كتب : عمر مختار
كانت بطولة يورو 2016 هي المرة الأولى التي تقام فيها بطولة أمم أوروبا دون مشاركة هولندا، منذ بطولة 1984، حيث فشل الفريق في التأهل للبطولة بعد عامين فقط من وصوله إلى نصف نهائي كأس العالم في البرازيل عام 2014، لم يكن طريق عودتهم سهلا، بعدما غاب الفريق أيضا عن كأس العالم 2018، لكنهم عادوا أخيرا للمنافسة على اللقب القاري.
خلال السبع سنوات الماضية، شهد الفريق خمسة مدربين مختلفين، لم يتمكن جوس هيدينك، داني بليند وديك أدفوكات من وضع الفريق علي الطريق الصحيح ولكن مع رونالد كومان، كان هناك شعورا حقيقيا بالتقدم، وصل الفريق إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية، حيث خسر بفارق ضئيل أمام البرتغال ولكن رغم ذلك بدا المستقبل مشرقا بالنسبة لهم خصوصا بعدما أعادهم لبطولة اليورو.
على الرغم من أن عقد كومان كان من المقرر أن يمتد حتى نهائيات كأس العالم 2022، لكن برشلونة قطع الطريق على ذلك وتعاقد معه في الصيف الماضي، مهد هذا الطريق للمدير الفني الحالي، فرانك دي بور لتولي زمام الأمور.
للوصول إلى كأس الأمم الأوروبية 2020، فقد تأهل المنتخب الهولندي بعد أن احتل المركز الثاني خلف ألمانيا المتصدر في مجموعة ضمت كل من أيرلندا الشمالية، بيلاروسيا وإستونيا، حيث فاز بـ 6 مباريات، تعادل في واحدة وخسر واحدة، سجل الفريق 24 هدف وبلغ متوسط أهدافه 3 أهداف في المباراة الواحدة في الوقت الذي تلقت فيه شباكه 7 أهداف خلال 8 مباريات.
في التشكيلة الأساسية، لا يزال دي بور حائرا بين مارتن ستيكلنبيرج وتيم كرول في حراسة المرمي، سيتواجد دينزل دومفريز في مركز الظهير الجناح الأيمن، مع أوين فيندال في مركز الظهير الجناح الأيسر، سيشارك ماتياس دي ليخت بجانب ستيفان دي فري وخورين تيمبر كثلاثي قلوب دفاع في حين سيكون ناثان أكي وداني بليند على مقاعد البدلاء، تميل هولندا عند الإستحواذ إلى استخدام هيكل غير متماثل، حيث يتحول تيمبر إلى قلب دفاع أيمن بينما ينطلق فيندال أكثر للهجوم.
في خط الوسط، من المؤكد مشاركة فرينكي دي يونج وجورجينيو فينالدوم، حيث يوفر الأول الاستقرار في القاعدة ويساهم بشدة في خروج الفريق بالكرة من الخلف، سيُكمل مارتين دي رون ثلاثي الوسط في المباريات الكبرى من أجل تقديم المزيد من الحماية للدفاع ومنح دي يونج مزيدا من الحرية، من الوارد أيضا مشاهدة ديفي كلاسن أمام الفرق الأقل مستوى، إذا احتاج دي بور إلى الدعم من البدلاء فسيجد تيون كوبمينيرز وريان جرافينبيرج حاضرين.
في المقدمة، سيضمن كل من ستيفن بيرجويس وممفيس ديباي مكانهما أساسيا في مركزي الجناح الأيمن والأيسر تواليا، في حين سيكون دونييل مالين وكوينسي بروميس خيارات بديلة لهما، سيختار دي بور مهاجمه من بين الثنائي لوك دي يونج وفوت فيجورست للإستفادة من الكرات العرضية المرسلة داخل منطقة الجزاء، تشير التوقعات إلى أن المنتخب الهولندي سيبدأ بلوك دي يونج نظراً لأن دي بور غير مقتنع تماما بـ فيجورست حتي الآن.
يفضل المنتخب الهولندي الضغط بكتلة متوسطة بـ 4-4-1-1، يستخدم دي بور أسلوب الضغط الموجه للكتلة أو المكان، حيث يحافظ اللاعبون على شكلهم ويتحولون نحو الكرة في كتلة ثابتة، لا يضغطون بعدوانية على حامل الكرة، لكن يتحكمون بالمساحة حول مكان الكرة، ثم يضغطون بشراسة عندما يتم لعب الكرة في المساحات الضيقة داخل الكتلة.
يبدأ ضغطهم من الثلث الأخير بـ 4-3-1-2، حيث ينضم الجناح الأيسر مالين إلى خط الضغط الأول بجانب ديباي، بينما يراقب فينالدوم لاعب الإرتكاز.
هنا يجبرون تركيا على التمرير نحو الطرف باستخدام 4-1-4-1 في الكتلة المتوسطة، بمجرد أن يمرر قلب الدفاع نحو الظهير الأيسر سيركض ديباي قطريا ليتمركز بين الثنائي ويغلق مسار التمرير الخلفي نحو قلب الدفاع مرة أخرى، أثناء ذلك سيتحرك الجناح الأيسر مالين لداخل الملعب أكثر لجعل كتلة الفريق ضيقة أكثر، يراقب فينالدوم ودي يونج لاعبي الوسط المركزيين في حين يقوم دي رون بمراقبة لاعب الوسط الهجومي.
هنا مرة أخرى، ينتظر ديباي استلام قلب الدفاع الأيسر للكرة ثم سيبدأ الإتجاه نحوه والضغط عليه وإجباره على التمرير نحو الطرف، وسيفعل مالين نفس الأمر السابق بالتحرك نحو الداخل.
بعدما يذهب المنتخب التركي للطرف، يراقب فينالدوم لاعب الوسط في الوقت الذي يتبع فيه دي رون لاعب الوسط الهجومي، بينما يتأخر كل من دي يونج ومالين لحماية المساحة المركزية داخل الكتلة.
كذلك حدث الأمر أمام إسبانيا.
هنا أمام تركيا كان من السهل على الظهير الأيمن التمرير نحو لاعب الوسط الهجومي بين الخطوط.
ومرة أخرى هنا يتركون ممر أفقي واضح نحو جناح تركيا الذي جيد نفسه حرا داخل منطقة الجزاء.
كذلك في لقطة الهدف، كان لدي يلماز عدة خيارات للتمرير العرضي وخلق موقف واعد لكنه اختار التسديد.
وهنا أمام إسبانيا، مرة أخرى، يتركون لاعب حرا بين الخطوط.
مرة أخرى، يتركون موراتا حراً للإستلام والدوران بالكرة دون وجود ضغط كافي عليه.
كان غياب فان دايك واضحا تماما لأنه جيد في قراءة المساحات وتتبع مسار اللاعبين سواء الحاملين للكرة أو الذين يركضون في جانبه الأعمي حيث بدا الدفاع بدونه فوضوي وغيرمنظم، وقد يجعلهم ذلك يعانون بشدة أمام الفرق الكبيرة.
لم يصل المنتخب الهولندي إلى مستوي جيد تحت قيادة دي بور كما كان تحت قيادة رونالد كومان، قد يؤدي افتقارهم إلى خبرة اللعب في البطولات الكبرى بالإضافة إلى قدرات دي بور التكتيكية المحدودة إلى خسارتهم أمام المنافسين الكبار، سيكون وصولهم إلى دور الـ 16 والذهاب إلى ما بعده إنجازا كبيرا نظرا لمشاكلهم العديدة.