هل شاهدت يوما ما فيلم "13 خطيئة" ؟.. حسنا إذا كانت الإجابة نعم فأنت بالتأكيد تعرف القصة، أما إذا كانت الإجابة لا فسوف أدعوك حقا لمشاهدته.
يحكي الفيلم عن شخص يُدعي "إيليوت"، رجل المبيعات الشاب، الذي لسوء حظه يتلقى مكالمة هاتفية غير معلومة المصدر تشعل قلقه وخوفه، هذه المكالمة هي في الواقع لعبة تجبره على إنجاز 13 مهمة، كل واحدة أبشع من التي قبلها، وتَعِدُه اللعبة بجائزة أكبر كلما تمكن من إتمام عدد أكبر من المهام .
حينما أعدت مشاهدة مباراة المنتخب الألماني أمام ضيفه المنتخب الفرنسي والتي تلقي فيها الأول خسارة على أرضه بهدف دون رد، وجدتها تشبه كثيراً أحداث الفيلم، يُمثل المنتخب الألماني دور إيليوت، المكالمة هي المباراة، بينما ستكون الجائزة هنا هي مَن صاحب أسوأ قرار خاطئ على أرضية الميدان.
القرار الأول: أين روديجير توخيل؟ وماذا يفعل هافيرتز؟
سيبقي مشهد هدف اللقاء الوحيد غريباً إذ حمل في داخله مجموعة متنوعة من القرارات الخاطئة.
يبدأ الهدف من رمية تماس يقوم بافارد بتنفيذها، جوسينز يراقب بوجبا، جندوجان يراقب جريزمان، مولر يراقب كانتي، روديجير يراقب بنزيما، بينما يقوم هوميلس بالتغطية في الوقت الذي يقف فيه كروس بجانب بافارد لمنع التمرير نحوه مرة أخرى.
يبدأ بافارد بلعب الرمية الجانبية نحو بوجبا، يترك روديجير مراقبه بنزيما ويتجه نحو بوجبا لمساعدة جوسينز، هوميلس لا يتقرب منهم للقيام بالضغط، في الوقت الذي يستمتع فيه هافيرتز بالمشهد مثلنا تماماً دون أن يحرك ساكناً، يحمي بوجبا الكرة بشكل رائع بإستخدام جسده ثم يمرر نحو بافارد الذي يقوم مباشرة بالتمرير العرضي نحو بنزيما، يعيد بنزيما الكرة نحو بوجبا الذي يمرر قطرياً نحو هيرنانديز الخالي تماماً في الجهة اليسرى، يحاول هومليس إخراج الكرة لكنه يضعها في مرماه.
القرار الثاني: جندوجان سيتي ليس هنا
يبدأ كروس التمرير نحو مولر الذي يقوم بشغل بافارد على الخط الجانبي، ثم يركض لسحب كانتي خارج تمركزه، يقترب جندوجان منهم بشكل أفقي وببطء، يمرر مولر نحو جندوجان في الوقت الذي يركض فيه كروس في المساحة خلف كانتي وبافارد لكن بغرابة شديدة يرفض جندوجان التمرير نحو كروس ويُفضّل الدوران والعودة بالكرة إلى الخلف.
هنا مرة أخرى، يمرر جوسينز في الوسط نحو جندوجان، أثناء ذلك يركض مولر عموديا في المساحة خلف فاران بعد أن قام جنابري بسحبه خارج تمركزه، لكن جندوجان بغرابة يمرر تمريرة سهلة استطاع دفاع فرنسا التعامل معها بكل سهولة.
هنا لم يقم جندوجان بعمل مسح للمساحة حوله قبل استلام الكرة، لم ينظر نحو زميله كروس بشكل جيد وقرر التمرير الخلفي ليجد بنزيما بعد ذلك خلفه.
القرار الثالث: تمريرة سهلة؟ لا سأختار الأصعب
هنا يري جندوجان مسار تمرير واضح نجو جوسينز في الجهة اليسرى، تمريرة واحدة قطرية خلف بافارد ستكون كافية لوضع لاعب أتالانتا في موقف انفراد بلوريس، لكن جندوجان يقوم بتغيير وجهته ثم يمرر نحو هافيرتز رغم إغلاق كل من هيرنانديز ورابيو مسار التمرير عليه بشكل واضح.
يحاول جنابري مراوغة دفاع فرنسا لكنه يفشل في ذلك ليجد كروس الكرة بأقدامه، يري جوسينز في اليسار وبتمريرة بسيطة منه سوف يضعه في موقف واعد لكنه أيضا قرر تغيير وضعية جسده ليمرر بغرابة شديدة نجو جينتر في الجهة اليمنى لكنها تجد هيرنانديز في الطريق ويقوم بعدها المنتخب الفرنسي بهجمة مرتدة.
القرار الرابع: تمركز كارثي أثناء لعب لوريس للكرة الطويلة
هنا يقوم لوريس بلعب الكرة الطويلة وسط تمركز المنتخب الألماني بكتلة متوسطة 5-2-3، تسقط الكرة الطويلة نحو بنزيما لكن هومليس يشترك معه في الكرة الهوائية، يصعد روديجر عالياً أكثر من زملائه بينما يتأخر جينتر في الخلف بعيداً عنهم مما يجعل مبابي في موقف غير متسلل، لحسن حظ ألمانيا كانت رأسية بنزيما بعيدة عن مبابي ووصلت في الأخير إلى نوير.
القرار الخامس: ضغط مضاد غير فعال كما هي العادة
مرر جندوجان بطريقة خاطئة لتصل الكرة إلى بوجبا، يتحرك جنابري نحو الخلف لأنه توقع بأن بوجبا سيقوم بالتمرير نحو كيمبيمبي، انخدع هافيرتز هو الآخر بحركة بوجبا ولم يضغط عليه بشكل كافي، يسقط بنزيما لإستلام تمريرة بوجبا ومعه كروس، يمرر بنزيما من لمسة واحدة نحو كانتي، تمريرة بنزيما كانت كافية لتحفيز الضغط عند جندوجان الذي قرر الخروج من تمركزه وترك العمق خالي، في الوقت الذي وقف فيه كيميتش ثابتاً بعد أن ظن بأن رابيو ما زال خلفه لم يتحرك ليتفاجئ به في العمق يستلم تمريرة بنزيما.
يقرر جندوجان الضغط فوراً بعد فقدان الكرة وبالتالي يتبعه كروس ويخرج هو الآخر من تمركزه، نتيجة لذلك يضطر روديجير إلى الصعود عاليا لإيقاف الهجمة لكن جريزمان يمرر بسرعة نحو رابيو في العمق.
القرار السادس: كيمبيمبي أخطأ لكن هافيرتز لم يستغل ذلك
بعد أن قام جنابري بالضغط على لوريس، اضطر الأخير للتمرير العرضي نحو كيمبيمبي، يتجه مولر للضغط على كيمبيمبي ويحاول منعه من العودة مرة أخرى نحو لوريس لإجباره على التمرير نحو هيرنانديز في الطرف، يختار كيمبيمبي تمرير الكرة نحو كانتي في نصف المساحة اليسرى لكنه يخطئ في التمرير، يتجه هافيرتز مسرعاً للحصول على الكرة لكنه يضع قدمه في وجه قدم كانتي بدلاً من رفع الكرة لأعلي والمرور من كانتي بسهولة ليضيع على فريقه فرصة ذهبية للتسجيل.
القرار السابع: تمريرة طويلة خاطئة من لوريس ولكن
يُسرع مولر للضغط على لوريس الذي يضطر للعب الكرة الطويلة، يقوم لوريس بإرسال كرة منخفضة تجد في طريقها جندوجان، يستلم جندوجان الكرة وبدلاً من التمرير المباشر نحو مولر في المساحة الخالية واستغلال تغطية فاران، قرر التمرير نحو هافيرتز في مساحة ضيقة جداً.
القرار الثامن: لو كان روديجير كيميتش
مرة أخرى يقوم هافيرتز بالركض سريعاً نحو لوريس وبالتالي يلجأ الأخير للتمرير الطويل، تصل الكرة في الوسط نحو روديجير الذي يجد أمامه مساحة كافية لإختيار تمريرة جيدة، الخيار الأول سيكون نحو مولر حيث يمكن له فتح جسده بزاوية كبيرة من ثم التمرير لكن لنفترض أن كانتي قام بإغلاق زاوية التمرير، هنا سيكون من السهل على روديجير التمرير نحو هافيرتز ووضعه في موقف انفراد لكنه اختار التمرير نحو مولر المراقب من كيمبيمبي.
القرار التاسع: قرارات جماعية خاطئة
هنا يستخدم المنتخب الفرنسي اسلوب الرجل الحر، يبدأ الأمر بإستلام رابيو لتمريرة فاران في الوسط ثم يقوم بالدوران بجندوجان ثم التمرير نحو بنزيما الذي يسحب معه جينتر خارج تمركزه، ينشغل هومليس بمراقبة مبابي ويتركه يستلم الكرة ثم يمرر، بينما سيقف كيميتش ويترك رابيو حراً في المساحة خلف جينتر.
القرار العاشر: هومليس خرج من المباراة
يقرر هومليس هنا التمرير نحو جندوجان في الوسط الذي سيعود مرة أخرى بالكرة إليه، تقوم هذه التمريرات عادةً بتحفيز الضغط عند المنافس واستدراجه للخروج من تمركزه، لكن في هذه الحالة كان من الأفضل أن يمرر هومليس نحو جينتر في اليمين، ستهدف هذه التمريرة إلى جعل مبابي يتحرك قطريا نحو جينتر، سيكون رابيو في حيرة هل يبقي مع جندوجان أم يغطي مسار التمرير على هافيرتز أم يذهب نحو اليسار لمساندة هيرنانديز، أثناء ذلك سيمرر جينتر من لمسة واحدة نحو كيميتش لخلق موقف 2 ضد 1، لكن هومليس سيختار جندوجان مرة أخرى الذي سيقوم بالتمرير نحو روديجير في اليسار وستصبح لديه مساحة للركض.
بعد أن نجح في استعادة الكرة من بنزيما بعدما تتبعه إلى منطقة جزاء المنتخب الفرنسي، كان من المفترض أن يمرر هومليس في الوسط نحو كروس الذي سيصبح لديه خيارات عديدة للتمرير لصنع موقف واعد لكنه اختار التمرير نحو العمق وبإستخدام قدمه الأضعف أيضاً ليضع رابيو قدمه أمامه ثم يقوم بهجمة مضادة سريعة كادت تكون خطيرة لولا تصرف رابيو.
القرار الحادي عشر: ضغط عالي غير محسوب
قرر المنتخب الألماني الضغط بكتلة عالية، ضغط جنابري على لوريس واجبره على التمرير نحو كيمبيمبي، سيتحرك مولر بعدها للضغط على كيمبيمبي وتوجيهه نحو الطرف لكن كيمبيمبي ينجح في التمرير العمودي نحو الوسط لجريزمان المراقب من جندوجان، لمسة واحدة من جريزمان نحو رابيو كانت كافية لإخراج جندوجان وجينتر من اللعبة وبالتالي وضع مبابي في موقف 1 ضد 1 أمام هومليس وهو صراع منتهي قبل أن يبدأ.
القرار الثاني عشر: تمريرات جينتر لم تكن ذكية
عديدة هي المرات التي وصلت فيها الكرة إلى جينتر في مثل هذه الوضعية، هنا كان من الأفضل التمرير العمودي نحو مولر في المساحة من ثم وضع كيميتش في موقف جيد لكنه اختار دائماً لعب العرضية داخل منطقة الجزاء والتي كانت تُلعب بطريقة سيئة.
القرار الثالث عشر: يواكيم لوف ليس أفضل حالاً
سيأخذ يواكيم لوف نصيب الأسد في هزيمة فريقه أمام بطل العالم، صحيح أن الشكل الخططي كان صحيحاً لكن اختيار اللاعبين المناسبين لتنفيذه كان شيئا سخيفاً، لوف قرر وضع واحد من أفضل لاعبي الإرتكاز في العالم حالياً، كيميتش، على الجانب الأيمن من أجل عدم ترك واحد من كروس أو جندوجان على مقاعد البدلاء، وفي حين كذلك أن كلاهما غير جيد في حالة فقدان الكرة، كما أنه قرر البدء بمولر الغير مناسب تماماً لهذه الطريقة بالنظر إلى احتياج الفريق إلى التحولات السريعة في اللحظات الحرجة إضافةً إلى افتقاده للتجانس مع المجموعة.
في نهاية الفيلم يجد إيليوت نفسه مستمتعاً بسلوكه الغريب، ويحاول بكل الطرق إنجاز الـ 13 مهمة دون أن يشعر فعليا بذلك، يختلف الحال هنا، فبكل تأكيد لم يستمتع لاعبو المنتخب الألماني بسلوكهم الغريب بالأمس لكنهم بالفعل تسابقوا على نيل جائزة صاحب أسوأ قرار خاطئ على أرضية الميدان.