كتب : محمود ضياء
إنهاء الفرص، الظهور في الأوقات الصعبة، عامل الخبرة، ماكينة أهداف.
كلها إضافات قد يمنحها كريستيانو رونالدو لمانشستر يونايتد بعد العودة ولكن ماذا عما سيحدث خارج الملعب؟
"هل من الخطأ التعاقد مع رونالدو؟ لا على الإطلاق، سأفعل ذلك مجددا في كل مرة".
هكذا كان تعليق أندريا آنييلي رئيس يوفنتوس عند سؤاله في إبريل الماضي حول إن كان هناك سببا يجعله نادما على التعاقد مع رونالدو.
لم يحقق يوفنتوس مع رونالدو الهدف الأساسي بالفوز بدوري أبطال أوروبا وفاز بخمس ألقاب محلية من أصل 9 متاحة رغم تسجيله لـ101 هدف في 134 مباراة.
هل يُعد هذا فشلا؟ ربما في نظر البعض، ولكن كيف أفاد رونالدو يوفنتوس بعيدا عن المستطيل الأخضر؟
تقرير نشره موقع "ذا أثليتك" كشف عن استفادة كبيرة حققها يوفنتوس من كريستيانو رونالدو عبر تصريحات قالها أندريا سارتوري مؤسس فريق "Football Benchmark" الذي كتب الدراسة، من مدريد إلى تورينو: اقتصاديات رونالدو
على صعيد عوائد الإعلانات والرعاية، ارتفع دخل يوفنتوس من 143 مليون يورو موسم 2017-2018 قبل قدوم رونالدو إلى 175 مليون يورو موسم 2019-2020.
حقوق رعاية قمصان الفريق زادت من 17 مليون يورو إلى 45 مليون.
عوائد رعاية طاقم الفريق مع أديداس ارتفعت من 23 إلى 51 مليون يورو.
بالاتجاه نحو وسائل التواصل الإجتماعي، فإن عدد متابعي يوفنتوس على انستاجرام زاد لأكثر من الضعف.
قبل توقيع رونالدوكان لدى يوفنتوس أكثر بقليل من 50 مليون متابع والآن وصلوا إلى 110 مليون.
عدد القمصان التي باعها يوفنتوس تضاعف بعد وصول رونالدو رغم وجود جائحة كورونا مع بداية عام 2020.
كيف يمكن أن نقارن هذا بما سيحدث في مانشستر يونايتد؟
دفع مانشستر يونايتد 15 مليون يورو ليوفنتوس مع الإضافات للتعاقد مع رونالدو مع راتب يقدر بـ450 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا.
سيدفع مانشستر يونايتد ما يقارب 60 مليون جنيه إسترليني مقابل التعاقد مع رونالدو في عامين قد ترتفع إلى 90 مليون حال إضافة موسم ثالث.
مع وجود عقول اقتصادية قوية في مانشستر يونايتد على رأسهم إد وودوارد والذي أقنع جويل جلايزرز أحد ملاك النادي بفائدة التعاقد مع رونالدو اقتصاديا، فإن من المتوقع أن يستعيد مانشستر يونايتد كل ما دفعه لأجل رونالدو وربما أكثر من ذلك حسب التقرير الذي أعده الفريق المالي للنادي.
البداية ستكون الحصول على راع جديد لمقر التدريبات بعد نهاية التعاقد مع AON والتي دفعت 180 مليون جنيه إسترليني خلال ثماني سنوات.
تقرير نشرته "Deloitte Football Money League" المختصة بالاقتصاد أوضح أن 55% من إيرادات مانشستر يونايتد خلال موسم 2019-2020 جاءت من عوائد الإعلانات والرعاية بقيمة 282 مليون جنيه إسترليني ولم ينجح أي ناد في العالم من تخطي هذا الرقم إلا برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونخ.
في نفس الوقت، كان يوفنتوس يحصل على 162 مليون جنيه إسترليني فقط حتى مع وجود كريستيانو رونالدو.
فارق قد يمنحك مؤشر عن الاختلاف في العقلية التسويقية بين الناديين وكيفية استغلال وجود رونالدو في مانشستر يونايتد.
صحيفة "تليجراف" في بداية عام 2020 نشرت تقريرا عن إحباط شركة أديداس راعي النادي من المبيعات في الآونة الأخيرة ولكن الآن مع وجود رونالدو فالأمر أصبح مختلفا بالطبع.
في مسألة بيع القمصان لن يكون مانشستر يونايتد الرابح الأكبر في الأمر وإنما شركة أديداس حيث لن يحصل النادي على أكثر من 10% من قيمة بيع القمصان حسب إحسان شاه الرئيس التنفيذي لشركة "B-Engaged" المتخصصة في التسويق الرياضي في تصريحاته لذا أثليتك.
شاه أشار إلى أن وجود رونالدو سينقل الفريق تسويقيا لمرحلة أعلى، صحيح أن مانشستر يونايتد وإدارته مميزين في الجانب الإقتصادي ولديه بعض الأسماء اللامعة ولكن رونالدو سيظل في درجة أعلى من الجميع لا ينافسه فيها إلا ليونيل ميسي.
في وسائل التواصل الاجتماعي، اعتاد حساب مانشستر يونايتد على انستاجرام تلقي ما يقرب من 30 ألف متابع جديد يوميا ولكن 800 ألف شخص تابعوا الحساب في ساعة واحدة فقط بعد إعلان التعاقد مع رونالدو.
خلال الفترة من إعلان الاتفاق يوم الجمعة وحتى توقيع العقود يوم الثلاثاء، تم إضافة 3.1 مليون متابع لقائمة متابعي مانشستر يونايتد على انستاجرام.
النشاط كان ملحوظا أيضا في فيسبوك وتويتر ولكنه لم يكن بنفس القوة وكان الاهتمام الأكبر بتفاعل الجماهير مع تغريدة انتقال رونالدو والذي تخطى تغريدة انتقال ليونيل ميسي لباريس سان جيرمان.
مع غياب 8 سنوات عن الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز و10 سنوات على الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا، كان مانشستر يونايتد في حاجة لاستفاقة مختلفة ربما في انتظار ما سيحدث داخل الملعب.