ما هي العواقب المترتبة على تجميد أملاك أبراموفيتش في تشيلسي؟ منع تجديد العقود ومستقبل مجهول
الخميس، 10 مارس 2022 - 19:39
كتب : رامي جمال
أعلنت الحكومة الإنجليزية اليوم الخميس تجميد أملاك رومان أبراموفيتش بما فيها نادس تشيلسي على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومنحت الحكومة الإنجليزية ترخيصا خاصا لتشيلسي لمواصلة نشاطه.
ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان الروسي، أبراموفيتش قراره ببيع النادي.
واعترفت وزيرة الثقافة الإنجليزية نادين دوريس أن قرار تجميد أملاك أبراموفيتش يلقي بعضا من "عدم اليقين" على مستقبل تشيلسي القريب.
ومنحت وزارة الماي البريطانية ترخيصا لتشيلسي يمتد سريانه حتى نهاية شهر مايو المقبل ما يسمح للنادي بالقيام بالأنشطة التي كانت ستحظرها تلك العقوبات.
وهذا يعني أنه يمكن لتشيلسي الاستمرار في دفع رواتب الموظفين والوفاء بالتجهيزات والسماح للفرق المختلفة بإكمال الموسم لكن ليس بالطريقة التي اعتادوا عليها.
إذا ماذا تعني تلك العقوبات بشكل أدق؟ شبكة "ذا أثليتك" الأمريكية كشفت في تقرير مطول لها التأثيرات المحتملة على تشيلسي.
** يُسمح لتشيلسي دفع المكافآت والبدلات والمعاشات لجميع العاملين في النادي بما في ذلك أجور اللاعبين والجهاز التدريبي المعين من قبل النادي، ويسمح بسداد كل شيء بموجب الاتفاقات المسبقة لصدور قرار تجميد أملاك أبراموفيتش، ولكن ليس أي أرباح تعود للشخص المعين لإدارة النادي وهو أبراموفيتش.
ووفقا لكشف الحساب السنوي فإن تشيلسي يدفع لموظفيه 333 مليون جنيه إسترليني إذ أن النادي لديه ما يصل لـ1000 موظف.
وبموجب الاستثناء الحكومي يجب أن يظل تشيلسي قادرا على الوفاء بتلك المستحقات بالإضافة لرواتب اللاعبين طالما أن هناك احتياطي نقدي كافي لتغطية تلك التكاليف.
** دفع رسوم معقولة أو التكاليف الأخرى المرتبطة بالصيانة الدورية للنادي ويمنع إقامة أعمال جديدة.
هذا يعني باختصار منع حدوث أي عمليات تجديد في ملعب التدريب أو ستامفورد بريدج مع الوفاء بالأعمال اليومية فقط.
** دفع تكاليف معقولة للسفر من وإلى المباريات أو لأغراض التدريب بما يتضمن اللاعبين والجهاز الفني والإداري والطبي وكل ذلك بقيمة لا تتجاوز 20 ألف جنيه إسترليني لكل فريق بالنادي.
وهنا تبدأ العقوبات تلقي بتأثيرها القوي بالفعل.
ذلك الحد الأقصى للإنفاق على تكاليف السفر بشرط ألا يكون تم دفعه مسبقا هو قليل للغاية، إذ أن السفر على طائرة خاصة داخليا في إنجلترا لمجموعة تضم 50 فردا تكلف أكثر من ضعف المبلغ المحدد.
وغالبا ما يسافر تشيلسي مع اللاعبين والجهاز الفني والتدريب والمسعفين والأمن مع احتمالية إقامة ليلة واحدة بأحد الفنادق، كل ذلك يتعين على النادي تقليصه للوفاء بالشروط الجديدة.
في إنجلترا أحيانا تسافر الفرق بالقطار إن كانت مسافة قصيرة، لكن هناك رحلات طويلة نسبيا لتشيلسي مثل مواجهة ميدلزبره أو إيفرتون أو مانشستر يونايتد.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو التهديد لرحلات سفر تشيلسي في أوروبا لخوض منافسات دوري الأبطال.
تشيلسي سيواجه ليل الفرنسي الأسبوع المقبل في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا ويبدو أن حجز الطيران والفندق تم دفعه بالفعل لكن الأزمة تكمن حال تأهل الفريق لربع النهائي خاصة أنه فاز ذهابا بهدفين دون رد.
فعلى سبيل المثال إن واجهوا فريقا غير إنجليزيا فهل ستكون رحلة السفر في حدود الـ20 ألف جنيه إسترليني فقط؟ أم أن النادي سيحتاج لطريقة جديدة لتقليص النفقات للعمل في حدود الشروط الموضوعة؟ أو ربما يفكر في السفر بالحافلة بدلا من الطائرة؟ أو اللجوء لرحلات تجارية بدلا من الطائرات الخاصة؟
ولم يضطر تشيلسي من قبل التفكير في اللجوء لشركات الطيران ذات الميزانية المحدودة، لذا ربما يأمل البلوز في الوقوع في مواجهة فريق إنجليزي في قرعة ربع نهائي دوري الأبطال حال تأهلهم وهناك مانشستر سيتي وليفربول وتأهلا بالفعل.
بالإضافة لذلك فإن اللاعبين الآن عليهم تحمل الواقع ونسيان فكرة الإقامة في فنادق فخمة قبل المباريات.
ومع ذلك فإن الحكومة الإنجليزية أشارت إلى أنها قد تسمح ببعض المرونة عندما يتعلق الأمر بالحد الأقصى للمصاريف للسفر في أوروبا.
** الحد الأقصى لاستضافة المباريات على أرضه هي 50 ألف جنيه إسترليني.
وسيسمح ذلك لتشيلسي بتغطية تكاليف الشرطة وتأمين الملعب ودفع رواتب الموظفين، وتسمح تلك الميزانية بأن قيمة حضور المشجع الواحد في المباراة هو ما يقرب من 18 جنيه إسترليني.
ويملك تشيلسي 28 ألف تذكرة موسمية تم بيعها بالفعل من أصل 42 ألف يتسع لهم ملعب ستامفورد بريدج.
** يسمح لتشيلسي بدفع الديون التي كانت موقعة عليه قبل 10 مارس 2022 بعد ضمه للاعبين نهائيا أو كمعارين.
فعلى سبيل المثال يستحق إنتر ميلان الحصول على 79 مليون جنيه إسترليني قيمة باقي مستحقات بيع روميلو لوكاكو مقابل 97 مليون جنيه إسترليني خلال الـ12 شهرا المقبلين.
وتشير حسابات تشيلسي لعام 2020-2021 إلى أنه هناك أكثر من 105 مليون جنيه إسترليني مستحقة للدائنين خلال الـ12 شهرا المقبل، وأكثر من 59 مليون جنيه إسترليني بعد ذلك.
وطالما هناك لدفع تلك الديون فيسمح لتشيلسي بدفعها.
لكنه من الواضح أنه لن يسمح لتشيلسي بضم لاعبين جدد في ظل سريان العقوبات الحالية وامتدادا لذلك فإن النادي لن يستطيع تجديد عقود لاعبيه والذين تنتهي عقودهم بنهاية الموسم مثل أنطونيو روديجر وسيزار أزبليكويتا وأندرياس كريستنسين.
** يجوز للمشجعين الذين اشتروا تذكرة موسمية قبل 10 مارس 2022 حضور المباريات وشراء الطعام والمشروبات ولن يسمح ببيع تذاكر إضافية.
أما من يحاول شراء تذكرة للمباريات المقبلة خارج ملعب ستامفورد بريدج لن يسمح لهم بالقيام بالأمر.
وبالفعل تم تعليق عملية بيع تذاكر مواجهة تشيلسي خارج ملعبه ضد ميلزبره في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
وبعيدا عن لقاء نيوكاسل يوم الأحد المقبل في ملعب ستامفورد بريدج فلن يمكن لتشيلسي استضافة مشجعين جدد لأن هذه الملية ستكون خارج نطاق التذاكر الموسمية.
وإن تغلب تشيلسي على ميدلزبره وتأهل لنصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في ملعب ويمبلي فقد يسمح الاتحاد الإنجليزي ببيع التذاكر للمشجعين والأمر ذاته يفكر فيه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" حال تأهل البلوز لربع النهائي من دوري الأبطال.
لكن حتى الآن فإن مصير تلك المباريات والتذاكر مازال مجهولا سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي.
** يسمح لتشيلسي تلقي الأموال من الهيئات المديونة له أو تلقي الأموال من بيع أو إعارة لاعبيه سابقا أو عائدات البث.
ولكن في الوقت ذاته تنص القوانين الجديدة على تجميد أي أموال تدخل للنادي عبر تلك المصادر.
لذا فإن الاستنتاج الحالي هو أن تشيلسي يجب أن يعمل يوما بعد يوم على احتياطاته النقدية بدلا من الاعتماد على التدفق النقدي أو عائدات البث المستحقة.
** يسمح للأطراف الثالثة التي اشترت أو أنتجت بضاعة للنادي بيعها بشرط عدم إتاحة أموال أو مزايا أخرى للنادي أو للشخص المعين أي أبراموفيتش.
لذلك يمكن لتشيلسي بيع مخزون البضائع المتواجد لديه حاليا عبر المتاجر الخاصة به أو عبر الإنترنت لكن لا يمكنه إعادة إنتاج البضائع وتخزينها.
وسيتم جمع العائدات من عمليات البيع وتجميدها بدلا من أن يحصل أبراموفيتش عليها.
وعقب قرار التجميد تم إغلاق متجر النادي في ملعب ستامفورد بريدج وتعليق لافتة عليه جاء فيها "مغلق لحين إشعار آخر".
كذلك تم إخبار كل موظفي فندق ستامفورد بريدج بعدم قدرتهم على إجراء حجوزات جديدة في المستقبل القريب.
يظل السؤال في النهاية هل يستطيع أبراموفيتش بيع النادي وهو تحت العقوبة؟
من المعتقد أنه يمكن أن يستمر أبراموفيتش في عملية بيع تشيلسي على الرغم من أنه سيتعين عليه إثبات أنه لن يستفيد من أي من العائدات جراء ذلك.
وبالنظر إلى أن أبراموفيتش أكد بالفعل نيته التبرع بالعائدات الصافية من بيع تشيلسي لضحايا الحرب في أوكرانيا فإن ذلك يوحي بأنه يمكن بيع النادي مع تأمين الملية.
وستتم مراقبة الحسابات عن كثب من قبل المسؤولين في الحكومة الإنجليزية لضمان عدم حدوث انتهاكات للعقوبات.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإنجليزي بوريس جونسون: "سيتعين علينا منح رخصة أخرى للنادي، أعتقد من العدل القول إن الحكومة منفتحة على بيع النادي لكن حاليا سيتطلب الحصول على ترخيص آخر ومحادثة أخرى مع وزارة المالية".
وأضاف "كان المبدأ هو تخفيف تأثير العقوبات على الجماهير، وهذه الإجراءات مصممة لمعاقبة المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
والآن يبدو أن سعر بيع تشيلسي والذي يعتقد أنه يتجاوز 3 مليار جنيه إسترليني أصبح غير معقولا.
ومن المتوقع أن يجتمع بعض من قمة هرم الإدارة في تشيلسي مع مسؤولي الحكومة الإنجليزية لمناقشة تداعيات العقوبات.
وفي الوقت ذاته يتعين على الفريق بقيادة مدربه توماس توخيل مواجهة نورويتش سيتي مساء اليوم الخميس في الجولة 30 من الدوري الإنجليزي وهم لا يعرفون ما يتوقعونه من المستقبل القريب.