قصة من 3 فصول: لماذا خرج منتخب الصالات صفر اليدين من كأس العالم

بعد 1067 يوما من تحقيق منتخب مصر لشباب كرة الصالات تحت 18 عاما ريمونتادا تاريخية أمام الأرجنتين المستضيف في مباراة الميدالية البرونزية، بعد أن كان خاسرا 3-0، ليفوز 5-4 ويحقق الميدالية الغالية ويرصع تاج مشاركات منتخب الصالات الدولية في...

كتب : فادي أشرف

الأحد، 19 سبتمبر 2021 - 19:58
قصة من 3 فصول: لماذا خرج منتخب الصالات صفر اليدين من كأس العالم

بعد 1067 يوما من تحقيق منتخب مصر لشباب كرة الصالات تحت 18 عاما ريمونتادا تاريخية أمام الأرجنتين المستضيف في مباراة الميدالية البرونزية، بعد أن كان خاسرا 3-0، ليفوز 5-4 ويحقق الميدالية الغالية ويرصع تاج مشاركات منتخب الصالات الدولية في أكتوبر 2018، عاد منتخب مصر للكبار صفر اليدين من ليتوانيا، بعد مشاركة ودع فيها كأس العالم من الدور الأول.

الفصل الأول – مقدمة تاريخية لابد منها

منتخب الصالات له تاريخ عريض مقارنة بأقرانه الأفارقة والعرب، وضيف شبه دائم على البطولات العالمية.

ففي 30 سبتمبر 1996، فاز منتخب مصر ببطولة إفريقيا الأولة للعبة، وتأهل لكأس العالم. وفي كأس العالم ودع من الدور الأول أمام إسبانيا المستضيفة للنسخة الثالثة ووصيفتها وأوكرانيا التي احتلت المركز الرابع.

منذ ذلك الحين، ومنتخب مصر يحتكر الظهور بنهائي بطولة إفريقيا. ففاز بها في 2000 و2004 كذلك، وحل وصيفا في 2008 و2016 بصعوبة، وفي 2020 حل وصيفا ولكن بطريقة أسهل. ولنا عودة عند هذه النقطة.

مشاركات المنتخب في كأس العالم استمرت بما أنه دائما ضيف على منصات التتويج القارية، ففي جواتيمالا عام 2000 ودع المنتخب من الدور الثاني، وفي تايوان 2004 خرج من الدور الأول أمام إسبانيا، البطل هذه المرة، وأوكرانيا.

في البرازيل عام 2008 خرج المنتخب من من الدور الأول، قبل أن تبدأ طفرة في 2012 بالخروج من دور الـ 16 أمام إيطاليا التي حلت ثالثة في البطولة التي أقيمت في تايلاند، قبل أن يفوز على إيطاليا نفسها في دور الـ 16 لنسخة 2016، ويخسر من الأرجنتين البطل في دور الثمانية، ويحتل المركز الثامن.

بعد برونزية أولمبياد الشباب، نظر الجميع لمنتخب كرة الصالات بعين التفاؤل. ولكن بعد ذلك، حل منتخب مصر وصيفا لبطولة إفريقيا أمام المغرب بنتيجة 5-0 بالمغرب، ووصيفا للبطولة العربية أمام المغرب أيضا بنتيجة 4-0 في مصر.

قبل أن تحل الطامة الكبرى في ليتوانيا. خروج مهين من كأس العالم، بعد الخسارة من روسيا بـ 9 أهداف، ثم فوز لم يسمن ولم يغن من جوع أمام جواتيمالا 6-3، ثم هزيمة أعادت المصريين أدراجهم بخفي حنين أمام أوزباكستان 2-1، ليودع المنتخب كأس العالم.

تلك كانت القصة باختصار قد يكون أخل بالمعنى، ولكن FilGoal.com في هذا التقرير، يحاول أن يضع انحدار منتخب الصالات، وفشله في كأس العالم في ليتوانيا، في سياق أوضح، بتوضيح الظروف والقرارات والملابسات التي أدت إلى تلك النتائج، والبداية مع المدرب الذي قاد المنتخب للمركز الثامن في كأس العالم 2016، وإلى برونزية أولمبياد الشباب، واستقال بنهاية البطولة العربية التي خسر المنتخب مباراتها النهائية أمام المغرب برباعية نظيفة، هشام صالح.

الفصل الثاني - "12 قرارا خاطئا" لن يتسببوا في نتيجة إيجابية

يتذكر هشام صالح، المدير الفني السابق لمنتخب مصر لكرة الصالات أحد أفضل إنجازاته مع الفريق: "من 2016 وحتى 2021، عملنا مع منتخب الصالات، في أولمبياد الشباب وفي كأس أمم إفريقيا وفي البطولة العربية، وخرجنا من أولمبياد الشباب بـ 5 أو 6 لاعبين. لو نظرنا إلى منتخبات روسيا أو الأرجنتين أو البرازيل في كأس العالم الحالي في ليتوانيا، قوامهم الأساسي من تلك البطولة التي حققنا بها البرونزية".

وشرح "جمعنا منتخب الشباب آنذاك من لاعبين غير مقيدين بأندية. تجمع أكثر من 1000 لاعب واخترنا منهم أفضل 20 لاعبا، وقيدناهم بأندية لكي يصبح لهم رقم قيد ويلعبون مع المنتخب. جئنا بمنتخب من لاعبي الشارع وفزنا بالبرونزية. فريق من لا فريق".

تتغير نبرة صوت صالح عندما يتذكر تلك النقطة: "عندما استلم أحمد مجاهد رئاسة اتحاد الكرة بنهاية العام الماضي، قال لنا أن نعمل بشكل طبيعي، ولكن بعد أسبوع غير الجهاز الفني الخاص بي، وبعد أسبوع أوقف النشاط الخاص بنا، ومنتخب الشاطئية والكرة النسائية. كان ذلك في شهر ديسمبر 2020".

رد صالح آنذاك بأن الفريق سيلعب كأس العالم في شهر سبتمبر، ولكن مجاهد رأى أن البطولة قد يتم إلغائها.

لم تفلح محاولات صالح لإقناع مجاهد، بضرورة خوض مباريات ودية واستمرار نشاط المنتخب، في مسعاها.

وشرح صالح "قلت لأحمد مجاهد إن لدينا مباريات ودية مهمة في تلك الفترة لرفع تصنيفنا في قرعة كأس العالم، ولكنه صمم على إيقاف نشاط المنتخب، وقال لي إنه لو أقيم كأس العالم، سيقيم لنا مباريات إعدادية قوية في ليتوانيا مستضيفة البطولة. في تلك الفترة كنا سنواجه أوزباكستان، وروسيا، والبرازيل في دورة ودية، ولكن أحمد مجاهد رفض ذلك الأمر".

شعر صالح بوجود أزمة، خاصة مع ما وصفه بضعف الدوري المصري للعبة، نظرا لتجميد عدد من الأندية مثل مصر للمقاصة والشمس ودمنهور والداخلية والاتحاد السكندري للعبة مما أدى لغياب اللاعبين المميزين القادمين من الدوري لقيادة المنتخب.

وأوضح صالح "اعتمادنا التام على اللاعبين المحترفين بالدوري السعودي خاصة".

وكشف "ولكن في أبريل 2021، طلب مننا أحمد مجاهد الاستعداد للبطولة العربية لكرة الصالات، قبل انطلاق البطولة بـ 21 يوما فقط، بعد 4 أشهر من إيقاف النشاط".

وتسائل "كيف نستعد في 21 يوما فقط؟ سألت أحمد مجاهد ماذا تتوقع مننا بعد تلك المفاجأة غير السارة بالمشاركة في البطولة قبل 21 يوما فقط من انطلاقها، ليرد علي إنه فقط يريد مننا الاحتكاك أمام أمثال الكويت والإمارات والسعودية والمغرب الذين يملكون دوريات أقوى مننا". للعلم، منتخب المغرب في مكان ثان آخر غير المنتخبات العربية والإفريقية. هم الأقوى على الساحة ولاعبيهم يحترفون في بلجيكا وفرنسا. من الصعب علينا الفوز على منتخب المغرب".

واستدرك صالح "بعد الخسارة 4-0 من المغرب في النهائي، لامني أحمد مجاهد على النتيجة ولكنني رديت بأنه طلب مني الاحتكاك فقط، ولكنه هاجم اختياري لبعض اللاعبين وأخبرته حينها أن هذا الأمر ليس من اختصاصه. مجاهد هاجم 4 لاعبين بالتحديد، هم قوام المنتخب الأساسي، منهم مثلا أحمد عبد القادر (موزا) الذي يتألق في كل البطولات، ويصطف المشاهدين للتصوير معه بعد المباريات!".

وأكمل "هنا قال مجاهد إنه سيغير الجهاز الفني الخاص بي تماما قائلا هما دول بيعملوا إيه أصلا؟ ولكنني رفضت هذا الأمر تماما، وقال لي أن أفكر في الأمر حتى اجتماع لتحديد القرار النهائي في اليوم التالي. قبل الاجتماع أرسلت استقالة مسببة لاتحاد الكرة واعتذرت عن عدم استكمال المهمة".

وحصل FilGoal.com على نسخة الاستقالة التي قدمها صالح لـ اتحاد الكرة بتاريخ 5 مايو 2021، والتي أنهت مسيرته مع منتخب الصالات.

وشرح صالح في الاستقالة أسبابه الـ 12، والتي تراوحت بين تجميد نشاط المنتخب لمدة 5 أشهر وتوجيه الشكر للجهاز المساعد وإلغاء المباريات الودية للمنتخب، وموعد انتهاء الدوري المحلي، وعدم تسديد تذاكر طيران اللاعبين الذين أتوا من الخارج للمشاركة في البطولة العربية رغم الوعد بذلك، وصولا لتنظيم البطولة دون استشارة الجهاز وتغيير الجهاز بعد البطولة، ولوم المنتخب على الحلول وصيفا رغم الاتفاق على أنها بطولة للاحتكاك، بجانب أمر أخير ضايق صالح واللاعبين حسبما وصف قبل دقائق من نهائي البطولة العربية.

وأتم صالح "قبل بداية مباراة المغرب بنصف ساعة وأثناء وجودنا في غرفة خلع الملابس، قيل لنا إن رئيس الاتحاد العربي الأمير عبد العزيز بن تركي، برفقة مجاهد، في غرفة ملابس المغرب لتهنئتهم على أدائهم في البطولة، ونفس الأمر سيحدث لنا بعد دقائق. انتظرناهم ولكن قيل لنا إن مجاهد اصطحب رئيس الاتحاد العربي للمقصورة دون زيارة منتخب مصر. الأمر ضايق اللاعبين كثيرا، كيف أعالجهم نفسيا قبل دقائق من المباراة، وماذا أقول لهم؟ تلك كانت القشة التي قسمت ظهر البعير".

الفصل الثالث - جلاد إيطاليا يمنحنا وجهة نظر جديدة

في 5 مايو 2021، منتخب مصر دون مدرب بعد استقالة صالح، وعليه الاستعداد لكأس العالم بعد 4 أشهر في ليتوانيا. بعد شهر بالتمام والكمال، يعلن اتحاد الكرة عن تعيين جهاد عرفة، لاعب الصالات السابق والذي تدرب على يد هشام صالح، وسبق له الاحتراف في بلجيكا، مديرا فنيا للمنتخب

إذا كان هناك لاعبا يدين له منتخب الصالات بالفضل في الإنجاز الأكبر على مستوى الكبار في كأس العالم 2016، فهو عبد الرحمن الأشول، صاحب الهاتريك في مباراة إيطاليا في دور الـ 16 والتي فاز بها المنتخب 4-3، ليصبح لقبه "جلاد إيطاليا".

الأشول تحدث مع FilGoal.com في المطار من ليتوانيا استعدادا للعودة إلى مصر بعد توديع كأس العالم من الدور الأول ليقول: "بعد استقالة جهاز هشام صالح، لم نتجمع مع الجهاز الجديد سوى من شهرين ونصف. لقد ظُلم الجهاز الجديد في نقطة الوقت".

أقام المنتخب 4 مباريات ودية في تايلاند، ومباراتين مع المغرب ومباراة مع تشيلي، وهو الإعداد الذي يعد قليلا في لعبة كرة الصالات، ولكن يرى الأشول أن الأمر حدث بسبب ضيق الوقت، وأن "شكلنا في الملعب أفضل".

وشدد الأشول "أعتبر نفسي من قدامى لاعبي المنتخب، وأرى أن الفترة المقبلة ستكون أفضل. الاهتمام من اتحاد الكرة زاد، استقالة هشام صالح أحدثت خلخلة، خاصة أنه في منصبه منذ 10 سنوات".

وأوضح "بعد رحيله ازداد الاهتمام من اتحاد الكرة. نجد مستحقات المباريات والمعسكرات في وقتها، وتسلمنا ملابس جديدة، لو استمرت الأمور على تلك الوضعية، ستكون الأمور أفضل كثيرا".

نفس النقطة شدد عليها هشام صالح نفسه في حديثه مع FilGoal.com، حيث أشار إلى أن الظروف الآن أفضل كثيرا مما كانت عليه أثناء وجوده مدربا للمنتخب، وبرر الأمر بأنه كان "عنادا شخصيا معه".

واستدرك "ربما خرجنا من الدور الأول في كأس العالم 2021، وفي كأس العالم 2016 وصلنا لربع النهائي، لكن أرى أننا أفضل الآن. في 2016 فزنا على كوبا بـ 7 أهداف وخسرنا من روسيا وتايلاند وصعدنا في المركز الثالث، ولكن في 2021 كانت مجموعتنا قوية جدا بوجود أوزباكستان وجواتيمالا وروسيا بطل أوروبا، من يتابع كرة الصالات يعرف مدى قوى الـ 3 منتخبات".

وأتم "لم نصعد للدور الثاني بسبب فارق الأهداف، ولكننا أرى أن نتائجنا أفضل هذه المرة. في كأس العالم 2016 أكرمنا الله بمواجهة إيطاليا أسهل فرق هذا الدور وتغلبنا عليها قبل أن نخسر من الأرجنتين".

حاول FilGoal.com الحصول على رد من أحمد مجاهد رئيس اتحاد الكرة إلا أنه لم يكن متاحا للتعليق، وحق الرد مكفول له في أي وقت.

انتهت القصة هنا بشكل مؤقت، في انتظار وعد الأشول وزملائه بمستقبل أفضل لمنتخب الصالات..