كتب : رامي جمال
شدد جوسيب ماريا بارتوميو رئيس برشلونة السابق أن وضع النادي الاقتصادي الصعب حاليا سببه الرئيسي هو تفشي فيروس كورونا وليس بسبب إدارته السيئة كما يُتهم.
وأجرى بارتوميو حوارا مطولا مع صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية تحدث خلاله عن وضع برشلونة المالي الصعب، ورد على العديد من الاتهامات بشأن إدارته للنادي، ورأيه في رحيل ليونيل ميسي قائد الفريق إلى باريس سان جيرمان.
وكل ما يلي على لسان بارتوميو.
سبب إصدار إدارته لبيان للرد على الإدارة الحالية
وضع النادي ليس خطيرا كما تقول الإدارة، الوضع الحالي سببه فيروس كورونا.
مرت سنة على استقالتنا من مناصبنا لذلك أصدرنا بيانا للرد على من يقول إننا مازلنا المتسببين في المشاكل الاقتصادية.
ما نريد التأكيد عليه هو عدم التشكيك في الإغلاق الاقتصادي لموسم 2020-2021 فكل إدارة من حقها أن تغلق السنة المالية بالطريقة التي تراها مناسبة لكننا أردنا أن نوضح التأثير الذي تركه الوباء.
منذ بداية مرحلة الوباء في شهر مارس من عام 2020 تراجعت إيرادتنا فجأة وتوقف برشلونة عن الحصول على إيرادات كافية لدفع الرواتب.
كلمة إدارة كارثية منتشرة بكثرة لكن إدارتنا كانت جادة ومسؤولة وصارمة مع مشروع تم وضعه عام 2015 وكنا نمضي فيه اقتصاديا واجتماعيا، وهذا ليس حديثي بل حديث الليجا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم حول اللعب المالي النظيف بالإضافة لمدققي الحسابات.
كنا إدارة جيدة ومجلة "فوربس" صنفت برشلونة كأعلى نادي قيمة في العالم، وهذا لا يتحقق من خلال الارتجال بل من خلال العمل.
الرواتب كانت ضمن المسموح به من الاتحاد الأوروبي لكننا لم نتوقع حدوث الوباء، بالتأكيد هذا أحد أسباب معاناة النادي حاليا.
ضاعفنا دخلنا في السنوات الماضية ووصلنا إلى مليار يورو وهذا كان يعني قدرتنا على الإنفاق المزيد على فرق كرة القدم والرياضات الأخرى وحصلنا على الكثير من الألقاب في كل الألعاب.
أؤكد أن ما يقال إن برشلونة في حالة إفلاس ليس صحيحا.
رحيل ميسي
لم أكن لأسمح لميسي بالرحيل أبدا، من الخطأ تركه يرحل عن برشلونة.
في التجديد الأخير لميسي في عام 2017 أجرينا دراسة لمعرفة تأثير ذلك على الإيرادات ودفعنا له الكثير لكن العائد خلف بقائه كان أكبر.
في صيف 2020 كافحت كي لا يرحل ميسي، اعتقدت دائما أنه يجب أن يبقى ليس فقط لأنه الأفضل في العالم لكن بسبب مساهمته الاقتصادية.
من الخطأ ترك ميسي يرحل إنه أكثر من مجرد لاعب كرة قدم ورحيله مشكلة خطيرة.
قلت لميسي إن أراد الذهاب إلى قطر أو الصين سنتحدث عن الأمر ونقيم له حفلة وداع وأبلغته بأننا نريد أن نكون النادي الأخير في أوروبا الذي يلعب له.
أصر على الرحيل وقتها وسألته أين تريد أن تذهب ولكنه لم يكن يعرف.
ميسي لم يكن سعيدا؟ عليكم بسؤاله.
قول ميسي إنه لا يوجد مشروع؟ فزنا بالدوري في 2019 وكنا سنفوز بدوري أبطال أوروبا وتحقيق ثلاثية لكن ما حدث ضد ليفربول غير الكثير.
هذا ليس تبريرا لكن ليفربول لم يكن يملك أي فرصة للعودة ثم خسرنا نهائي كأس الملك في ظل غياب لويس سواريز ومن الصعب اللعب بدون مهاجم.
هل دفع برشلونة عمولات لضم لاعبيه؟
أريد أن أعرف من هو اللاعب الذي دفعت له عمولة وصلت لـ30%، لا أتذكر ذلك أبدا، نعم دفعنا عمولات لكن أغلبها بنسبة 5% و10%، من الأفضل قول اسم اللاعب بدلا من الحديث العام فقط.
في الصفقات الكبيرة مثل عثمان ديمبيلي وفيليبي كوتينيو وفرينكي دي يونج ولويس سواريز ومارك أندريه تير شتيجن لم ندفع ذلك أبدا.
في عام 2020 تلقينا عرضا من ناد إنجليزي مقابل 150 مليون يورو لضم أنسو فاتي وذلك كان من شأنه يساهم في تسوية حساباتنا لكننا أولويتنا في برشلونة المشروع الرياضي فرفضنا العرض.
نفس النادي الإنجليزي طلب ضم ديمبيلي يفوق المبلغ الذي دفعناه لضمه لكننا رفضنا.
العقود التصاعدية للاعبين ترتفع تدريجيا على مر السنوات لأننا كنا نحصل على المزيد من الدخل وهذا يجعلنا كما قلت ضمن حدود الرواتب الموضوعة من الليجا.
هناك نوع ثان من العقود للاعبي لا ماسيا إذ أنهم يحصلون على مبالغ كبيرة في نهاية عقودهم وهو مثل مكافأة خروج وهذا حدث مع أندريس إنييستا وشابي هيرنانديز وعقد ميسي كان يتضمن ذلك البند أيضا.
يمكننا تحمل الرواتب المرتفعة لأننا كنا نحصل على إيرادات أكثر من أي ناد آخر ولأننا أردنا ضم أفضل اللاعبين ولا يفكرون بالمغادرة، لكن لم نتخيل حدوث وباء كورونا.
الإيرادات انخفضت بنسبة 40% ولكن كان علينا تحمل الالتزامات.
رحيل نيمار وضم ديمبيلي وكوتينيو وجريزمان
لم نتخيل أبدا قدرة أي ناد على كسر قيمة الشرط الجزائي في عقد نيمار البالغ 222 مليون يورو.
بعد ما حدث كنا نخاف من حدوث الأمر ذاته مع ميسي إذ أن قيمة الشرط الجزائي في تعاقده كان 350 مليون يورو.
ولكن بعد التجديد لميسي في عام 2017 طلب العديد من اللاعبين تجديد عقودهم كذلك وكنا نستطيع تحمل ذلك لأن النادي كان ينمو لكن بعد تفشي كورونا تغير كل شيء.
بعد رحيل نيمار أراد الفنيون ضم لاعبا قادر على فتح الملعب واختار ديمبيلي لكنه لم يكن لاعبا محظوظا.
كوتينيو قررنا ضمه لأنه كان أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وقمنا بضمه بعد رحيل إنييستا، لكن بسبب ظروف لا أعرفها لم ينجح.
بالطبع ميسي وسواريز قالا عنه إنه لاعب جيدا والبعض الآخر أصر أنه البديل الطبيعي لإنييستا.
غرفة الملابس لديها القوة وعلينا الاستماع لهم وأخذ رأيهم في الاعتبار وهذا لا يحدث فقط في برشلونة وفي بعض الأحيان الأخرى لم نأخذ رأيهم بعين الاعتبار.
أنطوان جريزمان لاعب عالمي وطريقة لعبه تناسب خطة 4-3-3 وأصر الفنيون على ضمه.
مر جريزمان بفترات صعود وهبوط لكن فترته في المجمل شهدت تسجيل أهدافا وصناعتها ومنح الفريق الجودة لكن لسبب لا أعرفه عاد إلى أتليتكو مدريد.
كان جريزمان سيتحمل مسؤولية برشلونة مع اعتزال المحاربين القدامى.
كان هناك تخطيط جيد لضم جريزمان وأتليتكو لم يرغب في التفاوض وكان علينا دفع قيمة الشرط الجزائي كاملا بدون تقسيط وحصلنا على قرض لضمه لا أرى مشكلة في ذلك.
هل دفعت الإدارة أموال للصحفيين للتحدث عنهم بشكل جيد؟
لا أعرف لماذا يقولون ذلك؟ هناك صحفيين يعملون في النادي ويقدمون خدمات للنادي ويتقاضون رواتبهم.
لم أدفع أبدا لشخص للتحدث عني بشكل جيد، لن أفعل ذلك أبدا.
ديون برشلونة
ديون النادي تتكون من ديون بنكية ومستحقات لأندية بسبب الصفقات وبلغ إجمالي الدين في يونيو 2021، 1350 مليون يورو، لكن صافي الدين هو 558 مليون يورو.
بدون وباء كورونا كان برشلونة سيخسر فقط في نهاية موسم 2020-2021، 50 مليون يورو فقط.
النادي يقول الآن إن الخسائر بلغت 550 مليون يورو، مع طرح 225 مليون يورو بسب وباء كورونا وطرح أرقام القضايا وهي 263 مليون يورو وبالإضافة للائتمان الضريبي فسيكون السالب العام هو 50 مليون يورو فقط.
فيروس كورونا أثر على كل الأندية الأوروبية لكن الفارق هو أن مساهميهم أعادوا موازنة النادي مع زيادة رأس المال أو حصلوا على قروض.
في المقابل برشلونة لا يستطيع فعل ذلك لأنه ليس نادي شركة وهناك طرق أخرى للتعافي من الأزمة وإن كانت أطول.
إن الاعتراف في عام 2020 بأن برشلونة كان متقدما على الأندية الأخرى هو بمثابة الاعتراف بالإدارة الجيدة والإرث الجيد وعلى الإدارة الحالية الاهتمام بذلك.
برشلونة لم يتعرض أبدا لخطر الحل هذا مستحيل، هذا النادي يملك أصول لاعبين وأسهل وأصول رقمية.
كنا نعرف مع إعادة فتح ملعب كامب نو بنسبة 100% سنستعيد بعض من الدخل.
أتفهم مشاكل الإدارة الحالية لأننا عانينا منها وعلينا منحهم الثقة فمع عودة الملاعب لاستقبال الجمهور بنسبة 100% سيساعدهم ذلك.
بيع 49% من شركة برشلونة مقابل 220 مليون يورو سيساعد الحسابات ويوجد عروض مطروحة على الطاولة.
رأيه في مشروع صندوق الاستثمار
مشروع صندق الاستثمار "CVC" مثير للاهتمام فالحصول على 260 مليون يورو تسمح بالبدء في مشاريع سريعة مثل دعم الفريق أو صيانة الملعب لكن الإدارة لم تتدخل في الاتفاقية.
سمعت أن الإدارة تريد التدخل في الاتفاقية وهذه ستكون خطوة صحيحة.
بالطبع كنت سأوقع تلك الاتفاقية بالنظر لأن الدوري لم يتطور ويجب أن نلتزم مع رابطة الدوري لأن منافسنا الكبير الدوري الإنجليزي والأندية التي تنتمي له هي من أصحاب الدخل المرتفع.
إن اتفاقية صندوق الاستثمار لا تتعارض مع فكرة دوري السوبر الأوروبي "السوبر ليج" لأنني كنت في بداية المشروع عام 2016.