كأس العرب - منتخب مصر.. لأننا نريد اختبار النهر مرتين
الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021 - 23:37
كتب : فادي أشرف
مؤخرا، اكتسبت الكرة المصرية ميزة جديدة كانت غائبة عنها لفترة طويلة.
ربما يكون الوضع الهيكلي غير مستقر. فمنذ أغسطس 2019 الكرة المصرية تعيش في ظلال لجان معينة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد استقالة مجلس هاني أبو ريدة في أعقاب الفشل الكبير في كأس أمم إفريقيا 2019.
ذلك الوضع غير المستقر وصل لاستجوابات برلمانية بشأن مخالفات مالية في اتحاد الكرة، القول بإن الهيكل الإداري للكرة المصرية على صفيح ساخن يبدو عادلا.
ولكن على أرض الملعب، وخاصة على مستوى الأندية، يبدو الأمر مختلفا.
ففي آخر نسختين لبطولتي الأندية، لم تغب الفرق المصرية عن نصف النهائي، وتوج الأهلي باللقب مرتين منهم مرة بعد نهائي مع غريمه والقطب الثاني للكرة المصرية، الزمالك.
الدوري المصري أيضا بدأ في التعافي، فبعد تنافس حامي الوطيس حسم الزمالك لقب الموسم الماضي بعد موسم لم يشهد منافسة كبيرة على اللقب، ومؤخرا شاهدنا دربي ممتع بكل المقاييس انتهى لصالح الأهلي 5-3، والأجمل فيه إنه كان بحضور الجماهير.
رويدا رويدا، تستعيد الكرة المصرية عافيتها بعد الخروج المهين من كأس أمم إفريقيا 2019، تلك العافية ظاهرة بقوة على مستوى الأندية، ولكن ماذا عن المنتخب؟
يمكن القول بأريحية إن منتخب مصر لم يعد القوة الإقليمية العظمى. تصنيفه على مستوى منتخبات القارة السمراء تراجع للمركز السادس، وعربيا بحسب تصنيف فيفا فهو في المركز الرابع.
بعد رحيل خافيير أجيري بعد الخسارة من جنوب إفريقيا في أمم إفريقيا الأخيرة، أخذت اللجنة الخماسية وقتا طويلا لتعلن تعيين حسام البدري مدربا للفراعنة.
ولكن الوقت الطويل الذي سبق تعيين البدري، لم يحصل عليه المدرب على الدكة الفنية مع عدم احتساب توقف النشاط بسبب فيروس كورونا.
في النهاية، خاض حسام البدري 8 مباريات مع منتخب مصر، لم يخسر في أي منهم، حيث تعادل 4 مرات وفاز 4 مرات، ورحل دون أي هزيمة.
مصدر باتحاد الكرة شرح لـ FilGoal.com أسباب رحيل البدري، والتي أرجعها إلى المشاكل الفنية للمنتخب والتي ظهرت جلية أثناء التعادل خارج الديار مع الجابون 1-1، وراتب الجهاز العالي، بجانب شكوى بعض اللاعبين من معاملة البدري.
على كل الأصعدة، النظر لحال الأندية المصرية خاصة في المسابقات الإقليمية، والنظر لحال المنتخب، يعكس التباين الواضح بين العافية، والمرض.
رحل البدري، وأتى كارلوس كيروش، وللرجل تاريخه الكبير في تدريب المنتخبات.
الجزء الثاني من مسيرة كيروش والتي تبدأ بعد رحيله عن ريال مدريد، تتميز بإنجازات كبيرة، خاصة مع منتخب إيران المشابه في المكانة الدولية إلى حد ما بالمنتخب المصري.
نجح في قيادة إيران للتأهل إلى مونديال 2014 قبل أن يودع الدور الأول بالخسارة من البوسنة والأرجنتين والتعادل مع نيجيريا كما فشل في بلوغ نصف النهائي في كأس أمم آسيا مطلع 2015 بعد الخسارة المثيرة أمام العراق بركلات الترجيح 7-6 بعد أن تعادلا 3-3.
كيروش استمر في إيران، وتأهل مع المنتخب إلى كأس العالم 2018، رغم بداية تلك الرحلة بمتاعب بعد تقديم استقالته في 2015 بعد خلافات مع الاتحاد هناك.
ولكن البرتغالي استمر، وتأهل لكأس العالم دون هزيمة، بل فاز على المغرب في الجولة الأولى من كأس العالم، قبل أن يخسر من إسبانيا 1-0، ويقدم مباراة عظيمة أمام منتخب بلاده ويتعادل 1-1 في اللحظات الأخيرة، ولكن تعادل إسبانيا مع المغرب منعه من التأهل للدور الثاني.
استمر كيروش مع إيران بعد الأداء الجيد، وكان من المتوقع أن يحصد لإيران أول بطولة قارية منذ 1976 في كأس آسيا 2019 وكانت مسيرته مميزة إلى نصف النهائي حيث خسر من اليابان 3-0، وودع البطولة، وودع منتخب إيران بنهاية البطولة.
على أكتاف كيروش، يريد منتخب مصر بناء مجده الجديد. "لست هنا لأقوم بثورة في الكرة المصرية".. كان ذلك من أوائل تصريحات كيروش بعد تولي تدريب منتخب مصر، ولكن ربما على مستوى المنتخب، هذا ما يأمل فيه مشجعو الكرة المصرية.
في كأس العرب، لا يملك الفراعنة تاريخا يضاهي تاريخهم الملحمي في كأس أمم إفريقيا.
منذ النسخة الأولى في عام 1963، وحتى النسخة الرابعة في 1985، لم يشارك منتخب مصر، قبل النسخة الخامسة في 1988.
في نسخة 1988، دخل منتخب مصر بقيادة الإنجليزي مايك سميث بقائمة قوية ضمت نجوما كبار مثل أحمد شوبير وإبراهيم حسن وربيع ياسين وإسماعيل يوسف وجمال عبد الحميد وعلاء ميهوب وطاهر أبو زيد وحسام حسن وأيمن شوقي.
تصدر منتخب مصر مجموعته بـ 6 نقاط من 4 مباريات حيث كان الفوز حينها بنقطتين، تعادل المنتخب مع منتخب السعودية الأولمبي ثم فاز على تونس بهدف طارق سليمان، قبل فوز ثلاثي على لبنان بأهداف أيمن شوقي وطاهر أبو زيد وحسام حسن، قبل تعادل سلبي آخر مع العراق.
خسر منتخب مصر في نصف النهائي من سوريا بركلات الترجيح بعد تعادل سلبي، قبل الفوز على منتخب النشامى المستضيف 2-0 بهدفي علاء ميهوب وحسام حسن ليحصد المنتخب المركز الثالث.
في 1992، كان الموعد مع البطولة الأولى في سوريا، والتي لُعبت كجزء من دورة الألعاب العربية. بقيادة محمود الجوهري، شارك الفراعنة بالفريق الأول. هدفا أيمن منصور ضد الأردن في التعادل 1-1، وضد الكويت في الفوز 1-0 أهلا المنتخب إلى نصف النهائي، حيث ثأر الفراعنة من سوريا وتغلبوا عليهم بركلات الترجيح كذلك بعد التعادل 0-0، قبل الفوز بنهائي حامي الوطيس ضد السعودية 3-2، بأهداف سامي الشيشيني وأحمد الكاس وحسام حسن.
كانت تلك مشاركة مصر الأخيرة القوية في كأس العرب، قبل مشاركة لا تُذكر في 1998 بمنتخب تحت 21 عاما والخروج من الدور الأول، والمشاركة بالمنتخب الأولمبي بقيادة هاني رمزي، بجيل محمد صلاح ومحمد النني الشهير، مطعم بأمثال عمرو زكي وأحمد عيد عبد الملك في نسخة 2012، ووداع آخر من الدور الأول.
ومنذ ذلك الحين، انقطعت مشاركات مصر في كأس العرب.
في 2021، يدخل منتخب مصر كأس العرب بقائمة مبدئية متخمة بالنجوم. 7 لاعبين كانوا مع الفراعنة في كأس العالم 2018، 12 لاعبا من القائمة شاركوا حينما كانت الكرة المصرية في أوج مجدها حيث تصارع قطبا الكرة المصرية على لقب دوري أبطال إفريقيا.
القائمة ضمت كل من..
حراسة المرمى: محمد الشناوي (الأهلي) – محمود جاد (إنبي) – محمد صبحي (فاركو).
الدفاع: أحمد فتوح (الزمالك) - أيمن أشرف (الأهلي) – أحمد حجازي (اتحاد جدة السعودي) - محمد عبد المنعم (فيوتشر) – محمود حمدي "الونش" (الزمالك) - أحمد ياسين (البنك الأهلي) - أكرم توفيق (الأهلي) – مروان داوود (إنبي).
الوسط: عمرو السولية (الأهلي) - حمدي فتحي (الأهلي) - مهند لاشين (طلائع الجيش) – عمر كمال عبد الواحد (فيوتشر) - أحمد رفعت (فيوتشر) – محمد مجدي "أفشة" (الأهلي) – أحمد سيد "زيزو" (الزمالك) - مصطفى فتحي (الزمالك).
الهجوم: محمد شريف (الأهلي) – مروان حمدي (سموحة) – أسامة فيصل (البنك الأهلي) – حسين فيصل (سموحة).
ويدخل منتخب مصر البطولة في المجموعة الرابعة، والتي تضم الجزائر والسودان ولبنان، بقائمة محلية مع أحمد حجازي المحترف في السعودية، عكس توجه كيروش للمحترفين الذي وضح منذ بداية توليه المسؤولية.
فهل يستطيع منتخب مصر البناء على مجده العربي، واختبار النهر في ملاعب قطر قبل المحاولة للعودة في كأس العالم بعد عام من المشاركة في كأس العرب؟