كتب : أحمد العريان
في قارة إفريقيا فقر، وحروب، وقليل من السعادة. بكرة القدم، تٌصنع تلك السعادة.
منذ 1957 وعلى مدار 64 عاما، أقيمت 32 نسخة سابقة من بطولة أمم إفريقيا، ودائما ما كانت الإثارة حاضرة.
الآن وقبل أيام قليلة من بدء كرنفال إفريقي جديد، مجرد إقامته انتصار لإرادة القارة، سنستذكر تلك المتعة.
FilGoal.com يقدم لكم سلسلة (كرنفالات ماما أفريكا) بأفضل 12 مباراة في تاريخ بطولة أمم إفريقيا.
إثيوبيا VS الكونغو الديموقراطية (1968)
في 1962 استضافت إثيوبيا النسخة الثالثة من بطولة أمم إفريقيا. في قبل النهائي هزموا تونس، وفي النهائي واجهوا مصر حاملة اللقب في أول نسختين.
الفراعنة تقدموا بهدفي بدوي عبد الفتاح، لكن إثيوبيا عادت وانتصرت برباعية وحققت اللقب الأول في تاريخها.
بعد 6 سنوات عادت البطولة لـ إثيوبيا مجددا، وعلى أمل أن يكرروا إنجازهم في حصد اللقب.
نظام البطولة تغير وأصبح قوامها 8 فرق مقسمة على مجموعتين، يتأهلوا منها إلى نصف النهائي.
في نصف النهائي تواجهت إثيوبيا مع الكونغو الديموقراطية. ومرة أخرى تقدم الضيوف وهم الكونغو هذه المرة بهدفين في أول ربع ساعة مثلما فعلت مصر قبل 8 سنوات.
إثيوبيا فعلت مثلما فعلت من قبل، وعادت في النتيجة وأدركت التعادل، لتمتد المباراة إلى شوطين إضافيين.
وفي ملعب أديس أبابا بحضور 45 ألف متفرج رغم أن سعة المدرجات لا يحتمل إلا 35 ألفا فقط، تعالت الأصوات وانجرحت الحناجر من الهتافات لتحفيز لاعبي إثيوبيا.
والكونغو تعلمت من درس مصر، فلم تتأثر بتلقي الهدفين بعد التقدم، وفي الدقيقة الـ100، سجل ليون مانجاموني هدفا للكونغو، ليتأهلوا إلى النهائي.
وواصلت الكونغو طريقها في النهائي بتحقيق الفوز على غانا، لتفوز الكونغو باللقب الأول لها تاريخيا، وتحرم غانا من الحفاظ على لقبها بعد الفوز بنسختين سابقتين. انتصار جعل مصر فيما بعد صاحبة إنجاز فريد بالفوز بثلاثة ألقاب متتالية، كأول فريق إفريقي يحقق ذلك في 2006، و2008، و2010.
_ _ _
جمهورية الكونغو VS مالي (1972)
بعد نسختين من تتويج الجارة، الكونغو الديموقراطية بأمم إفريقيا 1968، كانت جمهورية الكونغو تحضر جيلا قويا لغزو إفريقيا.
جيل الكونغو أقصى الكاميرون أصحاب الأرض في نصف النهائي، ليكون النهائي بين الكونغو ومالي، والتي فازت على زائير بركلات الترجيح في نصف النهائي الآخر.
وفي النهائي. احتشدت جماهير الفريقين. وبدأت المباراة.
مالي تقدمت بهدف موسى دياكيتيه في الدقيقة الـ42، لينتهي الشوط الأول بتقدم الماليين بهدف.
وكان الشوط الثاني على أسخن ما يكون وعامرا بالإثارة.
جيان بول مبونو سجل هدفين متتاليين لـ الكونغو في الدقيقتين الـ57 والـ59، وانفجرت المدرجات بالإشادة على اللاعب الشاب.
لم تكتف الكونغو بذلك، فأضاف فرانسوا مبيليه الثالث. ومبيليه أو بيليه إفريقيا حينها، كان من أوائل الأفارقة الذين غزوا أوروبا باللعب لـ أجاكسيو حينها ثم مع باريس سان جيرمان، ولانس، ورين حيث اعتزل عام 1982.
المباراة لم تنته هنا على كل حال. مالي عادت بهدف ثاني في الدقيقة الـ75 لـ موسى تراوري.
واستمرت مالي في الهجوم، وكادت تصويبة فانتنمادي كيتا تسكن الشباك في الدقيقة الـ88، لكن كرته جانبت القائم بقليل، ليفرح الكونغوليين ويحققون ما حققه جيرانهم قبل سنوات قليلة بالجلوس على عرش إفريقيا.
أما مالي، فظلت تبحث عن مجد التتويج الإفريقي إلى يومنا هذا، فلم تصل إلى المربع الذهبي في أربع مناسبات، بينهم مرتين كرابع، ومرتين كثالث بنسختي 2012، و2013.
_ _ _
مصر VS زائير (1974)
بعد سنتين كان الدور قد حان لعودة البطولة إلى مصر لأول مرة منذ نسخة 1959.
مصر تملك علي أبو جريشة، ومحمود الخطيب، وفاروق جعفر، وحسن شحاتة، ومصطفى عبده، وعلي خليل، بجانب الحراس حسن علي، وحسن عرابي، وإكرامي الشحات. أسماء رنانة يتمنى كل جيل لكل حقبة لأن يتملك اسما واحدا منهم.
في المقابل امتلكت زائير (الكونغو الديموقراطية حاليا) نداي مولامبا. مولامبا كان مهاجما في فيتا كلوب، وإن كان صامويل إيتو هو الهداف التاريخي لـ أمم إفريقيا بتسجيل 18 هدفا بـ 6 نسخ من البطولة، فإن مولامبا سجل 9 أهداف في تلك النسخة فقط، منهم هدفين في مصر.
مصر وصلت إلى نصف النهائي، وكان المنافس هو زائير.
تقدمت مصر بهدفين. الأول سجله جوزيف إلونجا بخطأ كوميدي في مرماه، قبل أن يضيف علي أبو جريشة هدفا ثانيا في الدقيقة الـ54، ويبدو أن الفراعنة بطريقهم إلى النهائي الرابع تاريخيا.
لاعبو زائير لم يستسلموا. دقيقة واحدة بعد الهدف واستلم مالومبو عرضية من الجهة اليمنى، وسدد الكرة ساقطة فوق حسن عرابي من داخل الست ياردات.
وسجل ألبيرت كيدومو هدفا ثانيا في الدقيقة الـ61، ليجد الفراعنة أنفسهم متعادلين بعدما كانوا متقدمين بهدفين قبل 7 دقائق.
في 1962 تقدمت مصر بهدفين على إثيوبيا في النهائي ثم خسرت برباعية، وفي هذا اليوم تكرر الموقف بعودة زائير والفوز على مصر بثلاثة أهداف مقابل هدفين في نصف النهائي.
مالومبو عاد وسجل الثالث في الدقيقة الـ72 بتصويبة قوية لم ينجح عرابي في التعامل معها. ليلة حزينة لـ القاهرة، لم يجعل منها أمرا عاديا سوى أن المصريين كانوا قد احتفلوا بالنصر الأكبر قبلها بـ 4 أشهر بتحرير الأراضي المحتلة في نصر أكتوبر المجيد لعام 1973.
_ _ _
كوت ديفوار VS غانا (1992)
بوصولنا لعام 1992 فقد تغير نظام البطولة تماما، وأصبح قوامها الآن 12 فريقا.
أقيمت البطولة في السنغال للمرة الأولى، والسنغال قد بلغت فعلا المربع الذهبي لأول مرة قبل ذلك بعامين فقط.
ورغم ما تمر به الكرة السنغالية من تقدم، لكن النهائي كان بين كوت ديفوار وغانا.
كوت ديفوار تخوض النهائي لأول مرة، فيما تلعب غانا النهائي للمرة السابعة.
رغم فارق الخبرات بين المنتخبين مع النهائيات، لكن كوت ديفوار أغلقت المساحات كلها، وكان النهائي سلبيا تماما.
هنا لجأنا إلى ركلات الترجيح، والتي رجحت كفة كوت ديفوار بعد 12 ركلة من كل فريق.
كوت ديفوار فازت 11-10 بركلات الترجيح. أنتوني بافوي أهدر الركلة الـ12 لـ غانا بعدما كان قد سجل الأولى، ثم أحرز باسيلي أكا الركلة الحاسمة، وهنا فرح الإيفواريون لأول مرة بالكأس الإفريقية.