كتب : محمود ضياء
الفريق الأكثر تسجيلا في أوروبا دفع ما يقارب 100 مليون يورو لتدعيم خط هجومه، بعيدا عن العمولات والرواتب.
للوهلة الأولى قد ترى هذا ضربا من الجنون، فما حاجة فريق سجل 147 هدفا في 57 مباراة للتعاقد مع مهاجمين؟
مهاجما مانشستر سيتي الجدد
تعاقد مانشستر سيتي مع الأرجنتيني جوليان ألفاريز مهاجم ريفر بليت في صفقة وصلت قيمتها إلى 23 مليون يورو.
ألفاريز شارك في 15 مباراة مع ريفر بليت هذا الموسم سجل خلالهم ثمانية أهداف وصنع أربعة آخرين.
إجمالا، سجل ابن الـ22 عاما 44 هدفا وصنع 29 آخرين في 111 مباراة.
ثم جاءت الصفقة المدوية بالتعاقد مع إرلينج هالاند بعد دفع 60 مليون يورو حسب التقارير الصحفية.
العمولات وحوافز التوقيع وغيرها سترفع بالطبع من قيمة الصفقتين وهو ما لن يكون مشكلة في كل الأحوال بالنسبة لـ مانشستر سيتي.
لعب هالاند 30 مباراة مع دروتموند هذا الموسم، سجل خلالهم 29 هدفا وصنع ثمانية آخرين.
86 هدفا و23 تمريرة حاسمة في 89 مباراة لابن الـ21 عاما مع الفريق الألماني.
لماذا يا سيتي؟
دعنا من أرقام الصفقات والماضي، ولنعد إلى السؤال الأهم. لماذا تعاقد مانشستر سيتي مع هذا الثنائي؟ أو لماذا كانت رغبة جوارديولا ملحة في التعاقد مع كين أو رونالدو خلال الصيف الماضي؟
سيتي بالفعل هو أكثر الأندية تسجيلا للأهداف بين أندية الدوريات الخمسة الكبرى بـ147 هدفا في 57 مباراة.
معدل 2.57 هدفا في المباراة الواحدة يبدو كافيا للفوز في أغلب المباريات إن لم يكن كلها ولكن الأمر مختلف في مانشستر سيتي.
جوارديولا اعتاد تسجيل عديد الأهداف في بعض المباريات وفي البعض الآخر تجد فريقه مكتوف الأيدي.
التعبير هنا ليس مجازيا، فأسلوب بيب جوارديولا يجعل لاعبيه أشبه بالإنسان الآلي.
حجم الحرية والارتجال المسموح به قليل، وعندما لا يصل الفريق لهدفه بالطريقة المعتادة، فالأمور تصبح أصعب.
التكتلات القوية أمام مانشستر سيتي وإغلاق المساحات والاعتماد على ضرب دفاعات جوارديولا المتقدمة هي الوسيلة الأسهل/الأصعب لإيقاف جوارديولا.
أنطونيو كونتي يمنحك الطريقة بعد الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين في فبراير
"قلت بالتأكيد سيحتفظ مانشستر سيتي بالكرة لمدة 65 أو 70 دقيقة وعلينا أن نكون جيدين من الناحية الخططية والدفاعية، وفي نفس الوقت عندما نقوم بالدفاع بصورة قوية، يكون فكرنا الأول هو الهجوم المضاد السريع، وقد فعلنا ذلك بنجاح".
ليس من السهل بالطبع ألا تخطئ أمام مانشستر سيتي وسط كل هذا الضغط والاستحواذ المستمر ولكنك إن نجحت فسيتي سيعاني بالتأكيد.
غياب المهاجم القادر على تسهيل التقدم في المباريات الصعبة، الذي يفتح الطريق أمامك لانتصار كبير.
هل تذكرت معاناة مانشستر سيتي أمام توتنام ذهابا وإيابا؟ أمام تشيلسي حتى رغم انتصاره؟ ساوثامبتون ذهابا وإيابا؟ ليستر سيتي ذهابا؟ كريستال بالاس ذهابا وإيابا؟
ربما لو نجح مانشستر سيتي في التسجيل في أيا من هذه المباريات مبكرا أو من نصف فرصة لانتصر بسهولة أو على الأقل لم يفقد النقاط.
سيرخيو أجويرو كان خير مثال على ذلك في مانشستر سيتي سابقا، وداخل الدوري الإنجليزي هاري كين في توتنام، كريستيانو رونالدو مع مانشستر يونايتد، وحتى روميلو لوكاكو في ثلاث أو أربع مباريات رفقة تشيلسي، مع المثال الأكبر في أوروبا هذا الموسم كريم بنزيمة.
ولو توافر أحدهم هذا الموسم لربما كان مانشستر سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا.
أُزيدك من الشعر بيتا، 101 فرصة مؤكدة أهدرها لاعبو مانشستر سيتي هذا الموسم من أصل 184 متاحة في كل البطولات ليكون أكثر الفرق إهدارا للفرص بين أندية الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا.
10 فرص مؤكدة أهدرها فيل فودين من 17 أتيحت له، 22 من أصل 37 لـ رحيم ستيرلنج، 10 من 20 لـ جابريال جيسوس، 7 من 25 لـ رياض محرز، 7 من 10 لـ جاك جريليش، 9 من 15 لـ بيرناردو سيلفا، 0 من 7 لـ كيفين دي بروين، 7 من 12 لـ إلكاي جوندوجان.
ماذا عن هالاند هذا الموسم؟ 13 فرصة مؤكدة مهدرة من 38 متاحة.
لا يتفوق على هالاند في نسبة التسجيل من الفرص المؤكدة هذا الموسم إلا رياض محرز وكيفن دي بروين من بين ثمانية لاعبين في الخط الأمامي.
هالاند سيدخل تحديا جديدا بالانتقال لمستوى أعلى مع دوري أكبر دون إهمال إصاباته المتكررة في آخر موسمين والتي جعلته يغيب عن 27 مباراة.
على الجانب الآخر، قد نرى بيب جوارديولا يغير خطته المعتادة ويتجه إلى 4-2-3-1 بجناحي خط لمنح فرصة أكبر لثنائية دي بروين وهالاند.
"مهاجم النصف فرصة" هو ما يحتاجه مانشستر سيتي لتفادي سقوط متكرر في الدوري ودوري أبطال أوروبا.
الفرصة الآن متاحة أمام هالاند وألفاريز للمجد وأمام جوارديولا أدواته التي عليه إحسان استغلالها.
اقرأ أيضا
موعد مباراة الأهلي والترجي في نهائي إفريقيا للطائرة
موقف معلول وديانج من نهائي إفريقيا