"عذرا لإيقاف لعبتكم الجميلة".. قصة الاقتحام الثاني في ملاعب الدوري الإنجليزي

للمرة الثانية على التوالي تشهد واحدة من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز حالة اقتحام مشجع وتقييده لنفسه بقائم المرمى. الليلة كانت في مباراة إيفرتون نيوكاسل يونايتد.

جاء ذلك بعد بداية الشوط الثاني، حيث اندفع أحد المشجعين وقيد رقبته بالقائم، ليتدخل رجال أمن ملعب "جوديسون بارك" وينجحون في فك هذا القيد وإخراجه محمولا من الملعب.

حاول مشجع آخر اقتحام الملعب في الوقت ذاته، ولكن تمكن أفراد الأمن من إيقافه.

وتعد هذه الواقعة الثانية من نوعها بعد ما حدث خلال مباراة أرسنال وليفربول أمس، التي انتهت بفوز الريدز 2-0.

الغريب في الأمر أن المشجع بعد أن وصل لأرض الملعب توجه لمرمى حارس المرمى أليسون بيكر وقام بتقييد يده في القائم.

وحاول أليسون الذي ظهرت عليه الحيرة الشديدة تنبيه الحكم أندريه مارينر في حين شعر معلقو المباراة عبر سكاي سبورتس بالدهشة مما يحدث.

في النهاية تمكن عمال الملعب أخيرا من الوصول إلى المشجع وتم اصطحابه لخارج الملعب على الرغم من بعض المعاناة.

فما قصة هذه الاقتحامات المتكررة؟

"عذرا لايقاف لعبتكم الجميلة ولكنها ستتوقف بسبب الطقس".. عنوان أعلنته حملة Just Stop Oil أو "فقط أوقفوا النفط" للتوعية بمخاطر المصادر الرئيسية للوقود الأحفوري على المستقبل البشري.

يقول كاي -21 عاما- الذي اقتحم ملعب الإمارات أمس خلال مباراة أرسنال وليفربول: "لا أريد أن أفعل ذلك ولكن يجب أن يعلم الناس أننا نخاطر بكل شيء. حرق البترول والغاز أشياء توافق عليها الحكومات ولكني لا أريد رؤية الناس تجوع وتغادر منازلها بسبب الاحتباس الحراري".

وأضاف "لا أعتقد أن الحكومة تفعل الأفضل لنا لذلك أريدها أن تفعل كل شيء حتى لا تتحقق هذه التوقعات. لا يمكننا أن نسمح لهم بالاستمرار على هذا النحو".

وأوضح "أريد مواصلة حياتي ولكن بمعرفة ما ينتظرني لا يمكنني ذلك. لا أريد للبترول والغاز أن يمولا الحروب حول العالم. من الصعب أن نشيح وجوهنا بعيدا عما ينتظرنا".

الاقتحام الثاني حدث الليلة وكان بطله لويس البالغ من العمر 21 عاما أيضا، والذي قال: "نحن في عام 2022 وهذا هو وقت النظر إلى ذلك وأخذ خطوة وعدم الاكتفاء بالمشاهدة. إنه وقت التصرف وكأنها حالة طارئة".

وأضاف "تقرير تلو الآخر يخبروني أن مستقبلي سيكون رهيبا، وحكومتي تخبرني ألا أقلق، ولكننا نملك الخيار. لقد اخترنا أن نلقي الضوء على انهيار مناخنا، ويمكننا أن نختار مقاومة هذه الحكومة التي تخوننا".

وأوضح "حكومتنا تخوننا بتمويل حقول النفط في بحر الشمال. المزيد من النقط يعني دمار مستقبل أطفالنا. إنه يعني الحرب على الجزر الصغيرة، ويعني المعاناة للأفقر والأكثر تهميشا في كل المناطق".

أحد المتابعين عبر تويتر اعتبر أنها خطوة إيجابية، حيث "لا توجد كرة قدم على كوكب ميت".

في نهاية المطاف استمرت المباراة كما استمرت المباراة السابقة، فهل سيتصدى الاتحاد الإنجليزي لتكرار هذه المحاولات؟ وهل ستستجيب الحكومة البريطانية لهذه الضغوط؟.