في العاصمة الكاميرونية ياوندي وتحديدا في مركز مبانكومو الرياضي، جلس وكيل اللاعبين الكاميروني ماكسيم نانا ومعه كبار كشافي الأندية في الكاميرون لمتابعة النسخة الأولى من مسابقة المواهب الثمانية عام 2013.
مسابقة المواهب الثمانية ينظمها ماكسيم نانا بنفسه، وهى مسابقة تقام بين أبرز المواهب في الكاميرون لإختيار أفضل لاعب ليتم تسويقه بعد ذلك لأحد الأندية الكبيرة.
من بين الثماني لاعبين الذين تأهلوا للتصفيات النهائية كان أندريه زامبو أنجويسا، لاعب وسط نابولي الإيطالي والمعار من فولام الإنجليزي يخطف أنظار الحضور، أنجويسا كان بعمر السابعة عشر ولم يكن في هذا السن قد حصل على فرصة الإنضمام للعب لناد احترافي في الكاميرون لكنه كان ضمن أكاديمية ماكسيم نانا لتعليم كرة القدم منذ أن كان 14 عاما.
القطن الكاميروني يخطف الأسد الجديد
كان الآن جبريل كبير كشافي نادي القطن الكاميروني أحد الذين حصلوا على دعوة ماكسيم نانا لحضور المسابقة للبحث عن موهبة جديدة يستثمر فيها النادي مستقبلا، من ضمن الثمانية لاعبين الذين قدموا كل مهاراتهم الكروية لم يعجب الآن جبريل سوى بأندريه زامبو أنجويسا، ليتحدث مع ماكسيم نانا ويطلب منه التعاقد مع "الأسد الجديد للكاميرون"، هكذا وصف جبريل زامبيو أنجويسا بعد نهاية المسابقة.
وتواصل FilGoal.com مع الآن جبريل ليحكي قصة اكتشافه لأندريه زامبو أنجويسا ليقول: "انبهرت عندما رأيته لأول مرة، ماكسيم نانا دائما ما يأتي لنا بلاعبين مميزين هو ليس مجرد وكيل لاعبين لكن لديه نظرة رائعة في اختيار المواهب، اعجبت سريعا بقدرات زامبو أنجويسا في التعامل معه الكرة وقوته البدنية، في ذلك الوقت كان لدينا أزمة في نقص لاعبي الوسط في فريق القطن، بعد نهاية المسابقة اتصلت برئيس النادي وقلت له وجدت الأسد الجديد لخط الوسط.
وأكمل جبريل :" الرئيس وافق على الفور لأنه كان يثق في أراء كشافي النادي، في نفس اليوم اتصلت بماكسيم نانا واخبرته بنية النادي التعاقد مع أنجويسا، وبالفعل كل شئ تم، منذ أول يوم له في النادي. كنت أعامله مثل إبني، كان أصغر لاعب في الفريق الأول وأن تلعب للفريق الأول لنادي القطن في هذا السن ليس أمر سهلا وهذا ما جعله يكتسب الكثير من الخبرات بالاحتكاك مع من أكبر منه سنا وأكثر خبرة".
بكاء حامل الشعلة ووعد
خلال موسمه الأول ضمن صفوف القطن الكاميروني نجح زامبو أنجويسا في خطف أنظار المتابعين ونجح في حجز مقعد أساسي في تشكيل الفريق، وأصبح النجم الأول لجماهير الفريق.
يضيف جبريل :"الجماهير أعجبت به سريعا، كان مثل الوحش في وسط الملعب كان قويا وسريعا ويدافع بشكل ممتاز، لدرجة أن الجماهير وصفته بحامل الشعلة وهى إشارة للشعلة في شعار الفريق، نجح زامبو في الإنضمام لمنتخب الشباب وبدأ ماكسيم نانا في تسويقه أوروبيا، وجاء بعض الكشافين من أوروبا وتلقى عرضا من مارسيليا حيث أعجب جان دوراند كشاف النادي الفرنسي بقدراته، لكن رئيس النادي رفض انتقاله بسبب الضعف المادي، حينها بكى زامبو أنجويسا وقدمت له وعد بأنني سأتدخل لإقناع رئيس النادي بتركه يرحل عندما يأتي له عرضا جديدا".
فرصة الاحتراف وإصرار دوراند
في صيف 2014 نجح ريمس الفرنسي في الحصول على خدمات زامبو أنجويسا من القطن الكاميروني.
في الموسم الأول لزامبو أنجويسا لم يقنع مسئولو النادي الفرنسي بأداءه وكانت لديهم رغبة في بيعه في صدمة غير متوقعة للاعب الذي يقضي موسمه الأول في أوروبا.
وتوجه FilGoal.com لماكسيم نانا وكيل اللاعب للحديث عن فترته في ريمس :" أنجويسا كان يقدم أداءا جيدا ولا أعلم لماذا لم يقتنعوا به، اللجنة الفنية للنادي أقرت بجودته العالية لكن الادارة لم تسمع لها، أعتقد أن هناك سببا آخر لذلك فالجميع كان معجبا بأداءه وتلقينا عروضا من أندية أخرى منذ أول مشاركاته مع ريمس، لكن يبدو أن هذا القرار كان في مصلحته لأن بعد نهاية الموسم على الفور اتصل بي جان دوراند من مرسيليا يخبرني بأنه مازال يريد زامبو في فريقه".
وأكمل ماكسيم "جان كان معجبا به منذ فترته في القطن لكن لم يستطيع إتمام التعاقد معه بسب رفض رئيس نادي القطن، وبالفعل تقدم مارسيليا بعرض لنادي ريمس وتمت الموافقة عليه".
إيمان جان دوراند بقدرات زامبو أنجويسا كان واضحا حيث انتظر الفرصة حتى تأتي لضمه لمارسيليا.
حيث أضاف ماكسيم في حديثه "أنجويسا اثناء فترة لعبه في ريمس كان يقول لي إن جان دوراند يأتي لمشاهدته في الملعب، كان هذا أمر مذهل خاصةً وأنه يقطع مسافة تزيد عن 800 كيلو متر لمشاهدته وهو ما يؤكد على اقتناعه الشديد بقدراته".
في مارسيليا لعب زامبو أنجويسا موسمين لفت خلالهما أنظار فولام الإنجليزي الذي تعاقد معه مقابل 24 مليون يورو وقصى موسما مميزا مع فياريال معارا، قبل أن يعود لفولام ويشارك مع الفريق في الدوري الإنجليزي خلال موسم 2020-2021 ومن ثم خرج مرة أخرى للإعارة لنابولي الإيطالي بعد هبوط فولام للدرجة الثانية.
وتعقد آمال كبيرة على زامبو أنجويسا في قيادة منتخب الكاميرون خلال كأس أمم إفريقيا في قيادة المنتخب للتتويج باللقب القاري.