تحليل في الجول - نظرة تكتيكية على فرق الدوري الإنجليزي
الخميس، 26 أغسطس 2021 - 11:16
كتب : عمر مختار
بعد 93 يوما فقط من رفع مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي، وهو اللقب الثالث له من آخر أربعة ألقاب، يعد الموسم الجديد في إنجلترا بأن يكون موسما رائعا. مع تشيلسي بطل أوروبا، ليفربول بطل مسابقة العام قبل الماضي ومانشستر يونايتد الطموح.
سيتطلب الأمر شجاعة من المنافسين لمنع حامل اللقب من تكرار إنجازه مرة أخرى.
يأمل توماس توخيل أن يضيف لاعبه الجديد روميلو لوكاكو الجودة إلى فريقه الموهوب بالفعل، بينما يعتقد مانشستر يونايتد، وصيف المسابقة في الموسم الماضي، أن جادون سانشو ورافاييل فاران يمكنهما مساعدتهم في الفوز باللقب الأول منذ اعتزال السير أليكس فيرجسون في 2013.
في الوقت الذي سيتسلح فيه ليفربول بجمهوره في أنفيلد مرة أخرى وبعودة فيرجيل فان دايك كذلك، الذي يمكن اعتباره صفقة جديدة مضافة للفريق بعد إصابة طويلة الأمد لحقت به خلال معظم فترات الموسم الماضي.
قد تشهد أحداث الموسم الكثير من الدراما، لا سيما مع الملاعب الممتلئة بالجمهور وتعليمات الـ VAR الجديدة التي ستعني وضع حد لركلات الجزاء العديدة. كان الرقم القياسي البالغ 125 ركلة جزاء في الموسم الماضي هزليا حيث سقط اللاعبون على أرض الميدان مع كل نفخة ريح.
بعد نهاية أول جولتين من المسابقة، FilGoal.com يستعرض تكتيكيا طرق لعب الفرق في البطولة والتي شهد بعضها متغيرات عديدة ومثيرة أيضا.
مانشستر سيتي
الشكل الدفاعي
في الكتل العميقة والمتوسطة يكون شكل مانشستر سيتي الدفاعي 4-4-2، بينما في الكتلة العالية تتحول إلى 4-2-4، يتطلع الفريق إلى الضغط عاليا بشراسة وعدوانية للحصول على الكرة في الثلث الأخير ويستخدم دائمًا المخاطرة عن طريق المساواة العددية في الخلف معتمدًا على جودة أفراده.
لقد كان انكماشهم القطري والتحكم بالضغط في الثلث الثاني من الملعب ممتازا خلال الموسم الماضي وقد ساعدهم كثيرًا في الحصول على المسابقة بفارق مريح والوصول أيضا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا قبل الخسارة أمام تشيلسي.
الشكل الهجومي
في مباراة الدرع الخيرية أمام ليستر سيتي وفي مباراتهم الأولى في الدوري أمام توتنام لم يبدأ الفريق موسمه كما أراد. يستخدم بيب شكل 2-3-3-2 بأظهرة عكسية وضيقة، لكن استخدام الشكل الخماسي في بناء اللعب لم يظهر بشكل جيد بالنسبة لهم.
تشغل الأظهرة أنصاف المساحات وتحتل المساحة بين قلب الدفاع ولاعب الوسط المركزي لخلق زوايا تمريرة قطرية لهم وكذلك للاعب الوسط الدفاعي، الذي يُشكِّل قاعدة شكل الدايموند مع ثلاثي الوسط الآخر الذين يشغلون المساحات بين الخطوط. يستخدم بيب ظهير وهمي ينضم إلى لاعبي خط الوسط المهاجمين لمنح لاعب الوسط الدفاعي خيارات تمرير متنوعة.
تعانق الأجنحة عاليًا الخطوط الجانبية لتوسيع الملعب عرضيا وطوليا، لكن المشكلة تأتي عندما يستخدمون المساحات الواسعة على الطرف للتقدم، فإنهم لا يستطيعون ذلك لأن الأظهرة تتمركز في أنصاف المساحات، وبالتالي يحدث انفصال بين الأظهرة والأجنحة تجعل تمركزهم ضعيف نتيجة ذلك يصبح من الصعب لعب الكرة إلى الأمام.
ليفربول
الشكل الدفاعي
منذ أن تولى كلوب مسئولية الفريق، كان شكل ليفربول الدفاعي ثابتًا. لقد تطور الفريق كثيرًا باستخدام طريقة 4-3-3.
يضغط الفريق من الخارج إلى الداخل باستخدام الكتل العالية والمتوسطة، حيث يبدأ الضغط من عند الجناح الذي يضغط على قلب دفاع المنافس بينما يمنع المهاجم وصول الكرة إلى لاعب خط الوسط عن طريق تغطية ظله.
هنا يضغط ليفربول عاليًا بالثلاثي الأمامي للحصول على الكرة في مناطق متقدمة أكثر ولأن جوتا مثقل من قبل لاعبي خط الوسط فإن كيتا يصعد لمساعدته.
يتمتع ثلاثي خط الوسط الثلاثة بالكفاءة العالية في الحالات الانتقالية إذا تم كسر ضغط الفريق حيث يمثِّلون خط الضغط الثاني. عند التحول إلى الكتلة العميقة فإن شكل الفريق يصبح 4-5-1 حيث يأملون في امتصاص ضغط المنافسين.
الشكل الهجومي
يختلف الشكل الهجومي على الورق لليفربول بشكل كبير اعتمادا على الحالات. عادةً ما يحتل لاعبو خط الوسط دائمًا أنصاف المساحات في المناطق العميقة ويسمحون للأجنحة العكسية والمهاجم الوهمي باحتلال المراكز المتقدمة في شكل 2-3-3-2. عندما تقوم الأجنحة بتوسيع الملعب على الخطوط الجانبية، يكون هذا عادةً استجابةً لبقاء الظهير في العمق والسماح للاعب خط الوسط بالتحرك بين الخطوط.
يطلب كلوب من لاعب وسطه المركزي أن ينتشر على الطرف بجانب قلوب الدفاع لتحرير الظهير وبالتالي إعطاء الحرية للجناح، يفعل الفريق هذا عادةً بهيكل غير متماثل أو على جانب واحد فقط من الملعب في خطهم الأول لبناء اللعب
هنا يسقط كل من ميلنر وكيتا معا تاركين المحور، لكن لاعب الوسط الذي لا يستلم الكرة سيتحول إلى لاعب وسط دفاعي. يتمركز جوتا وشامبرلين أيضا بين الخطوط على جانبي بيلي جيلمور.
شهد هذا الموسم عددا من المتغيرات في الشكل الهجومي عن طريق حركات محسوبة أكثر من لاعبي خط الوسط المركزيين والمهاجم الوهمي. لقد قام الفريق بخلق هياكل خط وسط أكثر استقرارا وجعل التحركات الفردية أقل بين الخطوط. وكما هو الحال دائما، تقوم الأجنحة العكسية بإجبار دفاع المنافسين على التراجع للخلف مما يخلق مساحة بين الخطوط للآخرين.
مانشستر يونايتد
الشكل الدفاعي
يستخدم أولي سولشاير شكل 4-2-3-1 في الحالة الدفاعية. غالبًا ما يتطلع الفريق إلى الضغط عاليًا من الخارج إلى الداخل لمنع منافسهم من بناء اللعب بشكل مريح، وعند استخدام الكتل المتوسطة أو العميقة فإنهم يضغطون من الداخل إلى الخارج مع ممارسة المزيد من الضغط عند ذهاب الفرق إلى المناطق الواسعة على الأطراف.
الشكل الهجومي
قد يكون مانشستر يونايتد أحد أكثر الفرق إثارة في البريميرليج هذا العام. في الموسمين الماضيين، اعتمدوا على المرحلة الانتقالية لإحراز الأهداف بينما كان شكلهم الهجومي غير موجود. الآن مع تواجد برونو فرنانديز وبول بوجبا بين الخطوط، سيكون الفريق أكثر ديناميكية ومرونة بالشكل 2-4-3-1.
يتقدم ماكتومناي كثيرا هذا الموسم ويهدد المنافسين من أماكن متقدمة. على الرغم من أن قدراته لا تتناسب كلاعب غزير الإنتاج بين الخطوط، إلا أنه يعوِّض ذلك عن طريق الركض المتأخر المفاجئ والقوة البدنية الكبيرة.
أرسنال
الشكل الدفاعي
يستخدم ميكيل أرتيتا طريقة 4-2-3-1 أثناء الحالة الدفاعية، لكن عادةً ما يضغطون بشكل غير متماثل في خط الضغط الأول حيث يضغط أحد الجناحين بشكل ضيق من الخارج إلى الداخل بينما يظل الآخر أعمق ويدعو المنافس إلى التمرير نحو منطقة واسعة قبل الذهاب نحوه والقيام بالضغط.
الهيكل الهجومي
يستمر آرسنال في استخدام محوره المزدوج هذا الموسم وفي كثير من الأحيان يسقط أحدهم إلى الخط الأول لبناء اللعب للسماح للظهير بالتقدم وبعده الجناح للذهاب للداخل.
هنا يسقط لوكونجا بين قلبي الدفاع ليشكل خطا خلفيا مكونا من ثلاثة لاعبين تاركا تشاكا كمحور فردي. واجه أرسنال الكثير من المتاعب في سحب برينتفورد واستغلال المساحات في أعلى الملعب.
يحتاج الفريق إلى إظهار مزيدا من التنوع أثناء الاستحواذ. يقدم سميث رو أداءً رائعا للغاية هذا الموسم، ويمكن لأرتيتا الاستفادة منه أكثر بدلا من استخدامه بنفس أنماط اللعب، يمكنه أن يلعب دورا مركزيا أكثر لينتقل بعد ذلك إلى نصف المساحات والاستفادة حينها من الجناح العكسي أو المهاجم الداخلي.
إيفرتون
الشكل الدفاعي
يلعب إيفرتون في الحالة الدفاعية بطريقة 4-4-2. يظل الخط الدفاعي ضيق جدا أكثر من خط الوسط الذي ينتشر بشكل أوسع على الأطراف. قد يكون هذا بسبب توجيه الأظهرة إلى مواجهة لاعبو خط وسط المنافس المتطرفين .
يمكن التعامل مع الخط الدفاعي لإيفرتون عن طريق اللعب بأجنحة عكسية، ومع صعود الأظهرة على الخطوط الجانبية، فإن هذا يجبر لاعبي خط وسطهم على الخروج وترك المناطق المركزية.
يلعب إيفرتون بمهاجمين اثنين حيث يؤدي هذا إلى تحول شكل الفريق بسرعة أكبر حتى يتمكنوا من الانتقال من الدفاع بكتلة عميقة إلى الضغط. عندما يتحول إيفرتون من الكتل المتوسطة أو المنخفضة، فإنهم يزيدون عدد الخطوط الرأسية عن طريق التحول من 4-4-2 إلى 4-1-3-2 هذا يسمح لهم بالضغط باستخدام المهاجمين أكثر.
هنا يضغط إيفرتون بـ 4-1-3-2 معتمدين على استخدام التفوق الموضعي من مهاجميهم للضغط بشكل كاف على خصومهم في مناطق متقدمة.
الشكل الهجومي
يستخدم إيفرتون هيكل غير متماثل بـ 2-4-3-1 في الشكل الهجومي، يلعب الفريق بمحور مزدوج حيث يسقط آلان عادةً في الخط الأول لبناء اللعب، فإما ينتشر بجانب أحد قلوب الدفاع في نفس الجانب أو يقوم بتقسيم قلبي الدفاع ويسقط بينهما مما يجعل زميله دوكوريه يمثل محورا وحيدا في الوسط. إذا لم يسقط آلان في الخط الأول لبناء اللعب، فسيكون لدوكوريه كامل الحرية في التقدم للأمام.
في الأمام، يتناوب ريتشارلسون، جراي وتاونسند بين الممرات المركزية في المساحات بين خط دفاع ووسط منافسهم، حيث يستخدمون أيضا هيكل غير متماثل. يؤدي ذلك إلى احتلالهم لمساحات جيدة وبشكل مناسب. في كثير من الأحيان سوف يستخدمون لاعب واحد فقط على جانب ويضاعفون العدد في الجهة الأخرى.
غالبا ما يظل ريتشارلسون بعيدا حتى يستلم الكرة مما يمنح جراي مساحة ليسقط فيها. غالبًا ما يتواجد جراي في الجانب الأقل عددا بينما يتمركز تاونسند في نصف المساحة اليمنى لكي يستخدم قدمه المفضلة بشكل جيد.
ليستر سيتي
الشكل الدفاعي
مع الاقتراب من التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسمين الماضيين وخسارة ذلك في اللحظات الأخيرة، يبدو أن رودجرز سوف يلتزم بطريقته المفضلة 4-2-3-1 مع الهياكل المتغيرة بناءً على سير المباراة حيث يضغط الفريق أحيانًا بـ 4-4-2 في الكتلة المتوسطة وبـ 4-5-1 في الكتلة العميقة.
كان الاختلاف الأكبر هذا الموسم عندما يضغطون هو تمركز أظهرتهم العالي. سيسمح هذا التمركز للأجنحة بالضغط من الخارج إلى الداخل بشكل أكثر قوة. إذا تمكن ليستر من ضبط التوقيت والتغطية معا، فيمكنه زيادة معدل استعادته للكرة في الثلث الأخير. خاصة مع وجود لاعب وسط مثل من نديدي وتيليمانس، لكن إذا لم يحدث الأمر فإنهم سيعانون كثيرًا في الخلف ومن الوارد استقبالهم للعديد من الأهداف.
هنا يصعد أيوز بيريز للضغط على قلب الدفاع الأيسر، لكن زميله ريكاردو بيريرا، الظهير الأيمن لم يتبعه للضغط مما يترك ظهير جناح ولفز حرا.
الشكل الهجومي
في المرحلة الهجومية، يستخدم ليستر هيكل غير متماثل عند الاستحواذ 3-2-4-1 عن طريق إبقاء أحد أظهرته بجانب قلبي الدفاع. يعتبر ليستر أحد أكثر الفرق مرونة في البريميرليج عندما يتعلق الأمر بالشكل الذي يستخدمه الفريق.
يتمركز جيمس ماديسون بين الخطوط في منطقة مركزية أو في نصف المساحة اليسرى ليستخدم قدمه الأقوى في الدخول لعمق الملعب، هذا يجعل خط الوسط مكونا من أربعة لاعبين حيث يهدفون إلى جعل نصف المساحة اليمنى فارغة لـ بيريز لعكس جهة اللعب ومنح الظهير مساحة أكبر للتقدم.
الهدف من المرحلة الأولى لبناء لعب ليستر هو جذب لاعب خط وسط الخصم للضغط، مما يسمح لماديسون بالتحرك بين الخطوط واستقبال الكرة في الجانب الأعمى للمنافس.
يمتلك ليستر مرونة كبيرة في التبديل بين المهاجمين والتي يمكن أن تتغير كثيرًا من الناحية التكتيكية. عندما يلعب إيناتشو عادة فإنه يسقط بشكل أعمق لاستخدام اسلوب تحرك الرجل الثالث والسماح لجيمي فاردي بتهديد المنافسين أكثر.
عندما يلعب الفريق بثنائي هجومي، يسقط إيناتشو إلى الوسط ليصبح اللاعب الرابع هناك ليقوم حينها الفريق باستخدام اللعب العمودي، بينما عندما يكون فاردي بمفرده، فإننا نرى لعبا عرضيا أكثر.
وست هام
الشكل الدفاعي
يستخدم وست هام في الحالة الدفاعية هيكل غير متماثل بـ 4-2-3-1 لجعل الجناح الأيمن يصعد عاليا للضغط على خط بناء اللعب الأول للخصم. وكلما اقتربوا من هدفهم كلما تقلصت المسافة بين الخطوط وتحول الشكل إلى 4-4-2 أو 4-5-1. إن توجههم نحو مكان الكرة والشراكة بين رايس وسوتشيك جعلتهم جيدين جدًا من الناحية الدفاعية.
هنا ينضم الجناح الأيمن إلى أنطونيو في خط الضغط الأول، وبالتالي فإن الظهير الأيمن يصعد هو الآخر للأمام أيضا لتغطية الجناح المتقدم.
الهيكل الهجومي:
ويستهام هو واحد من أكثر الفرق إثارة باستخدامه شكل 2-4-3-1 مع وجود رايس كلاعب وسط يتحكم في زمام الأمور وسوتشيك كلاعب وسط مركزي.
يتمتع سوتشيك بحرية التقدم وشغل المساحات بين الخطوط. بينما يُمثِّل الرباعي الأمامي نقطة قوة هائلة متمثلة في بن رحمة، فورنالس، بوين بالإضافة إلى واحد من أفضل مهاجمي البريميرليج، أنتونيو.
هنا يسقط أنتونيو بين الخطوط كلاعب مستهدف ثم يجعل زملائه في الفريق يستغلون المساحة خلف خط دفاع المنافس.