كنت هناك - بين مباراتي السنغال 2001 و2022.. هكذا تغيرت مصر خلال 21 سنة

تجربة شخصية يأخذكم من خلالها FilGoal.com في رحلة عن عمرها 21 عاما حول هذه المباراة التاريخية وارتباطها بمواجهة السنغال المصيرية مارس المقبل.

كتب : FilGoal

الأحد، 23 يناير 2022 - 13:17
مصر السنغال 2001

أخيرا.. عادت جماهير مصر لتبتسم من جديد، وأنيرت سماء القاهرة بأضواء الانتصار بعد عودة أمل التأهل لكأس العالم 2002 مرة أخرى، فقد عاشت جماهير مصر ليلة سعيدة لم تعشها منذ فترة طويلة، إذا كان هناك مجال في الحياة يمكن أن يجتمع عليه الناس، لن يكون الإجماع بنفس ما كان عليه يوم مباراة مصر والسنغال، فالمشهد المهول الذي كان عليه استاد القاهرة كاد يحرك الصخر بلا مبالغة، وهذه حلاوة وجمال كرة القدم، المجال الوحيد الذي لا يختلف على حبه اثنان.

هذه الكلمات من مقدمة مجلة الأهرام الرياضي بعد لقاء مصر والسنغال 2001 في تصفيات مونديال كوريا واليابان.

تجربة شخصية يأخذكم من خلالها FilGoal.com في رحلة عن عمرها 21 عاما حول هذه المباراة التاريخية وارتباطها بمواجهة السنغال المصيرية مارس المقبل.

السنغال - مايو 2001

بداية كارثية لمنتخب مصر بالتصفيات، حقق فيها الفريق 3 نقاط من أصل 9، بسبب 3 تعادلات ضد السنغال في داكار والمغرب في القاهرة ونامبيا في ويندهوك.

محمد بركات - مصر والمغرب 2001

بعدها عاد منتخب مصر للمسار الصحيح بالفوز على الجزائر 5-2 في القاهرة، وهذه المباراة لها أكثر من ذكرى لن نتحدث عن لقاء السنغال قبل سردها.

فقد تحول بعدها طارق السعيد إلى بطل قومي لتسجيله الهدفين الرابع والخامس في شباك الجزائر بعد أن صبت جماهير مصر عليه اللعنات قبل شهر ونصف بسبب إهداره لفرصة المغرب الشهيرة.

بعد شهر ونصف

من حضر المباراة في الاستاد قد يتذكر أن أحمد حسام "ميدو" المهاجم البالغ من العمر 18 عاما وقتها فعل مع محمود الجوهري ما فعله مع حسن شحاتة عام 2006 وأكثر.

يوم المباراة

من واقع تجارب حضوري لمباريات منتخب مصر في استاد القاهرة، خاصة مباراتي المغرب والجزائر، كان لابد من الاستيقاظ في العاشرة صباحا من أجل حضور مباراة تبدأ في الثامنة مساء.

الوصول إلى استاد القاهرة كان يتطلب ركوب المواصلات التقليدية من مسكني إلى منطقة وسط القاهرة، ثم ركوب حافلة صغيرة اتجهت بي إلى منطقة الاستاد في رحلة لم تتكلف أكثر من 3 جنيهات.

بعد وصولي لمنطقة الاستاد قبل اذان الظهر ذهبت للحصول على تذكرة المباراة مقابل 5 جنيهات، للدرجة الثالثة في منتصف الملعب (فوق لافتة بسم الله الرحمن الرحيم).

وقتها لم تكن الشماريخ عرفت طريقها إلى الملاعب المصرية، وكان من يرغب في إشعال شيء عليه شراء علبة المبيد الحشري "بيروسول" مقابل 3 جنيهات.

عند دخولي للمدرجات لم أتفاجئ بأن الملعب شبه ممتلئ رغم أن المباراة يتبقى على وقتها نحو ثماني ساعات، فهناك من حضر منذ الصباح الباكر من بلدته خارج القاهرة وتكلفت رحلته مبلغ أكبر.

كل ما سبق لم يعنينا كمشجعين بقدر ما كان ينتظرنا من المنتخب السنغالي الرهيب في هذا الوقت.

فقد بدأت السنغال التصفيات بشكل مماثل لمنتخب مصر، 3 تعادلات في 3 مباريات، حتى تولى الداهية برونو ميتسو قيادة تدريب أسود التيرانجا.

ميتسو الفرنسي الجنسية بحث عن كل لاعب يحمل جنسية السنغال أو من أصول سنغالية ليضمه للمنتخب، فقد كانوا يملئون الدوري الفرنسي بدرجاته المختلفة.

وعندما كانت مصر تدك الجزائر بخماسية في الجولة الرابعة من التصفيات، كانت السنغال بقيادة الحاج ضيوف تكتسح نامبيا برباعية نظيفة لتغرس القلق في نفوس لاعبي المنتخب والجهاز الفني، والجماهير قبلهم، الجماهير في المنازل والذين جاءوا لاستاد القاهرة قبل اللقاء بساعات.

الساعات مرت ببطء داخل الملعب، بين التشجيع على فترات، وقراءة الجرائد الورقية التي تنتقل من يد إلى يد، 10% فقط ممن تواجدوا في الملعب هم من كانوا يملكون هاتف محمول، أضعت بعض الوقت مع لعبة الثعبان الشهيرة، ببطارية لا تنقذ خلال أسبوع كامل.

انتهت ساعات الانتظار وبدأت المباراة وظهر بوضوح خطورة منتخب السنغال الذي لعب دون أن يخشى الجماهير وامتلك زمام اللقاء معظم الوقت، لكن تمريرة عرضية بديعة من محمد عمارة قابلها ميدو برأسه في المرمى بداية الشوط الثاني كانت كفيلة بأن نعود لمنازلنا بفرحة لم أنساها رغم مرور 21 سنة.

لم أحتاج سوى لبضع جنيهات أعادتني لبيتنا راكبا فوق سطح أحد الحافلات في أجواء احتفالية، فضلا عن عدة جنيهات صرفتها على الأكل والشرب، ليصل مجموع ما صرفته طوال اليوم نحو 20 جنيها فقط لا غير.

حضور المباراة في الملعب يجعلك تشاهد اللقطة مرة واحدة فقط، ولذلك كان علي أن أركض للمنزل بعد هذا اليوم الطويل لمشاهدة برنامج الكاميرا في الملعب عبر القناة الثالثة الأرضية لمشاهدة الأهداف وأهم أحداث المباراة بهدوء.

التحدث حول حسابات برما الخاصة بموقف مصر في المجموعة مع أصدقائي وجيراني مساء ومع زملاء الدراسة صباحا هو أقصى ما كنت استطيع فعله، لم يكن هناك شبكات تواصل اجتماعي عبر الانترنت وكوميكس وما إلى ذلك.

على أية حال.. انتهى مشوار تصفيات 2002 بطريقة درامية بسبب الخسارة من المغرب ثم التعادل في الجزائر بالجولة الأخيرة رغم أنها لم يكن لها ناقة أو جمل في المباراة.

السنغال 2022

سيدخل الفراعنة المواجهة الصعبة بجهاز فني مستقر، تولى الفريق في سبتمبر الماضي فأكمل المباريات الأربعة المتبقية من المرحلة الثانية لتصفيات كأس العالم بنجاح.

ثم خاص معه بطولة كأس العرب وحقق المركز الرابع، ثم وصل في منافسات كأس الأمم الإفريقية إلى دور الـ16 حتى الآن.

يضم منتخب مصر نجوم يتألقون داخليا وخارجيا مع فرقهم، أمام فريق مدجج بالنجوم وكان وصيفا لكأس الأمم الإفريقية 2019.

هناك نحو 75 الف متفرج سيذهبون لحضور المباراة في استاد القاهرة أو ملعب برج العرب، فكيف تسير هذه الرحلة وكم تتكلف الآن، فلنتحدث أولا عن موقف الجماهير في حالة إقامة المباراة على استاد القاهرة ثم عن المشجعين الذين يسافرون من القاهرة في الحافلات أو السيارات الخاصة، وهم الأغلبية.

محمد صلاح - أوغندا - مصر

في حالة إقامة اللقاء في استاد القاهرة، فستكون تذكرة حضور اللقاء هي الهاجس الأكبر.

ففي كأس الأمم الإفريقية 2019 كانت تذكرة حضور مباريات منتخب مصر تبلغ 150 جنيها، فمن المتوقع أن تكون تذكرة لقاء السنغال 150 أو 200 جنيها، فهي مباراة مهمة لا تتكرر كثيرا.

بما أن المباراة ستنطلق في السابعة أو الثامنة مساء فعليك الحضور مبكرا من أجل اقتناص مقعد مميز وقبل امتلاء الملعب.

ستضاف المصاريف الشخصية إلى ثمن تذكرة اللقاء بين الأكل والشرب والتنقل بسيارتك الخاصة أو المواصلات ليصل مجموع ما تم صرفه في هذا اليوم 350 جنيها على الأقل.

أما في حالة إقامة اللقاء في ملعب برج العرب فعليك التحرك من القاهرة في الثامنة صباحا أو التاسعة على أقصى تقدير، لأن متوسط الوقت الذي تصل خلاله للإسكندرية هو 3 ساعات.

لو أنك سافرت بسيارتك فعليك ملئها بالبنزين مقابل نحو 370 جنيها كمتوسط، ستكفيك لرحلتي الذهاب والعودة، أما لو سافرت بالمواصلات العامة، فستدفع 50 جنيها مقابل الوصول لمنطقة الكيلو 21، ثم 10 جنيهات مقابل الوصول لملعب برج العرب، ومثل هذا المبلغ في العودة.

في 2001 تكلف الأكل والشرب 5 جنيهات، أما في 2022 لن يقل عن 50 جنيها، فضلا عن الـ150 أو 200 جنيها التي دفعتها كثمن لتذكرة الدرجة الموحدة، بطريقة عادية وليس عن طريق السوق السوداء.

لو كنت ممن يهوى إشعال الشماريخ ستدفع 150 جنيها على الأقل لشراء شمروخ واحد، مما يزيد تكاليف اليوم عليك، أي أن الشمروخ الواحد سيرفع تكلفة اليوم على المشجع من نحو 370 جنيها إلى أكثر من 500 جنيها.

أحداث المباراة سيكتبها اللاعبون والجهاز الفني بأنفسهم في مارس المقبل، وبعدما مباراة الإياب في السنغال.

الآن لو كنت تتحدث مع صديقك داخل المدرج خلال تسجيل هدف بمقدورك مشاهدته بعدها بدقائق على هاتفك، بغض النظر عن صعوبة الاتصالات داخل ملعب برج العرب.

قد تعود من القاهرة إلى بلدتك في ساعات، أو تعود من الاسكندرية للقاهرة في 3 ساعات أو اكثر لتجد الاستوديو التحليلي للمباراة مستمر حتى الصباح الباكر.

عقب مباراتي مصر ضد السنغال نتمنى أن نكتب مقدمة مثل التي افتتحتنا بها.