باريس وريال مدريد – لا رونالدو ولا راموس.. ميسي يجدد العداء وأزمة ولاء مبابي
الثلاثاء، 15 فبراير 2022 - 00:11
كتب : أحمد أباظة
مواجهة مرتقبة دون أدنى شك في دوري أبطال أوروبا بمستهل المراحل الإقصائية. نهائي مبكر.. قمة كبرى أو حتى صراع العروش، آلاف التسميات المعتادة يمكن إطلاقها بكل أريحية.
ريال مدريد يحل ضيفا على باريس سان جيرمان في ذهاب دور الـ16 لدوري الأبطال، في مواجهة تزخر بالجوانب المشتركة، حيث ينصب التركيز على أسماء بعينها دون سواها، لدرجة تجعل قيمة المباراة كمواجهة بين فريقين كبيرين مسألة ثانوية.
على سبيل المثال.. نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي بين مانشستر سيتي وتشيلسي كان يحمل عنوانا كبيرا: جوارديولا ضد توخيل. نوع الصدام المنتظر بين المدربين كان النجم الأول لهذه الليلة، هل يمكن قول المثل عن ماوريسيو بوكيتينو وكارلو أنشيلوتي؟
ليس تقليل من قيمة الثنائي بالطبع، ولكنهما لم يسبق لهما الالتقاء أصلا قبل هذه الليلة، ولا ينتميان للفكر ذاته بصورة أو بأخرى حتى تعقد المقارنة..
حين بدأ بوكيتينو مسيرته التدريبية في إسبانيا كان أنشيلوتي في إنجلترا، وحين اتجه إلى إنجلترا كان أنشيلوتي يدرب باريس سان جيرمان نفسه قبل ولايته الأولى في ريال مدريد، أما حين عاد أنشيلوتي أخيرا إلى إنجلترا عبر بوابة إيفرتون، تم ذلك بعد شهر على إقالة بوكيتينو من تدريب توتنام..
في دوري الأبطال لا يملك باريس سان جيرمان أي ذكريات سعيدة مع ريال مدريد سوى انتصار وحيد في دور المجموعات بثلاثية نظيفة، فيما عدا ذلك كان الصدام الإقصائي الوحيد (في دور الـ16 أيضا) من نصيب الميرينجي في 2018.
ذكريات لا تنسى سجل خلالها كريستيانو رونالدو 3 أهداف من أصل 5 لصالح الميرينجي في مجموع المباراتين، ولكن اليوم لم يعُد رونالدو لاعبا في ريال مدريد. بكلمات أخرى، اختلفت نوعية الخطر الذي يجب على فريق حديقة الأمراء التعامل معه هذه المرة.
أيضا يأتي ريال مدريد مجردا من قائده التاريخي سيرخيو راموس، الذي بات لاعبا في صفوف باريس سان جيرمان. هذا لا يعني أن الأخير سيستفيد منه، فهو لا يزال مصابا كعادته في الآونة الأخيرة.
ليونيل ميسي سيواجه ريال مدريد.. هذا ليس جديدا على الإطلاق فهو الهداف التاريخ لمباريات الكلاسيكو الإسبانية بـ26 هدفا، ولكن الجديد بطبيعة الحال هو القميص الذي سيرتديه هذه المرة.
كان يبدو أن العداء قد انتهى أخيرا بعد أن خلع الأرجنتيني قميص برشلونة.. كان يبدو أن جماهير الملكي قد فرغت من مواجهته للأبد، ولكن كيف يحدث ذلك ودوري أبطال أوروبا حي يرزق؟
الجديد أيضا هو ميسي نفسه، فمن الواضح أنه ليس في أفضل أحواله على الإطلاق. لا يمكننا التكهن بما يتكهن به الآخرون عن "حالته النفسية"، ولكن حالته الرقمية على الأقل واضحة، وبالتالي لا توجد فرصة أنسب للرد بطريقة واضحة.
أخيرا يأتي بطل القصة الأبرز لسوق الانتقالات الصيفية الماضية، ثم سوق الانتقالات الشتوية، ثم العنوان الأكبر للموسم الجديد.. كيليان مبابي.
ريال مدريد قدم عرضا جنونيا في الصيف الماضي لضم لاعب يبقى في عقده عام وحيد لا أكثر، قدره البعض بقرابة 200 مليون يورو، إلا أن باريس سان جيرمان رفض التخلي عن خدماته.
مؤخرا انتشرت تقارير عن اتفاق تم بالفعل بين مبابي وريال مدريد على الانضمام في الموسم المقبل مجانا.
إن صحت هذه الأنباء، فهذا يعني أن هداف باريس سان جيرمان الحالي قد وقع بالفعل على أوراق انضمامه لخصمه المقبل، مما أثار بعض التساؤلات عن "ولاء" مبابي الحقيقي في هذه المباراة..
حسنا، ربما شاهدت الفيديو المنتشر من أحد ألعاب كرة القدم، والذي يظهر مبابي وهو يضيع الكرات السهلة باستمرار ثم يسجل في شباك باريس ويحتفل مع بنزيمة. كان مضحكا بعض الشيء، ولكن اجتياز أمر كهذا لحاجز المزاح يبدو جنونيا بعض الشيء.. أليس كذلك؟
بالتأكيد مبابي يحب ريال مدريد ويحلم بالانضمام إليه منذ زمن، وبالتأكيد هو لا يرغب في الاستمرار مع باريس سان جيرمان الذي يعيقه عن تحقيق هذا الحلم -حتى يثبت العكس بالطبع- ولكن لا يعني ذلك أنه سيظهر أي تهاون في مواجهة ريال مدريد..
حتى وإن كان ينتظر تحقيق مئات بل آلاف الألقاب مع ريال مدريد، لا أحد سيضحي بفرصة الفوز بلقب كهذا مع ناديه الحالي ابتغاء لمرضاة ناديه التالي، فالفرضية غير معقولة على الإطلاق.
ضيف أخير لا نعرف ما إذا كان سيشارك في الذهاب أم لا هو البرازيلي نيمار. لاعب سابق لبرشلونة أيضا، ولاعب سبق له التسجيل في شباك ريال مدريد..
نجم لا خلاف على جودته وبالتأكيد سيضيف الكثير لهذه المواجهة، التي تحمل الكثير بالفعل في طياتها.. إلى حديقة الأمراء وليلة الخامس عشر من فبراير، حيث تنكشف الحلقة الأولى من هذا الصراع المرتقب.