جامبيا هي أصغر دولة في القارة الإفريقية، مساحتها 11300 كيلومتر مربع، وقررت كأس الأمم الإفريقية الابتسام للدولة التي تُعرف بـ "الساحل الإفريقي المبتسم".
ورغم امتلاكها ما يقارب مليوني نسمة إلا أنه حسب إحصاءات المغتربين هناك ما يصل إلى 200000 مع مراعاة غير النظاميين غير المسجلين.
بسبب الديكتاتورية تشير بيانات إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة إلى أنه في عام 1995 كان هناك 38385 مهاجر جامبي على مستوى العالم، ارتفع إلى 90254 (135%) بحلول عام 2015.
كانت إيطاليا وجهة لأكبر عدد من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يعبرون الحدو، ففي يونيو 2020 تواجد 22.840 ألف مهاجر في إيطاليا، و19 ألف في إسبانيا و15 ألف في ألمانيا.
جوسيبي مياتزا
في يوليو 2020 فاز بولونيا على إنتر بثنائية جامبية من موسى بارو وموسى جوارا والثنائي هاجر من جامبيا إلى إيطاليا عن طريق الهجرة غير الشرعية.
عند وصول جوارا إلى إيطاليا عبر قارب لم يكتب موسى جوارا اسم والديه فكُتب "بلا أبوين" من الصليب الأحمر في يونيو 2016.
لعب جوارا لصفوف كييفو فيرونا وتورينو حتى انتقل إلى بولونيا في 2019 وسجل هدفه الأول والوحيد مع الفريق في 2020 ضد إنتر، ومن ثم خرج معارا لموسمين متتاليين، والآن في كروتوني الإيطالي بالدرجة الثانية.
من ناحية أخرى، موسى بارو توفى والده وهو بعمر عامين وعقب وفاة والدته وهو بعمر 15 سافر بطريقة الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا.
ارتدى قميص أتالانتا الإيطالي وفي يناير 2020 انتقل إلى بولونيا مقابل 13 مليون يورو، وفي حصيلته 23 هدفا في 74 مباراة.
وفي كأس الأمم الإفريقية بالكاميرون يتواجد 6 لاعبين من يتواجدون في إيطاليا من بينهم 4 في الدوري الإيطالي قائمة المنتخب الجامبي الذي يخوض لأول مرة المعترك القاري.
قائمة المنتخب بأكملها محترفة عدا لاعب وحيد وهو إبراما سوهنا لاعب وسط الفريق المخضرم، وبمعدل عمري يبلغ 26 عاما، إذ تخطى 5 لاعبين فقط سن الـ 30 عاما.
مشوار تاريخي
في 25 مارس 2021 تأهل منتخب جامبيا لأول مرة في تاريخه لكأس الأمم الإفريقية بعد الفوز على أنجولا 1-0 ليتصدر ترتيب المجموعة الرابعة.
المشوار لم يكن سهلا فبدأ العقارب مشوارهم من الدور التمهيدي بلقاء جيبوتي وحسمت ركلات الترجيح وتألق حارس المرمى المخضرم مودو جوبي في التأهل لدور المجموعات بعد تصدى لركلتي ترجيح.
حارس المرمى مودو جوبي للموقع الاتحاد الإفريقي "كاف" قائلا: "كانت مباراة صعبة للغاية بالنسبة لنا. كنا نلعب للمرة الأولى منذ سنوات عديدة كأفضل المرشحين وهذا وضع الفريق تحت وطأة الكثير لأن الجميع توقع منا أن نفوز".
في المجموعات كانت جامبيا الحلقة الأضعف، في مجموعة ضمت الكونغو الديمقراطية والجابون وأنجولا.
البداية بفوز خارج القواعد 3-1 على أنجولا، وفي الجولة الثانية تعادل العقارب مع الكونغو الديموقراطية بهدف قاتل من بوبكار جوبي.
توقفت التصفيات بسبب فيروس كورونا، خسروا من الجابون ذهابا وفازوا إيابا، وضمن منتخب جامبيا تأهله عندما سجل أسان سيساي هدف الفوز على أنجولا ليحجز مقعده قبل جولة على النهاية برصيد 10 نقاط.
سيساي صرّح من قبل لـ CAFOnline.com: "صورة تسجيلي للهدف في مرمى أنجولا ستبقى إلى الأبد في ذهني، عندما أنظر إلى الصورة أشعر وكأنني سجلت الهدف الآن وهذا شعور سوف يعيش معي إلى الأبد، لأنها لحظة لا تُنسى".
وأضاف "ما حققه الهدف لي ولشعب جامبيا أمر لا يصدق، ولن أنساه أبدا لبقية حياتي".
حققت عقارب جامبيا ما لا يمكن تصوره لأنهم كانوا الفريق الوحيد من غرب إفريقيا الذي لم يتأهل للبطولة الأكبر في القارة.
المدير الفني
كل ذلك تحقق تحت قيادة البلجيكي توم سانتفيت المدير الفني للمنتخب الذي مر على الكثير في القارة السمراء.
البلجيكي البالغ 48 عاما تولى المدرب السابق لمنتخبات توجو وزيمبابوي وناميبيا وإثيوبيا ومالاوي، وخارج القارة كل من بنجلاديش ومالطا وترينداد.
قال سانتفيت لـ كاف: "أنا فخور جدا بكوني مدربا لجامبيا. فخور جدا باللاعبين الذين حققوا هذا وأصبحوا أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم الجامبية".
"كنا نعلم أنه كان ممكنا، كان هذا هو الطموح قبل عامين ونصف عندما بدأنا، كان لدينا خطة للمضي قدما، ونحن الآن هناك، لكنها الخطوة الأولى، ونريد المزيد".
توم قاد جامبيا من 2018 في 23 مباراة فاز في 10 وتعادل في 5 وخسر 8.
الهداف التاريخي
أسان سيساي يقود منتخب جامبيا وهو هدافه التاريخي بعدما سجل 11 هدفا في 20 مباراة وهو الهداف التاريخي للمنتخب الذي يُلقب بـ "العقارب".
سيساي صرّح من قبل لـ FilGoal.com: "لا أطيق الانتظار حتى أشارك للمرة الأولى في البطولة، أحلم بتسجيل أول أهداف جامبيا في البطولة. كنت سعيدا للغاية عندما أصبحت أكثر مسجلين الاهداف في تاريخ المنتخب لذلك التسجيل في هذه البطولة سيكون الأعظم على الاطلاق ولأكون صادقا معكم أحلم بأن أكون الهداف، مساعدة فريقي أمر هام لي وأتمنى ان تسير الأمور على ما يرام".
سيساي هو ثاني هدافي الموسم الجاري في الدوري السويسري بقميص زيورخ إذ سجل 11 هدفا في 27 مباراة.
واستطرد لاعب زيورخ السويسري "أحب اللعب بجوار موسى بارو هو لاعب استثنائي، جودته مذهلة ويستطيع تغيير مجرى المباريات في أي وقت، سعيد بمزاملته في الملعب هو شخص رائع ومتواضع داخل وخارج الملعب وإذا توافر لديه بعض الحظ سيكون أحد أفضل لاعبي العالم، وأعتقد أن شراكتنا في الملعب سوف تسير بشكل جيد في البطولة ونقود بلادنا لتحقيق أهدافنا وإسعاد الشعب الجامبي".
بارو (23 عاما) سجل هدفين في 12 مباراة فقط بقميص المنتخب وبالتأكيد يمتلك الكثير ليصبح من هدافي بلاده.
وبقميص بولونيا الموسم الجاري سجل الجامبي 5 أهداف في 15 مباراة.
موسى بارو كان قد تحدث لموقع الاتحاد الإفريقي: "الفارق هو أن لدينا مجموعة شابة موهوبة والكثير منا يتنافس على أعلى مستوى وكذلك الدافع الذي يحصل عليه الفريق من الجمهور والحكومة".
قائمة جامبيا
لاعب محلي وحيد في القائمة وآخر بدون نادٍ وأسماء عديدة شابة لم تُكمل الـ 23 عاما تخوض أول تجربة حقيقية للعقارب في القارة السمراء ويمثلون بلادهم في المعترك الإفريقي.
حراسة المرمى: مودبو جوبي (بلاك لبوباردز الجنوب إفريقي) - بوبكار جايي (روت فايز الألماني) – شيخ سيبي (فيرتوس فيرونا الإيطالي).
الدفاع: با موجو جاني (ديتكون السويسري) – عمر كولي (سامبدوريا الإيطالي) – بابكر سنيه (بدون ناد) – محمد مباي (برومولا السويدي) – إبيو توراي (سالفورد سيتي الإنجليزي) – نواه سونكو سوندبرج (أوسترسوند السويدي) – جيمس جوميز _هورسينز الدنماركي) – سيدي جانكو (بلد الوليد الإسباني).
الوسط: إبراما سوهنا (فورتشين الجامبي) – سليمان ماري (جينك البلجيكي) – داودا نجوم (برونسوجي الدنمارك) – موسى بارو (بولونيا الإيطالي) – أبيلي جالو (سيرانج البلجيكي) – بابكر جوبي (جينبوك الكوري الجنوبي) – يوسفا بوب (بيتشينزا الإيطالي) – أبو أدامز (فورست جرين روفرز الإنجليزي) – إبراما داربوي (روما الإيطالي).
الهجوم: أسان سيساي (زيورخ السويسري) – لمين جالو (فيهرفار المجري) – بوبكر تراولي (عجمان الإماراتي) – محمد باداموسي (كوتريخت البلجيكي) – إيبراما كولي (سيبزيا الإيطالي) – يوسيفا نيجي (بوافيشتا البرتغالي) – ديمبو دابوري (شيخاتيور البيلاروسي).
حظوظ كبيرة
يقع منتخب جامبيا في المجموعة السادسة التي تضم كل من: مالي وموريتانيا وتونس.
والأرقام وتاريخ المواجهات قد يرجح كفة جامبيا في إمكانية التأهل للدور المقبل خاصة مع إمكانية أن يتأهل كثالث أفضل في المجموعة.
جامبيا في 2010 فازت على تونس وديا بنتيجة 2-1 في مواجهة وحيدة فقط قبل لقاءهما مجددا في دور المجموعات.
أمام موريتانيا يتفوق العقارب بـ 8 انتصارات مقابل 5 هزائم وتعادلا في 7.
وترجح كفة المواجهات المباشرة كفة مالي بانتصار النسور في 8 مباريات مقابل 6 للعقارب في 18 مباراة.
مع تطور جامبيا بشكل أكبر مؤخرا ومع النتائج التاريخية التي قد تعزز تأهلهم، قد يستكملوا مشوارا تاريخيا لبلاد "الساحل الإفريقي المبتسم" بعد سنوات من المعاناة.