كتب : عبد الرحمن فوزي
أتم مانشستر سيتي تعاقده قبل أيام مع جاك جريليش قادما من أستون فيلا في صفقة قياسية كلفت النادي حوالي 100 مليون إسترليني، لتكون الصفقة الأغلى في الدوري الإنجليزي.
لكن قبل الاتمام عبرت الصفقة عبر بعض الكواليس المتوترة في المفاوضات بين أستون فيلا ومانسشتر سيتي والتي حسمتها رغبة اللاعب في النهاية، وفي هذا التقرير يظهر موقع "ذا أثليتك" أبرز كواليس صفقة جريليش الصعبة وما قبلها من مفاوضات.
في البداية رغبة كريستيان بورسلو المدير التنفيذي لأستون فيلا كانت في بيع اللاعب لمانشستر يونايتد أو ريال مدريد إن أمكن ولكن رغبة جريليش نفسه هي من رجحت كافة سيتي.
جريليش كان قد وقع عقدا لتمديد تعاقده لمدة خمس سنوات مع أستون فيلا في شهر سبتمبر الماضي، وكان العقد يحتوي على شرط جزائي لفسخ التعاقد مقابل 100 مليون إسترليني ينتهي يوم 8 من شهر أغسطس الجاري.
مشكلة مانشستر سيتي كانت عدم العلم بوجود شرط جزائي من الأساس، لذلك حاول أستون فيلا المماطلة بقدر الإمكان للاقتراب من موعد انتهاء الشرط الجزائي من أجل فرصة الحصول على أموال أكثر ومحاولة التعاقد مع بدلاء لجريليش.
المفاوضات كانت جارية ما بين الشيخ مبارك ونصيف ساويرس مالك أستون فيلا مباشرة بسبب العلاقة الطيبة بينهم، ووصل عرض مانشستر سيتي إلى المبلغ 100 مليون جنيه إسترليني يوم 7 أغسطس، قبل يوم من نهاية موعد الشرط الجزائي.
كان سيتي مصمما على إجراء الصفقة واستمر المناقشات بين اللاعب وبورسلو من أجل ذلك، ولكن كانت رغبة أستون فيلا في انتظار عرض من ريال مدريد الذي لم يكن يمتلك القدرة المالية لإتمامها، ولهذا انتظر النادي الإنجليزي عرضا من ريال مدريد لدخول لاعبين كصفقة تبادلية مقابل جريليش بدلا من الدفع المالي بالكامل.
على الجانب الآخر فمانشستر يونايتد كان معجبا باللاعب ولكن كان يود الانتظار للموسم المقبل للتحرك من أجله بسبب صرفه للعديد من الأموال في الصيف الحالي، ولكن رغبة اللاعب الوحيدة كانت الانضمام لمانشستر سيتي.
هناك أسباب خلف رفض أستون فيلا لبيع جريليش لمانشستر سيتي، وهو قلقهم من أن نجاح ونفوذ سيتي سيقتل المنافسة في الدوري الإنجليزي، وفيلا ليس النادي الوحيد في إنجلترا الذي يرى ذلك.
يوم الإثنين الماضي تدرب جريليش مع أستون فيلا بشكل طبيعي لكن بعد الحصول على وعد من إدارة النادي بالموافقة على عرض مانشستر سيتي، ولكن بعدها ظهر تردد بارسلو في اتمام الصفقة، لذلك ذكر المقربون من اللاعب الشرط الجزائي.
كانت رغبة جريليش الأخيرة هي اللجوء للحل القانوني، لأن اللاعب يحب أستون فيلا وأراد أن يغادر بأكبر قدر ممكن من الوفاق مع الجماهير، خاصة وأن عائلته مازالت تعيش في بيرمنجهام، وحسب ذا أثليتك فإن سلوك جريليش طول الأسبوع كان مثاليا كلاعب محترف مازال يلعب لمصلحة أستون فيلا.
بعد التعاقد مع داني إنجز وليون بايلي، كان يعلم أستون فيلا حتمية رحيل جريليش عن الفريق، لذلك وقع أستون فيلا على الاتفاق يوم الثلاثاء الماضي، وسافر اللاعب يوم الأربعاء لمانشستر للتوقيع على العقد الشخصي.
لكن قبل سفره طلب جريليش شيئين، الأول كان حضور ومشاهدة مباراة تدريبية لأستون فيلا وثانيا كان إلقاء كلمة وداعية بعد المباراة في غرف خلع ملابس مانشستر سيتي، ولم يسمح لأي شخص بتصوير أو الحديث عن محتواها، ولكن في النهاية صفق جميع اللاعبين لجريليش وكان الموقف عاطفيا.
جريليش رحل عن أستون فيلا بعد سبع سنوات مع الفريق الأول للنادي، ولكنه ضرب مثالا للاعب المحترف الي يحترم فريقه، لم يتمرد لطلب الرحيل كما فعلت بعض الأمثلة في بعض الأوقات وظل يتدرب مع النادي حتى يومه الأخير، حتى أنه مدد تعاقده مع النادي في الصيف الماضي ليجعله يستفيد ماليا منه بأكبر قدرا ممكن على الرغم من إمكانية رفضه ورحيله بشكل أسهل.
بعض جماهير أستون فيلا ربما تكون غاضبة لرحيل اللاعب عن صفوف فريقها، ولكن في النهاية سيتذكره الجميع بما قدمه للنادي وبطريقة رحيله التي احترم فيها النادي الذي صنع اسمه.