كتب : عمر مختار
منذ زمن بعيد، ابتدع بعض الأشخاص لعبة رياضية، كانت قواعد اللعبة بسيطة ولكن يكاد يكون من المستحيل إتقانها.
يجلس شخصان على بعد ثلاث ياردات ويحملان في أيديهما خنجرا صغيرا وأمامهما سيف طويل صلب محفور في الأرض.
لا يمكن لأحدهما قتل خصمه بالخنجر، طالما بقيا جالسين.
ومع ذلك، فبإمكانهما استخدام السيف لفعل ذلك، حتى لو لم يتحركا. لكن الذهاب للسيف يعني حتمية الوقوف، وبالتالي من يفعل ذلك سيكون عرضة للخطر. يمكن لخصمك أن يضربك بالخنجر، وغالبًا ما يُلقى به ويقتلك. تنتهي اللعبة فقط عندما يُسقط أحد المنافسين الآخر.
إنها رياضة دم بلا رحمة. فأثناء الجلوس، لن تحصل على طعام ولا ماء، ولا يمكنك أخذ قسطا من الراحة، لا يمكنك النوم، لا يمكنك أن تغمض عينيك عن خصمك. أي خطأ أو عدم تركيز لفترة طويلة، سيجعل منافسك يمسك بالسيف ويقتلك. لكن، يجب على المشاركين الحذر، من المعروف أن الفائز يتظاهر بإرهاق أو عدم استعداد، لكنه في الحقيقة يكون جاهزًا للقتل.
إنها لعبة ذكاء، لعبة مخاطرة ولعبة حظ.
الحصول على يوم عطلة هو شيء نريده جميعًا ولكن من المحتمل أن يكون اختيارك لهذا اليوم للمشاركة في هذه اللعبة هو يومك الأخير.
تستمر معظم المباريات لمدة يوم واحد. ويمكن لبعضها أن يستمر لفترة أطول مثل تلك التي تستمر لأربعة أيام.
إن اللعبة تجعل الجميع ضعفاء، حتى أولئك الذين يفكرون في أنهم الأقوى. لا يمكن لأي ثبات عقلي، ولا سنوات من التدريب، أن تعدَّك لأيام بلا نوم أو ماء، بينما يجلس شخص آخر بعيد المنال، على استعداد تام لتحطيمك.
يخشى الكثير من المشاركين ذلك لأنهم يبدون ضعفاء أمام الحشود. لذا، بدلاً من ذلك، يختارون إنهاء المباريات أسرع ؛ لكن هذا نادرًا ما ينتهي بشكل جيد. رجل عملاق، مخيف، عضلاته بالكاد يحتويها قميصًا بلا أكمام، سوف يسقط بسهولة مثل فأر داخل مصيدة عندما يقوم نصل سيف منافسه باختراق عظام صدره.
لا يوجد شيء مخيف مثل توتر اثنين من المنافسين، يخوضان قتالًا حتى الموت، ويراقبان بعضهما البعض بتركيز شديد، في انتظار الضربة. ولا يوجد أيضًا شيء مُمل مثل الجلوس على منصة خشبية لأيام، في انتظار ضربة واحدة.
لكن على عكس ذلك سيكون الأمر مناسبًا تمامًا لبطل روايتنا، محمود حمدي "الونش" فقط أعد قراءة الجزء السابق بتمعُن أكثر وتخيل رؤيته هناك ينتظر حتي يحقق انتصارًا في النهاية.
بالطبع، لا يجب أن يكون الدفاع دائمًا بهذه الدراماتيكية، مثل الكثير من الأهداف التي يمنعها المدافعين.
إن العبقرية الدفاعية في بعض الأحيان تنطوي فقط على صفاء ذهني وشخصين متزامنين تمامًا مع بعضهما البعض.
يتمتع الونش بموهبة مراقبة المهاجمين وممارسة ضغط كاف عليهم لطردهم خارج منطقته دون منح حكم المباراة الفرصة لإطلاق صافرته. غالبًا ما يكون الونش هو خط دفاع الزمالك الأخير. التدخلات والاعتراضات والمعارك التي تم الفوز بها كانت دائمًا أكثر صمتًا من الأهداف التي منعها، لكن هذا لا يعني أنها كانت أقل جمالاً.
لسوء الحظ، فإن معظم تلك الكرات المدهشة تتلاشى من ذاكرتنا جميعًا في وقت أقرب بكثير من الأهداف التي يسجلها الفريق. كم منا لا يزال يتذكر أو يتحدث عن الونش وهو يرمي بنفسه في طريق الكرة أمام إسبانيا في الأولمبياد، والأسوأ من ذلك في طريق مليئ بالأشواك لإبعاد الكرة عن الشبكة؟
في النهاية، لقد أتى عمله الشاق بثماره، واكتسب الحق في الصعود إلى القمة، عندما شرع في إثبات خطأ العالم.
سيفاجئك الونش دائمًا، سينتظر في الظل، ويكون مستعدًا للانقضاض ومفاجأة العالم، سيكون دائمًا مجازفًا لرمي السهام نحو الهدف.
مصدر الأرقام: korastats