لم يظهر منتخب مصر بمستوى يرضي الجماهير في دور المجموعات لبطولة كأس أمم أفريقيا وقدم واحدة من أسوأ مبارياته في السنوات الاخيرة أمام نيجيريا وارتكب كارلوس كيروش كل الاخطاء الممكنة أمام النسور، تلك هي الحقيقة بلا مواربة.
لكن لم يكن منتخب مصر استثناء في سوء المستوى مقارنة مع منتخبات كبيرة في البطولة حتى أن الجزائر حامل اللقب، وغانا غادرا البطولة من الدور الأول.
منتخب مصر دخل بطولة أمم إفريقيا هو يعاني من ضغوط وضعها عليه المسؤولين في اتحاد الكرة ووزير الشباب والرياضة بلا مبرر مقبول أو معقول، هذه الضغوط كانت سببا رئيسيا في اهتزاز مستوى المنتخب المصري في الدور الأول من البطولة.
منذ مجيء مجلس اتحاد كرة القدم الجديد وهو يضع المنتخب تحت ضغوط بتصريحات ساذجة لا تخرج من مسؤولين يقدرون معنى المسئولية الملقاة على عاتقهم.
فكثرت الزيارات لمعسكر المنتخب قبل سفره إلى الكاميرون وخرجوا لوسائل الإعلام بتصريحات من نوعية "طالبنا كيروش بضرورة الفوز ببطولة إفريقيا".
وهو ما دفع كيروش للرد على المسئولين بأنه "لم يلعب يوما إلا للفوز لكن لا يوجد مدرب في العالم يستطيع أن يجزم بفوزه ببطولة".
خرج جمال علام رئيس اتحاد الكرة بتصريحات تليفزيونية قبل سفر المنتخب للكاميرون يقول فيها: "إذا فشل منتخب مصر في الفوز ببطولة إفريقيا سنراجع عقده" في إشارة إلى التفكير في فسخ عقد المدرب البرتغالي وهو تصريح كارثي .
بعد تصريح علام بساعات خرج عامر حسين عضو مجلس ادارة اتحاد كرة القدم بتصريح في أحد البرامج الإذاعية يفند الشرط الجزائي في عقد كارلوس كيروش.
وللأسف عامر وهو في منصب المسؤول أدلى بمعلومات غير صحيحة عن قيمة الشرط الجزائي لكيروش وقال مبالغ أكبر من الحقيقة دون أن يوضح بنود الشرط الجزائي وهى عديدة.
تصريح عامر حسين أثار الرأي العام ضد المدير الفني لمنتخب مصر وغضب كيروش من عدم الدقة في تصريح عضو مجلس الإدارة ولا أريد أن أقول الكذب، كما لا أريد أن أدخل في نواياه وأقول إنه كان يصفي حسابه الشخصي مع كيروش الذي صرح بأنه لم يطلب تأجيل مباريات الدوري الممتاز التي كان من المفترض أن تلعب حتى يوم 30 ديسمبر وفوجيء بتأجيل تلك المباريات.
وقبل تصريحي علام وعامر خرج وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي بأنه طلب من كيروش ضرورة الفوز ببطولة إفريقيا.
تصريحات الوزير ورئيس اتحاد الكرة كأنها تظهر كيروش بأنه ذاهب للكاميرون للخسارة والعودة سريعا لمصر، كما أن تلك التصريحات دفعت الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي للتحفز ضد المدير الفني ولاعبيه.
إذا جمعت تصريحات وزير الرياضة ورئيس اتحاد الكرة وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ونتيجة تلك التصريحات على الجماهير ستجد الصورة مكتملة.
الكل متحفز للمنتخب ومديره الفني لدرجة أن بعض هذه الجماهير غضبت من إلغاء هدف غينيا بيساو في مرمى الشناوي بعد العودة لحكم الفيديو، هذا التحفز وضع ضغوطا كبيرة على اللاعبين أثرت بالسلب على المنتخب.
ما يحدث مع كيروش هو جزء من حملة تصفية اللجنة الثلاثية التي كانت تدير اتحاد الكرة معنويا برئاسة أحمد مجاهد الذي لا يروق لبعض المسؤولين المختفين وراء الستار وهو الذي تعاقد مع كارلوس ولا يجب استمرار هذا التعاقد.
ما يحدث مع منتخب مصر حاليا يذكرك بالحالة التي كان عليها الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة حسن شحاتة قبل بطولة أمم إفريقيا 2006.
حينها كان يشعر الجهاز الفني بأن مجلس ادارة اتحاد الكرة الجديد وقتها برئاسة الراحل سمير زاهر لا يريد بقاء الجهاز الفني في مكانه وأن المجلس ينتظر بفارغ صبر خروج المنتخب من بطولة إفريقيا بمصر لإقالة الجهاز الفني الذي كان قد عينه عصام عبد المنعم لكن منتخب مصر خيب الظنون وفاز باللقب الخامس لمصر واستمر لمدة أكثر من 5 سنوات.