كتب : عمر خالد
قرعة دوري أبطال أوروبا لموسم 2021-2022 أسفرت عن مواجهة من العيار الثقيل في دور المجموعات بين برشلونة وبايرن ميونيخ ضمن مباريات المجموعة الخامسة، تعيد إلى الأذهان مباراة تاريخية بين الناديين العريقين.
بالعودة إلى الزمن، يوم 24 أغسطس 2020 وبالتحديد في ملعب النور بـ لشبونة، يوم تاريخي بين بايرن وبرشلونة في مباراة دور الـ 8 موسم 2019-2020 انتهت بينهما بنتيجة عريضة 8 أهداف مقابل هدفين لصالح بايرن ميونيخ.
هذه المباراة كانت استثنائية بصورة كبيرة، لأنها أتت بعد توقف للنشاط الكروي على مستوى العالم بعد تفشي فيروس كورونا، ليعود بعدها الاتحاد الأوروبي ويعلن عودة مباريات دوري الأبطال بنظام المواجهة الواحدة، وليكون العالم على موعد مع كبرى مفاجآت الموسم.
كيف كان تشكيل الفريقين في تلك المباراة؟
بايرن ميونخ:
المدير الفني كان هانزي فليك، المدير الفني الحالي للمنتخب الألماني.
حراسة المرمى: مانويل نوير
خط الدفاع: جوشوا كييميتش – جيروم بواتينج – دافيد ألابا – ألفونسو ديفيز
خط الوسط: تياجو ألكانتارا - ليون جورتيسكا
وأمامهما كلا من:
سيرجي جنابري – توماس مولر – إيفان بريزيتش
خط الهجوم: روبرت ليفاندوفيسكي
أما على الناحية الأخرى فلعب برشلونة بقيادة كيكي سيتيين المدير الفني الإسباني في ذلك الوقت بالتشكيل التالي:
حراسة المرمى: مارك أندريه تير شتيجن
خط الدفاع: نيلسون سيميدو – جيرارد بكيه – كليمنت لونجليه – جوردي ألبا.
خط الوسط : سيرجي روبيرتو – سيرجيو بوسكيتس – فرنكي دي يونج – أرتورو فيدال
خط الهجوم: ليونيل ميسي – لويس سواريز
سيناريو اللقاء الشهير
بدأ اللقاء بتسجيل الألماني مولر الهدف الأول في الدقيقة 4، ولكن يتعادل بعدها برشلونة عن طريق دافيد ألابا بالخطأ في مرماه.
ليعود بعدها بايرن ميونيخ ويفرض سيطرته الكاملة على اللقاء من الدقيقة 22 من الشوط الأول حيث سجل الهدف الثاني عن طريق بريزيتش.
ويزيد النتيجة عن طريق الهدف الثالث والرابع في الدقيقتين 27 و31 بأقدام جنابري ومولر، لينتهي الشوط الأول برباعية مقابل هدف.
الشوط الثاني يضغط العملاق البافاري على أوجاع برشلونة ويزيد الغله، ولكن يعود سواريز ويسجل الهدف الثاني لبرشلونة في الدقيقة 57، فيما يرد عليه كيميتش بتسجيل الهدف الخامس في الدقيقة 63 .
ويستمر بايرن في في تسجيل الأهداف، حيث سجل العملاق البولندي ليفاندوفيسكي الهدف السادس في الدقيقة 82، ليختتم مهرجان الأهداف ابن برشلونة والمعار لميونيخ، البرازيلي فيليبي كوتينيو بالهدفين السابع والثامن في الدقيقتين 85 و89، ليسدل الستار على مباراة شهدت تسجيل 10 أهداف.
ماذا تغير داخل الفريقين منذ تلك المواجهة؟
بايرن ميونخ
رحل عن الفريق الألماني العديد من الأسماء، وعلى رأسها المدير الفني هانز فليك والذي تولى منصب المدير الفني للمنتخب الألماني، بعد خلافات بينه وبين مدير الكرة صالح حميديتش، وليحل يوليان ناجلزمان بدلا منه بداية من الموسم الجاري.
هذا بالإضافة إلى أن الإدارة البفارية تخلت عن العديد من الأسماء وهم: دافيد ألابا الذي رحل إلى ريال مدريد، وجيروم بواتينج.
تياجو ألكانتارا رحل عن البايرن بعد موسم استثنائي إلى إنجلترا للعب تحت قيادة مدرب ألماني آخر وهو يورجن كلوب في ليفربول، إلى جانب مغادرة إيفان بريزيتش النادي البفاري والرحيل إلى إيطاليا وبالتحديد لإنتر ميلان.
كما عاد فيليبي كوتينيو إلى برشلونة مرة أخرى بعد انتهاء مدة الإعارة ورفض بايرن ميونيخ تفعيل بند شراء اللاعب، متوجا بلقب دوري الأبطال.
برشلونة
كان زلزال الـ 8-2 له وقعا كبيرا على إدارة برشلونة وجماهيرة التي صبت غضبها على الإدارة واللاعبين.
حاولت إدارة برشلونة امتصاص الغضب الكبير بإقالة المدير الفني صاحب 61 عاما كيكي سيتيين.
ولكن لم ينته الأمر عند ذلك الحد، حيث خرج برشلونة بموسم صفري وبلا بطولة محلية ولا بطولة أوروبية.
واستمر مسلسل الإدارة الكتالونية في التخلص من عدد من اللاعبين في محاولة لعمل تغير في الفريق، فرحل كلا من أرتورو فيدال، وإيفان راكيتيتش، ولويس سواريز عن الفريق.
ليأتي بعدها الخبر الصاعق بالنسبة لجماهير برشلونة، وهو إعلان ليونيل ميسي رغبته في الرحيل عن الفريق بسبب العديد من الأسباب، وأهمها غياب المشروع الرياضي عن الفريق والمتسبب في تدهور نتائج الفريق.
والقضية الشهيرة "بارسا جيت" التي قادها رئيس النادي السابق جوسيب ماريا بارتوميو وكان الهدف منها هو محاولة النيل من اللاعبين وتشويه صورتهم لدى الجماهير.
ليأتي يوم 28 أكتوبر 2020 ليخرج الرئيس بارتوميو ويعلن استقالته من منصبه بعد تزايد الضغوط من الجماهير الكتالونية، ليعود ميسي ويعلن بعدها أنه سيستمر في برشلونة شريطة معرفة المشروع الرياضي الذي سيقدمه الرئيس القادم.
أدوات استعداد كبير بافاريا وعملاق كتالونيا للموسم الحالي
برشلونة
مع وصول خوان لابورتا إلى إدارة برشلونة ومع وجود المدير الفني الهولندي رونالد كومان، كان يحاول كلا الطرفين إصلاح ما أفسدته الإدارة السابقة.
جلب لابورتا العديد من الأسماء إلى النادي لتدعيم الصفوف وأبرزهم كان الهولندي ممفيس ديباي، والأرجنتيني كون أجويرو، والمدافع الإسباني إيريك جارسيا، والظهير البرازيلي إيمرسون من ريال بيتيس.
وكان يأمل لابورتا بالتعاون مع كومان في بناء المشروع الكتالوني الإصلاحي، إذ سيكون نواة ذلك المشروع هو قائد الفريق ليونيل ميسي.
انهار كل شيء بعد تعثر المفاوضات بين برشلونة وميسي، حيث عاد ليو من البرازيل وهو متوج بلقب كأس كوبا أميركا، وكانت كل التقارير الصحفية تشير إلى أنه سيجدد تعاقده مع برشلونة، ولكن تحطم كل شيء في الأمتار الأخيرة.
لتخرج بعدها إدارة برشلونة بقيادة خوان لابورتا وتعلن رحيل ميسي عن الفريق لعدم القدرة على تجديد التعاقد بسبب لوائح الاتحاد الإسباني لكرة القدم، كما صرح رئيس النادي.
ليكون بعدها الخبر الصاعق والمؤكد عندما خرج ميسي في مؤتمر صحفي هو الآخر وأعلن فيه بالدموع الرحيل عن فريق عمره برشلونة بعد 21 عاما قضاها داخل أسوار النادي الكتالوني.
هذه التطورات الكبيرة غيرت خريطة الفريق الكتالوني 180 درجة، إذ رحل ميسي بين ليلة وضحاها إلى عملاق الكرة الفرنسية باريس سان جيرمان وسط استقبال كبير وفرحة عارمة لدى جماهير باريس، بينما ظلت الدموع تُزرف في كتالونيا ألما على رحيل القائد.
أسدل الستار على رحيل ميسي، ولم يتبق أمام كومان وإدارة برشلونة إلا وأن تتعامل مع الواقع الجديد والفترة الجديدة وهي مرحلة ما بعد ميسي بالأسماء الحالية التي يمتلكها النادي.
بايرن ميونخ
استعد الفريق الألماني للموسم الجديد بتغيير المدير الفني والتوقيع مع الألماني الشاب جوليان ناجلسمان صاحب الـ 34 عاما لتولي الإدارة الفنية بداية من الموسم الحالي.
كما دعمت الإدارة الفنية دفاع الفريق بعد رحيل بواتينج وألابا بمدافع فريق لايبزيج الفرنسي دايوت أوباميكانو، حيث لعب المدافع الشاب تحت قيادة ناجلسمان وبالتالي يعرف كل منهما الأخر.
ويواجة بايرن أزمة حاليا وهى إمكانية رحيل روبرت ليفاندوفيسكي عن الفريق بعد أن أعرب الأخير عن رغبته في الرحيل عن الفريق، ليبدأ الفريق الألماني تجهيز مرحلة ما بعد ليفا، حيث سيبدأ النادي البافاري بالبحث عن رأس حربة جديد.
بداية الموسم الحالي والأمل في حصد البطولات
بدأ بايرن ميونخ سباق الموسم الحالي بأولى المباريات في الدوري الألماني أمام بوروسيا مونشنجلادباخ وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.
أما على الجانب الأخر فاز برشلونة في أولى المواجهات أمام ريال سوسيداد بأربعة أهداف مقابل هدفين في الليجا الإسبانية وفي أول مباراة بعد رحيل ميسي عن النادي الكتالوني.