أولمبياد طوكيو 2020 - صداقة معتز برشم التي أعادت تامبيري للحياة

الأحد، 01 أغسطس 2021 - 19:57

كتب : عبد الرحمن فوزي

"شيء ما تغير بداخلي، حينها عدت إلى الحياة مرة أخرى"، هذا ما قاله جيانماركو تامبيري بعد عودته لمستواه المعهود في لعبة القفز العالي مرة أخرى.

قبل خمسة أعوام، كادت مسيرته المهنية تنتهي بسبب الإصابة، ولكن اليوم الأحد يتقاسم الإيطالي جيانماركو تامبيري الميدالية الذهبية برفقة القطري معتز برشم بلعبة الوثب العالي في أولمبياد طوكيو 2020.

في 2016 تعرض تامبيري لكسر في قدمه أبعده عن المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو، ولكن الإصابة لم تحبط من معنوياته حينها، وأظهر إصراره على العودة مرة أخرى عندما كتب على الجبيرة "الطريق إلى طوكيو 2020".

طريق تامبيري للعودة مرة اخرى كان مليئا بالصعوبات من أجل محاولته لبلوغ مستواه قبل الإصابة.

وفي 2018 كتب تامبيري مقالا عبر موقع "سبايكس" بعنوان "صديقي معتز" يحكي فيه عن كيفية مساعدة معتز برشم له في العودة لمستواه مرة أخرى.

وكل ما يلي على لسان تامبيري في مقاله:

"إذا نظرت إلى الصور في 2016 عندما كسرت كاحلي، جاء الجميع على الفور وحاولوا مواساتي، أنظر لتلك المقاطع وأقول أنا خصمهم لكنني في الحقيقة صديق لهم".

"وبعد شهر بدأت عمليات التأهيل مرة أخرى وبدأت للمشاركة في 2017، أتذكر مسابقتي الكبرى الأولى في أوسترافان، عندما قفزت مسافة 2.2 متر، كنت معتادا على مساندة الجمهور لي، ولكن تلك المرة كان الجميع يساندني حتى خصومي".

"أنهيت أوسترافا وذهبت لباريس، ولكن أدائي في باريس كان سيئا جدا، لم أتمكن حتى من النجاح في محاولة الافتتاح، كنب محبطا جدا لأنني لم أعرف إذا كنت سأعود لمستواي في 2016".

"بعض اللاعبين حاولو مواساتي ولكنني لم أرغب في الحديث مع أي شخص وذهبت مباشرة لغرفتي".

"وفي اليوم التالي بدأ معتز في الطرق على باب غرفتي، واستمر في ذلك على الرغم من أنني لم أرغب في فتح الباب، وبدأ في إخباري بأنه يرغب في إخباري بشيء، لذلك تركته يدخل".

"تحدثنا سويا وبكيت أمامه، ولكنه أخبرني بعدم الاستعجال لأنني قد خرجت من إصابة طويلة وبالفعل قد شاركت في الدوري الماسي على الرغم من عدم توقع أحد لمشاركتي وأخبرني بأن أحصل على وقت أطول".

"الشيء الأكثر أهمية كان إخباري بأنني يجب أن أفعل ذلك من أجل نفسي وليس من أجل أي شخص آخر".

"بعد تلك المحادثة عدت للملعب وأخرجت هاتفي وظللت أبحث عن منافسات قريبة للوثب العالي في الأيام المقبلة، حتى وجدت بطولة قريبة من بودابيست بعد يومين فقط، لذلك اتصلت بالمسئول عنها وأخبرته بمن أكون وترجيته لوضع إسمي في القائمة المشاركة، واخبرته أنني لا أريد مكافئات أو أي نقود حتى لو قفزت مسافة 2.4 متر".

"أعاد المسؤول الاتصال بي وأخبرني بأنني سأتمكن من المشاركة في البطولة، لذلك طلبت منه أن لا يخبر أي أحد بمشاركتي لأنني أود أن يعرف الناس بالأمر بسبب أدائي بها وهو ما وافق عليه".

"في اليوم التالي كان من المفترض أن أعود لإيطاليا ولكنني أغلقت هاتفي وذهبت لبودابيست ولم أتحدث لأي شخص سواء مدير المسابقة ومعتز الذي لم يرغب في تركي وحيدا".

"شاركت في المسابقة وأديت بشكل جيد جدا ولم يعرف أي أحد أنني هنا لأنني أردت أن ألعب من أجل نفسي لقد كنت هناك وحدي بتركيز كامل، وقدمت أدائي الأفضل منذ سنة، وتمكنت من النجاح في القفز بارتفاع 2.28 متر، شيء ما تغير بداخلي، حينها عدت إلى الحياة مرى أخرى وأصبحت قاقزا أعلى مرة أخرى وذلك لأنني عملت بنصيحة معتز".

توطدت العلاقة بين معتز برشم وتامبيري، واليوم وفي أولمبياد طوكيو كتب الثنائي درسا في الروح الرياضية وقدم صورة ستظل في أذهان دورة الألعاب الأولمبية إلى الأبد.

بعد وصولهما للمركز الأول سويا لتجاوزهم مسافة 2.37 متر وبعدها فشل الثنائي في الوصول لرقم أعلى وتحطيم الرقم القياسي الأولمبي بـ 2.39 متر، كان أمامه فرصة خوض جولة فاصلة لتحديد الحاصل على الميدالية الذهبية.

ولكنهما أجريا محادثة مع الحكم وطلبا مقاسمة الميدالية الذهبية وهو ما وافق عليه الحكم، لتظهر الفرحة الكبيرة لتامبيري الذي احتضن صديقه برشم الذي ساعده في الوصول لتلك المكانة، ولم يتمالك تامبيري نفسه وبكى من شدة الفرحة، لنرى واحدا من أجمل مشاهد الصداقة والروح الرياضية في دورة الألعاب الأولمبية.

التعليقات