" المنتخب اللي سافر إلى الكاميرون حمادة، واللي رجع حمادة تاني خااااالص ".
سافر منتخب مصر وهناك تباين واضح في الآراء حوله رأى البعض ان الفريق المسافر إلى الكاميرون سيعود سريعا ، وترسخ هذا المفهوم أكثر بعد الخسارة أمام نيجيريا في المباراة الأولى لكن المنتخب انتفض بعد ذلك وخيب ظنون المتربصين به وضرب بيد من حديد على الجميع وأظهر شخصيته القوية.
سافر منتخب مصر إلى الكاميرون وهناك حالة تحفز ضد مديره الفني لمجرد أنه لم يختر لاعيين على هوى الجماهير وصمم على وجهة نظره.
ومن خلف الستار وقف مسؤولين ضد المدير الفني وسربوا بنود عقده وقيمة الشرط الجزائي لتصفية حسابات شخصية في وقت غاية في الحساسية.
فقد كيروش في بداية البطولة حارسه الاساسي ليقدم حارسا عملاقا كان حديث البطولة هو أبو جبل قبله فقد ظهيره الأيمن الأساسي وفي النهائي فقد ظهيره الأيمن الاحتياطي.
ثم افتقد مدافعه الرئيسي حجازي وفي المنتصف افتقد محمود حمدي "الونش" وحمدي فتحي للإصابة، رغم كل ذلك لم يشتك أو يلمح لوجود مشكلة في الفريق بل شعر الجميع أن الفريق هو الأساس.
لم يلتفت كيروش لانتقادات وسائل الإعلام التي وقف أغلبها ضده لمجرد أنه لم يسمع كلامهم لكنه رويدا رويدا بدأ في اكتساب ثقة الإعلام والجمهور بعد أن تخطى مواجهات صعبة امام منتخبات مثل كوت ديفوار ثم المغرب ثم الكاميرون ليسحب الجميع انتقاداته.
رحل منتخب مصر إلى الكاميرون وهو يحمل أهدافه على أكتافه وترك خلفه كل الانتقادات وحدد أهدافه وعاد من هناك منتخبا كبيرا شامخا رافعا رأسه حتى لو خسر نهائي البطولة بضربات الترجيح كاسبا بلاعبين أثبتوا أنفسهم.
منتخب مصر هو المنتخب الوحيد الذي واجه خمسة من القوى الكبرى في بطولة إفريقيا، نيجيريا وكوت ديفوار والمغرب والكاميرون والسنغال وهو المنتخب الوحيد الذي لعب أربعة مباريات بأشواط إضافية خلال 11 يوما وبالرغم من ذلك ظل شامخا لنهاية البطولة.
نجح كيروش في جذب اللاعبين إليه ودافع عنهم وحماهم وتصدى للجميع مع جهازه الفني المساعد الذي تعرض للتنمر في بعض الأوقات.
يعلم كيروش بكل ما يدور حوله وما يكتب عنه، ويعلم كل ما كان يحاك ضده من مسؤولين يكفي أن مسئولا كبيرا قال للفريق في الكاميرون أنه لا توجد اموال لدفع مكافأتهم ورغم ذلك نجح في بث الروح والحمية في قلوب لاعبيه.
ماذا فعل كيروش لمنتخب مصر؟
تسلم كارلوس كيروش شبه فريق لا يثق فيه أحد وخلال أربعة أشهر فقط أعاد هيكلة الفريق بشخصية قوية، صنع جيلا شابا لمنتخب مصر وبث الحماس في قلوبهم.
قدم كيروش لاعبين لمنتخب مصر هم مستقبل الفراعنة أمثال محمد عبد المنعم وأبو جبل ومهند لاشين وإمام عاشور.
بعضهم ما كان سيعرف باب المنتخب لولا كيروش كما أنه تسلم فريقا في المركز 45 في تصنيف الفيفا ليرتقي به أكثر من 10 مراكز.
أحمد مجاهد المهدور حقه
وقف أحمد مجاهد ثابتا مدافعا عن كارلوس كيروش حينما كان الجميع يهاجم المدرب البرتغالي على اختياراته وأفكاره ولم يلتفت أو يفكر في الدفاع عن نفسه أمام الهجمات الشرسة المتتالية بحقه متعففا وواثقا في نفسه ومقزما من منتقديه.
حينما سرب مسؤولين في اتحاد الكرة بنود عقد كارلوس كيروش كان المقصود هو أحمد مجاهد وليس كيروش للأخذ منه وتشويه صورته لكنه رفض الرد أو التعليق ولم يفكر في الدفاع عن نفسه مقزما من منتقديه لأنه يعرف كواليس ما حدث.
الآن حان وقت أن يحصل مجاهد على حقه وشكره على استقدام كارلوس كيروش الذي أعاد هيبة منتخب مصر في إفريقيا.