رغم ويلات الحرب في غزة وقلة الإمكانيات ..الرباع الفلسطيني "خميس" يحقق حلم أولمبياد طوكيو
الأربعاء، 30 يونيو 2021 - 14:41
كتب : محمد الجزار
نبأ سار تلقاه الرباع الفلسطيني الشاب محمد خميس حمادة ،أثناء وجوده في معسكر إعدادي بالعاصمة القطرية الدوحة، جعل حلمه يتحقق بالمشاركة لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية.
حمادة وهو من مواليد 2002 مثل آلاف الرياضيين الفلسطينيين، عاني ويلات الحرب في غزة،روقلة الإمكانيات منذ نعومة أظافره لكنه لم يستسلم وتمسك بحلمه حتى تحقق أخيرا بتلقيه كتاب رسمي من اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لرفع الأثقال يفيد بمشاركته في أولمبياد طوكيو 2020.
ويخصص الاتحاد الدولي عدد من البطاقات، إذ تنال اليابان الدولة المضيفة 6 بطاقات، وهناك 8 بطاقات أخرى تحصل قارة آسيا على 2 وأوروبا على 1 وواحدة لأميركا وتوزع البطاقات المتبقية على بقية القارات.
وأنهى محمد خميس كل شروط التأهيل للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، وأهمها أن يشارك في 6 بطولات تأهيلية مصنفة بعدما شارك في منافسات بطولة العالم، وقبلها بطولة آسيا للناشئين والكبار، وبطولة غرب آسيا وبطولة قطر الدولية وأيضا بطولة التضامن الدولي، وكل البطولات المصنفة، والتي رجحت كفته للحصول على إحدى بطاقتي الـ "wild card " لقارة آسيا للمشاركة في طوكيو.
"طموح وصعوبات"
حسام خميس حماده مدرب الرباع الفلسطيني وشقيقه وضع خطة طويلة الأمد حتى أولمبياد 2024 في باريس، كان أولها الوصول لطوكيو ببطاقة دعوة، ويأمل أن يتواصل نجاح الخطة بالتأهل المباشر للأولمبياد المقبل بعد 4 سنوات، لكن ذلك يصطدم بصعوبات كثيرة جدا أهمها صعوبات التنقل والسفر خارج غزة لخوض المعسكرات والبطولات الدولية، مثلما حدث لدى رحيل شقيقه عن غزة في 4 أبريل الماضي، إلى أوزبكستان، للتدرب في إحدى غابات مدينة «تشرشيك» الأوزبكية البعيدة عن العاصمة، بعد انتهاء بطولة آسيا في طشقند.
ويحكي الرباع محمد خميس حماده بنفسه هذه القصة قائلا: "بعد نهاية البطولة الآسيوية، قامت الحرب على غزة، ولم أتمكن من العودة، وكنت بين نارين خلال التدريب، حيث يوميا أنتظر أخبار القصف المستمر، وانقطع الاتصال مع عائلتي في حي التفاح وسط أخبار متضاربة".
وأضاف "فعشت ظروفا نفسية صعبة جدا، وكنت أتدرب تحت ضغط كبير ولم تكن الأمور سهلة وأنا أستعد لبطولة العالم
".
وشدد الرباع الفلسطيني "لا نهاب الموت"
.
ويتحدث محمد خميس عن مكالمة هاتفية دارت بينه وبين والده بعد عودة الحياة من جديد وتوقف ضرب النار حيث قال له: "لسه ماجاش دورنا".
وأثرت فيه هذه الكلمات كثيرا ومنحته دافعا قويا وقال: "هذه هي حياة الفلسطينيين..الكل ينتظر الشهادة في أي وقت ولا يهاب الموت".
وأضاف "رغم الحرب، وجرائم الاحتلال الإسرائيلي لكننا نشعر جميعا بالطمأنينة ولا نشك أبدا في أن هذه القضية ستنتصر يوما ما".
"عائلة أبطال"
ويكشف محمد خميس حماده دور شقيقه حسام في مسيرته مؤكدا أنه بطل رياضي سابق في رفع الأثقال ويتواجد معه في كل مكان، حيث إنه يتولى مهمة تدريبه، ودوره مهم جدا في أي نجاح يحققه.
وقال خميس "نحن عائلة رياضية، وهذا أمر ساعدني كثيرا فإضافة إلى شقيقي حسام وهو رباع سابق شارك في الدورة العربية عام 2011 وحاليا هو مدربي أيضا، أخي زكريا الأصغر يلعب رفع الأثقال، وأولاد أخي يزن وخميس وجود يمارسون تكنيك رفع الاثقال ويحبون اللعبة جدا".
وكان العم كمال حماده لواء في البحرية الفلسطينية ضمن الفدائيين عام 1965 وكان ناشطا في حركة فتح، وحضر حرب الكرامة في الأردن وقاتل مع الثورة في بيروت عام 1982، وكان من الرياضيين المميزين وساعده ذلك في العمل كضفدع بشري وغطاس لسنوات طويلة، وقد توفي قبل 3 سنوات، لكنه كان يشجعنا على الاستمرار في ممارسة الرياضة باستمرار.
"بطولات عديدة"
شارك محمد خميس حماده في الكثير من البطولات القوية بدأها عام 2018 بأول بطولة مع نادي غزة الرياضي وكانت في البحرين وهي بطولة غرب آسيا، وكان عمره وقتها 17 سنة فقط، وقد نال الميدالية الفضية.
وبعدها شارك في بطولة أندية غرب آسيا بالأردن عام 2019 ونال الميدالية الذهبية مع نادي غزة الرياضي أيضا.
وحقق 3 ميداليات فضية في بطولة العرب بالأردن بنفس العام، ثم بدأ مشوار التأهيل لطوكيو ببطولة كأس قطر، حيث تبنت اللجنة الأولمبية الفلسطينية مشاركته بدعم من رئيس الاتحاد خالد الودية.
وسافر خميس لأوزبكستان بعدها وشارك ببطولة التضامن الدولي، وحصل على المركز الرابع بفارق كيلو واحد فقط عن رباع الكاميرون، ثم شارك بعدها ببطولة آسيا للناشئين وشارك في بطولة غرب آسيا بدبي وحصل على 6 ميداليات في فئتي الناشئين والكبار ،ويحلم بأن يتوج هذه المسيرة والمشوار الحافل بالظهور بشكل مشرف في الاولمبياد رغم صعوبة المهمة .