كان كارلوس كيروش أنهى للتو رحلة استمرت 6 سنوات في قارتي آسيا وإفريقيا، لم تكلل بالنجاح المنشود رغم قيادته لمنتخبين كبيرين مثل السعودية وجنوب إفريقيا.
وداعه المبكر في كأس إفريقيا 2002 على يد مالي في الدور ربع النهائي عجل بخروجه من أرض بافانا بافانا، ليعود إلى مقعد الرجل الثاني بعد أكثر من 14 عاما، لكن هذه المرة في ظل السير، أليكس فيرجسون.
وفي المقابل، كان يحتفل نادي برمنجام سيتي بالعودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب 11 عاما.
ومن أجل ضمان البقاء وسط أباطرة إنجلترا، دعم صفوفه بـ14 صفقة.
أغلى الوافدين كان المهاجم الأيرلندي كلينتون موريسون المنضم من كريستال بالاس مقابل 6.38 مليون يورو.
والثاني في القائمة هو المدافع الدولي السنغال أليو سيسيه، القادم من باريس سان جيرمان مقابل 2.25 مليون يورو.
كيروش في مهمة صعبة في مسرح الأحلام لاسترجاع لقب الدوري من أنياب أرسنال العتيد، بعد موسم مخيب (2001-2002) لمانشستر يونايتد خرج فيه خاليا الوفاض، بل وجاء ثالثا في الدوري خلف المدفعجية وليفربول.
بينما سيسيه، اللاعب الذي برهن على قدراته مع أسود التيرانجا في مونديال كوريا واليابان وبلغ ربع النهائي قبل أن يودع بهدف ذهبي تركي، يطمح لنقلة نوعية في مسيرته بحط الرحال في إنجلترا للانضمام إلى فريق طامح في البقاء وسط الكبار.
قبل 20 عاما
مع انتهاء 20 جولة من الدوري لم تكن كتيبة فيرجسون وكيروش في أفضل حال رغم فوزها على أرسنال قبل 3 أسابيع، دخل الشياطين الحمر مواجهة برمنجام بعد هزيمة مفاجئة على يد بلاكبرن، ثم آخرى في بوكسينج داي أمام ميدلزبره.
بينما رجال المدرب ستيف بروس، لاعب يونايتد السابق، حققوا نتائج طيبة في الدور الأول ودخلوا المواجهة في المرتبة 13 مع تجنب الهزيمة في آخر 3 لقاءات. فوز على فولام وتعادل أمام شارلتون وإيفرتون.
مباراة برمنجام في ملعب أولد ترافورد كانت نقطة انطلاق يونايتد نحو اللقب، فبعدما تفوق الفريق على رفاق سيسيه لم يخسر في الدوري حتى نهاية الموسم.
الموسم الذي استعاد فيه اللقب من أرسنال بفارق 5 نقاط عن الأخير.
بادر دييجو فورلان نجم أوروجواي بالتسجيل في شباك برمنجام في الدقيقة 37 بعد تمريرة حاسمة من المتألق ديفيد بيكام.
شهدت المباراة تفوق وسط ملعب يونايتد على نظيره في برمنجام وعانى سيسيه كثيرا أمام الساحر الصغير، خوان فيرون.
الساحر الذي وضع كرة على طبق من ذهب لبيكام ليسجل هدفا جميلا في شباك البلجيكي نيكو فايسين في الدقيقة 73.
أكمل سيسيه المباراة لنهايتها، والتي شهدت حصوله على البطاقة الصفراء الـ11 في الدوري.
قائد السنغال كان عنصرا لا غنى عنه في برمنجام سيتي، رغم أنه دشن مسيرته مع الفريق ببطاقة حمراء أمام أرسنال في بداية الدوري.
اقتنص رجال فيرجسون وكيروش 3 نقاط واستعادوا ثقتهم في طريق اللقب، بينما برمنجام استطاع البقاء في البطولة وأنهاها في المركز 13.
موسم وحيد مع فيرجسون كان كفيلا بتقديم ريال مدريد عرض إلى كيروش، الذي بدوره انتقل سريعا إلى قلعة سانتياجو برنابيو.
لكن الرحلة التي بدأت بالتتويج بكأس السوبر الإسباني على حساب ريال مايوركا، انتهت سريعا بعدما جاء الفريق رابعا في الدوري وخسر نهائي كأس الملك أمام ريال سرقسطة وودع دوري أبطال أوروبا في ربع النهائي ضد موناكو، رغم تدريب كيروش لكتيبة مرعبة من النجوم ضمت زين الدين زيدان وروبرتو كارلوس ولويس فيجو ورونالدو وديفيد بيكام وراؤول جونزاليس.
ليعود البرتغالي بعد موسم وحيد إلى مقعد الرجل الثاني مع فيرجسون مرة أخرى، هذه المرة لمدة 4 سنوات.
وفي المقابل، استمر سيسيه مع برمنجام، لكن دقائق مشاركاته قلت كثيرا في موسمه الثاني مع الفريق قبل أن يلعب سنتين إضافيتين في إنجلترا لكن بقميص بورتسموث.
ورغم استمراره لأربع سنوات في إنجلترا، إلا أنه لم يواجه مانشستر يونايتد مجددا.
عاد سيسيه إلى فرنسا ليمضي آخر 3 مواسم في مسيرته مع ناديي سيدان ونيم أولمبيك قبل أن يعلق حذاءه في 2009، بينما كيروش صافح فيرجسون قبل التوجه في مهمة وطنية مع بلده البرتغال ليخلف المخضرم لويس سكولاري في 2008.
وبعد مشوار دولي حافل مع رفاق كريستيانو رونالدو ثم إيران وكولومبيا، ها هو ذو الـ68 عاما يخوض أول نهائي دولي في مسيرته. مصر ضد السنغال.
بينما سيسيه، الذي عمل مساعدا لآلان جيريس ويقود أسود التيرانجا منذ 2015، سيخوض نهائي إفريقيا للمرة الثانية على التوالي.
في 2019 خسر الكأس في القاهرة أمام محاربي الصحراء، وهذه المرة يقف الفراعنة حائلا بينه وبين اللقب الثمين.
في 2002 كان كيروش مساعدا في فريق عملاق استطاع أن يفوز بسهولة على رفاق سيسيه حديثي العهد بالدوري الإنجليزي.
بينما الآن، وبعد مرور 20 عاما على لقائهما الأول، سيتصارعان على زعامة قارة بأكملها.