كتب : محمود ضياء
الديون، الصفقات، الرواتب، قيود الضرائب .. مصطلحات عديدة تظهر بشكل كبير كلما جاء الحديث عن سوق الانتقالات في إسبانيا وبشكل خاص في الفترة الأخيرة مع برشلونة.
برشلونة الذي تعاقد مع أربعة لاعبين حتى الآن هم سيرجيو أجويرو وممفيس ديباي وإيريك جارسيا وإيمرسون رويال لا يستطيع قيدهم حتى الآن بل أنه مطالب بما هو أكثر من ذلك وهو خفض الرواتب الموجودة داخل الفريق. كل هذا دون الحديث عن عقد ليونيل ميسي الجديد.
ما الذي يحدث في برشلونة؟
تقرير من "ذا أثليتك" كشف تفاصيل أزمة برشلونة وكيف يحاول النادي التعامل معها.
وجد خوان لابورتا نفسه أمام كارثة حقيقية بعد سنوات خوسيه ماريا بارتوميو التي زادت فيها ديون برشلونة حتى وصلت إلى 1.3 مليار يورو قبل أن يحصل مجلس الإدارة الحالي على إذن بقرض قيمته 525 مليون يورو.
الأزمة ليست فقط في الديون فعديد الأندية في العالم لديها بعض الديون -ليس بقدر برشلونة- ولكنها موجودة ويتم تسديدها بشكل سنوي.
الضوابط المالية في الدوري الإسباني هي مشكلة برشلونة الأكبر والتي يعمل النادي على الوصول لحل لها.
أنشأت رابطة الليجا قسما للرقابة الاقتصادية عام 2013 وهدفه وضع حد أقصى لتكلفة كل فريق في الموسم والتي تشمل المبلغ الإجمالي الذي يتم إنفاقه في كل شيء متعلق بالنادي من لاعبين وأطقم فنية، يمكن للنادي تقسيم أمواله بين الانتقالات والأجور لكن دون تجاوز الحد الأقصى والذي يعتمد على إيرادات النادي.
الأمر يشبه بعض الشيء قواعد اللعب المالي النظيف في أوروبا ولكن الاتحاد الأوروبي يتعامل مع ما حدث في الموسم الماضي بينما ينظر قسم الرقابة في الليجا مقدما بما سيحدث في الموسم المقبل.
بمقارنة الحد الأقصى للتكلفة المسموح بها في برشلونة خلال الموسمين الماضيين سيمكنك معرفة حجم الأزمة.
671 مليون يورو كان مسموحا بهم في 2019/2020 مقابل 347 مليون يورو الموسم الماضي وبحسب تقارير الإذاعة الكتالونية فإن الحد المسموح به للموسم المقبل حتى الآن هو 160 مليون يورو.
هذا يعني أن برشلونة سيكون متاحا له ما يقارب 25% فقط مما كان متاحا لديه منذ موسمين.
كيف يتعامل برشلونة مع الأمر؟
بدأ برشلونة محاولاته لتوفير النفقات واستغنى بالفعل عن لاعبين مثل جونيور فيربو وجان كلير توديبو وفرانشيسكو ترينكاو وكونراد دي لا فوينتي وماتيوس فيرنانديز ولكن إجمالي ما وفره الاستغناء عن هؤلاء اللاعبين أقل من 30 مليون يورو من أصل 200 مليون يورو مُطالب النادي الكتالوني بتخفيضها.
برشلونة ما زال في حاجة للمزيد من عمليات البيع أو تخفيض الرواتب وبالفعل أبلغ الثنائي صامويل أومتيتي وميراليم بيانيتش عن قدرتهم على الرحيل مجانا حسب تأكيدات ذا أثليتك.
من المحتمل أن يتم مفاوضات بين جميع الأطراف لخروج اللاعبين، إما عن طريق سداد برشلونة لجزء من عقودهم أو دعم أجورهم في مكان آخر. في كل الأحوال سيخسر برشلونة بعض الأموال.
جانب آخر قد يساعد برشلونة في خفض جزء من الأموال المطلوبة هو بيع الثنائي فيليبي كوتينيو وعثمان ديمبيلي ولكن بينما نتحدث الآن فكليهما غير جاهز للمشاركة في المباريات خصوصا ديمبيلي بعد إصابته مع منتخب فرنسا.
يحاول خوان لابورتا خفض رواتب بعض اللاعبين على رأسهم سيرجيو بوسكيتس وجيرارد بيكيه وخوردي ألبا وسيرجي روبيرتو.
بيكيه وافق على تأجيل جزء من راتبه بالفعل، يتفاوض النادي مع الثنائي بوسكيتس وألبا بينما قد يُسمح لروبيرتو بالرحيل مجانا.
لاعب آخر يتقاضى راتبا كبيرا وهو أنطوان جريزمان ولكن اللاعب الفرنسي أوضح أنه لا ينوي مغادرة النادي ويطمح لاستكمال تعاقده حتى 2024 ثم تجربة مغامرة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ماذا عن ميسي إذن؟
الجميع يتفق في برشلونة على رغبة النادي واللاعب على الاستمرار ولكن تظل أزمة الرواتب قائمة حتى الآن.
لابورتا قال في وقت سابق: "نريده أن يبقى، ويريد ليو البقاء، كل شيء على ما يرام لكن قضية اللعب النظيف ما زالت قائمة. أود أن أخبرك أنه سيبقى ولكن في هذه اللحظة لا يمكنني ذلك لأننا نبحث عن أفضل حل لكلا الجانبين".
بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الحالي وبرشلونة السابق قال في مقابلة مع وسائل الإعلام الكتالونية قبل يومين: "يعتقد تيباس (رئيس رابطة الليجا) أنه يعرف أفضل من الجميع، ولكن يجب أن يتعلم من البريميرليج ويسمح لأصحاب الفرق باستثمار المزيد من الأموال".
لابورتا هو الآخر كان قد تحدث من قبل عن ضرورة أن تسود الفطرة السليمة وأن يكون هناك استثناء في بعض الظروف الفريدة من نوعها.
تيباس الذي تفاخر في أكثر من مناسبة بالضوابط المالية في الليجا قال: "برشلونة يتجاوز حاليًا سقف رواتبه". آمل أن يتمكنوا من تضمين رواتب ميسي لكن للقيام بذلك سيتعين عليهم خفض رواتبهم في مكان آخر. لا يمكننا وضع قاعدة مختلفة لميسي وأخرى لهالاند وغيرها".
برشلونة سيتعين عليه الآن بيع أكثر من لاعب وربما التضحية بنجوم كبار أو مواهب شابة لسد هذا العجز ويبدو أن ليونيل ميسي سيتوجب عليه خفض ربما 80 إلى 90% من راتبه للبقاء مع الفريق الكتالوني.
الإلغاء المؤقت لهذه الضوابط وقت جائحة كورونا سمح لبرشلونة بدخول الموسم الماضي بقائمته كاملة متجاوزا الحد الأقصى المفترض في الحالة الطبيعية ولكنه الآن عليه القيام بثورة لضمان استمراره وتجديد تعاقد قائد الفريق ليونيل ميسي.