"ويمشي ماجد ويكسر صيني واتنين وتلاتة و وطقم الصين كله ويحطها هدف جميل"
نطقها علي داوود مع تسجيل ماجد عبد الله لهدف السعودية الثاني أمام الصين ليفوز الأخضر باللقب الأول في آسيا عام 1984.
البدايات دائما تظل عالقة في الأذهان ومع تعليق مثل ما قاله علي داوود فسيظل هدف ماجد عبد الله في ذاكرة السعوديين للأبد.
من الفوز بكأس آسيا 1984 حتى خسارة نهائي 2007 برأسية يونس محمود، عاشت الكرة السعودية فترة انتعاشة بالفوز بكأس آسيا 3 مرات وخسارة النهائي 3 مرات بجانب الفوز بكأس الخليج العربي 3 مرات أيضا والتواجد في كأس العالم 4 مرات على التوالي.
بعد خسارة كأس آسيا في 2007 لم تكن الكرة السعودية في أفضل فتراتها فلم يتواجد الأخضر في نسختي 2010 و2014 من كأس العالم بالإضافة لوداع مبكر في آسيا من دور المجموعات.
مع بداية الانتفاضة من فان مارفيك بالعودة للتواجد في كأس العالم 2018، جاءت النقطة الفارقة بعد نهاية مشاركة الأخضر في روسيا.
"الرؤية" كانت العامل الأهم في الطفرة الكبيرة للكرة السعودية وهي حجر الأساس نحو حلم 2030.
العمل على ما يخص الكرة السعودية جاء في طريقين متوازيين، المنتخب من جانب والدوري والأندية من جانب آخر.
تطوير الدوري السعودي
الدعم الملياري كما أطلقت عليه الصحف السعودية من قبل الأمير محمد بن سلمان لسداد ديون الأندية السعودية في القضايا الخارجية والتي كانت دائما تهدد مسيرة الأندية في البطولات القارية بسبب العقوبات.
إجمالي الدعم كان مليار و277 مليون ريال سغودي للأندية التي كانت مهددة بـ107 قضية خارجية.
تم إصلاح الشأن الخارجي؟ حسنا فلننظر إلى دعم الأندية داخليا وإصلاح البنية التحتية فجاء الدعم بـ375 مليون ريال لأندية دوري المحترفين مع 110 مليون ريال لأندية الدرجة الثانية مع 25 مليون ريال لرابطة الدوري و35 مليون للجنة الحكام.
دعم لجنة الحكام ساهم في الاستعانة بخبرات خارجية مثل الثنائي هاورد ويب ومارك كلاتنبيرج لينتقل التحكيم السعودي لعصر جديد وهو ما استمر مع جيكوب كولين و مانويل نافارو فيما يخص تقنية القيديو.
ماذا عن الأندية؟ الدعم المالي الكبير صاحبه زيادة عدد المحترفين الأجانب إلى 7 أسماء وزاد الإنفاق الحكومي بعد ذلك فيما يخص دعم التعاقد مع المحترفين ليخطف الدوري السعودي الأنظار من الدوري الصيني الذي كان قِبلة للنجوم.
لم يغفل المسئولون في السعودية أمر اللاعبين في المراحل السنية لإعداد اللاعبين منذ وقت مبكر مع تطوير أرضيات الملاعب وتشجيع الجماهير على الحضور بالجوائز في البداية ليصبح الأمر اعتياديا بعد ذلك.
كل هذا ساهم في رفع القيمة السوقية للدوري السعودي ليصل إلى 368 مليون يورو في أكتوبر الماضي بزيادة تخطت الـ35% مقارنة بعام 2018.
المنتخب السعودي
ولأن التعامل النفسي دائما ما يكون العامل الفارق مع اللاعب العربي، جاء تعاقد الاتحاد السعودي مع هيرفي رينار في يوليو 2019.
دائما ما امتاز هيرفي رينار طوال فترته الطويلة في الكرة الإفريقية بقدرته على التعامل المميز مع اللاعبين من الناحية النفسية مع إخراج أفضل ما في لاعبيه.
خروج اللاعبين السعوديين من ملعب ويسترن سيدني في أستراليا والحزن يكسو وجوههم بعد التعادل خارج ملعبهم مع واحد من المنافسين على السعود للمونديال قد يعطيك لمحة عن ما فعله رينار من الناحية النفسية مع لاعبي الأخضر.
كواليس التحضير للمباريات التي ينشرها حساب المنتخب السعودي أظهرت للجميع مدى قدرة رينار على تحفيز لاعبيه قبل المواجهات.
الحالة التي أعادها هيرفي رينار لأسرة المنتخب السعودي ظهرت في حديث القائد سلمان الفرج قبل المباريات وبين الشوطين مع اللاعبين بجانب وزير الرياضة.
لم يتوقف الأمر مع رينار عند الجانب النفسي فقط مع عمله بشكل واضح على وجود أكبر عدد ممكن جاهز من اللاعبين للتواجد مع المنتخب.
عمل رينار على إيجاد اللاعب البديل الجاهز دائما في غياب الأساسيين فأصبح المنتخب السعودي يمتلك فريقين جاهزين وقت الحاجة، يمكنك أن ترى هذا في ثنائية سامي النجعي أمام الصين وقت غياب سالم الدوسري بسبب الإصابة.
رينار قاد المنتخب السعودي في 18 مباراة، فاز في 13 وتعادل 4 وخسر مباراة واحدة، سجل 35 هدفا واستقبل 9.
يتصدر المنتخب السعودي مجموعته في تصفيات كأس العالم برصيد 13 نقطة بعد خمس جولات بأربع انتصارات وتعادل وحيد.
يفضل هيرفي رينار اللعب بطريقة 4-2-3-1 في أغلب الوقت مع إمكانية التغيير في بعض الأوقات إلى 4-4-2 أو 4-3-3.
قائمة كأس العرب
قرر رينار خوض منافسات كأس العرب بمنتخب الشباب وليس المنتخب الأول وسيتولى لوران بونادري المدرب المساعد مهمة تدريب المنتخب في البطولة.
وجاءت قائمة السعودية في البطولة كالتالي:
حراسة المرمى: زيد البوادري – محمد الباصي – نواف العقيدي.
الدفاع: سعود عبد الحميد – مهند الشنقيطي – متعب الحربي – خليفة الدوسري – وليد الأحمد.
الوسط: نواف بوشل – سليمان هزازي – نايف الماس – بدر منشي – مشعل الصبياني – حامد الغامدي – علي مجرشي – إبراهيم محنشي – محمد القحطاني.
الهجوم: أيمن يحيى – تركي العمار – زياد الجهني هيثم عسيري – فراس البريكان – عبد الله الحمدان.
ويقع منتخب السعودية ضمن المجموعة الثالثة رفقة المغرب، والأردن، وفلسطين في بطولة كأس العرب.
البحث عن القطعة الناقصة
لن نختلف أن المنتخب السعودي مع رينار يسير في الطريق الصحيح، يتصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم وقريب من الصعود للمونديال.
ولكن، ظهرت مشكلة في مركز المهاجم الصريح في بعض المباريات.
بين وجود صالح الشهري مع واحد من الثنائي الشاب فراس البريكان وعبد الله الحمدان، لم يصل رينار للتركيبة المناسبة في قلب هجوم المنتخب السعودي.
كأس العرب سيكون فرصة جديدة لمشاهدة هذا الثنائي بشكل أكبر وهو الذي ينتظر منه عشاق الأخضر الكثير.
منافسة ستستمر بين الثنائي في كأس العرب وستستكمل بعد البطولة مع صالح الشهري لإيجاد المهاجم الأساسي للمنتخب السعودي.