انتصار أول في إستاد القاهرة بهدف دون رد، وشوط ثان في داكار الثلاثاء المقبل من أجل حلم كأس العالم.
نتيجة مرضية للبعض وقد لا يراها البقية كافية ولكن في النهاية خرج منتخب مصر بشباك نظيفة.
ويبقى السؤال الأهم - كيف لعب كيروش أمام السنغال؟
-أسلوب الضغط
بدأ منتخب مصر المباراة بأسلوب رقابة رجل على رجل لمنع فريق السنغال من الخروج بالكرة بأريحية وظهر في أكثر من مناسبة تدوير الكرة بشكل كبير بين لاعبي خط الدفاع ولاعب الارتكاز قبل العودة إلى الحارس إدوارد ميندي.
النهاية تكون بكرة طويلة إلى العمق وهنا وقتها يتعامل محمود حمدي الونش أو ياسر إبراهيم مع المهاجم بنجاح.
الأمر اختلف في الشوط الثاني بعض الوقت -مع استمرار تكرار هذا النمط- كان المنتخب المصري يدافع بطريقة 4-5-1 مع تقدم عمرو السولية أو محمد النني للضغط بجانب مصطفى محمد ثم العودة من جديد.
ماذا عن الجناحين؟
حال انتقال الكرة إلى الأطراف كان الهدف دائما من منتخب مصر عمل زيادة عددية على الأطراف وعدم إتاحة أي فرصة لموقف لاعب واحد أمام لاعب واحد.
كان الهدف دائما الدفاع ككتلة من اللاعبين، 2 أمام 2، 3 أمام 3، 3 من مصر أمام 2 من السنغا وهكذا.
نجح المنتخب المصري في التعامل مع أغلب المواقف خلال المباراة ولكن هذا لا يعني أن الأمر انتهى مثاليا.
توغل ساديو ماني في 3 مناسبات، وبسبب سوء القرار أو عودة عمر جابر في مرة وياسر إبراهيم في الأخرى لم يسدد لاعبو السنغال على محمد الشناوي.
ظهرت 3 لقطات أخرى غير منظمة لمنتخب مصر، الأولى في فقدان اتزان عبد المنعم قبل سقوطه مصابا للمرة الثانية، والثانية موقف غير منظم انتهى بخطأ من عمرو السولية على حدود منطقة الجزاء والثالثة من ارتباك لاعبي الوسط قبل أن ينجح محمود حمدي الونش في تشتيتها.
الهجوم
اعتمد المنتخب المصري في الشوط الأول على نمط متكرر في الهجمات.
كرة طولية من محمد الشناوي أو أحمد فتوح أو محمود حمدي الونش إلى أحد ظهيري الجنب الذي يمهد الكرة إلى مصطفى محمد ومنه إلى محمد صلاح أو تريزيجيه.
تكررت 4 مرات في الشوط الأول ولكنها لم تسفر عن خطورة إلا في مناسبة واحدة بعد تمريرة صلاح إلى عمر جابر الذي لعب كرة عرضية أبعدها الدفاع.
مشكلة الهجوم والوسط
مشكلة مصر المتكررة منذ أمم إفريقيا هي عدم السرعة في التحول من الوضع الدفاعي إلى الهجومي ودقة التمريرات.
في اللقطة الأولى، الكرة تصل إلى عمرو السولية في الدقيقة الأولى وبدلا من محاولة التحول الهجومي يمرر إلى أحمد فتوح.
اللقطة الثانية، محمد النني يقطع الكرة ويمرر إلى عمرو السولية الذي تأخر في التمرير ثم مررها بشكل خاطئ إلى تريزيجيه.
لقطة ثالثة لـ محمد النني بعد قطع الكرة وبدلا من التمرير السريع قرر الحفاظ على الكرة والتمرير لأقرب لاعب عمرو السولية وبالتالي إهدار الهجمة.
لقطة رابعة تكررت من عمرو السولية في مناسبتين ومثلها لـ محمد النني، كان ينقصها الانضباط ثلاث مرات وفي الرابعة لم يسيطر عليها محمد صلاح جيدا.
مع غياب أحمد حجازي وإصابة محمد عبد المنعم، لم يعد هناك المدافع القادر على لعب الكرة بشكل جيد وهو ما ظهر في أكثر من مناسبة مع الونش وياسر إبراهيم.
مثال على ذلك الصورة التالية، ياسر إبراهيم يستلم الكرة ويظهر محمد صلاح طالبا الكرة ثم محمد النني. لم يتم اتخاذ القرار الأصح لتصل الكرة إلى مصطفى محمد لذي لم يستطع تمهيدها إلى محمد صلاح لتخرج لـ رمية تماس.
الختام
الفارق في القدرات واضح بين لاعبي المنتخب المصري والسنغالي، وما يحاول كارلوس كيروش فعله هو تقليل هذا الفارق والاهتمام بالأولويات.
يحتاج منتخب مصر للاعب وسط يزيد الفاعلية الهجومية أكثر ولكن وقتها قد تكون النتيجة إهمال الجانب الدفاعي أمام فرق تمتلك جودة أعلى.
والأمر ذاته ينطبق على المهاجم الذي يتواجد في مناطق قريبة من مرمى فريقه لبدء الهجمة وفي نفس الوقت الضغط على قلبي الدفاع ولاعب الارتكاز.
الأولوية الأولى للمدرب البرتغالي هي منع الخصم "حاليا" من الوصول لمرماه والاعتماد على أنماط معينة في الهجمات.
مشاكل يحتاج كيروش للعمل على حلها ولكن ليس الآن، فلتنته هذه التصفيات بصعود منتخب مصر إلى كأس العالم ويبقى لكل مقام مقال.
غاب التخطيط لفترات وفترات وربما جاءت الفرصة في مدرب خبير الآن وضع إطارا للعمل وما زال في حاجة للبحث عن حلول للمشاكل وهو ما يجب أن يحدث مهما كان نتيجة مباراة الثلاثاء.