لويس دياز.. "تعرف ما سيفعله ولكنك ما زلت لا تستطيع إيقافه"
السبت، 29 يناير 2022 - 15:03
كتب : إسلام أحمد
"سريع ومهاري ويحب القيام بمهارة الدراجة، قوي ويتماشى بشكل جيد مع بنيته لأنه نحيف للغاية، يبدأ اللعب من الجهة اليسرى ويدخل للعمق".
هكذا وصف موقع أرجنتيني لويس دياز في 2019 أثناء اقتراب ريفر بليت من ضمه.
بعد موسمين ونصف في بورتو البرتغالي أصبح لويس دياز أحدث عناصر ليفربول الإنجليزي لمجاورة محمد صلاح.
نقص الوزن وظروف صعبة
نشأ لويز في مزعة صغيرة في لاجوا خيرا وهي منطقة قريبة من الساحل الكاريبي لكولومبيا في ظل جبال سييرا نيفادا، ولعب كرة القدم مع الفريق المحلي الذي يقوده والده.
كانت الحياة صعبة، فقد عاشوا بالقرب من منجم سيريجون للفحم الضخم، ودائما ما كانت الأموال شحيحة، ولم يحتو المخيم على تلفزيون، وكان لويس يجلس ليلا للاستماع إلى جدته وهي تحكي القصص.
كان لحم الماعز دائما على قائمة الطعم وعانى دياز من نقص الوزن طوال سنوات مراهقته.
ورغم كونه اللاعب البارز في القرية، كان والده غالبا ما يضعه على مقاعد البدلاء لإبقائه متحمسا ولتعلم التواضع، فكان عليه إثبات قيمته.
في سن الـ 17 أتيحت له وللبعض من زملائه الفرصة للسفر إلى بوجوتا للانضمام إلى معسكر تدريبي للانضمام منتخب كولومبيا للشباب للمشاركة في بطولة كوبا أمريكا للشعوب الأصلية في 2015 في نسختها الأولى
جون دياز المدير الفني للمنتخب الشاب شعر بالشك بشأن تأثيره على أداء الفريق نظرا لنقص الوزن الذي كان يعاني منه في ذلك الوقت، لكن سرعان ما أثبت لويس نفسه وانضم للقائمة بل وأصبح نجم المنتخب بتسجيله هدفين.
كارلوس فالديراما أسطورة كولومبيا والذي كان يشرف على المنتخب اعترف بقدراته الكبيرة ووصفه بـ "ميسي الصغير" وساهم في انضمامه إلى برانكويا أحد أندية الدرجة الثانية في كولومبيا التي تتبع نادي أتليتكو جونيور.
ساهم نادي برانكويا في بناء لويس دياز، فأدركوا ضرورة زيادة وزنه ليصبح قادرا على منافسة البقية، اللحوم والمكرونة على الفطار، الفيتامينات العادية لبناء العضلات.
Luis Díaz debutó en el fútbol profesional con Barranquilla FC el 13/04/2016 trasquilado como acostumbran hacer los compañeros al debutante pic.twitter.com/uDWmbOTntM
— Barranquilla FC (@BarranquillaFC) October 1, 2017
كان عليه أن يضيف 10 كيلوجرامات قبل أن يبدأ مشواره مع الفريق وبمجرد أن فعل ذلك، لم يبق سوى لموسم وحيد ثم انتقل لـ أتليتكو جونيور في الدرجة الأولى.
فاز مع جونيور بلقبين للدوري وأصبح أحد نجوم الدوري وساهم في وصول الفريق لنهائي كوبا سود أمريكانا 2018 وخسر ضد أتليتكو باراناينسي البرازيلي بعمر 18 عاما.
في نسخة 2018 من كوبا سود أمريكانا كان دياز رغم صغر سنه من أفضل لاعبي الفريق، فكان ثامن أكثر لاعب تسديدا على مرمى الخصوم في البطولة والأكثر مساهمة بالأهداف لفريقه برصيد 4 أهداف (سجل 3 وصنع 1).
قبل احترافه في بورتو البرتغالي ارتبط اسم دياز بالانتقال لصفوف ريفر بليت الأرجنتيني، أحد الموقع المختصة بالنادي الأرجنتيني وصفت اللاعب: "جناح أيمن يستطيع أن يلعب بالجهة اليسرى، سريع ومهاري ويحب مهارة الدراجة، قوي ويتماشى بشكل جيد مع بنيته لأنه نحيف للغاية، يبدأ اللعب من الجهة اليسرى ويدخل للعمق".
وأضاف "يمكنه أيضا اللعب في خط الوسط".
وجهة دياز في صيف 2019 كانت لأوروبا وليست نحو كبير الأرجنتين آنذاك، ففضل الانتقال لـ بورتو البرتغالي على حساب زينيت سان بطرسبرج الروسي.
واختيار دياز لبورتو قد يكون لوجود تجارب كولومبية سابقة في ملعب دراجاو بدأت مسيرتها الأوروبية الكبيرة منه.
راداميل فالكاو انضم لبورتو مقابل 4 ملايين يورو ورحل لأتليتكو مدريد مقابل 40 مليون يورو.
جيمس رودريجيز انضم للفريق مقابل 5 ملايين يورو ورحل في صفقة قياسية مقابل 45 مليون يورو إلى موناكو الفرنسي.
وانضم لبورتو مقابل 7 ملايين يورو، والآن أصبح قريبا من الانتقال لصفوف ليفربول مقابل 37.5 مليون يورو وفقا للتقارير.
مقارنة بين المواسم الثلاثة
يُعد الموسم الحالي هو الذي شهد انفجار لويس دياز على مستوى الأداء رفقة بورتو.
في أول مواسمه في الدوري البرتغالي مع بورتو سجل شارك لويس في 29 مباراة سجل خلالها 6 أهداف وصنع 2، في الموسم التالي تحسنت المساهمة ففي 30 مباراة سجل 6 وصنع 5.
الموسم الجاري سجل في 18 مباراة بالدوري البرتغالي سجل 14 هدفا وصنع.
وصلت نسبة تسديداته في المباراة الواحدة إلى 3.5 تسديدة في الموسم الجاري بالدوري البرتغالي، بعدما كانت 1.7 في موسم 2019-2020 و1.4 في الموسم الماضي.
فاز بالتحامات هوائية الموسم الجاري بـ 1.8 في المباراة بعدما كانت أفضل نسبة له 0.8 في المباراة الواحدة خلال الموسمين الماضيين.
دقة تمريراته قلت نسبتها بعض الشيء بـ 86.1% لتصل إلى 81.9% الموسم الجاري.
يرسل تمريرتين مفتاحيتين –تنتهي بتسديدة في المباراة الواحدة- ويكمل 2.6 مراوغة ناجحة في المباراة.
نسبة تمريراته في المباراة الواحدة 35 تمريرة بعدما كان المعدل الأفضل 22.5 في المباراة الموسم قبل الماضي، ويرسل 1.2 تمريرة طولية صحيحة.
شبكة "سكاي سبورتس" عرضت أيضا بعض الأرقام التفصيلية لموسم دياز الجاري وكيف يقترب من أن يكون مناسبا في هجوم ليفربول.
في الدوري البرتغالي الموسم الجاري يعد دياز:
الأكثر تهديفا برصيد 14 هدفا
الأكثر لمسا للكرة في منطقة جزاء الخصم بـ 162 لمسة
ثاني أكثر لاعب يفوز باستحواذ في الثلث الهجومي برصيد 17 مرة
ثالث أكثر لاعب إكمالا للمراوغات برصيد 46 مراوغة
رابع أكثر لاعب إكمالا للتمريرات في الثلث الهجومي برصيد 248 تمريرة
أرقام تجعلك تدرك خطورة دياز في الثلث الهجومي من الملعب.
يلعب دياز كجناح أيسر، الخريطة التالية تُظهر قوة دياز في الجزء الهجومي وكذلك مساعدته في الجانب الدفاعي بالتواجد في منتصف الملعب بل والعودة للمناطق الدفاعية.
بالمقارنة بمساهمته في الأهداف من صناعة فرص وتسجيل وتمرير في الثلث الهجومي، فالأرقام تضعه بالقرب من محمد صلاح نجم ليفربول وكريم بنزيمة قائد ريال مدريد.
دون استعانة بأرقام الثنائي ستدرك قيمة ما يقدمه دياز لبورتو الموسم الجاري.
أيضا الخريطة الحرارية توضح بشكل أكبر قدرات دياز على الضغط على المنافسين، في دوري أبطال أوروبا.
إذ استعاد الكرة في منتصف ملعب فريقه 9 مرات مقابل 10 في منتصف ملعب الخصم وهو ما يعني أنه مناسبا لأسلوب الضغط العالي الذي يتبعه ليفربول.
في كوبا أمريكا سجل دياز 4 أهداف، وكل هدف يختلف تماما عن الآخر ليُظهر خصائص الجناح الكولومبي.
هدف أكروباتي أمام البرازيل رُشح لجائزة بوشكاش كأحد أفضل أهداف 2021، هدفان عقب مشوار ومراوغة في الجهة اليسرى، وأخير بتسديدة قوية من خارج المنطقة كتب لمنتخب بلاده المركز الثالث.
تألق دياز في كوبا أمريكا وحصده لقب الهداف بالتساوي مع ليونيل ميسي وجائزة أفضل لاعب صاعد لم يمنع دياز من العودة والاحتفال مع أبناء قريته ومشاركتهم اللعب رغم ما وصل له.
After being the revelation of the Copa America, picked into the best XI, amid transfer rumors to the biggest clubs in Europe...
Luis Díaz plays pickup with his friends in his hometown of Barrancas, La Guajira! 😍💫
— Parceros United (@ParcerosUnited) July 15, 2021
توم كيندرت مراسل البرتغال لمجلة "ورلد سوكر" وصف تألق دياز الموسم الجاري قائلا عبر "ذا أثليتك": "كان تطوره مثيرا للاهتمام. لقد كان جيدا حقا الموسم الماضي ولكن هذا الموسم، لا أتذكر لاعبا تحسن كثيرا".
وأضاف "لقد كان رائعا في كوبا أمريكا وهذا نقل ثقته إلى مستوى آخر".
وأتم "حركته المميزة هي شيء آريين روبن فهو يقتحم الملعب إلى الداخل ويسجل. أنت تعرف ما سيفعله ولكنك ما زلت لا تستطيع إيقافه".