تباينت الآراء بحدة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب مصر بعد 9 مباريات رسمية وشبه رسمية، ما بين معارض ورافض لأفكاره بل ووجوده في بعض الأحيان وبين مؤيد ومناصر بشدة.
ازدادت حدة الانتقادات للمدرب البرتغالي بعد إعلان القائمة المبدئية المشاركة في بطولة كأس أمم افريقيا 2021 بعد أن اعتقد منتقديه أنه سيمتثل لآرائهم التي أطلقوها خلال بطولة كأس العرب لكنه خيب ظنونهم بإصراره على قناعاته وأفكاره رافعا شعار "خلي اللي يقول يقول" .
اصبح كيروش مفتري من وجهة نظر معارضيه ومفترى عليه من وجهة نظر معجبيه، لكن في كل الأحوال النقد مباح للجميع بل وواجب في بعض الأحيان لكن من غير المنطقي أن يوصف مدرب بخبرة وتجارب وتاريخ كيروش بأوصاف لا تليق باسمه بعد 9 مباريات لدرجة أن البعض يرى أنه "جاي ياكل عيش" أو "معندوش فكرة " .
حينما أجرى عمرو أديب حواره الأخير مع محمد صلاح كانت اسئلته بعقلية الشرقي التي فيها نوع من الثأر "والتار البايت" والتشفي في بعض الأحيان، لكن إجابات صلاح كانت بعقلية المحترف، هذه نقطة مهمة في الخلاف ببن منتقدي كيروش وأفكار الرجل البرتغالي.
يرى الكاتب أن نقطة الخلاف الرئيسية بين كيروش ومنتقديه تتمثل في الفارق في العقلية والأفكار، تماما مثلما حدث في أسئلة عمرو أديب وإجابات صلاح.
كيروش لديه أفكار مصمم على تنفيذها ومنتقديه يرون أو يريدون أن يسير على منهجهم أو منهج "اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش" و"حط كل لاعب في مركزه" مركزه هذا هو ما تعودت عليه الجماهير .
كيروش اختار الطريق الصعب، وهو طريق أن لديه أفكار وطريقة يختار لها اللاعب المناسب لتنفيذها، وليس طريق اختيار الطريقة التي تناسب إمكانيات اللاعب.
الطريق الثاني الذي يريده الجمهور قد يكون مناسبا لمدرب النادي لكن الطريق الأول -الصعب- هو طريق المدرب صاحب الشخصية القوية.
حينما يمتلك كيروش أفضل لاعب في العالم حاليا فواجب عليه أن يستفيد من قدراته وإحدى طرق الاستفادة أن يختار طريقة اللعب التي تناسبه وتعود عليها وتألق فيها.
فقرر المدرب البرتغالي أن يغير طريقة اللعب من 4-3-2-1 إلى 4-3-3 وهى الطريقة الأنسب لصلاح، هذا ليس معناه تجاهل بقية اللاعبين لكن العناصر الأساسية التي سيعتمد عليها "المحترفون" تحفظ تلك الطريقة بالإضافة إلى لاعبي الأهلي بعد إن اعتمد مدرب الاهلي بيتسو موسيماني على نفس الطريقة منذ بداية الموسم.
الفريق الذي يمتلك لاعبا بقيمة محمد صلاح يجب أن يثق به وفيه الجمهور، وحضوره في مباراة مؤثر ومبشر، والمدرب الذي يمتلك صلاح له أن يستثمره بالطريقة المثلى، وهو ما يخطط له كيروش .
الامر المؤسف أن وسائل إعلام لها اسمها وقيمتها تجري وراء ما تكتبه بعض وسائل التواصل الاجتماعي، على طريقة "ما يطلبه المستمعون" فتجري استطلاعا لمتابعيها على السوشيال ميديا عن مصير كيروش بعد بطولة كأس العرب بحثا عن متابعين جدد أو بحثا عن إثارة في غير توقيتها .
منتقدو كيروش اتهموه بالعناد لأنه لم يختر لاعبا أو أكثر على اعتبار أن مدربا مثله يفضل عناده على مصلحته!
كيروش ذهب لبطولة كأس العرب وهو يعرف ماذا يريد منها بعد ان استقرت أفكاره فذهب للدوحة باحثا عن بدلاء لتشكيله الأساسي ومنح الفرصة لجيل جديد من اللاعبين الدوليين، وقد عاد من قطر حاملا مكاسبه.
الهدف الذي أتى كيروش من أجله لمنتخب مصر هو التأهل لنهائيات كأس العالم 2022 ونجح في نصف الهدف وباق أمامه النصف الأصعب، ومن حقه في هذا التوقيت أن يجرب أفكاره على أرض الواقع فليس أمامه سوى بطولة كأس العرب قبل بطولة أمم إفريقيا التي سيذهب إليها منافسا على اللقب.