سيتي ضد ليفربول - لتجنب ندم جوارديولا على هاري كين.. وسلاحان سريان لـ كلوب
الجمعة، 08 أبريل 2022 - 15:49
كتب : عبد الرحمن فوزي
ستتجه أنظار العالم يوم الأحد المقبل إلى واحدة من أهم مباريات الموسم والتي ستجمع بين مانشستر سيتي وليفربول على ملعب الاتحاد.
أهمية المباراة تكمن في كون الفائز سيعتلي صدارة جدول الترتيب خصوصا مع دخولنا في الأمتار الأخيرة من بطولة الدوري، إذ أنه سيتبقى فقط 7 جولات عقب تلك المباراة.أهمية المباراة
مانشستر سيتي وليفربول كانا الفريقان المتنافسين على اللقب خلال الأربع سنوات الأخيرة، ولكن المنافسة كانت أحيانا ما تنتهي بشكل مبكر مع انفراد أحدهما باللقب بفارق كبير من النقاط في فترة ما من الموسم.
ولكن في الموسم الحالي الأمر مختلف بسبب القرب الشديد بينهما في النقاط حتى الجولات الأخيرة من سباق اللقب ولذلك فإن المباراة سيكون الفوز بها بمثابة لقب قبل حسم اللقب الرسمي في الجولة الأخيرة.
مانشستر سيتي يدخل المباراة برصيد 73 نقطة في الصدارة وبفارق نقطة واحدة عن ليفربول صاحب المركز الثاني ولكن كيف وصلت المنافسة بينهما إلى الوضع الحالي؟
على مدار الموسم شهد جدول الدوري الإنجليزي الممتاز تغييرا كبيرا في كل مرحلة من مراحله وتوالى على الصدارة العديد من الفرق بسبب التباين في النتائج والوضعيات التي مروا بها.
شهد جدول ترتيب الدوري تقلبات على مستوى الصدارة، ثلاثة فرق اعتلت الصدارة ولكن النفس الطويل في النهاية كان من نصيب ليفربول ومانشستر سيتي اللذين استمرا في المنافسة حتى الآن.
بداية مانشستر سيتي كانت تتسم بالتواضع بعد مرور 5 جولات والذي حصل على 10 نقاط فقط خلال الجولات الخمسة الأولى ليحتل المركز الخامس.
في المقابل فإن بداية ليفربول كانت رائعة باحتلاله الصدارة منذ البداية برفقة تشيلسي بعد أن حصلا على 13 نقطة في الفترة نفسها بعد الفوز في أربع مباريات والتعادل في واحدة واجها فيها بعضهما البعض.
مع الوصول إلى الجولة السابعة انفرد تشيلسي بصدارة جدول الترتيب مستغلا المواجهة التي جمعت بين ليفربول ومانشستر سيتي في الدور الأول والتي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق.
تشيلسي بدأ في الانفراد أكثر بالصدارة بعد مرور 12 جولة لأن ليفربول تعرض للهزيمة أمام وستهام، ليتسع الفارق بينه وبين تشيلسي لأربع نقاط، بينما صعد مانشستر سيتي الذي بدأ في الاستفاقة إلى المركز الثاني.
مانشستر سيتي واحتلال الصدارة
تشيلسي بدأ في التعثر تزامنا مع استفاقة مانشستر سيتي الذي تمكن من الانفراد بالصدارة.
ومع الوصول إلى الجولة الـ 18 كان مانشستر سيتي قد رفع الفارق بينه وبين ليفربول إلى ثلاث نقاط مع ابتعاد تشيلسي عن الصدارة بفارق 6 نقاط.
مع الوصول إلى الجولة الـ 20 ومرحلة "البوكسينج داي" تسرب الشعور إلى البعض بأن مانشستر سيتي قد بدأ في الابتعاد بالصدارة والسير نحو اللقب مثل الموسم الماضي خصوصا بعد هزيمة ليفربول أمام ليستر سيتي والتي جعلت الفارق يتسع بينه وبين مانشستر سيتي إلى 6 نقاط.
فارق الـ 6 نقاط مع منافس مثل مانشستر سيتي تحت قيادة بيب جوارديولا قد يراه البعض مستحيل تعويضه وذلك وفقا لتجارب سابقة.
ففي أحد المواسم كان ليفربول بحاجة فقط إلى تعثر مانشستر سيتي بنقطة واحدة فقط حتى نهاية الدوري ولكن ذلك لم يحدث.
المواجهة التي تلت خسارة ليفربول من ليستر زادت الطين بلة لأن الفريق تعادل بعدها مباشرة مع تشيلسي بدون أهداف ليتسع الفارق أكثر إلى 8 نقاط، وفي تلك اللحظة اليأس الذي تسرب لجماهير ليفربول للفوز باللقب بدأ يتحول إلى أمر واقع ويقين.
ما بعد "بوكسينج داي" واستفاقة ليفربول
فترة "البوكسينج داي" في نهاية ديسمر وبداية يناير والتي تشهد تكثيف عدد مباريات الدوري الإنجليزي، كانت هي الفترة المثالية ليوسع مانشستر سيتي الفارق وهي دائما ما تكون من الفترات الحاسمة في الجدول النهائي للدوري الإنجليزي الممتاز في كل موسم.
على الرغم من أن ليفربول لم يكثف في عدد المباريات التي خاضها بالعكس فقد تأجلت له بعض المباريات بسبب الإصابات بفيروس كورونا ولكنها في النهاية كانت الفترة التي تعثر فيها ليفربول.
لكن ما حدث بعد نهاية جولات "البوكسينج داي" لم يكن متوقعا لأن مانشستر سيتي بدأ في التعثر بشكل متتالي بنهاية شهر يناير، ثم التعثر من جديد في فبراير ومارس.
فبعدما وسع سيتي الفارق في النقاط مع ليفربول إلى ثمانية بسبب 12 انتصارا متتاليا، أتت التعثرات لتقلص ذلك الفارق إلى نقطة وحيدة.
خلال تلك الفترة من الموسم بدأ جوارديولا يشعر بعواقب اللعب بدون مهاجم صريح أو لاعب هداف أمام المرمى مثل هاري كين الذي سعى إلى التعاقد معه في بداية الموسم والذي قد يكون سببا في ضياع اللقب منه فيما بعد، لأن ليفربول بدأ في العودة.
فبينما افتقد ليفربول لخدمات ساديو ماني ومحمد صلاح لمشاركتهما في كأس أمم إفريقيا 2021، خاض الفريق لمباراتين ضد برينتفورد وكريستال بالاس وفيهما سجل أهدافا من العرضيات ومن ركلة جزاء.
وهنا كان سلاح كلوب الأول فبعدما كان يعتمد على توغلات صلاح وماني، لجأ للعرضيات عن طريق ترينت ألكسندر أرنولد وأندرو روبرتسون وبفضلهما حصد ست نقاط في غاية الأهمية.
وحتى بعد عودة صلاح وماني، كانت السلاح الآخر لكلوب هو التعاقد مع الجناح الكولومبي لويس دياز من بورتو.
صفقة أتت بشكل مفاجئ لكنها كانت مدروسة بعناية فقد اندمج اللاعب سريعا وأعطى عمقا لهجوم ليفربول فأصبح به الكثير من التنوع بوجوده مع صلاح وماني وروبرتو فيرمينو وديوجو جوتا.
وفي ذلك الوقت انتهت سلسلة الفوز المتتالية التي مر بها فريق جوارديولا بعد 12 مباراة وتعادل الفريق مع ساوثامبتون بهدف لكل فريق، ليكون الفريقان قد تعادلا للمرة الثانية في الدوري خلال الموسم الحالي.
خلال تلك المباراة أتيحت فرصة لرحيم ستيرلنج أمام المرمى شبه الخالي ولكنه أهدرها بعد أن سدد في جسد الحارس مكارثي في لقطة قد تظل محفورة في أذهان جماهير مانشستر سيتي في حالة فشل في تحقيق اللقب لأنها ربما تعتبر الشرارة الأولى في عودة ليفربول.
استعاد مانشستر سيتي توازنه لمدة مباراتين ولكن في الثالثة أتى السقوط الأكبر أمام توتنام والذي حقق الفوز على كتيبة جوارديولا بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة وصلت إلى قمة الإثارة الكروية وشهدت تألق كبير من هاري كين مهاجم توتنام والذي سجل هدفين أحدهما كان سبب الفوز في اللحظة الأخيرة.
ومرة جديدة فاز مانشستر سيتي في مباراتين متتاليتين بعد الهزيمة من توتنام وفي المباراة الثالثة في الجولة الـ 29 تعادل مانشستر سيتي مع كريستال بالاس بدون أهداف في مباراة شهدت إضاعة أصحاب الصدارة للعديد من الفرص بشكل غريب وربما لو تواجد مهاجم صريح مع الفريق لكانت قد انتهت بالفوز بأكثر من هدفين.
فعلى سبيل المثال فهاري كين سجل 12 هدفا وهو رابع هدافي الدوري الإنجليزي في الموسم الجاري، وتلك الأهداف الـ12 كان يحتاج سيتي لأي منها.
وربما في مواجهة توتنام نفسه لو تغير قميص هاري كين لكانت النقاط الثلاثة الآن في جعبة سيتي وليس مع سبيرز وكان سيتسع الفارق مع ليفربول لست نقاط لو انتصر على في تلك المواجهة وعلى كريستال بالاس.
لكن بعد التعادل مع كريستال بالاس تقلص الفارق بين مانشستر سيتي وليفربول إلى نقطة واحدة فقط وذلك تزامنا مع تحقيق الأخير لسلسلة فوز في 10 مباريات متتالية مستمرة حتى الآن و11 مباراة بدون هزيمة.
مباراة الأحد لن تقبل تعثر أي من الفريقين مرة جديدة بسبب وصولهم للمرحلة الحاسمة، فوز ليفربول سيجعله يحتل الصدارة للمرة الأولى منذ الجولة السادسة، بينما يحتاج مانشستر سيتي إلى فوز سيبعده بفارق 4 نقاط تجعل من الصعب اللحاق به أو حتى تعادل فقط يحافظ على صدارته.
سيكون كل من يورجن كلوب وبيب جوارديولا أمام العديد بعض التحديات خلال تلك المباراة بدون النظر إلى الفوز والحصول على نقاط المباراة بأي ثمن وهو التحدي الأكبر بكل تأكيد.
ولكن أحد التحديات الكبرى التي ستواجه كلوب هي محاولة إعادة محمد صلاح نجم الفريق الأول إلى مستواه، إذ أنه يمر بفترة من الجفاف في مباريات الفريق الـ 6 الأخيرة والتي سجل خلالهم هدفا واحد فقط ولم يظهر بالشكل المعتاد بعد خسارة منتخب مصر في نهائي كأس الأمم الإفريقية و بعد فشل التأهل إلى كأس العالم 2022.
جوارديولا أيضا سيواجه تحديا كبيرا في حال حدوثه وهو إمكانية غياب روبن دياز مدافع الفريق بسبب الإصابة التي تعرض لها قبل التوقف الدولي ولم يعد منها حتى الآن.
المدافع البرتغالي هو صمام أمان مانشستر سيتي الأول وتظهر عيوب خط الدفاع كثيرا في غيابه لذلك فإن جوارديولا سيكون أمام تحد ليجد التركيبة المناسبة لدفاعه في حال غياب دياز ليتمكن من الوقوف أمام واحد من أقوى خطوط الهجوم في العالم خلال الموسم الحالي.
المواجهة المنتظر لن تحسم لقب الدوري بشكل رسمي ولكنها ستكون بمثابة ضربة معنوية للخاسر ودفعة للفائز الذي سيقاتل على عدم فقدان أي نقطة حتى النهاية، لذلك فعلى الرغم من تبقي 7 جولات بعدها في الدوري إلى أنها شبه بالمباراة النهائية.