حظوظ ميسي.. متى كان الفوز بـ "كوبا أمريكا" يساوي الكرة الذهبية؟
الجمعة، 08 أكتوبر 2021 - 23:13
كتب : أحمد أباظة
لا غبار بالتأكيد على ليونيل ميسي أسطورة برشلونة والأرجنتين ونجم باريس سان جيرمان الفرنسي حاليا، وبالتأكيد هو واحد من أبرز المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية عن عام 2021.
التساؤل الأبرز دائما حول حظوظ ميسي، سواء كان بغرض التساؤل أو التشكيك هو هل تكفي كوبا أمريكا للفوز بالكرة الذهبية؟
بإعادة صياغة السؤال.. هل سبق للاعب الجمع بين كوبا أمريكا والكرة الذهبية؟ لمعرفة مدى ندرة الأمثلة على أمر كهذا تاريخيا، تابع معنا النمط التالي..
"إنجلترا – إسبانيا – فرنسا – إسبانيا ×2 – إيطاليا – تشيكوسلوفاكيا – الاتحاد السوفييتي – اسكتلندا – البرتغال – إنجلترا – المجر – أيرلندا الشمالية – إيطاليا – ألمانيا الغربية – هولندا – ألمانيا الغربية – هولندا ×2 – الاتحاد السوفييتي – ألمانيا الغربية – الدنمارك – إنجلترا ×2 – ألمانيا الغربية ×2 – إيطاليا – فرنسا ×3 – الاتحاد السوفييتي – هولندا ×3 – ألمانيا – فرنسا – هولندا – إيطاليا – بلغاريا"
كانت هذه جنسيات الفائزين بالكرة الذهبية منذ انطلاقها عام 1956 وحتى عام 1994 على الترتيب. 39 عاما، 39 فائزا من 14 جنسية مختلفة بدمج ألمانيا الغربية في ألمانيا الموحدة لاحقا، والقاسم المشترك الوحيد بين هذه الجنسيات جميعها، أنها أوروبية.
الفائز رقم 40 الذي كسر هذا الاحتكار أخيرا لم يكن لاتينيا بل إفريقيا، وهو جورج وياه أسطورة ليبيريا، أما الفائز اللاتيني الأول فأتى عام 1997، وهو الظاهرة البرازيلية رونالدو لاعب إنتر ميلان آنذاك.
بعدها لم يكن غريبا أن نرى لاعبا لاتينيا –أو بالأحرى برازيليا" يحمل الكرة الذهبية، حيث أتى ريفالدو لاعب برشلونة عام 1999، وعاد رونالدو متوجا بها مرة أخرى في 2002 بقميص ريال مدريد، ثم نالها رونالدينيو عام 2005 مع برشلونة.
عام 2007 أتى كاكا مع ميلان ليصبح رابع برازيلي ولاتيني ينال الكرة الذهبية، التي كانت الخامسة في تاريخ بلاده وقارته.. البقية للتاريخ، فهناك أرجنتيني حصدها وحده 6 مرات بين 2009 و2019، ليرفع رصيد أمريكا الجنوبية إلى 11 جائزة.
ميسي ليس الأكثر فوزا بالجائزة في الأرجنتين أو أمريكا اللاتينية بل في المطلق، فرغم هذا الاكتساح الأوروبي العام لتاريخ الجائزة، إلا أنه لا يوجد من يقارب ليو إلا البرتغالي كريستيانو رونالدو الفائز بها 5 مرات في نفس الحقبة، وبينما يطارد الأرجنتيني كرته السابعة هذا العام، لا يبدو ملف ترشحه بنفس القوة المعهودة..
ليونيل لم يحقق مع برشلونة سوى كأس ملك إسبانيا، في موسم مخيب للآمال على الصعيد الجماعي انتهى باحتلال المركز الثالث في الدوري الإسباني ومغادرة دور الـ16 لدوري الأبطال على يد باريس سان جيرمان، الذي انتقل إليه مجانا في نهاية الموسم.
الأرقام والتأثير على أرض الملعب أمور لم تنقص ميسي أبدا طوال مسيرته، ففي عام 2021 لعب 46 مباراة بين الأندية والمنتخبات، سجل خلالها 37 هدفا وصنع 14، بمعدل هدف مسجل كل 110 دقيقة، ومشاركة في الأهداف كل 80 دقيقة.
ولكن اللقب البارز الذي حققه هذا العام كان اللقب الذي ينقصه كلما أتت المناسبة، وهو اللقب الدولي مع منتخب بلاده. أخيرا حقق ميسي كوبا أمريكا الغائبة عن الأرجنتين منذ عام 1993، فهل كان لمسابقة أمم أمريكا الجنوبية دور في تحديد هوية الفائز بالكرة الذهبية؟
يسهل معرفة ذلك بالنظر للجوائز البرازيلية الخمس، حيث توج رونالدو مع البرازيل بلقب كوبا أمريكا 1997 وكان الثاني في قائمة الهدافين بـ5 أهداف، وما توج به مع برشلونة قبل انتقاله إلى إنتر في صيف ذلك العام كان كأس يويفا لأبطال الكؤوس وكأس ملك إسبانيا والسوبر الإسباني. بطولات لا تكفي وحدها بالطبع، ولكن بالنظر لموسم كاسح سجل خلاله 34 هدفا في 37 مشاركة مع الفريق الكتالوني، يبدو كل شيء في مكانه.
التتويج اللاتيني الثاني صاحبه لقب كوبا أمريكا أيضا وهذه المرة مع ريفالدو الذي سجل هدفين في النهائي ضد أوروجواي وكان هداف المسابقة بالتساوي مع رونالدو (5 أهداف). أيضا فاز ريفالدو مع برشلونة بلقب الليجا في نفس العام.
في تتويج رونالدو الثاني (2002) ثم رونالدينيو (2005)، لم يصادف أي منهما عام الكوبا، لتأتي الفرصة الأخيرة عام 2007 مع كاكا، بالفعل توج منتخب البرازيل بكوبا أمريكا في هذا العام، ولكن كاكا لم يكن أصلا في القائمة، حين قرر أنه بحاجة للراحة بعد موسم طويل.
يملك ميسي تاريخا فريدا مع الكرة الذهبية، وإن نجح في الفوز بأكثرية الأصوات قبل ليلة الإعلان المرتقب في التاسع والعشرين من نوفمبر، سيصبح ثالث من يجمع بين الكرة الذهبية وكوبا أمريكا في تاريخ اللعبة بعد رونالدو وريفالدو.