مدرب الأهلي - مؤسس لوكاكو صاحب الـ5 لغات.. من هو يانيك فيريرا المرشح لخلافة موسيماني
الأربعاء، 15 يونيو 2022 - 23:16
كتب : محمود عزت
"الاحترام لا يعني أن تقول لي "حضرتك" أو الحديث بشكل لبق فحسب، بل الإخلاص في التدريب وإعطاء كل ما لديك في التدريبات والمباريات، واحترام الوقت سواء في أي شيء يتعلق بالنادي، أيضا احترام النادي والجمهور والحكام وزملائك في الفريق والمنافس، كما لابد من احترام الاختلاف بيننا كأشخاص، وهذه أشياء لا يمكنني التفاوض حولها، بدون ذلك لا نستطيع خلق بيئة عمل ممتازة".. يانيك فيريرا
يانيك فيريرا هو أحد المرشحين المحتملين لخلافة بيتسو موسيماني في تدريب الأهلي حيث تنطبق عليه المواصفات التي تراها إدارة الأحمر لمستقبل الفريق.
واقعي
يقول فيريرا في تصريحات سابقة: "بعض المدربين بمجرد تلقي العروض يوافقون على الفور، لا أحب هذه الطريقة لدى بعض القيم التي أتمسك بها".
“اعتدت على ممارسة كرة القدم منذ أن كنت صغيرا، كان لدي أحلام كبيرة مثل أي طفل، حينما وصلت إلى سن 22 عام أدركت أنني لن ألعب لصالح مانشستر يونايتد أو مثلا اللعب في كأس العالم، مما أجعلني في التوقف عن ممارسة كرة القدم وفعل شيء آخر".
"كنت دائما قائد فيما أفعله، اتجهت للتدريب من أجل مساعدة الأطفال على التقدم بشكل سريع، حصلت على كل الشهادات اللازمة، وبدأت بتدريب الأطفال تحت 12 عام في نادي أندرلخت لمدة 6 سنوات".
اقرأ: مستعد لكل شيء.. من هو روي فيتوريا المرشح لخلافة موسيماني
اقرأ: قاهر جوارديولا وساعد صلاح.. من هو رودي جارسيا المرشح لخلافة موسيماني
"أعتقد أن تدريب الأطفال يكون الهدف منه هو جعل تطويرهم على الصعيد التقني والفني بغض النظر عن النتائج، مع الاهتمام بالنتائج على صعيد البطولات الدولية، أعتقد أن هذا الخليط هو المطلوب".
"لقد دربت العديد من اللاعبين المعروفين الآن مثل الأخوين لوكاكو و تيليمانس وعدنان يانوزاي ولياندير ديندونكير"
"أتذكر روميلو لوكاكو الذي تم تصعيده في النادي في عمر 16 عام ولعب مع الفريق الأول، كان مميزا للغاية، وعندما لعب معنا مرة أخرى ضمن مباريات مختلطة بين سن 12 حتى 16 عام، كان يفرح لتسجيل الأهداف كما أنه يلعب مع الفريق الأول في أندرلخت، كان مهاجم ممتاز وهو آلة تهديف ممتازة، وأعتقد أنه هؤلاء اللاعبين أضافوا لي أكثر مما أضفت لهم".
أصبح يانيك محلل أداء بالفيديو داخل نادي أندرلخت ثم انتقل إلى فريق جينت، ومنه كمساعد للمدرب ميشيل برودوم في نادي الشباب السعودي مع استمرار عمله كمحلل فيديو.
أصغر مدرب في تاريخ الدوري البلجيكي
بات فيريرا الصغير مدرب فريق رويال شارلروا البلجيكي لأول مرة في سن الـ31، بعد قرار من الإيراني عباس بيات رئيس النادي المعروف بقراراته "المجنونة" حينما يذهب الجميع إلى اليسار يقرر هو الذهاب إلى اليمين بعدما أجرى عدة مقابلات معه عام 2012، هكذا وصف يانيك فيريرا رجل الأعمال الإيراني.
في يوليو 2012، وقع فيريرا عقده الأول كمدرب وأصبح في 31 عامًا و 10 أشهر و4 أيام، أصغر في تاريخ الدوري البلجيكي.
حاول المدرب الشاب الهروب بعيدا عن مناطق الهبوط، لينجح رفقة شارلروا في النجاة بشق الأنفس قبل أن يرحل إلى نادي سينت ترويدن في الدرجة الثانية، في موسمه الأول حاول الصعود إلى الدوري البلجيكي بعد احتلال المركز الثالث ولم يتمكن من الصعود، هذا لم يمنع إدارة النادي في تجديد التعاقد لينجز المهمة بالفعل في موسمه الثاني.
في الموسم التحضيري واجه المدرب فريق من المجر يلعب في البطولات الأوروبية في مباريات تحضيرية، ليتأخر في الشوط الأول بهدفين دون رد، وقال للاعبين بين الشوطين: "أتفهم مدى الفارق بين اللعب في الدرجة الثانية واللعب في الدوري البلجيكي أو فرق تلعب أوروبيا، لكن علينا أن نلعب بطريقتنا حتى لو خسرنا 8-0، الأهم أن نستمتع بكرة القدم". وبالفعل استطاع الفريق العودة والتعادل بنتيجة 2-2.
مرة أخرى واجه الفريق تشارلتون الإنجليزي، لكن هذه المرة فاز الفريق برباعية نظيفة ليثبت جودة أفكار المدرب.
بعد 6 مباريات في الدوري البلجيكي استطاع الفوز فيها على جينك وكلوب بروج، كان الفريق جائعا بشكل حقيقي وطموح للغاية ويضغط بشكل قوي مهما كان اسم المنافس.
"كنت أمتلك طموح وجودة وحماس من أجل تحقيق شيء للنادي مع ميزانية قليلة للغاية، كنت أتقاضى 2500 يورو شهريا في الدرجة الثانية لذلك كنت أريد لاعبين يملكون نفس الصفات".
"على ملعبنا كنا نلعب على العشب الصناعي كنا أشبه بفريق كرة القدم الخماسية مع سعة 12 ألف متفرج التي تعد كبيرة بالنسبة للمباريات بالدرجة الثانية في بلجيكا ساعدونا على حسم بعض النقاط، أما خارج ملعبنا في الطين وملاعب سيئة كنا أشبه بفرق رياضة الرجبي".
انتقل بعدها إلى تدريب ستاندر دو لياج الخطوة الأكبر في مسيرته، بعد صعوبة كبيرة في بداية الموسم. حتى أن النادي تراجع إلى المركز 16 والأخير في الترتيب في أكتوبر 2015.
ثم فاز فيريرا على على أندرلخت (1-0) أعقبه على كلوب بروج (2-0) على أرضه، وبعد حصوله على المركز السابع في المرحلة الكلاسيكية من البطولة البلجيكية، فشل في تأهيل فريقه للمباريات الفاصلة.
من ناحية أخرى، فاز بكأس بلجيكا في 20 مارس 2016 بفوزه على كلوب بروج 2-1، وبالتالي تأهل بشكل مباشر لمرحلة المجموعات من الدوري الأوروبي 2016-2017.
بدأ موسم 2016-2017 بداية سيئة مرة أخرى مع فريق ستاندار لييج بهزيمة في كأس السوبر البلجيكي أمام بروج وفوز واحد فقط في أول 5 مباريات بالدوري، وهذا غير كافٍ للإدارة التي تريد إنهاء الموسم في المراكز الثلاثة الأولى.
وأقيل يانيك فيريرا من النادي في 6 سبتمبر 2016 بعد عام واحد من وصوله.
البقاء في المنزل
انتقل بعدها إلى تدريب نادي ميخلين في الدوري البلجيكي، حاول الصعود معهم للبطولات الأوروبية لكنه تعرض أيضا للإقالة بعد تراجع النتائج في الموسم الثاني له مع الفريق.
ومن أكتوبر 2017 حتى يوليو 2018 مكث في منزله بدون أي عروض تدريبية، قبل أن يوافق على تدريب فاسلاند بيفيرين.
ووقع عقدًا لمدة موسمين، وأقيل من النادي في 11 نوفمبر 2018 بعد نتائج مخيبة للآمال (المركز 14 في البطولة بفوز واحد فقط وبفارق نقطتين عن الأخير).
واستمر معهم 5 شهور فقط، حيث لم يشعر يانيك بالراحة معهم ليبقى في منزله لمدة 11 شهر مرة أخرى.
هذه نظرتي إلى كرة القدم
"طموحي الآن هو أستطيع أظهر فيه بشخصيتي الحقيقية وليس محاولة التأقلم مع ثقافة النادي".
قبل أن يخوض فيريرا هذه التجارب (شارلروا، ستاندر دولياج، سينت ترويدن) أجرى مقابلات من أجل شرح فلسفته في كرة القدم وأسلوبه المتبع، لكن في أندية ميخلين وبيفرين تعاقدوا معه بشكل مباشر بسبب تألقه في الأندية السابقة.
يؤمن يانيك فيريرا ببعض القيم التي تكون عاملا أساسيا في قبول العروض المقدمة له، منها الاحترام والتصميم على بلوغ الهدف وعنصر القيادة، عدم الاستسلام وروح الفريق بشكل عام، والتواصل بشكل جيد الذي يعد الإطار العام.
"بعض الأندية تتعاقد مع اللاعبين بدون الاتفاق على قيم ما، بالتالي كثيرا ما يحدث أن يرى اللاعب أنه فوق الفريق، ويخلق مشاكل بسبب عدم الالتزام".
"أنا شخص مسالم للغاية ولكن لن أترك أحدا يقف بيني وبين تحقيق أحلامي، رحيلي عن أي فريق بسبب تمسكي بهذه المبادئ يعتبره البعض جنون، لكنه كان الاختيار الأفضل دائما".
أثار بعض اللاعبين الشغب الذين هم أكبر سنًا من المدرب الشاب (31 عام حينها) لكنه تصرف بحدة واستبعد اللاعبين من التدريب ثم المباريات، وعادة ما تكون المؤتمرات الصحفية حول هؤلاء اللاعبين، فاز المدرب في تلك المباريات بدون هؤلاء اللاعبين مما منحه قوة كبيرة في غرفة خلع الملابس.
كما حدد كيفية طريقة إدارته للأمور والجهاز المساعد له وطريقة الإدارة في التعامل معه من أجل وضع الخطوط العريضة قبل خوض التجارب.
وأيضا أسلوبه في التدريب، وكيف يتعامل مع اللاعبين بشكل فردي أو جماعي، ثم أسلوب لعب الفريق هجوميا ودفاعيا
في بداية مسيرته كمدرب كان فيريرا هو مدرب رد الفعل "Reactive" قبل أن يحاول في الأعوام الأخيرة أن يصبح المبادر بالفعل "active"، بات لديه المبادئ الخاصة به لكنه عليه أن يتكيف مع وضعية النادي في بعض الأحيان.
"عندما خضت تجربة فاسلاند بيفيرين، كنت أقول لنفسي دائما، لا يهم من هو المنافس وطريقته، هذا أسلوبنا ولن يتغير، لن يجدي الأمر بسبب عدم توافر الإمكانات أو العقلية لتحقيق ذلك، على سبيل المثال بيب جوارديولا لا أعتقد أنه سينجح بسهولة في تغيير عقلية وثقافة نادي أتليتكو مدريد، كذلك الأمر بالنسبة لمانشستر يونايتد الذي اعتاد أن يكون المبادر بالفعل قبل أن تتغير هذه العقلية في السنوات الماضية، أنت تنظر لثقافة وفلسفة النادي ومن ثم تجد اللاعبين المناسبين لذلك".
"بالنسبة للتدريب، إذا فزت باللقاء الأخير ستكون مدربا جيد اوإذا خسرت فأنت مدرب سييء، هذا يوجد في كرة القدم في كل وقت، لكن الحقيقة أنه بمجرد ما يتم إقالتي (تمت 4 مرات) بعدها أكون شخص أفضل لأني اقرأ وأحاول تطوير نفسي من خلال متابعة المزيد من تفاصيل اللعبة".
"نصيحتي للمدربين الصغار ألا ينظروا إلى رواتبهم بل ما يتقاضوه عند الإقالة لأنهم ستتم الإطاحة بهم بالتأكيد، على الصعيد النفسي تكون مؤلمة للغاية".
تجربة جديدة
تلقى المدرب الشاب اتصال رئيس نادي الفتح ليرحل مرة أخرى باتجاه الدوري السعودي للمحترفين، ولكن هذه المرة كمدير فني، يانيك شاهد 6 مباريات لعبها النادي في الدوري قبل أن يجمع نقطة وحيدة قبل قبول عرض رئيس النادي وفي النهاية وافق على العرض المقدم.
"بعد الموافقة على العرض اصطحبت 3 مساعدين، وأخبرتهم أننا هنا في مهمة صعبة للغاية من أجل إنقاذ النادي، وبعد عدة أسابيع أدركت أنه مكان قد أبقى فيه لوقت أطول".
نجح يانيك في إنقاذ الفتح من الهبوط إلى الدرجة الأدني، وقامت إدارة النادي بتجديد التعاقد معه لمدة عامين.
أسلوبه الخططي
لعب يانيك بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 دائماً مع الفتح الذي يتحول لأكثر من شكل خلال المباراة مثل 4-3-3 أو 4-4-2، ويعتمد الفتح على مهاجم وهمي في معظم المباريات.
الفتح امتلك أكثر من شكل ونوع في البناء، أهمها الإعتماد على البناء العرضي خصوصاً أمام الأندية الكبيرة الذي يُقلل فرصة المنافس في قطع الكرة في مناطق خطرة وهذا يتطلب توسيع الملعب.
الفتح في عملية البناء اعتمد على سقوط لاعب المحور "سفيان بن دبكة" أمام قلبي الدفاع أو بينهم، والأظهرة تقوم بتوسيع الملعب لتعطي حامل الكرة خيارات تمرير أكثر.
في حالة تطبيق الضغط العالي من المنافس يرسل لاعبو الفتح كرات طولية ولا يُجازف بالبناء من الخلف.
كما اعتمد على الهجوم المرتد أمام الفرق القوية، بعد ضغط قوي على حامل الكرة ثم الافتكاك وإرسال كرة طولية في المساحات إلى الأجنحة، مرتدات الفتح لم تكون خجولة، بل بكثافة هجومية عالية.
الفتح مع يانيك فيريرا نجح بالتحول من فريق دفاعي بحت ينافس على الهبوط، ويلعب على التعادل فقط أمام الكبار في الدوري السعودي إلى فريق أكثر جرأة ويهاجم.
على الصعيد الدفاعي يلعب الفتح بأسلوب الضغط العالي في أغلب المباريات، ضغط بشكل محكم ويصعب من مهمة المنافس في البناء من الخلف والتدرج بالكرة شبه مستحيلة، ومع الكثافة العددية في مناطق الخصم عادةً ما يكون ضغط الفتح ناجح أما عن طريق قطع الكرة أو إجبار المنافس على لعب كرات طويلة.
ومع اختيار طريقة الضغط العالي قرر المدرب اللعب بدفاع متقدم، في حين إن لم تنجح عملية الضغط يعود إلى الضغط المتوسط بطريقة بـ 4-4-2 بتقارب خطوط لاعب الوسط.
مترجم لأول مرة
في الموسم الثاني، نجح الفريق الفتحاوي في تحقيق المركز السابع بالدوري السعودي، استطاع الانتصار على جميع الفرق الكبيرة في الدوري السعودي، كما وصل إلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين وأقصى فريق الهلال.
طلب فيريرا تدعيم الفريق ببعض اللاعبين لكنهم لم يكونوا على المستوى المأمول، وفي أحد المباريات خلال الموسم غاب 17 لاعب عن الفريق بسبب فيروس كورونا المستجد، حتى أنه لم يعرف أسماء بعض اللاعبين على الرغم من البداية الجيد للفريق.
انتقد فيريرا سلوك اللاعبين الذي يسهروا حتى وقت متأخر من الليل ويأكلون الوجبات السريعة ما علمه الصبر والعمل على تعديل سلوكهم.
كانت تجربة جديدة للغاية على المدرب البلجيكي، حتى أنه حظي بمترجم لأول مرة في مسيرته من أجل نقل التعليمات للفريق، وقال عن ذلك رأيت بعض الغرابة في بداية الأمر قبل أن أدرك إنها قد تكون شيئا جيدا لأنه يسمح له بالتفكير في ظل عملية الترجمة.
امتلك المدرب الشاب معلومات عديدة عن كر القدم، وفي نفس التوقيت أصبح من الضروري أن يعطيها بشكل تدريجي إلى لاعبي الفتح وليس على دفعة واحدة كما كان يفعل في بلجيكا -الذين تأسسوا في كرة القدم بشكل جيد- ما أظهر نتائج ممتازة على فريق الفتح.
يعتقد فيريرا أن الطبيب النفسي أو "Life coach" لابد أن يكون عنصرا أساسيا داخل فريق العمل، فهو يساعد على كيفية التعامل مع الضغوط وكيفية تنظيم الفريق بشكل عام، ليس مجرد إلقاء المحاضرات على فترات بدون فائدة حقيقية للفريق.
ولا يجب ذكر ذلك للاعبين الذين يعتقد الكثير منهم إذا تحدث مع الطبيب النفسي أن لدي المشكلة، وهذا غير صحيح.
واستمر فيريرا الذي يتحدث 5 لغات لمدة سنتين و3 شهور في الفتح حظى فيها بلحظات رائعة مع النادي السعودي، ومنذ يناير 2022 مازال يانيك فيريرا ينتظر عرضا للعودة إلى التدريب.
ورفض يانيك عرضا من أحد الأندية التي لم يكشف عن اسمها بسبب عدم اقتناعه بمشروع وفلسفة ثقافة النادي، وبات يبحث عن نادي يتوافق مع مبادئه الخاصة وفلسفته في اللعب.
المدرب البلجيكي الشاب نجح مع الفتح السعودي ويمتلك فلسفته الخاصة به، فهل يكون الأهلي تجربته الأولى في مصر؟
اقرأ أيضا:
مساعد كيروش يكشف: هل تم التواصل معه للعودة