وارتدى ناسيونال الفريق المنافس اللون الأبيض.

كان ذلك طبيعي بالنسبة لطفل يقضي أيامه في لعب كرة القدم، وإلى حد ما كان من المنطقي افتراض خطأه في سرد أحداث الحلم.

جاءت المفاجأة عندما تكرر الحلم بعد أيام قليلة، وفي تلك اللحظة أدرك فيدي الصغير أن المشهد لم يكن في موطنه أوروجواي.

كان الملعب بأكمله يهتف باسمه "فيدي، فيدي، فيدي"، لكن بلكنة غريبة لدرجة أنه أخبر والدته أنهم ليسوا من الأوروجواي، هل هناك فريق يرتدي ملابس بيضاء ويتحدث جماهيره اللغة الإسبانية ولكن بشكل مختلف قليلاً؟

راقبه ريال مدريد واتخذ قرار بالتعاقد معه، بعد الاجتماع الأول مع العائلة لم تتمكن والدته من فهم ما كان يحدث لم تصدق ذلك، كان أول سؤال لـ كالافت عما إذا كان يمثل ريال مدريد حقًا، عندما اكتشفت ذلك انفجرت بالبكاء.

3 أندية طاردت اللاعب الشاب هي آرسنال وبرشلونة وتشيلسي، وكان المدفعجية قد حسموا الأمر تقريبًا لكفتهم لكن تدخل كالافات جعل الحلم يصبح حقيقة، بعدما أقنع والدة اللاعب لمقابلة خوان بيدرو دامياني رئيس بينارول، للضغط على رحيله إلى الفريق الإسباني.

إدير ميليتاو هو أيضًا أحد رهاناته التي آتت أكلها، ويعد قلب الدفاع البرازيلي الآن أحد الركائز الأساسية في الفريق وفضله على ماتياس دي ليخت لاعب يوفنتوس الحالي.

أوديجارد مثال آخر على نجاحات الأخطبوط، بعدما طاردته أكبر أندية أوروبا على سبيل المثال بايرن ميونخ، وبرشلونة وليفربول، لكن جوني يثبت مرة أخرى قدرته على اقتناص المواهب، بفضل اتصالاته مع والد اللاعب وناديه بعد عشاء بسيط جمعهم به فأقنعهم، وأصبح اللاعب مدريديستا.

استقطاب ماركو أسينسيو من نادي مايوركا لم يكن سهلا على الإطلاق، حينها كان يترأس النادي ميجويل أنخيل وهو لاعب سابق في برشلونة الذي حاول استغلال ذلك لخطف أسينسيو، لكن تدخل رافايل نادال أسطورة التنس وجوني قضى على أحلامهم.

وفعل ذلك مع إدوارد كامافينجا، حيث فتح خط اتصال مع أسرة اللاعب، وسرعان ما اقتنع الفرنسي بأن ريال مدريد هو أفضل وجهة ممكنة.

كما كان له دور فعال في صفقة أورلين تشواميني، وسافر إلى موناكو للتأكد من أن العملية كانت سلسة والمساعدة في تعزيز موقع مدريد على طاولة المفاوضات.

ولعب أيضًا دورًا تفاوضيًا في عمليات أخرى في السنوات الأخيرة، مثل صفقات لوكا يوفيتش إيدن هازارد وأنطونيو روديجر أو تيك كوبو الذي استطاع جلبه للنادي وسط منافسة شرسة من برشلونة وباريس سان جيرمان.

لا تسير الأمور دائما كما ينبغي

من المتوقع دائمًا ألا ينجح لاعب من بين كل ثلاثة أو أربعة لاعبين، لأنهم صغار جدًا والنجاح في ريال مدريد صعب للغاية، لكننا وقعنا معهم للاعتناء بهم وتدريبهم، بحيث إنهم يتحملون الضغط ويفكرون فقط في إثبات جدارتهم داخل الملعب.

نعم لم يكن كل شيء يتم بشكل صحيح، على سبيل المثال البرازيلي لوكاس سيلفا إحدى تلك الحالات حيث برز كلاعب خط وسط في كروزيرو وتم توقيع معه في يناير 2015، لكن أثرت إصابته القلب على مسيرته الاحترافية.

أيضا الباراجوياني سيرجيو دياز لم يصل إلى المستوى المأمول ويلعب حاليا في نادي سيرو بورتينيو بموطنه الأصلي، كما رينير جيسوس المعار حاليًا إلى بوروسيا دورتموند الذي لم يؤد كما كان متوقعًا في أوروبا لكنه مازال شابًا، هذا كله جزء من المجازفة التي تتخذها إدارة النادي.

بعض صفقات كالافات قد لا تؤدي داخل أرض الملعب، لكن من الناحية المالية تؤتي ثمارها ويحاول النادي الاستفادة من كل التعاقدات سواء نجحت أم لا، على سبيل المثال التعاقد مع فينيسيوس من فلامنجو وتم شراء رودريجو من سانتوس، كلا اللاعبين كلف كل منهما 45 مليون يورو.

وكانت هناك انتقادات من البعض في مدريد بشأن هذه التعاقدات، بالنظر إلى السعر وأعمارهم الصغيرة، الآن تقدر قيمة فينيسيوس بنحو 100 مليون يورو أي أكثر من الضعف، وفقًا لموقع ترانسفير ماركت.

و شهد رودريجو الذي انضم في 2019 زيادة في قيمته التي أصبحت 60 مليون يورو في موسم 2021-2022، مع مستويات رائعة في الجناح الأيمن.

مثال على عمل كالافات المالي هو توقيع فيدي فالفيردي، حيث دفع لوس بلانكوس 5 ملايين يورو له في عام 2016، عندما كان بالكاد تبلغ قيمته 450 ألف يورو، بعد 6 سنوات أصبح لاعبًا رئيسيًا وتبلغ قيمته 70 مليون يورو.

رودولفو كاتينو نائب رئيس بينارول السابق هو شخص يعرف فالفيردي أكثر من غيره لأنه كان معه في المراحل الأولى من مسيرته، تذكر الاهتمام الذي ولّده فيدي من جانب ريال مدريد، حيث قال:

"مدريد وضع ثقتهم في فيدي لأن جوني كالافات قد رأى شيئًا مميزًا، لقد دفعوا 5 ملايين يورو بالإضافة إلى وجود متغيرات أخرى، لقد ثبت أنهم كانوا على حق في قرارهم."

ميليتاو الذي كلف 50 مليون يورو يساوي 60 مليون يورو في الوقت الحالي، فيما دفع ريال مدريد 31 مليون يورو لنادي رين الفرنسي ليحصل على خدمات إدواردو كامافينجا، وتبلغ قيمة اللاعب الفرنسي الآن 55 مليون يورو.

أيضا أوديجارد الذي باعه ريال مدريد الموسم الماضي لنادي آرسنال مقابل 35 مليون يورو، تكلف 2.8 مليون يورو فقط في عام 2015.

الصفقة التي تم التخلي عنها بسبب التكلفة كانت عملية انتقال نيمار، كان جوني كالافات وأوسكار ريبوت في البرازيل للتعاقد مع لاعب باريس سان جيرمان الحالي في عام 2013 ، لكن ارتفاع سعر اللاعب وزيادة "العمولات" للأقارب والوكلاء جعل ريال مدريد يقول "لا".

إرث "كالافات"

أمريكا الجنوبية لا تزال موطنًا للعديد من لاعبي كالافات المفضلين، أحد الأهداف المستقبلية هو إندريك من بالميراس، النادي يتابع تطوره وينتظر أن يبلغ من العمر 16 عامًا قبل اتخاذ قرار الشراء، أيضا ماتيوس ناسيمنتو مهاجم بوتافوجو البالغ من العمر 18 عامًا.

كان كالافات شخصية رئيسية في نجاح ثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم. لا يمكن التقليل من دوره في النادي، كونه أحد أهم رجال الأقوياء لدى فلورنتينو بيريز رئيس النادي.

ذهب كشاف المواهب دون أن يلاحظه أحد في استاد فرنسا عندما فاز ريال مدريد على ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا في 28 مايو، لقد كان المهندس وراء هيمنة النادي على سوق الانتقالات ولعب أكثر من دوره في نجاح النادي في السنوات الأخيرة..

إرث رئيس قسم الكشافة في ريال مدريد سيكون إلى الأبد، إنه الشخص المسؤول عن النادي الذي اجتاز بنجاح فترة "التسليم" عبر الأجيال في لوس بلانكوس.

طالع أيضا

خاص - كواليس صرف اتحاد الكرة لمستحقات جهاز المنتخب الأسبق

غزل المحلة يطالب بإعادة مباراة الأهلي

موسيماني: رحيلي عن الأهلي كان صادما

زيادة عدد اللاعبين في القوائم النهائية لـ كأس العالم 2022