قبل كأس إفريقيا 2017، اتخذ هيرفي رينار قرارا باستبعاد حكيم زياش من قائمة المغرب حتى لا يؤثر وجوده بالسلب على زملائه، فنجم أياكس آنذاك لم يكن يعجبه الجلوس على دكة البدلاء.
لكن بعد الخروج على يد الفراعنة في ربع نهائي البطولة القارية، ومع اقتراب المراحل الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2018، تدخل رئيس الاتحاد المغربي للوساطة بين رينار وزياش ليعود الأخير إلى صفوف أسود الأطلس.
ودارت الأيام، ورحل رينار، واستمر زياش، قبل أن تنفجر مشكلة جديدة مع المدرب الحالي لمنتخب المغرب، وحيد خليلوزيتش.
البوسني صرح في وقت سابق، قبل أن يستبعد زياش نهائيا من قائمة الأسود، قائلا:"سلوك اللاعب غير منضبط ولا يليق بنجم مثله. لأول مرة في مسيرتي أرى لاعبا يصل معسكر المنتخب متأخرا ولا يريد التدرب".
وأضاف مدرب كوت ديفوار والجزائر واليابان السابق "زياش ادعى الإصابة بخلاف ما أظهرته الفحوصات. لن أسمح بذلك ما دمت مدربا للمغرب".
جيل جديد
لم يكن أمام المغاربة سوى توجيه الشكر للمدرب المخضرم رينار بعد فشله الذريع في كأس إفريقيا 2019، التي شارك فيها زياش.
فمنتخب أسود الأطلس، الذي كان مرشحا بارزا للظفر بالكأس في القاهرة، ودع أمام بنين في الدور ثمن النهائي في مفاجأة مدوية.
لتنتهي حقبة الفرنسي مع المغرب الذي أعاده للمشاركة في كأس العالم بعد غياب 20 عاما.
كان زياش هداف المغرب خلال حقبة رينار التي استمرت 3 سنوات و5 أشهر. 14 هدفا لنجم تشيلسي الحالي ليس من بينها أي هدف في كأس العالم 2018، أو كأس إفريقيا 2019 التي أهدر خلالها ركلة جزاء أمام بنين في الوقت البديل.
لم يقدم زياش المردود المنتظر حين احتاجه المغرب بشدة، لُيسدل الستار على حقبة رينار ويخلفه خليلوزيتش.
مع الأخير، تغير جلد المغرب، تجدد الفريق، بات البوسني يعتمد على لاعبين أصغر سنا بعد ابتعاد مانويل دا كوستا ومهدي بنعطية وكريم الأحمدي ومبارك بوصوفة ونور الدين أمرابط ونبيل درار.
لم يتبق من الحرس الأساسي القديم سوى المدافع المخضرم رومان سايس، والظهير الطائر أشرف حكيمي.
وزياش بالطبع، قبل استبعاده من الفريق في سبتمبر الماضي في قرار صارم لخليلوزيتش لن يبرره سوى إنجاز قاري أو بلوغ مونديال قطر.
4 لاعبين في قائمة المغرب أعمارهم تفوق 30 عاما، الأساسي من بينهم هو رومان سايس فقط، لاعب ولفرهامبتون الإنجليزي.
مع كتيبة مميزة يحمي مرماها ياسين بونو حارس إشبيلية وهدافها هو أيوب الكعبي مهاجم هاتاي سبور، لم يجد المغرب أي صعوبة في مشواره بتصفيات كأس إفريقيا 2019 وتصفيات مونديال 2022.
خاصة أنه خاض كل مباريات المرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم على ملعبه، بسبب معاناة منافسيه من تفشي فيروس كورونا في بلادهم، السودان وغينيا وغينيا بيساو.
وأصبح الاختبار الحقيقي الآن، ليبرهن خليلوزيتش أنه صنع فريقا أقوى من سلفه رينار، هو كأس إفريقيا 2021 والمرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم.
يبدو تأهل المغرب إلى دور الـ16 من كأس إفريقيا مضمونا، بعد وقوعه مع غانا والجابون وجزر القمر.
رجال خليلوزيتش سيبدأون رحلتهم بمواجهة غانا في 10 يناير، مباراة ربما ستحسم متصدر المجموعة الثالثة.
ثم يواجهون جزر القمر والجابون في 14 و18 يناير في رحلتهم نحو لقب تفتقده أسود الأطلس منذ أكثر من نصف قرن.
وفي مارس المقبل سيأتي الموعد المنتظر، المواجهتان الحاسمتان على التأهل لكأس العالم 2022.
القرعة ستحدد منافس المغرب، من بين الخماسي مصر وغانا والكاميرون ومالي والكونغو الديمقراطية.
سيلعب المغرب لقاء الإياب في ميدانه، وهي أفضلية من أجل الظهور السادس في المونديال.
عام 2022 سيكون فارقا لمنتخب المغرب، الذي قرر المضي قدما دون نجمه البارز، حكيم زياش.