بلايلي العاشر - طائر الفينيق الأسطوري الذي بعث من الرماد ليتحول إلى "وحش كاسر"
الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021 - 20:29
كتب : محمود عزت
"طائر الفينيق لونه أصفر أو أحمر ناري صاحب عمر طويل، قيل عنه حينما يأتي أجله يشتعل ويتحول إلى رماد ثم يجدد نفسه ذاتيًا بشكل متكرر ويرمز إلى النمو والتجدد والقوة".
يوسف بلايلي
النادي : الترجي
ويمتاز طائر الفينيق أنه يُحيي من رماده وبعد أن يبكى على الجرح يشفى ويعود أقوى، هكذا كانت مسيرة يوسف البلايلي نجم الجزائر.
تجرع بلايلي مرارة صعوبة البدايات في الدوري الجزائري ثم خلافات تجديد التعاقد مع الترجي إلى أزمة المنشطات مع اتحاد العاصمة، قبل التهميش في أنجيه الفرنسي ثم صعوبة التأقلم مع أهلي جدة.
لكنه في كل مرة يعود أقوى بعد أن يعتقد الجميع أن مسيرة اللاعب الجزائري على وشك النهاية.
ويستعرض Filgoal.com قصة النجم الجزائري يوسف البلايلي، بعد تألقه في كأس العرب والوصول مع منتخب الخضر إلى نصف النهائي.
بداية معتادة
ولد يوسف في الحي الحمري بمدينة وهران في ظل معاناة مادية رفقة أسرة فقيرة، لم يرغب يوسف في الاستسلام لمعركة الحياة ولم يفضل أن يعيش على هامش الحياة، أراد الانتصار في المعركة رغم الانهزام في بعض الجولات.
بدأ المسيرة مع زميله بالمنتخب الجزائري بغداد بونجاح في فريق رائد شباب غرب وهران، ومن ثم اكتشفه المدرب علاء عمر لينتقل إلى مولودية وهران حينما كان عمره 16 عام.
لم يمضي عامين حتى أراد البحث عن تجربة مختلفة مع أهلي برج بوعريريج لينتقل إلى مدينة أخرى بعيدًا عن والديه لكن براتب مرتفع مقارنة بعمر اللاعب حينها الذي يبلغ 18 عام.
البعد عن أسرته في سن صغيرة لم يساعده على التأقلم بشكل جيد مع فريق الأصفر والأسود ليعود إلى مولودية وهران موسم 2010-2011 ويوقع على أول عقد احترافي، وهنا أصبحت المشاكل النفسية والمادية أقل لدى اللاعب.
تولى تدريب الفريق طاهر شريف الوزاني الذي درب عدة أندية جزائرية منها اتحاد بلعباس وبارادو وشباب بلوزداد، وتلقى دعم هائل من المدرب القدير حيث تألق تحت قيادته.
ولعب البلايلي 47 مباراة في موسمين سجل 16 هدف وساهم في وصول الفريق إلى نصف نهائي الكأس مع شبيبة القبائل وغاب عن اللقاء ليودع الفريق البطولة.
تم استدعاء اللاعب من المنتخب الأوليمبي لخوض كأس أمم إفريقيا تحت 23 عام التي أقيمت في المغرب عام 2013 تحت قيادة المدرب عز الدين آيت جودي ولم يتجاوز الـ20 ربيعًا.
وتلقى من نادي كان الفرنسي بعد تألقه البطولة لكن اللاعب فضل الانتقال إلى الترجي التونسي ليصبح خليفة يوسف المساكني الذي رحل إلى الدوري القطري، وتقاضى بلايلي 420 ألف يورو سنويًا.
لعب مع الترجي 55 مباراة سجل 9 أهداف وصنع 22 آخرين، وهنا ظهرت المشاكل مع إدارة فريق باب سويقة حول تجديد العقد الأمر الذي دفع إدارة النادي باتخاذ قرار أن يتدرب اللاعب مع فريق الرديف ثم وحيدًا بعد فشل الفرنسي سيباستيان ديسابر المدير الرياضي في تجديد عقد اللاعب آنذاك، رغم احتياج الهولندي رود كرول إلى خدمات اللاعب الجزائري.
وقال بلايلي لوسائل إعلام جزائرية حينها "رئيس الترجي لم يقدم لي أي تبريرات لمنعي من التدريب، الأمر مرتبط برفضي تجديد عقدي".
وأردف "إدارة الترجي كانت تريد إرغامي على تمديد عقدي بدون دفع راتبي، من غير المعقول أن أجدد دون دفع راتبي، لكن لن أنسى فضل مشجعين نادي الدم والذهب".
بلايلي العاشر
وانتقل اللاعب إلى فريق اتحاد العاصمة الجزائري في بداية موسم 2014-2015 بعد الحصول على بطاقة مؤقتة الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد مشكلة على العام الأخير في عقد اللاعب حيث يؤكد اللاعب أن العقد ينتهي فى يونيو، فيما تجزم إدارة الفريق التونسي على انتهاء العقد في الموسم الذي يليه.
عاد اللاعب في خطوة مفاجئة هزت الوسط الرياضي بعد العودة إلى الدوري الجزائري رغم تألقه في تونس، ومن جهة أخرى أثير الجدل حول راتب اللاعب الكبير الذي يصل إلى 50 ألف دولار شهريًا ، وفي هذه الفترة كان هناك حديث عن عدة عروض منها مونبيليه واسبانيول ومتابعات من مارسيليا الفرنسي.
شارك مع اتحاد العاصمة في 35 مباراة بكل المسابقات سجل خلالها 9 أهداف وصنع 9 آخرين، لعب في كل مراكز الهجوم كجناح أيسر وأيمن صانع ألعاب ومهاجم.
ورغم التألق الكبير إلا أن الجميع لاحظ هناك ما يشغل ذهن البلايلي خارج الملعب، ويؤثر على الجانب الانضباطي داخل الملعب، حيث أثار العديد من المشاكل مع المدير الفني الفرنسي كوربيس.
غضت إدارة النادي النظر عن تصرفات البلايلي بسبب تألق اللاعب الذي يعتبر أفضل لاعب في البطولة الوطنية الجزائرية، ورغم كل شيء الأمور على ما يرام والفريق يتقدم بخطى ثابتة في دوري أبطال إفريقيا ووصل إلى النهائي قبل أن يخسر أمام مازيمبي.
حافظ بلايلي على حب الجماهير له التي كانت تتغنى بالمهاجم الشاب وتشيد بروعة المراوغات والقوة البدنية لدى اللاعب التي تتجلى في قوة التسديد وبات يكنى بين أوساط الجماهير بـ "بلايلي العاشر" نسبة إلى ارتدائه القميص رقم 10.
كشف فحص عشوائي للمنشطات قبل مباراة اتحاد العاصمة مع مولودية العلمة في دور الثمانية دوري أبطال إفريقيا عام 2015 عن تناول اللاعب مادة الكوكايين، حيث بدا اللاعب مرتبكًا على غير العادة حينما طلب الطبيب إجراء الفحص.
هنا كانت الصدمة في الأوساط الجزائرية، النجم الأول في الجزائر مدان بتناول المخدرات على طريقة بعض النجوم على سبيل المثال لا الحصر مارادونا وجورج بيست والروماني أدريان موتو والإنجليزي بول جاسكوين وغيرهم.
"كان من الصعب بالنسبة لي مشاهدته، عاش وحيدًا في الجزائر العاصمة وأنا دائمًا في وهران، كان لديه أصدقاء سؤء وبسببهم بدأ الخروج ليلا والاستمتاع" هكذا بدا الندم على عبد الحفيظ بلايلي والد اللاعب ووكيله في حوار لقناة الهداف الجزائرية.
اتخذ الكاف قرار بوقف اللاعب 4 سنوات ومثلها من الاتحاد الجزائري، لكن اللاعب قدم استئناف أمام المحكمة الرياضية "CAS" وهناك اعترف أنه تناول المادة المخدرة مخلوطة بالنرجيلة في إحدى الحفلات لكن دون علمه، لتنخفض مدة الإيقاف إلى عامين وهي مدة طويلة بالطبع قد تدفع أي لاعب إلى الاعتزال المبكر.
على جانب آخر، قرر فريق اتحاد العاصمة الاستغناء عن اللاعب بعد أن كانت لديه النية لتجديد عقد المهاجم الشاب مقابل 70 ألف يورو.
وصرح ربوح حداد رئيس النادي "مجرد لاعب مر من اتحاد العاصمة مثله مثل العديد من اللاعبين، لا أكثر ولا أقل".
عرض والد اللاعب التعاقد 5 سنوات عقد طويل الأمد أو عقد مدى الحياة على رئيس الاتحاد العاصمة للمساهمة في تحسين موقف اللاعب والدفاع عن بلايلي.
هنا تلعب الجماهير دورًا مرة أخرى في دعم اللاعب وتؤلف الأهازيج والأغاني لدعم المهاجم الشاب الذي لم يتجاوز 23 عام " يوسف بلايلي ظالم ولا مظلوم، معاك صاحي ولا مسطول" ميلانو جروب التراس اتحاد العاصمة.
أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي أبدًا
تدرب اللاعب وحيدًا وحافظ على لياقته البدنية وشارك في مباريات الهواة خاصة بإشراف من جمعية راديوز الخيرية برئاسة قادة شافي الذي صرح قائلًا "أخبرني الناس أنه ليس من الجيد أن أجعله يلعب في تلك المباريات، وأن ذلك يعطي صورة سيئة للشباب، وسوف يشجع على استهلاك الكوكايين".
وأضاف رئيس الجمعية "بعد أسابيع قليلة من فوز ليستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز في 2016، قمت بدعوة محرز إلى نهائي بطولة بين الأحياء بصحبة إسلام سليماني، كان فريق بلايلي يلعب، لكن الحدث بالتأكيد كان رياض محرز".
وأكمل "قال لي يوسف حينها، بذلت قصارى جهدي للعودة بعد الإيقاف، والآن أريد أن ألعب مع محرز وسليماني، ولم يصدق أحد أنه يستطيع الوصول إلى هذا المستوى الرائع بعد تتويجه مع الجزائر ببطولة أمم إفريقيا فيما بعد".
كما سافر اللاعب لأداء العمرة في الأراضي المقدسة مبرهنًا على أنه أصبح إنسان جديد يقبل على الحياة ويتعلم من أخطاء الماضي.
العودة من الرماد
بعد العودة من الإيقاف، تعاقد اللاعب مع نادي أنجيه الفرنسي قبل بداية موسم 2017-2018 حينها امتلك بلايلي 3 عروض فرنسية منها أنجيه ومونبلييه.
"بلايلي فتى أنيق، لكنه ضحية لمن حوله يضرونه ولا يساعدونه" دافع الجزائري الأصل سعيد شعبان رئيس أنجيه عن بلايلي على القناة الثالثة بالراديو ليكمل التعاقد مع بلايلي.
وأضاف رئيس النادي "جميعنا نستحق فرصة ثانية في الحياة، ونحن سعداء لضمه، الجميع يفعل أشياء غبية، حتى أنت وأنا" شعباني مقدما بلايلي مرتديا القميص رقم 31.
وشارك الجزائري في مباراة واحدة لمدة 45 دقيقة أمام ميتز في كأس الرابطة الفرنسي وتواجد على مقاعد البدلاء ضد ديجون قبل أن يرحل عن النادي، رغم ذلك قدم مردود ممتاز مع الفريق الرديف حيث لعب في شهرين 7 مباريات سجل 4 أهداف وصنع مثلهم.
يتحدث البلايلي عن فترة أنجيه "لم يكن الأمر صعبا علي، لم يكن هناك صعوبة بدنية، بعد شهرين من العمل، لم أخسر مميزاتي الفنية، أشعر أنني تطورت، حتى في فرنسا كانوا متفاجئين من إمكانياتي الفنية".
وأضاف "لم أتقبل الصبر كخيار، خاصة أنني لم اشارك منذ عامين وكنت في قمة مستواي قبل الإيقاف، لم أتمكن من الانتظار أكثر من ذلك كان الأمر إما أن اشارك أو أرحل".
وأتم "طلب مني رئيس النادي إعادة المال الذي منحه لي، فعلت ذلك ثم انقلب كليا، تلقيت العديد من العروض لكنه رفض قبولها، وأخبرني إنه من سيقرر أين سألعب".
حرب طاولة المفاوضات
تلقى البلايلي حينها 3 عروض من مولودية الجزائر واتفق والد اللاعب ووكيله على الانتقال إلى المولودية لكنه فوجئ برفض رئيس النادي وأخبره أن هناك عرض مالي أقوى من اتحاد العاصمة بقيمة مليون يورو.
بعد انقلاب الأمور رأسًا على عقب من رئيس النادي الذي هاجم بشدة مولودية الجزائر بسبب تفاوضهم مع اللاعب قائلًا "طريقة تعامل إدارة مولودية الجزائر مع هذه القضية هاوية للغاية، قبل أن يذهب إلى أبعد من ذلك عندما وصف كمال قاسي السعيد رئيس المولودية بـ"المجنون".
وأضاف "حذرت رئيس مولودية الجزائر من السفر إلى فرنسا لمقابلتي، رغم ذلك أصر على الأمر لقد خسر كل هذه الأموال بدون سبب واضح".
واسترسل "كنت أستطيع التقدم بشكوى إلى الكاف بعد الصورة التي التقطها اللاعب بصحبة رئيس النادي، حيث وصف هذه الخطوة بـ (الاستفزازية) من رئيس النادي".
وأراد قاسي السعيد الدفاع عن نفسه قائلًا "اللاعب بكى من أجل الانضمام إلى الفريق".
فيما رد البلايلي على تصريحات السعيد قائلًا "إن الصورة التي التقطها مع رئيس نادي المولودية تذكارية، ولم أوقع أي عقد مع النادي، بكيت بسبب شعرت أنني ضحية وأردت الرحيل لممارسة كرة القدم، خاصة أنني غائب منذ عامين ونصف".
أكمل سعيد شعبان رئيس أنجيه هجومه الضاري نحو البلايلي قائلًا "البلايلي لاعب غير محترف إنه لا يناسبنا لا من حيث العقلية أو الأشخاص المحيطين به، هو لا يصلح أن يلعب في مستوى مرتفع".
وتابع "كان يلح من أجل اللعب في الفريق الأول، قلت له أن القرار بيد المدرب وعليه الصبر عندما تأتي الفرصة لكنه لم يدرك ذلك".
وأردف "كانت صفقة بلايلي خاسرة منذ البداية بالنسبة لفريقه، خسرنا الكثير من الأموال، وكلفنا الكثير في محاولة تجهيز اللاعب حيث الجاهزية الطبية والبدنية، لكن هذه كرة القدم وإذا كنا خسرنا هذه المرة سنربح في صفقات أخرى".
وشن شعباني هجومً آخر على والد اللاعب ووكيله "يضغط على النادي حتى نقوم باشراك ابنه في الفريق الأول، ويساوم الأندية الجزائرية المهتمة باللاعب، سوف يحطم مسيرته دون شك".
وأشار "عبد الحفيظ بلايلي دخل إلى مقر النادي وهدد المسئولين، كان يردد هذا الحديث دائمًا أن يوسف هو أفضل لاعب بالجزائر ويجب أن يلعب مع الفريق الأول وليس فريق الرديف، أنا لا أقبل هذه النوعية من الممارسات هذا لن يحدث في فريقي".
وختم سعيد شعبان بتصريح يحمل بين طياته الكثير من السخرية تجاه بلايلي "الآن تخلصت من اللاعب، ولا أرغب في رؤية والد اللاعب مدى الحياة أو حتى في أحلامي، قررت بيعه إلى الترجي التونسي ولن أبيعه في الجزائر، انتهى الأمر".
أنا هنا مرة أخرى
عاد بلايلي العاشر إلى الترجي التونسي يناير 2018، "مازالت الحالة البدنية جيدة لدى اللاعب تصل إلى 80%، شارك اللاعب سريعًا لمدة 30 دقيقة ثم 70 دقيقة ثم مباراة كاملة أمام النجم الساحلي وسجل الهدف الأول، بداية موفقة ليوسف البلايلي الذي نعتقد جميعًا أنه أصبح أكثر نضجًا من الفترة الأولى له مع النادي" الطرابلسي المعد البدني لفريق الترجي التونسي حينها.
وشارك في 23 مباراة ذاك الموسم حيث سجل 6 أهداف وصنع 5 آخرين، وتوج مع الفريق ببطولة دوري أبطال إفريقيا بعد أن ساهم في مباراة الذهاب أمام الأهلي في الحصول على ركلة جزاء ومن ثم تسجيلها، ورغم الخسارة 3-1 لكن ركلة الجزاء ساهمت في الفوز بالعودة بثلاثية نظيفة.
في موسم 2018-2019 حقق مع الفريق أيضًا دوري أبطال إفريقيا بعد الفوز على الوداد في النهائي بعد واقعة تقنية الفيديو الشهيرة، لعب البلايلي 28 مباراة وسجل 6 أهداف وصنع آخر.
حقق بلايلي خلال 10 شهور 6 بطولات مع فريق باب سويقة الدوري التونسي مرتين ودوري أبطال إفريقيا مرتين والسوبر التونسي بالإضافة إلى الإنجاز الأكبر بتحقيق بطولة الأمم الإفريقية عام 2019.
المجد مع الخضر
المدرب جمال بلماضي كان من أشد المعجبين باللاعب، وحاول بالفعل استقطابه عندما كان يدرب في قطر، بلماضي يعرف كيف يستثير لاعبه.
استدعاه لأول مرة في نوفمبر 2018 ضد توجو في تصفيات أمم إفريقيا، وفضل بلماضي قوة وحيوية المهاجم الشاب على خبرة يوسف ابراهيمي المحترف في بورتو في بطولة أمم إفريقيا 2019.
تألق البلايلي في البطولة مع أغلبية لاعبي الجزائر خاصة جمال بلعمري وإسماعيل بن ناصر وعدنان قديورة وسفيان فيجولي ورياض محرز.
قال منصور بوتابوت الدولي الجزائري السابق عن مشاركة بلايلي مع الجزائر في أمم إفريقيا "يمكننا أن نرى قوته جسديًا وعضليًا، لقد اهتم بنفسه جيدًا يمتلك عضلات رباعية مثيرة للإعجاب، في إفريقيا تجد أمامك لاعبين يبلغ طولهم 1.90 مترًا و95 كيلوجرامًا، لابد أن تكون لاعب قوي جدا".
وصرح الصحفي معمر جبور "يوسف أظهر موهبته ووضعها في خدمة اللعب الجماعي، هو على المستوى التقني جيد، قادر على المراوغة في مساحة صغيرة، عندما يكون لائقًا بدنيًا، يكون قادرًا على الفوز عليك بالمباراة حتمًا"
وإذا كان الشعب الجزائري بأكمله ربما لم يغفر له بعد على تصرفاته الغريبة في الماضي، فهو على أي حال نسي ما خلال الريمونتادا الرائعة التي قام بها اللاعب محرزًا بطولة أمم إفريقيا لأول مرة منذ عام 1990.
اللعب أو الرحيل
"يوسف يحب الاندفاع والمنافسة، لا ينبغي أن يكون على مقاعد البدلاء" حينما تشاهد مسيرة بلايلي الذي لا يرغب في المكوث على دكة البدلاء أبدًا، الأمر الذي أكده التونسي نبيل معلول مدربه السابق في تصريحات سابقة.
وأضاف "قدم كل ما لديه خلال بطولة أمم أفريقيا 2019، حيث قدم نسخة أفضل من التي قدمها مع الترجي".
بعدها انتقل إلى أهلي جدة مقابل 3 مليون يورو، وواجه صعوبات جمة في التأقلم مع الكرة السعودية، وواجه مشكلات مع المدرب جروس الذي كان يضعه بديلًا في كثير من الأحيان، على الرغم من مطالبات الجماهير الدفع باللاعب.
لم يختلف الحال مع المدرب الصربي فلادان ميلويفيتش الذي أعرب عن عدم حاجته إلى الجزائري في ظل المستويات المخيبة للآمال التي قدمها الجزائري مع الفريق منذ قدومه، رغم مساهماته في 9 أهداف في 18 مباراة.
وبعد مفاوضات قوية مع من جانب الأهلي لاستقطاب بلايلي إلى الدوري المصري، رغم ذلك انتقل إلى قطر القطري ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته، حيث سجل 17 هدف في 24 مباراة وقدم 3 تمريرات حاسمة.
استدعاه مجيد بوقرة مدرب المنتخب الجزائري للمحليين لخوض بطولة كأس العرب 2021، ليتألق بلايلي مع الخضر ويقوده إلى نصف النهائي بعد هدف رائع من وسط الملعب في شباك أنس الزنيتي حارس المغرب، ليصعد بعد الفوز بركلات الجزاء الترجيحية في مباراة قوية ومثيرة.