كتب : عمر مختار
في مشاركته العاشرة في كأس أمم أوروبا، يتباهى المنتخب الفرنسي حامل لقب كأس العالم بفريق غني بالمواهب ومديرا فنيا اشتُهر بنجاحه كلاعب ومدرب.
خلق ديدييه ديشامب، الذي تولى قيادة الفريق في عام 2012، عقلية الفوز داخل غرفة الملابس وأبقى المجموعة متماسكة، لقد جعلهم أسرة على وجه الدقة، وهو عامل أساسي لنجاحهم في الفترات الأخيرة، لقد أصبح أسطورة مارسيليا الشخص الثالث فقط في تاريخ كأس العالم الذي يفوز بالمسابقة كلاعب في عام 1998 ومدير فني في عام 2018، على خطى الألماني فرانز بيكنباور والبرازيلي ماريو زاجالو.
إذا نجح المنتخب الفرنسي في تحقيق لقب يورو 2020، فسيكون ديشامب هو المدرب الوحيد في تاريخ اللعبة الذي يفوز بكأس العالم وبطولة أمم أوروبا كلاعب ومدير فني، مما يرفع مكانته في عالم كرة القدم إلى مستوى آخر.
للتأهل إلى يورو 2020، فقد تصدر المنتخب الفرنسي مجموعته التي ضمت كل من تركيا، أيسلندا، ألبانيا، أندورا ومالدوفا بعد أن حقق ثماني انتصارات في 10 مباريات، وتعادل في واحدة وخسر أخرى، سجل 25 هدف وبلغ متوسط أهدافه 2.5 هدف في المباراة الواحدة بينما تلقت شباكه 6 أهداف.
في التشكيل الأساسي، سيكون هوجو لوريس في حراسة المرمي، في مركز الظهير الأيمن سيشارك بينجامين بافارد بينما سيكون لوكاس هيرنانديز حاضرا في مركز الظهير الأيسر، سيشارك رافاييل فاران وبرسنيل كيمبيمبي كثنائي قلوب دفاع، في حين سينتظر كل من كليمنت لونجليه، كورت زوما، جوليس كوندي، ليو دوبوى ولوكاس دين على مقاعد البدلاء.
في خط الوسط، سيشارك الثلاثي نجولو كانتي، بول بوجبا وأدرين رابيو، في حين سيوفر كل من كورنتين توليسو وموسي سيسوكو الخيارات البديلة.
في الأمام، يتمتع المنتخب الفرنسي بمجموعة متنوعة من اللاعبين، لكن رغم ذلك يضمن الثلاثي أنطوان جريزمان، كيليان مبابي والعائد مرة أخرى للقائمة، كريم بنزيمة مشاركتهم أساسيين، يمتلك ديشامب على دكة البدلاء لاعبين قادرين على إحداث الفارق في أي لحظة أمثال كينجسلي كومان، عثمان ديمبيلي، وسام بن يدر، ماركوس تورام بالإضافة إلى ثاني الهدافين التاريخيين للمنتخب الفرنسي، أوليفيه جيرو.
يُفضل المنتخب الفرنسي استخدام الكتلة المتوسطة بـ 4-4-2، يستخدم ديشامب مزيج بين دفاع المنطقة الموجه نحو المساحة والأفراد، حيث يكون خط الوسط مضغوطا بما يكفي للقيام بالضغط بشكل مثالي وتتقارب الخطوط الثلاثة لضمان عدم وجود مساحات ممكنة مما يترك مساحة صغيرة بينهم وبين خط الدفاع.
يعمل النظام بشكل رائع ومنظم من أجل إبقاء الأمور صعبة على المنافسين أثناء امتلاكهم للكرة، هناك تفاهم كبير بين جريزمان وثلاثي الوسط بوجبا، رابيو وكانتي مما يجعلهم جيدين للغاية في استرجاع الكرة، كل لاعب منهم يستهدف لاعب الخصم القريب منه، هم يعرفون تماما متى وأين يقومون بالضغط وتوجيه المنافس نحو الأماكن الضيقة.
يضع الفريق مصيدة للضغط عند الممرات الداخلية في أنصاف المساحات وذلك لاستعادة الكرة وخلق تحول سريع، يتم الأمر بتفاهم كبير بين الخطين الأول والثاني حتى يتم خنق المنافس هناك، فيحصلون على الكرة في مناطق متقدمة بإجبار خصمهم على التمرير الخاطئ.
من الصعب التفكير في أي نقائص داخل المنتخب الفرنسي، يمتلك الفريق عمقا كبيرا في قائمته باستثناء مركز الظهيرين نظرا لعدم وجود بدلاء حقيقيين لـ بافارد وهيرنانديز، إذا كانت هناك إصابة فقد يخل ذلك بالتوازن الدفاعي للفريق.
لكن بشكل عام، من الصعب رؤية الفريق يخسر، لقد تحسنوا بشكل كبير منذ البطولة الأخيرة التي كانوا فيها أبطالًا، وهم المرشح الأساسي بالتأكيد للفوز باليورو، لا يوجد سبب حقيقي يمنعهم من المضي قدما، لذلك قد نراهم يتوَّجون باللقب القاري إذا لم تستعد لهم الفرق الأخرى بشكل كافي.