لم يشأ كاتب تلك السطور الانتظار لنهائي كأس أمم إفريقيا حتى لا تُفسر كلماته بأنها وسط هوجة الانتصار إذا ما حقق منتخب مصر اللقب الثامن يوم الأحد المقبل، ولمنح كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب مصر جزء من حقه المهدور من الذين تربصوا به.
أسكت كيروش جميع منتقديه بعد أن نجح في الوصول بمنتخب مصر لنهائي بطولة أمم إفريقيا، في وقت شكك فيه البعض واتهموه باتهامات ما يجب اتهامه بها، وجعل هؤلاء يتوارون خجلا بعد أن وجه لهم صفعات مؤلمة.
نجاح كيروش ليس فقط في الوصول لنهائي بطولة الأمم، لكنه نجح في خلق منتخب بشخصية وملامح واضحة بعد أكثر من ثلاثة سنوات من التخبط ضاعت خلالهم شخصية الفراعنة.
نجح المدرب البرتغالي الكبير في ضخ دماء جديدة في أوصال منتخب مصر بلاعبين ما كان يجرؤ مدرب آخر فعلها، فأصبح محمد عبد المنعم مدافعا دوليا وأساسيا في منتخب مصر وهو اللاعب المجهول لأغلب المدربين، كما جعل مهند لاشين لاعبا دوليا بعد أن آمن بقدراته وشخصيته، كذلك عمر كمال عبد الواحد، وكلهم نتاج بطولة كأس العرب.
تحمل كيروش نقدا غير منطقيا ومهينا في بعض الأحيان من أشخاص مفترض أنهم نجوم سابقة في كرة القدم، كذلك لم يجد مساندة حقيقية من أغلب وسائل الإعلام اللهم إلا النادر منها، وثبَت على موقفه وقناعاته بعد أن تعرض لنقد مبرح بسبب استبعاده لبعض اللاعبين الذين يرى البعض أنهم يستحقون اللعب لمنتخب مصر.
أثبت كارلوش كيروش، عدم صحة مقولة "المدرب المصري زي الأجنبي ومش فارقه" وأكد أن هناك فارقا لا تخطئه عين المنصف.
غير المعروف لغالبية متابعي كرة القدم المصرية أنه لولا الشرط الجزائي في عقد كيروش لتمت إقالته بعد الهزيمة أمام نيجيريا في اللقاء الإفتتاحي للبطولة، والآن يتغنون ويفخرون بما أنجزه لأنهم لا يخجلون، ورُب ضارة نافعة، لأنه لو حدث ما خطط له البعض لدخل منتخب مصر في نفق مظلم.
لمن لا يعرف فأن كيروش يعلم كل ما كان يُحاك ضده ويعلم أسباب ذلك ويعرف أدق التفاصيل التي يتخيلون أنه لا يعلمها، لكنه لا يراهم ولا يعيرهم اهتماما، ولنا حديث آخر بعد نهاية بطولة أمم إفريقيا.