بمجرد رحيله عن برشلونة معارا إلى بشكتاش التركي، خرج لاعب الوسط ميرالم بيانيتش بتصريحات يهاجم من خلالها الهولندي رونالد كومان مدرب الفريق الكتالوني.
حديث بيانيتش كان واضحا وحادا للغاية، حيث اتهم كومان بعدم احترامه، مسلطا الضوء على افتقار المدرب الهولندي لآليات التواصل مع لاعبيه.
وقال نجم الوسط البوسني في حواره مع صحيفة "ماركا" الإسبانية: "أصل وأبدأ التدريبات، وتمر أيام لا يقول خلالها المدرب أي شيء لي، إنه لا يخبرني بما يريده مني، كل ذلك كان غريبا بالنسبة لي".
وأضاف "أحب أن يقول الناس لي الأشياء في وجهي وألا يعاملوني كما لو كنت أبلغ من العمر 15 عاما. لقد أغضبني كومان منذ البداية".
لم يكن بيانيتش الأول من نوعه، وعلى الأرجح لن يكون الأخير، فالعديد ممن غادروا برشلونة مؤخرا قد أصدروا ردة فعل مشابهة، فقط كان لاعب الوسط صاحب الحديث الأقوى والأوضح لأنه كان الأكثر تضررا بعام كامل من التهميش، وهو ما رصدته صحيفة "أس" الإسبانية.
أول من سار على هذا النهج في كتالونيا كان أول ضحايا كومان المباشرين، المهاجم الأوروجواياني لويس سواريز الذي غادر في صيف العام الماضي، حيث رأى أنه كان يستحق المزيد من الاحترام، بعد أن أخبره المدرب الهولندي أنه "لاعب كبير ولا يمكنه اللعب في المستوى الأعلى بعد اليوم".
رد سواريز كان واضحا وصارخا أكثر من الكلمات، إذ انتقل إلى أتلتيكو مدريد وساعده على التتويج بلقب الليجا لموسم 2020-2021، وهو الأول للروخيبلانكوس منذ 2014.
وإلى الصيف الحالي، تحدث الظهير جونيور فيربو عقب انتقاله إلى ليدز يونايتد، زاعما أنه "خلال أسبوعين في ليدز شاهد مقاطع فيديو أكثر مما شاهد طوال فترته في برشلونة".
ختام لاعبي برشلونة الذين انتقدوا كومان –حتى الآن- يأتي مع إيمرسون رويال الذي أتى مطلع الصيف الحالي من ريال بيتيس وغادر في نهايته إلى توتنام هوتسبر، حيث أيد بيانيتش في مسألة افتقار كومان لما يكفي من التواصل مع لاعبيه، مؤكدا أن الحديث بينهما اقتصر على الترحيب فقط.
تشير الصحيفة الإسبانية إلى أزمة أكبر ولكن ليس في برشلونة هذه المرة، بل في فالنسيا، أولى تجارب كومان في الليجا..
ترجع هذه الصراعات إلى عام 2007، حين اصطدم المدرب مع الثنائي خواكين وألبيلدا. خواكين حمل الكثير من هذه الأحداث معه لدرجة أنه رفض مصافحة كومان حين لعب مع بيتيس ضد برشلونة مؤخرا، وقال عنه صراحة "لا أريد كومان في فريقي حتى وإن كان عامل ملابس".
صراعات كومان في فالنسيا بدأت بالارتطام ببعض أعمدة الفريق مثل ألبيلدا وكانيزاريس وأنخولو، وهو ما دفعه لبعض التعاقدات الكبرى بغرض "تنظيف غرفة الملابس". كان خواكين على رأس هذه التعاقدات، ومن الواضح إلى أي مدى نجحت هذه الاستراتيجية.
في هذه الأجواء الكارثية نجح كومان في الفوز بكأس الملك مع فالنسيا، وهو نفس اللقب الذي فاز به مع برشلونة حتى الآن، ولكن حتى بعد مرور 14 عاما على هذه الأحداث المظلمة في المستايا، لا يزال المدرب الهولندي على ألسنة لاعبيه السابقين، ومن الواضح أن ذلك الأمر سيستمر لبعض الوقت.