كتب : محمد الجزار
الوصول إلى المجد الأولمبي يحتاج للصبر وتضحيات كثيرة، ومن يُريد الذهب عليه أن يتحمل ويترك خلفه الكثير من ملذات الحياة، هذا ما يؤمن به القطري معتز عيسى برشم.
برشم هو صاحب ثاني أعلى قفزة في العالم في رياضة الوثب العالي 2.43م خلف الكوبي خافيير سوتومايور حامل الرقم القياسي العالمي 2.45م منذ عام 1993.
وتوج برشم بذهبية الوثب العالي في أولمبياد طوكيو بعدما قفز لارتفاع 2.37م، ليتقاسم الصدارة مع الإيطالي جيانماركو تامبيري ليتشاركان الذهبية في أمر يحدث للمرة الأولى منذ أولمبياد 1912.
البطل القطري تحدث في لقاء خاص من الدوحة مع FilGoal.com ووصف ما حققه في طوكيو بالانجاز التاريخي والإستثنائي.
برشم صاحب الذهبية وصف المنافسات قائلا: "هي الأقوى في تاريخ الوثب العالي خلال السنوات الأخيرة، نظرا للتقارب الكبير في المستوى بين جميع المشاركين ونجاح أكثر من لاعب في القفز لـ 2.35م فكان تحدي كبير بالنسبة له ولكن فزت به وتوجت بالذهب رغم كل الضغوط والخوف من عدم تحقيق الذهبية".
وأضاف "الذهبية نتاج جهد كبير لفترات طويلة، من فريق العمل والفريق الطبي والفني والإداري".
لكن رغم الذهبية تأثر برشم بغياب الجماهير فكان يحلم "بتحطيم الرقم القياسي العالمي ولا يزال، لكن دائما الجمهور يعطيه الحافز والدافع للتألق وهو ما افتقده كثيرا في الأولمبياد".
وأوضح تأثير الجماهير عليه قائلا: "الجمهور ساعدني قبل بطولة العالم 2019 بالدوحة للحصول على الذهبية، بعدما كنت مهددا بالإعتزال والابتعاد عن الرياضة تماما بسبب الإصابة".
القوام المثالي هو من ضرورات البطل الرياضي في الوثب العالي، لكن كيف تمكن برشم من الحفاظ على وزنه فيرد قائلا: "الرياضة تحرمك من الكثير من ملذات الحياة وأي زيادة في الوزن تؤثر عليّ بشكل كبير لذلك أكون حريص جدا وأسير وفقا لجدول "دايت" معين على مدار السنة كاملة".
وأكمل "نحن محرومون من تناول أي من الحلويات والمخبوزات، بكل صراحة ووضوح ضحيت كثيرا من أجل الذهبية والمجد الأولمبي، ويكفي أنني لم أر والدتي قرابة 5 أشهر كاملة وهذا أمر صعب جدا بالنسبة لي" .
برشم فاز بالذهبية مع تامبيري فعانق الذهب لأول مرة بعد برونزيتي لندن 2012 وريو 2016 لكن لم يُصدق ما حدث، فيقول "بصراحة كنت أقف عاجزا عن التعبير بين الحلم والحقيقة، وأسأل نفسي هل فعلا حصلت على الذهب وهل أنا أحلم، أم إنها حقيقة".
لقطة تامبيري وبرشم رسمات علامات الابتسامة على وجه الإيطالي والسعادة لكل من شاهدها.
ردود الأفعال التي تم تداولها عقب حصول الثنائي على الذهبية "تعني لي الكثير، وسعيد جدا بردود الأفعال العالمية، فهذه لقطة أكدنا بها على أن الرياضة رغم أنها تنافسية بين الرياضيين في كل شيء ولكن الجانب الآخر الروح الرياضية موجود وبقوة فيما بيننا".
وبعد ذهبية طوكيو بالتأكيد ارتفع سقف الطموحات لدى النجم القطري والتفكير في الرقم القياسي العالمي يراوده بقوة، فيكشف كيف يفكر للفترة المقبلة قائلا: "لن أشارك في كافة الجولات المقبلة في الدوري الماسي لأسجل اسمي في سجلات التاريخ، فأنا لا أهتم بالفوز فقط لكن أريد تحقيق أرقام وبالتالي فاختيار البطولات ستكون لأسباب وطموحات أعلى".
وأوضح خططه عقب الاعتزال: "أسعى لإنشاء أكاديمية وتخريج أبطال في رياضة الوثب العالي واستخراج جيل جديد من المواهب، خاصة أن هذه الرياضة أعطتني الكثير وأريد أن أرد لها حتى لو الجزء البسيط، ونحن في الوطن العربي نمتلك الخامات ".
وأخيرا عن المشاركة في باريس 2024 قال: "هدفي الحفاظ على الذهبية في باريس وهو أمر صعب، ولكن ليس مستحيلا وهناك 3 سنوات متبقية".
وأتم "لدينا بطولة العالم داخل الصالات، وبطولة العالم خارج الصالات والأسياد، وسأحاول الحفاظ على مستواي وتفادي الاصابات وإن شاء الله ستكون فرصة رائعة لتحقيق إنجاز جديد".