كتب : عمر مختار
هل شاهدت يوما ما فيلم "13 خطيئة" ؟.. حسنا إذا كانت الإجابة نعم فأنت بالتأكيد تعرف القصة، أما إذا كانت الإجابة لا فسوف أدعوك حقا لمشاهدته.
يحكي الفيلم عن شخص يُدعي "إيليوت"، رجل المبيعات الشاب، الذي لسوء حظه يتلقى مكالمة هاتفية غير معلومة المصدر تشعل قلقه وخوفه، هذه المكالمة هي في الواقع لعبة تجبره على إنجاز 13 مهمة، كل واحدة أبشع من التي قبلها، وتَعِدُه اللعبة بجائزة أكبر كلما تمكن من إتمام عدد أكبر من المهام .
حينما أعدت مشاهدة مباراة المنتخب الألماني أمام ضيفه المنتخب الفرنسي والتي تلقي فيها الأول خسارة على أرضه بهدف دون رد، وجدتها تشبه كثيراً أحداث الفيلم، يُمثل المنتخب الألماني دور إيليوت، المكالمة هي المباراة، بينما ستكون الجائزة هنا هي مَن صاحب أسوأ قرار خاطئ على أرضية الميدان.
القرار الأول: أين روديجير توخيل؟ وماذا يفعل هافيرتز؟
سيبقي مشهد هدف اللقاء الوحيد غريباً إذ حمل في داخله مجموعة متنوعة من القرارات الخاطئة.
يبدأ الهدف من رمية تماس يقوم بافارد بتنفيذها، جوسينز يراقب بوجبا، جندوجان يراقب جريزمان، مولر يراقب كانتي، روديجير يراقب بنزيما، بينما يقوم هوميلس بالتغطية في الوقت الذي يقف فيه كروس بجانب بافارد لمنع التمرير نحوه مرة أخرى.
يبدأ بافارد بلعب الرمية الجانبية نحو بوجبا، يترك روديجير مراقبه بنزيما ويتجه نحو بوجبا لمساعدة جوسينز، هوميلس لا يتقرب منهم للقيام بالضغط، في الوقت الذي يستمتع فيه هافيرتز بالمشهد مثلنا تماماً دون أن يحرك ساكناً، يحمي بوجبا الكرة بشكل رائع بإستخدام جسده ثم يمرر نحو بافارد الذي يقوم مباشرة بالتمرير العرضي نحو بنزيما، يعيد بنزيما الكرة نحو بوجبا الذي يمرر قطرياً نحو هيرنانديز الخالي تماماً في الجهة اليسرى، يحاول هومليس إخراج الكرة لكنه يضعها في مرماه.
القرار الثاني عشر: تمريرات جينتر لم تكن ذكية
عديدة هي المرات التي وصلت فيها الكرة إلى جينتر في مثل هذه الوضعية، هنا كان من الأفضل التمرير العمودي نحو مولر في المساحة من ثم وضع كيميتش في موقف جيد لكنه اختار دائماً لعب العرضية داخل منطقة الجزاء والتي كانت تُلعب بطريقة سيئة.
القرار الثالث عشر: يواكيم لوف ليس أفضل حالاً
سيأخذ يواكيم لوف نصيب الأسد في هزيمة فريقه أمام بطل العالم، صحيح أن الشكل الخططي كان صحيحاً لكن اختيار اللاعبين المناسبين لتنفيذه كان شيئا سخيفاً، لوف قرر وضع واحد من أفضل لاعبي الإرتكاز في العالم حالياً، كيميتش، على الجانب الأيمن من أجل عدم ترك واحد من كروس أو جندوجان على مقاعد البدلاء، وفي حين كذلك أن كلاهما غير جيد في حالة فقدان الكرة، كما أنه قرر البدء بمولر الغير مناسب تماماً لهذه الطريقة بالنظر إلى احتياج الفريق إلى التحولات السريعة في اللحظات الحرجة إضافةً إلى افتقاده للتجانس مع المجموعة.
في نهاية الفيلم يجد إيليوت نفسه مستمتعاً بسلوكه الغريب، ويحاول بكل الطرق إنجاز الـ 13 مهمة دون أن يشعر فعليا بذلك، يختلف الحال هنا، فبكل تأكيد لم يستمتع لاعبو المنتخب الألماني بسلوكهم الغريب بالأمس لكنهم بالفعل تسابقوا على نيل جائزة صاحب أسوأ قرار خاطئ على أرضية الميدان.