حوار في الجول – حارس الأجنتين يتحدث عن الاعتزال بسبب نهاية العالم ورائعة بيركامب في مرماه

في 1998 قدم كارلوس روا أداء جيدا مع منتخب الأرجنتين في كأس العالم رغم استقبال شباكه لأجمل هدفين في البطولة، وتلقى عرضا من مانشستر يونايتد لكنه قرر اعتزال كرة القدم بشكل مفاجئ.

كتب : أمير عبد الحليم

الإثنين، 14 يونيو 2021 - 16:01
حوار مع كارلوس روا

في 1998 قدم كارلوس روا أداء جيدا مع منتخب الأرجنتين في كأس العالم رغم استقبال شباكه لأجمل هدفين في البطولة، وتلقى عرضا من مانشستر يونايتد لكنه قرر اعتزال كرة القدم بشكل مفاجئ.

قصة روا من أكثر القصص غموضا في تاريخ كرة القدم، ما الذي يدفع حارس مرمى في قمة مستواه مع ناديه ومنتخب بلاده لاعتزال اللعبة وهو لايزال ابن الـ30 عاما؟

الحقيقة هي أن روا في صيف 1999 بعد مساعدة فريقه ريال مايوركا في الفوز بكأس السوبر المحلي والوصول إلى نهائي كأس الكؤوس الأوروبية وفوزه بجائزة زامورا كأفضل حارس في الليجا قرر اعتزال كرة القدم ورفض مناقشة تجديد عقده بسبب اعتقاده أن العالم سينتهي في المستقبل القريب.

وآمن روا أن نهاية القرن بعد أشهر ستصحبها نهاية العالم، وكان قد ضاق ذرعا بالفعل من لعب المباريات يوم السبت، اليوم السابع في الأسبوع وفقا لكنيسة الأدفنتست التي يتبعها، وهو يوم مخصص في الأساس للتعبد، الأمر الذي يتنافى مع تصدياته المثيرة على أرض الملعب في هذا اليوم المقدس، ولذلك قرر الاتجاه إلى مكان بعيد برفقة عائلته للتعبد وانتظار نهاية العالم في هدوء.

لكن في منتصف عام 2000 تأكد روا بشكل قاطع أن القيامة لم تحن بعد، وعاد إلى ممارسة كرة القدم ولكنها لم تكن رحيمة به.

يحاور FilGoal.com روا عن قصته المثيرة وحقيقة رفضه عرض مانشستر يونايتد بسبب نهاية العالم، والهدفين الرائعين في شباكه في مونديال 1998.

اعمل الآن كمدرب للحراس في سان خوسيه كاليفورنيا في الدوري الأمريكي تحت قيادة ماتياس ألميدا للموسم الثالث على التوالي.

ونستعد لهذ الموسم المعقد والصعب للغاية بسبب الوضع الذي لم نشهده من قبل في جميع أنحاء العالم مع الوباء، ولكن بطريقة جيدة نقوم بما نحب القيام به مع توقعات ورغبة كبيرة في تقديم موسم ناجح وبثقة تامة مع العلم أن لدينا فريقا جيدا دون أدنى شك.

كنت ألعب مع لانوس في الأرجنتين وقدمت موسما طيبا حيث حصدنا المركز الثالث في الدوري ليخبرني البعض بضرورة الانتقال للعب في أوروبا، وعشت أفضل لحظة في مسيرتي عندما جاءت فرصة الانتقال للعب في الدوري الإسباني مع مايوركا مع مدربي هيكتور كوبر.

وقدمت موسما رائعا مع مايوركا وتلقيت دعوة للمنتخب الأرجنتيني حيث أتيحت لي فرصة لعب مباراتين في كوبا أمريكا ثم استدعيت لكأس العالم 1998 حيث اعتقدت أنني سأخوض شيئا غير عادي حيث كانت كأس العالم الأولى لي لذلك عشتها بقوة كبيرة ومع عاطفة كبيرة لأكون قادرا على الاستمتاع مع عائلتي بما يعنيه لعب كأس العالم.

واعتقد أنه كان عاما رائعا من جميع الجوانب في ذلك الوقت لأنه من الواضح أن الانتقال للعب في إسبانيا منحني إمكانية لعب كأس العالم 98 في فرنسا.

بلا شك هذا الموسم كان استثنائيا بالنسبة لي، وليس هناك الكثير من الأسرار في هذا الأمر بخلاف العمل، فأنت تعلم لكي تكون الأفضل عليك دائما تقديم أفضل ما لديك والمضي قدما دون أدنى شك في قدراتك.

فالحقيقة هي أن قصة ركلات الجزاء وخاصة المباراة التي كان يجب أن نفوز بها على إنجلترا وحدث ذلك بركلات الترجيح بعدما كنت بالفعل تصديت للعديد من ركلات الجزاء الهامة مع مايوركا جعلتني اشتهر بقدرتي على التعامل مع مثل هذه المواقف.

اليوم أصبح الأمر أفضل للحراس لأنك باستخدام أي جهاز كمبيوتر تستطيع جمع المعلومات الخاصة بهذا اللاعب، كيف يتحرك، كيف ينفذ ركلات الجزاء وجميع الصور الخاصة بتحركاته وإن كان لا يضمن ذلك النجاح في التصدي والأمر يحتاج عملا وخبرة من حارس المرمى.

كانت مباراة رائعة لأن كلا الفريقين لديهما لاعبين جيدين جدا في ذلك الوقت وأعتقد أنها كانت مباراة قوية ومثالا للحسم من ركلات الترجيح.

كنت منضما للمنتخب بعد موسم مع مايوركا تصديت خلاله لبعض ركلات الترجيح حيث خضنا موسما جيدا جدا وكنا نلعب بشكل جيد.

ولعبنا مباراة نهائي كأس الملك ضد برشلونة ووصلنا أيضا إلى ركلات الترجيح حيث كان علي أن أتصدى لثلاث ركلات ولكن للأسف لم نتمكن من الفوز بالكأس في النهاية.

ووضعت كل خبراتي من هذه التجربة في الموسم المحلي عندما واجهنا إنجلترا في كأس العالم وكنت أريد الفوز هذه المرة، وبالفعل نجحت في الإطاحة بهم خارج كأس العالم بفضل التصدي لركلتي ترجيح.

وقبل بيركامب أيضا سجل مايكل أوين هدفا جميلا في شباكي في أول مشاركة له في كأس العالم وهو يبلغ 18 عاما فقط.

اعتقد بيركامب بطريقة ما كان لاعبا مهما لفريقه في هذا الوقت وبسبب هذا الهدف خرجنا من كأس العالم.

ولا أعارض ذلك أو الطريقة التي سجل بها الهدف، يجب أن أقبل وأقلب الصفحة والحقيقة هي أنني لا أفكر في الهدف، بل على العكس أنا فقط أشاهد المباراة وتجلب لي ذكريات جيدة لأنها بطريقة ما جعلتني هناك ولعبت كأس العالم.

كنت جاهزا لترك كرة القدم من أجل عقيدتي الدينية، انتظرت فقط للعب كأس العالم وكان لدي مشاكل في العقد مع مايوركا.

والأمر ببساطة أن التزامي بالتعاقد مع مايوركا كان يمنعني من مزاولة أي نشاط ديني، لذلك اعتقد أن هذه كانت لحظة مهمة في حياتي وقررت ترك مايوركا.

لقد كنت قادرا على القيام بنشاط آخر أو شيء آخر مختلف تماما في حياتي الشخصية والخاصة واعتقدت أنه قرار مدروس جيدا وهو ترك مسيرتي المهنية والرياضية لأفعل شيئا مختلفا.

الحقيقة هي أنني لم أتقدم بهذا الطلب مطلقا إلى مايوركا لأنني كنت أعلم التزاماتي كلاعب، وكنت أعرف ماذا سأقرر، الأمر كان يخص عقيدتي وكان شخصيا للغاية.

ولم يتضمن الحديث معهم أي شيء يخص التساهل معي.

كل ما حدث وقتها أن هناك مسؤول في مايوركا أخبرني باهتمام كبير من ناد إنجليزي، ولم يخبرني أنه مانشستر يونايتد.

ولكن في نفس الوقت كنت لازلت في مفاوضات البنود الشخصية في عقدي وما يخص الموضوع الديني مع مايوركا.

كنت سأعتبر الانتقال إلى يونايتد تحديا كبيرا بالنسبة لي إذا كان كل شيء طبيعيا، لكني كنت قررت الابتعاد عن كرة القدم من أجل التزامي الديني.

لا، لا أندم على أي شيء فعلته في حياتي السابقة أولا لأننا كنا صغارا وأحيانا نتسرع، وعن نفسي كان لدي الكثير من الدوافع وكنت واضحا بشأن ما أريده لأكون سعيدا.

عليك أن تفعل ما تحبه وهذا القرار الجيد، وكان من المهم مغادرة مايوركا عندما توقفت عن اللعب، صحيح عندما عدت لاستئناف نشاطي الرياضي انضممت إلى ألباسيتي وليس مانشستر.

ولكن كان ذلك أيضا تحديا مهما، وكنت اتخذت القرار بالفعل وانتهى الأمر وابتعدت عن كل ملاعب كرة القدم، لذلك لا يوجد أي ندم على الإطلاق.

عدت إلى اللعب لمدة عام في مايوركا ثم انضممت إلى ألباسيتي في الدرجة الثانية ولكننا خضنا موسما رائعا وكنا أبطالا ونجحنا في الصعود إلى الليجا وكان بإمكاني اللعب مرة أخرى في البطولة الأهم في إسبانيا.

الحقيقة أنني كنت سعيدا جدا بعدما بدأت في استعادة المستوى الذي كنت عليه قبل التوقف عن اللعب وفريقي كان جيدا جدا، لذلك كان لدي أمل كبير في تقديم بطولة جيدة في الليجا.

لكن بشكل مفاجئ اكتشفت إصابتي بالسرطان ليصبح الأمر معقدا للغاية لأنني لم أتوقع أبدا هذا الشيء وكان تحديا كبير لي أيضا ولعائلتي بأكملها مرة أخرى.

من المهم لمنتخب الأرجنتين لعب مباريات ودية مع مدارس مشابهة للمنتخب المصري قبل الذهاب إلى طوكيو وعدم الاكتفاء بمشاهدة مباريات منتخب مصر وتحليل أداء اللاعبين.

لا أعرف إذا كان ميسي سينضم لمنتخبنا أم لا لأنه سيخوض مع المنتخب الأول بطولة كوبا أمريكا ولكن وجود أفضل في العالم معك سيكون أمرا رائعا خاصة لو استدعت مصر محمد صلاح.

كوبر قادنا للتتويج بكأس كونميبول مع لانوس قبل اتجاهه إلى مايوركا ومعه ضمني مع عدد من زملائي وكنا نثق فيه للغاية.

كوبر مدرب جيد جدا في التعامل مع الظروف وتحويلها إلى النتائج التي يريدها، منظم وقادر على التعبير عما يريد وما يطلبه داخل الملعب ولذلك أعتقد أنه كان أحد أفضل المدربين في العالم في ذلك الوقت لأن مايوركا قدم نتائج مميزة جدا.

وتأهل مع فالنسيا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، واعتقد أن توليه تدريب منتخب مصر يعني أنه يمتلك مميزات.