حسن معتوق.. قلب لبنان النابض وأسطورته الحية

حوار في الجول مع حسن معتوق قائد منتخب لبنان وهدافه التاريخي والأكثر خوضًا للمباريات الدولية بقميصه على هامش كأس العرب 2021.

كتب : زكي السعيد

الأربعاء، 24 نوفمبر 2021 - 12:06
حسن معتوق - لبنان

عندما تواصلنا مع حسن معتوق بحثًا عن فرصة محاورته، لم يتبادر إلى أذهاننا أن يكون الهداف التاريخي لمنتخب لُبنان قد خضع لعملية جراحية قبل ساعات من تلك المحادثة.

نجم نادي الأنصار كان في المرحلة الأولى من التعافي بعد إصابته في الكتف، وطلب أن نمهله أسبوعًا ليستعيد عافيته ويصير قادرًا على محادثتنا دون آلام ما بعد الجراحة.

وعندما حل اليوم الموعود، جلس معتوق يحدثنا من منزله دون قدرة على تحريك ذراعه الأيمن المصاب، والذي جعله في حاجة إلى معجزة للحاق بمنافسات كأس العرب 2021، معجزة لم تتحقق بنهاية المطاف.

ميسي لبنان، واللاعب الأنجح في تاريخ منتخب الأرز، هدّافه التاريخي، والأكثر خوضًا لمباريات بقميصه، وحامل راية نجاحات السنوات الأخيرة وواجهة اللعبة في دولة تتسلق بحثًا عن مكانٍ دائم بين كبار آسيا، حل ضيفًا على FilGoal.com.

يمكنك مشاهدة المقابلة كاملة عبر يوتيوب من هــنـــا

وكما يقتضي الذوق العام، وفزعًا من فكرة غياب أحد أهم النجوم العرب عن الكأس المنتظرة، بدأنا حوارنا المطول مع معتوق بطرح السؤال المباشر: كيف حال إصابتك؟

وأجاب معتوق في نبرة هادئة: "تعرضت لخلع في المفصل أعلى الكتف، وخضعت لجراحة ستغيّبني عن الملاعب لمدة تتراوح بين شهر ونصف إلى شهرين".

أجريت حسابًا سريعًا، ومع حقيقة أنه خضع للجراحة يوم 18 أكتوبر، فإنه مبدئيًا يغيب بشكل مؤكد عن مباراتي إيران والإمارات المصيريتين في تصفيات المونديال، مع تضاؤل حظوظ لحاقه بكأس العرب.

*الحوار أُجري قبل إعلان قائمة لبنان النهائية التي خلت من اسم معتوق*

وتابع معتوق حديثه: "الإصابة جاءت في توقيت مزعج، إذ تنتظرنا مباريات كثيرة مع المنتخب، كما أن الدوري اللبناني بدأ لتوه".

واعترف: "بعملية حسابية، قد لا ألحق بكأس العرب، الأمر يتوقّف على درجة التعافي، لا أريد القول إنني خارج البطولة بشكل شبه رسمي، لكني أريد الحصول على بعض الوقت".

لبنان يقع في المجموعة الرابعة، ويفتتح مبارياته بمواجهة مصر يوم 1 ديسمبر، ثم يصطدم بالجزائر يوم 4 ديسمبر، ويختتم دور المجموعات بمباراة السودان يوم 7 ديسمبر.

وبالتالي، لو نجح لبنان في تجنُب الهزيمة بواحدة على الأقل من أول مباراتين، فإنه يصل حيًا إلى ثالث مباراة. ومع حقيقة إمكانية عودة معتوق في ظرف شهر ونصف، فإن حساب الأيام يصب بالتقريب في خانة لحاقه بالمباراة الثالثة، فهل يغامر؟

معتوق أوضح في هذا الصدد: "ظللت 10 أيام بعد الجراحة منشغلًا بنفسي، لم أتحدث في تلك الاحتمالية مع أحد، لأن العملية مزعجة ومليئة بالأوجاع. لكن لو لم أكن قادرًا على المشاركة في أول مباراتين، فأعتقد أنه من الصعب أن أتواجد في البطولة، لأني سأكون في مرحلة التأهيل، كما تنتظرنا مباريات مهمة في تصفيات كأس العالم بعد كأس العرب. وفي النهاية كل شيء يتوقف على درجة التعافي".

واحدة من القضايا التي أثارت الرأي العام الكروي اللبناني وقت الإصابة، كان توجيه اتهامات قوية لطبيب الأنصار وتحميله مسؤولية خلع كتف معتوق.

فقد انتشرت صور للطبيب محاولًا رد كتف معتوق في الملعب، وأوضحت تقارير محلية أن ذلك تسبب في تفاقم الإصابة أو حتى في حدوثها من الأساس، وهنا توجّهنا لصاحب الشأن حسن معتوق ليؤكد أو ينفي ذلك الادعاء.

ضحك معتوق وأجاب في ذهول: "حتى هذا الموضوع وصل عندكم!".

رد فعل عكَس بوضوح كيف كان معتوق محاطًا بضوضاء شرسة تخص إصابته في لبنان.

بعدها أجاب معتوق بلكنة لم تخل من الدبلوماسية: "مبدئيًا عندما سقطت شعرت بالخلع، دعونا لا نحمّل الطبيب المسؤولية، لأن هناك من قالوا إنه سبب الإصابة، لكنه ليس السبب بشكل مباشر، ربما كان من الممكن التصرف بشكل أفضل، أن يتم تثبيت الذراع مباشرةً وأن أذهب لأخضع للفحوصات على الفور".

واستدرك: "لكن الطبيب اعتبر المشكلة في عظمة الكتف، بينما الإصابة كانت في موضع مختلف، كل شيء حدث بسرعة، وفي رأيي فإن التعامل شهد تسرع".

تركنا الإصابة بتفاصيلها المُرة، وتحوّلنا للحديث عن الحدث المُنتظَر: كأس العرب التي كانت قرعتها غير رؤوفة باللبنانيين، وأوقعتهم مع مصر والجزائر والسودان في مجموعة صعبة.

ويرى معتوق جانبًا إيجابيًا في هذا الأمر: "ليس علينا ضغوطات، لأننا لسنا المنتخب المطالب بالتأهل، الضغوط ستكون على بقية المنتخبات. هذا شيء جيد خصوصا أننا نستمتع باللعب دون ضغوط ونقدّم كل ما لدينا".

وواصل: "اللاعب صاحب الشخصية القوية ينتظر مثل هذه المباريات ويستمتع بمواجهة المنتخبات القوية مثل مصر، إنها مباراة ستحظى بمتابعة كبيرة، وهذا يخلق حافزًا لدى اللاعبين".

وأكمل: "لكن هذا لا يعني أننا لن نحاول الفوز، فمنتخبنا يمر بفترة مميزة. الكل اعتبر مباراتنا مضمونة في مجموعة تصفيات كأس العالم، لكنهم فوجئوا بمنتخب يلعب بروح كبيرة واستطعنا حصد 5 نقاط في أول 4 جولات لأننا لم نكن نلعب بضغط".

*تم إجراء هذا الحوار قبل توقف نوفمبر الدولي الذي شهد خسارة صادمة لـ لبنان أمام إيران رغم التقدُم في النتيجة حتى الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.

ويعد لبنان هو المنتخب الآسيوي الوحيد في مجموعة تضم 3 منتخبات إفريقية أخرى، فهل كان يُفضّل معتوق مواجهة نظرائهم الآسيويين في كأس العرب؟

يجيب معتوق: "أرى أن المنتخبات الآسيوية أسهل بالنسبة لنا، وفرصتنا كانت لتصير أكبر للتأهل. مواجهة مصر والجزائر تخلق الحافز لدى لاعبينا، لكن أرى أن المجموعة أصعب دون منتخبات آسيوية".

وأوضح: "اللاعب المصري من أفضل اللاعبين، يمتلك القوة والمهارة. نعرف جيدًا قيمة المنتخب المصري".

ولن تستطيع المنتخبات المشاركة استدعاء لاعبيها المحترفين في أوروبا بسبب إقامة كأس العرب خارج فترة الأجندة الدولية، مما يعني غياب حفنة من ألمع نجوم العرب وعلى رأسهم محمد صلاح ورياض محرز.

وتأسف معتوق لذلك: "لاعبون مثل صلاح ومحرز يرفعون مستوى البطولة. شخصيًا كنت أتمنى أن يتواجدوا وأن أخوض تلك المباريات، لأن هؤلاء اللاعبين يزيدون من قيمة المباراة والبطولة".

منتخب لبنان من جانبه، حقق إنجازًا مميزًا ووصل إلى الدور النهائي المؤهل إلى كأس العالم عن قارة آسيا، بل لم يكتف بذلك، وسجل انطلاقة نارية.

لبنان خاض أول 4 جولات خارج ملعبه، فتعادل مع الإمارات، خسر من كوريا بصعوبة، تعادل مع العراق، وقهر جارته سوريا في مباراة مثيرة من 5 أهداف.

ليجد رجال الأرز أنفسهم متقدمين في ترتيب المجموعة الأولى على منتخبات ذات خبرة وتاريخ أكبر، وتتزايد آماله في احتلال المركز الثالث وخوض المُلحَق.

لكن معتوق لا يريد أن يتحمس كثيرا: "لا أريد التفكير في كأس العالم، كلما سألوني إن كنا سنتأهل للمونديال، أقول لهم ذلك. نلعب كل مباراة بروح عالية، ولدينا 5 مباريات متتالية على ملعبنا وهذا يعطينا حافزًا كبيرًا".

وأظهر واقعية كبيرة: "منتخبا كوريا وإيران يسبقان بقية المنتخبات، لكن الملعب هو الفيصل، وحتى نصل لحلمنا علينا أن نلعب بتلك العقلية، ووقتها كل شيء ممكن".

وتعيش دولة لبنان وضعًا اقتصاديًا واجتماعيًا مآساويًا، فانفجار المرفأ الذي حصد الأرواح ونثر الزجاج وحطم القلوب، وفيروس كورونا وتبعاته السلبية، شكلا مثلثًا خانقًا على المواطن اللبناني يكمله ارتفاع الأسعار وقلة السلع وانهيار الخدمات الأساسية.

فأين كرة القدم من ذلك كله؟ وهل لها مكان في عقل المواطن اللبناني وسط الأزمات المتهاطلة؟

يرد معتوق في نبرة لم تخل من الحسرة: "لبنان يمر بفترة صعبة، وهذا بالطبع له تأثير على كرة القدم اقتصاديًا وفنيًا، لم نعد قادرين على استقدام لاعبين أجانب".

واستدرك: "لكن هناك شيء نتحدث عنه بيننا نحن اللاعبون، وهو أننا قد نكون ولو جزءًا بسيطًا من فرحة اللبنانيين. فالجميع يجتمع ويفرح بانتصارات المنتخب، ونحن نحمل مسؤولية تحسين الوضع الكروي عن طريق النتائج".

وبالحديث عن الوضع الكروي اللبناني، فقد شهد قفزة كبيرة مطلع الألفية عندما استضافت البلاد كأس آسيا، وكانت تلك فرصة مثالية لتحسين البنية التحتية وزيادة شعبية اللعبة.

لكن ولفترة طويلة، ظلت تلك المشاركة الوحيدة لمنتخب لبنان في نهائيات كأس آسيا، ولم يستطع الوصول عبر التصفيات إلا أن تكفّل معتوق ورفاقه من الجيل الذهبي بذلك في نسخة 2019 الأخيرة.

وقتها وقع لبنان في المجموعة الخامسة، فبدأ مبارياته بسجال عظيم أمام قطر البطلة وخسر بصعوبة وسط جدل تحكيمي، ثم خسر أمام السعودية، ودخل المباراة الثالثة أمام كوريا الشمالية بهدف الفوز بفارق 4 أهداف حتى يتأهل بين أفضل المنتخبات صاحبة المركز الثالث.

ورغم تسجيل الكوريين لهدفٍ مبكر، شن مقاتلو لبنان حملة مليئة بالإصرار ونجحوا في تسجيل 4 أهداف كان آخرها في الدقيقة الثامنة من الوقت بدل الضائع، ليتعادل لبنان في النقاط وفارق الأهداف والأهداف المسُجلة، ليتم اللجوء إلى اللعب النظيف وتقف بطاقة صفراء وحيدة عائقًا أمام صعود لبنان.

ولم يخف معتوق ألمه جراء هذا السيناريو الجنوني: "الأمر كان مزعجًا للغاية أن نخرج بالبطاقات الصفراء. في السابق لم نتأهل إلى كأس آسيا بفارق هدف. هذا مزعج، قدّمنا بطولة مميزة في 2019، وألغي لنا هدف شرعي أمام قطر وخسرنا في نهاية المباراة".

وواصل: "أمام كوريا الشمالية قاتلنا حتى آخر دقيقة، احتجنا إلى تسجيل هدف آخر أو ألا نتلقى بطاقة صفراء، هناك بطاقات حصلنا عليها بسبب الاعتراض، هذا آخر شيء انتظرنا حدوثه، لكننا استفدنا والمنتخبات صارت تعمل حسابًا لـ لبنان. نمتلك لاعبين موهوبين يحبون بلادهم ويقاتلون في كل بطولة".

لبنان أكمل نهضته وتمكّن من التأهل إلى كأس آسيا 2023 دون الحاجة إلى خوض المرحلة الأخيرة من التصفيات حتى.

وعاش معتوق طفولة غير اعتيادية، إذ هاجرت عائلته إلى ألمانيا حيث وُلد وترعرع وبدأ ممارسة كرة القدم، قبل أن يعود إلى لبنان ويكمل مسيرته في بلده الأصلي.

ويتحدث معتوق عن تلك الفترة من حياته: "تأسست بشكل سليم في ألمانيا، لكن أبي أرادنا أن نعود إلى لبنان حتى نتربى في بيئة عربية وإسلامية، وقد كان ذلك صعبًا علينا بعض الشيء، لأن حياتنا سارت بشكل معين في ألمانيا، وأنا بشكل شخصي كانت أندية منطقتي مهتمة بخدماتي لأنهم يكتشفون المواهب بشكل سريع، فرصتي هناك أن أصل أبعد كانت أكبر".

لكنه يشدد: "لست حزينًا أبدا، بل راضٍ عن مسيرتي، لعبت في لبنان، واحترفت 7 مواسم في الإمارات، ثم عدت وأكملت مسيرتي مع المنتخب، لا يمكن أن أحزن، سعيد بما حققته".

ورغم مهارته الهائلة وقدراته الخارقة، لكن مسيرته لم تمر عبر أوروبا، ومعتوق يعترف أنها خطوة كانت تنقص مسيرته.

"الأكيد أنني لو استمررت في ألمانيا لكانت فرصتي قائمة في الوصول لمكان أبعد. في لبنان لا يوجد عدد كافٍ من الكشافين، وهذا يأثر على حظوظنا في الاحتراف. أثناء تواجدي في الإمارات حدث اهتمام من أحد الفرق الفرنسية، لكني كنت أمتلك عقدًا ساريًا مع فريقي".

-أوليمبيك مرسيليا؟

"صحيح، كان هناك اهتمام. وأنا في المطلق لم أسع كثيرًا للخروج إلى أوروبا. الآن أشعر أن موهبتي كانت ممكن أن توصلني أبعد من ذلك، لكن الحمد لله، أنا راضٍ بنصيبي، المهم أن تترك بصمة أينما ذهبت باللعب والأخلاق".

ويمتلك معتوق صديقًا مصريًا مُقرّبًا، هو محمود فتح الله بطل إفريقيا مرتين مع الفراعنة ونجم دفاع الزمالك السابق، إذ لعب فتح الله في نادي النجمة وزامل معتوق عام 2017.

يقول معتوق: "أتواصل دائما مع كابتن فتح الله، لعبنا عامًا سويًا في النجمة، هو شخص محترم جدًا".

وقد سبق أن تقاطعت مسارات معتوق مع المصريين في البطولة العربية 2018 عندما واجه النجمة نظيره الأهلي.

ذهابًا فرض النجمة تعادلًا مفاجئًا في برج العرب دون أهداف، قبل أن تحمل مباراة الإياب سيناريو مختلفًا تمامًا.

يتذكر معتوق ما حدث ضاحكًا: "لدي ذكرى غير جيدة من تلك المباراة لأني خرجت مصابًا".

ويكشف: "بعد التعادل 0-0 تحدثت مع فتح الله وقلت له إننا سنواجه الأهلي على أرضنا مع نتيجة الذهاب الإيجابية، فقال لي كلمة لا أزال أتذكرها: لا، لحظة، لا تفكر في ذلك، الأهلي عندما يضع أمرًا في رأسه سيحققه، سواء كان ذلك في أرضكم، أو كان الملعب سيئًا، مهما يكن، سيذهب ويلعب جيدًا ويصمم على الفوز، وقتها لم أهتم كثيرا بكلامه".

"لكن بحق، لقد لعبوا بقتالية كبيرة، لم يهتموا بحالة الملعب وفازوا 4-1 وأهدروا أهدافًا عديدة".

بعد المباراة، خرج علي حمام قائد النجمة بتصريح أثار الجدل، وقال: "نحمد الله أن الأهلي هزمنا بأربعة أهداف فقط".

ومعتوق برر ذلك التصريح: "تصريح علي حمام سببه أن الأهلي أهدر أهدافًا عديدة. نحن اعتقدنا أن المباراة يمكن أن تكون شبيهة بلقاء الذهاب، وأن الأهلي قد يلعب بتحفظ، لكنه لعب بجدية كبيرة وأثبتوا عقليتهم المميزة".

ويشتهر معتوق بعشقه لـ برشلونة ونجمه –السابق- ليونيل ميسي، حقيقة عبّر عنها علنًا في أكثر من مناسبة، ونحن أردنا اختباره –أو بالأحرى المزاح معه-، وسألناه عن "تشجيعه لـ ريال مدريد"، مستغلين حضوره لأحد تجمعات رابطة ريال مدريد في بيروت بوقتٍ سابق.

ورد فعل معتوق جاء كوميديًا: "شو قولتلي؟ ريال مدريد! أنا مشجع لـ ميسي".

وبعد وصلة من الضحك: "وقتها أحد أصدقائي من مؤسسي رابطة ريال مدريد طلب حضوري كخدمة، قلت له يا حبيبي أنا مشجع لـ برشلونة وميسي، لا يمكن، لكنه أصر على وجودي فوافقت. أتذكّر يومها أتليتكو مدريد سجّل هدفًا وكنت أرغب في القفز والاحتفال. في النهاية أنا عاشق لـ ميسي وبرشلونة، وما حدث سوء تفاهم".

------

والحضور اللبناني في الدوري المصري لم يكن أبدًا كثيفًا أو بارزًا، والتجربة الأشهر في السنوات الأخيرة كان بطلها محمد غدار مع الأهلي عام 2010 الذي رحل سريعًا دون أن يترك بصمة رغم تألقه في محطات عديدة أخرى من مسيرته.

يقول معتوق عن ذلك: "مجرد تعاقد الأهلي مع غدّار هو أمر مميز له، لأن الأهلي فريق كبير وعندما يتعاقد مع لاعب لبناني فهذا جيد. لم يحصل على فرصة كافية، واحتاج وقتًا للتأقلم ولم يشارك كثيرًا، لكنها تجربة شخصية مهمة تضاف إلى سيرته الذاتية. هو لاعب مميز ولديه مسيرة ناجحة في ماليزيا ولبنان. وتجربته مع الأهلي جيدة سواء وُفق أم لا".

وعن إمكانية انتقاله للدوري المصري: "شخصيًا كنت سأحب اللعب في مصر، أعرف قيمة كرة القدم هناك ومسابقة الدوري، لكني قضيت 7 سنوات في الإمارات والمستوى الكروي كان مميزًا هناك. لم تسنح لي فرصة الانتقال للدوري المصري، وبعدها عدت إلى لبنان ولم يُطرَح الأمر".

-----

وخلافًا لكل الدول العربية، يشتهر لبنان بكونه بلد كرة السلة بامتياز، إذ تحظى بشعبية كبيرة هناك عززتها نجاحات المنتخب على المستوى الآسيوي، لكن معتوق يرى ذلك جزءًا من الماضي.

"لو سألتني ذلك منذ 10 سنوات، لكنت سأوافقك، وقتها كانت السلة كل شيء في لبنان، عقودهم كانت أعلى واللعبة عرفت الاحتراف بسبب الاهتمام الشديد بها أكثر من كرة القدم. لكن آخر 6 أو 7 سنوات، اسمحوا لنا، عادت كرة القدم لتكون اللعبة الشعبية الأولى في لبنان".

"حدث اهتمام بكرة القدم ودخلها الاحتراف وبدأ الاستثمار ودفع رواتب جيدة للاعبين وعادت الأمور لوضعها الطبيعي، كرة القدم سيطرت مجددا والسلة تراجعت وهذا هو الطبيعي في العالم كله".

-----

بالعودة لمسيرة معتوق، فقد أقدم على خطوة جريئة في صيف 2019، عندما رحل عن النجمة وانتقل إلى الغريم التاريخي الأنصار في صفقة أثارت كثيرًا من الجدل.

وفوق ذلك، قاد معتوق الأنصار للفوز بالدوري اللبناني لأول مرة منذ عام 2007 في الموسم الماضي، بل وحصد جائزة هدّاف الدوري.

وعلّق معتوق على قراره: "الانتقال من نادٍ إلى غريمه الأساسي هو أمر يحدث في العالم كله، صحيح أن الجمهور ينزعج بعض الشيء ويصدر عنه ردود فعل، لكن في النهاية اللاعب يفعل الأفضل له ولعائلته وما يريحه نفسيًا، أحيانا تشعر أن التغيير بات ضرورة بسبب ظروف أو مشاكل معينة أو عدم الاتفاق مع أشخاص".

"انتقالي أحدث ضجة كبيرة. جماهير (النجمة) كانت ترغب في استمراري ولم تستوعب رحيلي. تعرضت لأمور كثيرة، وأتقبل كل شيء إلا ما يطول أسرتي وعرضي، هذا خروج عن أخلاقيات كرة القدم".

في النهاية، لم نكن لنفوّت فرصة استضافة أحد أنجح اللاعبين العرب دون أن نسأله عن لاعبيه العرب المفضلين، وقد كان معتوق واضحًا ومباشرًا في رده:

"محمد صلاح ورياض محرز في رأيي حققا للعرب ما لم ولن يحققه لاعب آخر. صلاح فخر العرب بحق، لقد وصل لمستوى عالٍ وبات ضمن أفضل لاعب العالم دون شك، كما أنه لديه الاستمرارية، لم يتألق لعام واحد، لا، صلاح ومحرز يلعبان في المستوى العالي لمدة 6 أو 7 سنوات متتالية".