كتب : رامي جمال وفادي أشرف
تتحول مجريات أحداث مباريات كرة القدم بشكل يفوق مخيلة أي متابع لها ففي ثانية يمكن أن تصعد بك إلى قمة المجد وفي ثانية أخرى يمكن أن ترسلك إلى القاع بدون أدنى رحمة.
وهذا ما حدث في يورو 2000 مع مدافع منتخب البرتغال أبيل زافير.
ولكن قبل سرد تفاصيل ما حدث مع زافير فهو كان لاعبا مثيرا للجدل ولم يمكث في أي فريق خلال مسيرته الكروية لأكثر من ثلاث سنوات.
إذ أن المدافع الموزمبيقي الأصل لعب لـ13 فريقا في مسيرته بداية من عام 1990 وحتى 2008.
ولعل أبرز الأشياء الغريبة التي قام بها في مسيرته هي انتقاله من إيفرتون للعدو والغريم التقليدي ليفربول منتصف موسم 2001-2002.
الانتقال لم يكن غريبا في حد ذاته فلقد شاهدنا العديد من اللاعبين الذين يلعبون لغريمين لكن زافير هو اللاعب الوحيد في تاريخ دربي ميرسيسايد العريق الذي لعب لإيفرتون وليفربول في نفس الموسم.
فخاض لقاء الذهاب في الدوري مع التوفيز وفي الإياب ارتدى قميص الريدز.
ومنذ ذلك الوقت كان هذا الانتقال هو الأخير لأي لاعب من إيفرتون إلى ليفربول.
لكن ما حدث مع زافير في 28 يونيو سنة 2000 كان دراميا مثيرا.
عاد منتخب البرتغال للمشاركة في البطولات الكبرى وذلك في يورو 2000 بعدما غاب عن كأس العالم 1998.
جيل تاريخي للمنتخب المُلقب ببرازيل أوروبا ضم كل من لويس فيجو وروي كوستا ونونو جوميز وباوليتا والحارس فيتور بايا.
بدأ المنتخب البرتغالي البطولة بانتصار مثير على إنجلترا في الجولة الأولى بثلاثة أهداف لهدفين بعدما كان متأخرا في النتيجة بهدفين دون رد.
وانتصر على رومانيا بهدف دون رد، ودمر ألمانيا بطل نسخة يورو 1996 بثلاثية مقابل لا شيء في الجولة الأخيرة.
وفي ربع النهائي انتصر على المنتخب التركي بهدفين دون رد.
ثم جاءت اللحظة الحاسمة ملاقاة منتخب فرنسا أبطال العالم في 1998 في نصف النهائي.
قبل تلك المباراة، كان أبرز إنجاز في تاريخ منتخب البرتغال في اليورو هو التأهل لنصف نهائي نسخة 1984 قبل الهزيمة أمام فرنسا نفسها التي توجت باللقب فيما بعد للمرة الأولى في تاريخها تحت قيادة ميشيل بلاتيني.
من قمة المجد إلى القاع
منى منتخب البرتغال نفسه بتحقيق الإنجاز والفوز على فرنسا والتأهل للنهائي لملاقاة إيطاليا التي اجتازت عقبة أصحاب الأرض هولندا.
وبالفعل تقدم نونو جوميز للبرتغال بهدف في الدقيقة 19، لكن تيري هنري أدرك التعادل للديوك في الدقيقة 51.
ظلت المباراة على وتيرة حامية وفرصة هنا وأخرى هناك ووضح أن من سيسجل هدفا سيخطف الانتصار وبطاقة العبور إلى النهائي.
وفي الدقيقة 90 أرسل لويس فيجو عرضية متقنة قابلها أبيل زافير نفسه برأسية قوية للغاية تألق أمامها فابيان بارتيز حارس فرنسا وحولها لركلة ركنية.
واضطر المنتخبان للجوء إلى شوطين إضافيين وبالتالي قاعدة الهدف الذهبي تم تفعيلها.
ظل كل منتخب يضغط ويهدر إلى أن جاءت الدقيقة 27 من الشوط الإضافي الثاني ومرر سيلفان ويلتورد الكرة إلى ديفيد تريزيجيه الذي حاول فيتور بايا حارس البرتغال أمامه القفز والإمساك بالكرة لكنه فشل.
واستغل ويلتورد الأمر وسدد الكرة ولكن أبيل زافير الذي كان يتواجد على خط المرمى ارتطمت الكرة بيده وسقط وذهبت هي إلى ركلة ركنية.
تشاور الحكم جونتر بينكو مع مساعده وفي النهاية تسبب الأخير في احتساب ركلة جزاء لمنتخب فرنسا بداعي لمسة يد على زافير.
اندلعت الاعتراضات من لاعبي البرتغال وخلع لويس فيجو قميصه للاعتراض وتم طرد نونو جوميز ومنع لاعبو البرتغال باولو بينتو من الاعتداء على الحكم.
فيما انهال أبيل زافير بكل أنواع السباب على الحكم النمساوي.
ولكن في النهاية لُعبت ركلة الجزاء وسجل منها زين الدين زيدان الهدف الذهبي القاتل ليرسل فرنسا إلى النهائي ويقصي البرتغال ويكرر سيناريو 1984.
تكرار السيناريو لفرنسا كان هو عبور البرتغال يساوي الفوز باللقب.
عقوبة كبيرة
بعد البطولة تعرض أبيل زافير للإيقاف تسعة أشهر بتهمة الإساءة للحكم وتم تخفيف العقوبة لستة أشهر.
وفي عام 2005 تم إيقاف زافير لسنة ونصف بسبب ثبوت تعاطيه المنشطات قبل تخفيف العقوبة لـ12 شهرا.
وفي عام 2007 انتقل أبيل زافير إلى أمريكا ولعب في صفوف لوس أنجلوس جالاكسي رفقة ديفيد بيكام لموسم قبل الاعتزال.