تحقيق في الجول - إلغاء لائحة استقالة المدربين بين قرار صائب وخاطئ "ولم يُطبق من الأساس"
الجمعة، 03 سبتمبر 2021 - 18:17
كتب : إسلام أحمد
شارك في التقرير: رضا السنباطي - أحمد شاكر
في موسم 2019-2020 وعقب مرور 25 جولة على الدوري تعاقب 39 مدربا على أندية الدوري المصري، قبل النهاية بـ 9 جولات وهو رقم زاد بكل تأكيد.
ومع نهاية الموسم المنقضي 2020-2021، أجرت الأندية تغييرات على مقعد المدير الفني 35 مرة فقط طيلة الموسم.
لنعد للوراء قليلا ولنعرف السبب وراء تراجع عدد التغييرات الفنية الموسم الماضي ستجد وجود بندا في لائحة الدوري المصري جاء كالتالي:
** لن يسمح للمدير الفني المتعاقد مع ناد أن يتولى مسؤولية ناد آخر حال فسخ التعاقد من جانبه، ويسمح له بالتعاقد مع ناد آخر إذا تم الاستغناء عنه وذلك بحد أقصى ناديين فقط.
أي أن لائحة الدوري المصري لهذا الموسم تمنع المدرب المستقيل من تدريب فريق آخر حتى نهاية الموسم، لكن في حالة الإقالة، يحق له تدريب فريق جديد.
** على النادي الذي يقوم بتغيير مديره الفني إثبات الطرف الفاسخ للتعاقد قبل توثيق عقد المدير الفني الجديد.
في نهاية موسم 2020-2021، 8 أندية لم تُجر أي تغييرات على مستوى المدير الفني، وكان الإسماعيلي الأكثر تغييرا بواقع 6 مدربين 3 منهم تولوا المهمة بصورة مؤقتة.
أمس مع إعلان لائحة دوري موسم 2021-2022 عَمد اتحاد الكرة لإلغاء البند.
اتحاد الكرة لم يكشف السبب الحقيقي وراء إلغاء هذا البند، لذلك لجأ FilGoal.com لاستطلاع آراء المدربين حول إلغاء البند الذي كان متبعا الموسم الماضي، وجاءت بين مؤيد ومُعارض.
أيمن المزين المدير الفني السابق لمنتخب السويس وطنطا قال لـ FilGoal.com: "قرار إلغاء البند خاطئ، لأنه قرار له فائدة للأندية والمدربين، لمنح الأندية فرصة للصبر على المديرين الفنيين وعدم التسرع في إقالتهم، وكذلك منح المدرب فرصة التركيز على ناديه بشكل أكبر".
"كنا نرى مدربا يقود 4 أندية في موسم واحد، وأتمنى إعادة القرار مرة أخرى لأنه يمنح الفرصة لظهور مدربين جدد يستحقوا الحصول على فرصة في الدوري".
في الموسم قبل الماضي 2019-2020 أعلن المزين استقالته من تدريب طنطا إبان تواجده في الدوري الممتاز، خلفه محمد صلاح ثم أحمد سامي ورحل كلاهما بعد 4 مباريات فقط للفريق، وعاد المزين مرة أخرى لتدريب الفريق ثم رحل مجددا لسوء النتائج ومعه هبط طنطا للدرجة الثانية.
عودة لم تُكن ممكنة لو حدثت الموسم الماضي على سبيل المثال للمزين في الدوري المصري من بوابة أي فريق.
يوافق سامي الشيشيني مدرب أسوان السابق الرأي مع المزين إذ يقول لـ FilGoal.com: "بند جيد منع المدرب من تدريب أكثر من نادٍ في موسم واحد، من حقك كمدرب أن تضمن حقك كراتبك والشرط الجزائي لأن هناك بعض المدربين قد يرحلون في منتصف الموسم أثناء معاناة الفريق ثم يتجه لفريق آخر للحصول على راتب أعلى على سبيل المثال".
وطالب الشيشيني بتطبيق القرار إذ يرى "ليس للبند تأثير، رحلت من أسوان وحصلت على الشرط الجزائي وإذا قررت الرحيل فلابد أن اتحمل تبعات قراراي وأرى أنه لابد أن يسُتكمل العمل به الفترة المقبلة".
المدرب صاحب الـ 48 عاما قاد أسوان منذ بداية الموسم فاز بأول مباراتين لكن مع تراجع النتائج رحل بعد مرور 6 جولات وخلفه علاء عبد العال، ولم يقد أي فريق طيلة الموسم المنقضي.
هنا يرى علاء عبد العال أن قرار إلغاء البند "صائب" فيبرز وجهة نظره قائلا لـ FilGoal.com: "الموسم الماضي طُبقت اللائحة على أكثر من مدرب لأن المدربين أشخاص لديهم التزامات وتسيء لهم وتبعدهم عن دائرة الضوء".
وأضاف "عندما يتولى مدرب تدريب فريق ويتقدم باستقالته يُقلل من أسهمه والمدرب المصري ظُلم الموسم الماضي بسبب هذا البند والقرار تصحيح للمسار".
وأوضح "المدرب قد يدفع الثمن بسبب سوء مستوى اللاعبين، أو لتهميش دوره عن تعمد ليتقدم باستقالته ومن أجل أن يظهر مجلس الإدارة أنه ليس دور في الرحيل حتى لا يدفع الشرط الجزائي على سبيل المثال، فمثلما للنادي الحق في إقالة المدرب من حق المدرب تقديم الاستقالة أيضا".
وأكمل "أحيانا هناك مدربون يُقالون دون معرفة السبب الحقيقي، فلابد أن يكشف كافة الأطراف أسباب الإقالة أو الاستقالة وأشكر من اتخذ هذا القرار".
علاء عبد العال أقيل من تدريب أسوان أيضا والفريق على بُعد نقطتين من مراكز الهبوط، ووصف التجربة عقب رحيله بأنه تسلم فريق مجهول الهوية.
في النهاية هبط أسوان متذيلا جدول الترتيب.
علاء نبيل المدير الفني السابق لـ المقاولون العرب ومدرب منتخب مصر الأسبق أوضح لـ FilGoal.com أن بند الموسم الماضي به تلاعب بالألفاظ خاصة في الإقالة والاستقالة.
وقد تكون حالة رحيل إيهاب جلال الأبرز في الدوري للتحايل على ذلك البند، لذا أعلن مصر للمقاصة إقالة إيهاب جلال لإفساح المجال له لتدريب الإسماعيلي، لكن في نفس التوقيت سيدفع مليوني جنيه قيمة الشرط الجزائي في عقده للرحيل.
ويعتقد علاء نبيل أنه كان لابد من صياغة البند بطريقة أخرى فقال: "البند الأصلح والأفضل يكون 2 مدربين للفريق في الموسم الواحد، ومن يلعب في البطولات الإفريقية يكون لديه فرصة بحد أقصى 3 مدربين خاصة أن الكبار لا يغيرون مدربهم باستمرار".
وفسر "لكي يكون النادي حريصا جدا على تعيين مدرب في بداية المشوار وحريص على توقيت رحيله واستقدام آخر لأن سيكون لديه فرصة واحدة فقط وللقضاء على التلاعب".
في المقابل لا يرى ضياء السيد المدير الفني السابق لسيراميكا كليوباترا أن إلغاء البند يُشكل فارقا مشيرا لحالة إيهاب جلال مع مصر للمقاصة والإسماعيلي.
فقال ضياء السيد لـ FilGoal.com "لا يشكل فارقا إلغاء البند لأنه لم يُطبق من الأساس، مع إيهاب جلال حدث تحايل وأقيل من المقاصة وتولى تدريب الإسماعيلي، هو قرار وُضع على الورق لكن لم يُطبق، أي نادٍ يريد مدرب سيضمه أو يُقيله".
هيثم شعبان بدأ مهمة تدريب الفريق الصاعد حديثا للدوري ثم أقيل وتولى ضياء السيد المهمة وأقيل أيضا وعاد هيثم شعبان لتدريب الفريق كونه مُقالا ولم يتقدم باستقالته بفضل اللائحة.
تامر مصطفى المدير الفني لـ كوكاكولا -أصبح فيوتشر بعد بيعه- يشرح لـ FilGoal.com طريقة أفضل لضمان حقوق المدرب حال أقيل من منصبه: "قرار له سلبيات وإيجابيات، وتطبيقه يمنح فرصة للمدربين الذين لم يحصلوا على فرصة، ولكن القرار يحتاج لتطبيق مثل دفع الراتب كاملا للمدرب المُقال حتى يعمل في فريق آخر وإلغاءه ليس ضررا ولكن تطبيقه يحتاج إلى تطبيق كاملا بين الأندية والمدربين".
"إذا أراد النادي إقالة مدربه يدفع له راتبه طوال فتره عقده وإذا رحل المدرب بإرادته لا يعمل في فريق آخر".
في إيطاليا على سبيل المثال المدرب الذي يرحل عن تدريب فريقه يتقاضى راتبه لحين قيادة فريق آخر أو حتى نهاية تعاقده، وفي نفس التوقيت لا يحق له قيادة فريق آخر بنفس الموسم.
لوتشيانو سباليتي المدير الفني السابق لإنتر أقيل من منصبه وظل إنتر الإيطالي يدفع راتبه لمدة موسمين متتاليين وفي نفس التوقيت يدفع راتب أنطونيو كونتي لحين قرر سباليتي العودة مرة أخرى للتدريب من بوابة نابولي بعد موسمين من الراحة.
نفس الأمر تكرر مع ماوريسيتو ساري المدير الفني السابق ليوفنتوس الذي دفعت إدارة البيانكونيري راتبه لموسم كامل حتى عاد ساري للتدريب مرة أخرى مع لاتسيو الموسم الجاري.
في الدرجة الثانية ورغم أن القرار لم يُطبق مثلما طُبق في الدوري الممتاز إلا أن أبو العينين شحاتة المدير الفني للنجوم يؤيد القرار ليفتح الباب أمام عالم آخر فقال لـ FilGoal.com: "أؤيد قرار إلغاء البند نظرا لأن القرار يشهد تحايل من المدربين مثلا، مدرب يعمل مع فريق ويتركه ليقود فريق آخر بمسمى جديد مثلا مشرف على النادي أو مدير كرة ويقود الفريق بشكل طبيعي".
ودلل على ذلك "أنا مثلا قدت ثلاث أندية الموسم الماضي ومثلا تجد مدرب يطلب الرحيل ولكن يطلب من النادي أن يقيله حتى يعمل في فريق آخر، ولكن إذا أراد الاتحاد تطبيق القرار عليه بتطبيقه على الأندية بمنع تعيينهم أكثر من مدرب أو اثنين على أقصى تقدير".
في النهاية تتفاوت الآراء بين مؤيد ومعارض، القرار لن يُطبق الموسم المقبل وسنرى كيف ستتعامل إدارات الأندية في ظل الموسم المضغوط مع العوامل الفنية وكم مدربا سيرحل، وهل نكسر رقما قياسيا جديدا في رحيل المدربين أم لا؟ هذا ما سيجيب عنه موسم 2021-2022 للدوري المصري الممتاز.