عبر تاريخ كوبا ليبرتادوريس، استطاع حامل اللقب الحفاظ على لقبه في 8 مناسبات.

آخر مرة حدث فيها ذلك كان من نصيب بوكا جونيورز في 2000 و2001.

ساو باولو في 2006 وريفر بليت في 2019 فشلا في الحفاظ على اللقب.

والآن حان الدور على بالميراس، إما أن يصبح أول فريق يحقق اللقب مرتين متتاليتين بعد 20 عاما أو ينضم للثنائي السابق كمن فشل في الحفاظ على لقبه.

بالميراس هو أكثر فريق برازيلي خوضا للمباريات في تاريخ كوبا ليبرتادوريس برصيد 209 مباراة والأكثر تسجيلا للأهداف بين أندية السامبا برصيد 390 هدفا، والأكثر فوزا بـ 116 فوز بين أقرانه في بلاده.

"فيرداو" أو الأخضر -لقب بالميراس-، سيخوض النهائي السادس له في كوبا ليبرتادوريس، كأكثر فريق برازيلي بالتساوي مع ساو باولو.

لقبان هما حصيلة بالميراس في كوبا ليبرتادوريس، الأول 1999 والثاني في 2020.

وسيسعى بالميراس لأن يتصدر ترتيب أكثر الأندية البرازيلية تتويجا بلقب كوبا ليبرتادوريس باللقب الثالث له والتساوي مع ساو باولو وجريميو وسانتوس.

للموسم الثاني تواليا سيكون النهائي برازيليا خالصا وللمرة الرابعة في تاريخ البطولة.

بالميراس لا يعرف طعم الخسارة أمام البرازيليين في كوبا ليبرتادوريس، خلال العام الجاري خاض 5 مباريات.

نهائي 2020 والذي أقيم في يناير الماضي ضد سانتوس وفاز باللقب، ضد ساو باولو في دربي الملوك بربع نهائي النسخة الجارية وتأهل بعد تعادل وفوز، وأتليتكو مينيرو في نصف النهائي بتعادلين.

مواجهة برازيلية سادسة للفيرداو ستكون مفصلية لأنها ليست كأي مواجهة، فهي نهائي كوبا ليبرتادوريس.

من أجل عرش القارة اللاتينية

طيلة تاريخ كوبا ليبرتادوريس، حقق 3 مدربين من أوروبا اللقب، الكرواتي ميركو يوزيتش مع كولو كولو التشيلي في 1991 والبرتغالي جورج جيسوس مع فلامنجو البرازيلي في 2019 والبرتغالي أبيل فيريرا مع بالميراس البرازيلي.

حال حقق الأخضر اللقب فسيكون أبيل فيريرا أول مدرب أوروبي في تاريخ القارة اللاتينية يحقق اللقب مرتين.

آخر مدرب فاز باللقب مرتين متتاليتين كان الأرجنتيني كارلوس بيانكي ذلك مع بوكا جونيورز في 2000 و2001.

خلال 13 شهرا قاد فيريرا بالميراس في 104 مباراة بجميع المسابقات –بمعدل مباراة كل 4 أيام- وتوج بلقبي كوبا ليبرتادوريس وكأس البرازيل.

54 فوزا و23 تعادلا و27 هزيمة، سجل الفريق تحت قيادته 162 هدفا واستقبل 94.

ويعد هو ثاني أكثر مدرب في البرازيل حاليا مستمرا مع فريقه، في بلاد لا يوجد فيها استقرار تدريبي.

ريناتو جاوتشو مدرب فلامنجو تحدث عن منافسه قائلا: "لقد فاز بلقب ليبرتادوريس العام الماضي وهو في نهائي ليبرتادوريس آخر، القليل من المدربين تمكنوا من فعل ما فعله. ليس من السهل القدوم إلى البرازيل والفوز بالألقاب التي فاز بها".

في آخر 4 مباريات بالدوري البرازيلي –خلال 10 أيام- خسر الفريق 3 ضد فلومينينسي وساو باولو وفورتاليزا وتعادل مع أتليتكو مينيرو المتصدر.

الفريق أصبح على بُعد 16 نقطة من الصدارة المحلية لكن لديه لقب مهم وهو لقب كوبا ليبرتادوريس.

لا جديد

إذا شاهدت مباراة الأهلي وبالميراس في كأس العالم للأندية في فبراير الماضي لن تجد أي شيء مختلف في تشكيل وكتيبة الأخضر.

الفريق عزز صفوفه بضم جورجي من موناكو كظهير أيمن والأوروجوياني خواكين بيكيريز كظهير أيسر لتعويض رحيل مواطنه ماتياس بينا صوب روما الإيطالي.

استعار بالميراس دانيلو باربوسا من نيس الفرنسي وماتيوش فيرنانديز من برشلونة الإسباني، وعاد دودو عقب تجربته مع الدحيل القطري –لعب ضد الأهلي في مونديال الأندية-.

عناصر الفريق الأساسية بداية من ويفيرتون حارس الفريق وجوستافو جوميز القائد وفيليبي ميلو لاعب الوسط المخضرم.

خط الوسط يضم العناصر الشابة، دانيلو لاعب الارتكاز وجابريل مينينو –أكرم توفيق بالميراس- الذي يلعب كظهير أيمن ولاعب وسط، وباتريك دي باولا.

في الهجوم يتواجد روني الهداف صاحب الـ 6 أهداف في النسخة الحالية والمخضرم لويز أدريانو والشاب جابريل فيرون ودودو –صاحب هدف التأهل للنهائي- وديفيرسون العائد من ديبورتيفو ألافيس البرازيلي

* شبكة جلوبو سبورتي ترصد المباريات التي خاضها كل لاعبي الفريق في الموسم الجاري (87 مباراة حتى الآن والرقم سيزيد)

نصيحة الأم

عقب التتويج بلقب النسخة الماضية قال فيريرا: "لقد فهمت أن الجميع بشكل مباشر وغير مباشر يجب أن يكونوا جزءا من إنجازاتنا، أعتقد أن كوبا ليبرتادوريس هذه ترمز إلى عمل 301 شخصا يعملون في هذا النادي".

شبكة "جلوبو سبورتي" البرازيلية وصفت بالميراس مع فيريرا بالفريق الذي لا يقدم جودة كبيرة، ويعتمد أكثر على ردة الفعل وأسلوب أكثر تحفظا، كان الأمر فعالا وآمنا للغاية، وحقق به البرتغالي نتائج جيدة.

وأضاف التقرير أن الفريق مؤخرا أصبح عرضة للخطر من المرتدات، ولا يستطيع وضع بصمته وهيمنته على الخصوم منتظرا ما سيفعله الخصم، وافتقد الفريق الحدة والقوة الهجومية التي تميز بها.

رافائيل فيجيا لاعب بالميراس الحالي يصف أسلوب مدربه قائلا في تصريحات لـ AFP: "أبيل ذكي للغاية، إنه يعرف لحظات المباراة جيدا. إنه يفهم السؤال عن كيفية لعب الفريق المنافس وأي أسلوب لعب يناسب بشكل أفضل. لا يتعلق الأمر باللعب فقط جيد، لكن يجب أن يكون فعالا وقت ظهور النتيجة".

جوستافو سكاربا لاعب وسط بالميراس سبق له أن قال عن مدربه لشبكة ESPN: "ندخل الميدان ونحن نعلم كيفية اللعب بنسبة 100%".

أثناء وجود فيريرا في تدريب سبورتينج براجا البرتغالي، قال لـ The Coaches' Voice: "إذا كان خصمك في نفس مستواك، فلا بأس يمكنني مهاجمتك. لكن إذا هاجمت جبلا، عليك أن تفعل ذلك بشكل مختلف".

وتابع "في مباريات أخرى، تريد أن تكون بطل الرواية: أن تسيطر على الكرة. لكن في بعض الأحيان عليك أن تتقبل أن خصمك أقوى منك. وفي هذه الحالة، عليك أن تكون متوازنا".

بالتالي لا عجب عندما ترى كتيبة الأخضر قد لعبت بخطط 4-2-3-1 و4-4-2 و3-5-2 و3-4-2-1 و5-3-2 و4-1-4-1.

ولا يطلب فيريرا من لاعبي فريقه سوى 3 أشياء، وهو مال قاله للاعبين عقب الفوز على فلامنجو الموسم الماضي: "كانت والدتي تخبرني دائما بثلاث كلمات سحرية: الانضباط والعمل الجاد والموهبة".

روني مهاجم وهداف الفريق تحدث عن تأثير مدربه عليه: "لقد ساعدني في تعلم مهارات جديدة. سألني عما إذا كنت قد لعبت في أي وقت مضى كمهاجم وقلت له، لقد فعلت ذلك في اليابان ولم يعجبني ذلك، لكني هنا للمساعدة بأفضل ما يمكنني".

وأضاف "لقد وضعني في المقدمة، وسجلت. اعتقدت حسنا، يجب أن أبقى مهاجما".

النتيجة سجل روني 3 أهداف في المراحل الأخيرة تحت قيادة البرتغالي في النسخة الماضية ويتصدر ترتيب هدافي فريقه برصيد 6 أهداف.

أخيرا فيريرا يتحدث عن كرة القدم قائلا: "شيء واحد لا يمكننا نسيانه هو أن كرة القدم لعبة، وفي المباراة تحتاج أحيانا إلى أن تكون محظوظا، كرة القدم ليست الرياضيات. إنها ليست 2+2=4. في كرة القدم، اللاعب الذي يملك أكبر قدر من المال أو أفضل اللاعبين لا يفوز تلقائيا، في كرة القدم، يفوز الفريق الأفضل".

مشوار الفريق

نحو جائزة الـ 22 مليون دولار نافس بالميراس حامل اللقب 6 فرق في الطريق إلى النهائي.

خسارة وحيدة في دور المجموعات بالدقيقة 94 أمام ديفينسيا إي خوستيسيا الأرجنتيني في مباراة ماراثونية بنتيجة 4-3، فرد بخمسة انتصارات و20 هدفا في دور المجموعات.

في دور الـ 16، فاز ذهابا وإيابا بنفس النتيجة على يونفرسيداد كاتوليكا التشيلي بهدف دون رد.

في ربع النهائي أنهى بالميراس لعنة ساو باولو والمواجهات القارية، قبل نسخة 2021 التقى الفريقين في 8 مباريات لم يعرف الأخضر الفوز.

على ملعب مورمبي معقل ساو باولو تعادل 1-1 وفي الإياب فاز 3-1 وخطف بطاقة التأهل للمربع الذهبي.

الاختبار الأقوى كان في نصف النهائي، أمام أتليتكو مينيرو الذي كان مرشحا فوق العادة للفوز باللقب.

في الذهاب فرض بالميراس التعادل السلبي بلقاء شهد تسديدة وحيدة فقط طيلة 90 دقيقة.

خارج القواعد استطاع الفريق خطف تعادلا ثمينا قاتلا بعد مجهود رائع من البديل جابريل فيرون ومتابعة من دودو، هدف وزنه ذهبا قاد الفريق للنهائي من أجل ملامسة المجد من جديد.