كتب : أحمد أباظة
لا شك أن تامي أبراهام سيكون بداية جيدة للوقوف أخيرا أمام هذه المسألة، فالحديث هنا ليس عن مجرد 40 مليون يورو دفعهم روما مقابل مهاجم سجل 6 أهداف في قرابة 1000 دقيقة لعب في البريميرليج، أو مهاجم أبرز إنجازاته 25 هدفا في الدرجة الثانية في 2018-2019.
الحديث صراحة هو عن هذا النادي الذي أخرج 250 مليون يورو في ذروة التضرر الاقتصادي من الجائحة بالعام الماضي، ثم أتبعهم بـ115 مليون يورو هذا الصيف، فقط لأنه يجيد تعبئة الهواء.. ليس بمعناها السيئ بالضرورة، ولكن في كل عام تقريبا، ستجد تشيلسي يبيع بعض اللاعبين الذين قد لا تسمع بهم أصلا، ويجني قدرا لا بأس به من الأموال نتيجة لذلك.
تشيلسي مشهور بأكاديمية شبابه الجذابة، وأيضا بالتخلي عن كوكبة خرافية من النجوم في بداية مسيرتهم بسبب عمليات بيع مشابهة، فهو مثلا من تخلى عن روميلو لوكاكو مقابل 35 مليون يورو دفعهم الآن 115 لاستعادته، هو أيضا من تخلى عن كيفن دي بروين ومحمد صلاح والقائمة تطول، ولكن موضوعنا هو الأسماء الأقل حظا
لنأخذ بعض العينات العشوائية، يناير 2015 مثلا حين باع رايان بيرتراند إلى ساوثامبتون مقابل 13 مليون يورو، هل تعرف كم مرة أعاره تشيلسي منذ تصعيده إلى الفريق الأول 2007؟ 6 مرات. هكذا تم تسويقه وهكذا بنى له اسما يُباع به وبالطبع استفاد تشيلسي من أموال كل هذه الإعارات، هذه نفهمها.
صيف 2015 شهد قصة مشابهة مع جايل كاكوتا، كالعادة تم استقدامه ناشئا ثم تصعيده في 2008، وحتى تم بيعه لإشبيلية مقابل 6 مليون يورو، أعير 6 مرات أيضا. بابي دجيليبودجي في صيف 2016، هل تذكره؟ لقد لعب مباراة واحدة بقميص تشيلسي، ولكن سندرلاند اشتراه لسبب ما مقابل 9.5 مليون يورو.
القصة بحذافيرها ستتكرر صيفا تلو الآخر، برتراند تراوري (10 مليون) أو ناثانيال تشالوباه (6 مليون) أو أيا كان الاسم. تعاقد من أكاديمية، ثم آلاف الإعارات ثم بيع وكأن شيئا لم يحدث، كأنها مزرعة دواجن، ولكن لا شيء يقارن بـ2018-2019، حين جنى تشيلسي قرابة 48 مليون يورو من رسوم الإعارات المذكورة –فقط- عبر موقع "ترانسفير ماركت".
قد يكون قيامه ببيع أبراهام مقابل 40 مليون يورو وفيكايو توموري مقابل قرابة 30 مليون أمرا مثيرا للدهشة بعض الشيء، ولكن على الأقل شاهدناهما يلعبان مع تشيلسي. هناك مدافع انتقل لتوه من فريق تحت 23 عاما في تشيلسي إلى كريستال بالاس مقابل 23.5 مليون يورو، وإن صنفناه بين أغلى عمليات البيع من جانب البلوز المرتبة رقم 15 وهو لم يلمس قميص الفريق الأول أصلا.
تشيلسي ليس وحده في هذا المجال، ليفربول أيضا باع لاعبا نيجيريا يدعى تايو أونيي مقابل 6.5 مليون يورو، وهو لم يلعب معه مباراة واحدة بعد إعارات متعددة، بالإضافة إلى هاري ويلسون مقابل 14 مليون يورو، ولكن على الأقل رأيناه في البريميرليج مع بورنموث.
تاريخ إدارة الريدز الحالية في عمليات البيع المشابهة طويل أيضا، لا يضاهي تاريخ تشيلسي ولكن به بعض المحطات المثيرة للاهتمام.. فمثلا حين تجد أن دومينيك سولانكي هو تاسع أغلى عملية بيع في تاريخ النادي مقابل 21.2 مليون يورو، بالنظر لكونه لعب 27 مباراة بقميص النادي سجل خلالها هدفا واحدا.. شيء ما ليس في مكانه.
ولكن ماذا عن جوردون إيبي؟ الرجل الذي يبلغ من العمر 25 عاما ولا يجد فريقا يضمه حاليا؟ 58 مباراة مع ليفربول سجل خلالها 4 أهداف، فباعه إلى بورنموث أيضا مقابل 17 مليون يورو ليحتل المرتبة رقم 11 في أغلى مبيعات النادي، وبعد 92 مباراة سجل خلالها 5 أهداف ها نحن هنا.
كل هذا لا يقارن بأكبر عملية من هذا النوع، تمت من فريق 23 عاما مباشرة ولا يحتسبها "ترانسفير ماركت" ضمن عمليات الفريق الأول، وإن احتسبها سيزيح سولانكي إلى المركز العاشر.
الحديث هنا عن رايان بروستر أغلى صفقة في تاريخ شيفيلد يونايتد مقابل 26 مليون يورو وهو يبلغ من العمر 19 عاما فقط. النتيجة؟ 31 مباراة مع شيفيلد في موسم 2020-2021 .. صفر من الأهداف والتمريرات الحاسمة.
نحن لا نتحدث عن مهارة ليفربول في البيع مستشهدين بصفقة فيليبي كوتينيو مثلا التي كلفت 135 مليون يورو، لأن الكل يعلم أنه كان هناك فاقدا للاتجاهات يدير عملية الانتقالات في برشلونة، ولكن صدقا ما الذي يحدث؟ هل هناك 100 فاقد للاتجاهات في مختلف إدارات الأندية؟