مجموعات يورو 2020 (4) – من العدو القديم إلى سخرية بأغنية.. ورباعي لم يحقق سوى 3 انتصارات عند الحسم
الجمعة، 04 يونيو 2021 - 11:38
كتب : إسلام أحمد
مجموعة واحدة و4 منتخبات وجميعهم لم يحققوا سوى 3 انتصارات فقط في الأدوار الإقصائية من بطولة كأس الأمم الأوروبية أو يورو عبر التاريخ وبالتالي دون ألقاب.
وعندما تسمع أسماء المنتخبات ستعتقد أن المعلومة مغلوطة، فنحن أمام إنجلترا وكرواتيا وجمهورية التشيك واسكتلندا.
لكن لنعد للوراء حيث عام 1872.
العدو القديم
قبل أن نتطرق للسجل –المميز- للمنتخبات الأربعة في الأدوار الإقصائية، لابد أن نعد بالذاكرة إلى أول مباراة دولية رسمية جمعت بين منتخبين.
اسكتلندا وإنجلترا على ملعب هاملتون سيرسينت في مدينة جلاسكو الاسكتلندية عام 1872 وانتهت بالتعادل 0-0.
تاريخ "الجزر البريطانية" كان سببا وراء التنافس المشتعل بين منتخبي اسكتلندا وإنجلترا، وحتى لا ندخل في الجزء السياسي، الصحف الأسكتلندية أطلقت على المباراة "Auld Enemy" أي "العدو القديم" باللهجة الاسكتلندي للغة الإنجليزية.
المباراة ظلت تقام سنويا بين المنتخبين منذ عام 1872 وحتى 1989 سواء وديا أو رسميا، ومنذ ذلك الحين التقيا فقط في 7 مباريات فقط، منها مباراتين وديتين فقط.
هيئة الإذاعة البريطانية وصفت تاريخ المواجهة التاريخية: "مثلت كل ما هو جيد وكل ما هو سيء في كرة القدم منذ بدء اللعبة".
وخلال 114 مواجهة جمعت المنتخبين فازت إنجلترا في 48 مقابل 41 لاسكتلندا، كأكثر من فاز على الأسود الثلاثة في التاريخ.
الصراع وصل إلى 2021 لكن بشكل مغاير تماما.
"كرة القدم عائدة للمنزل"
في 2021 سيكون ملعب ويمبلي شاهدا على 3 مباريات للمجموعة الرابعة، ومن ثم مباراة في ربع النهائي، ومباراتي المربع الذهبي والنهائي.
استضافت إنجلترا نهائيات يورو 1996 كأول حدث كبير في كرة القدم منذ استضافة كأس العالم 1966 والذي شهد تتويج إنجلترا بلقبها الوحيد.
مؤسسو كرة القدم عانوا طيلة الـ 30 عاما من الإخفاقات، ولذلك ظهرت أغنية "كرة القدم عائدة للمنزل" أو "Football's Coming Home".
الأغنية لم تكن رسمية لبطولة يورو 1996 لكنها أصبحت نشيدا لجمهور منتخب إنجلترا في المدرجات خاصة كلماتها التي أشارت إلى اللحظات السلبية وكذلك الإيجابية في مسيرة المنتخب خلال الـ 30 عاما.
وإليكم كلمات الأغنية:
إنها عائدة إلى المنزل، إنها عائدة للمنزل، إنها قادمة.
عادت كرة القدم إلى المنزل.
يبدو أن الجميع يعرف النتيجة،
لقد رأوا كل شيء من قبل،
إنهم يعرفون فقط، إنهم متأكدون جدا
إن إنجلترا سترمي الفرصة بعيدا، ستفقدها بعيدا
لكني أعلم أنهم يستطيعون اللعب.
لأني أتذكر ثلاثة أسود على قميص!
(كأس) جول ريميه لا يزال يلمع، (في إشارة لكأس العالم)
ثلاثون عاما من الأذى، لم يمنعني أبدا من الحلم.
الكثير من النكات، الكثير من السخرية،
لكن كل هؤلاء "يا كنا قريبون جدا"
أرهقتك على مر السنين، لكني ما زلت أرى ذلك التدخل من قبل مور (تدخل بوبي مور على جيرزينيو في كأس العالم 1970)
وعندما سجل لينكر، (هدف جاري لينكر أمام ألمانيا الغربية في كأس العالم 1990)
بوبي يحزم الكرة (بوبي تشارلتون وهدفه في 1966 بكأس العالم أمام المكسيك)
ونوبي يرقص. (نوبي ستايلز ورقصته الشهيرة بكأس العالم 1966)
ثلاثة أسود على قميص!
جول ريميه لا يزال يلمع،
ثلاثون عاما من الأذى، لم يمنعني أبدا من الحلم.
أعلم أن ذلك كان ماضيا، ولكن يمكن أن يحدث مرة أخرى.
الأغنية الشهيرة ظهرت مرة أخرى في كأس العالم 1998 بكلمات جديدة ثم كأس العالم 2018 لمنتخب الأسود الثلاثة، لكن نسخة 1996 هي الأبرز والأشهر.
هنا اختار منتخب اسكتلندا وشركة "أديداس" الراعية لقمصان المنتخب الأزرق السخرية من الأغنية التي صارت الهتاف الأول لمشجعي منتخب إنجلترا في كافة المحافل.
وبسبب اللهجة الاسكتلندية، ظهرت كلمة "Home" مشطوبة ومكتوبة باللهجة الاسكتلندية "Hame" والتي تعني "المنزل".
نعود مرة أخرى إلى المجموعة بعيدا عن صراع الجزيرة البريطانية.
تشارك إنجلترا وجمهورية التشيك وكرواتيا للمرة العاشرة في اليورو، وجميعهم شارك في آخر نسختين.
فيما تكتب اسكتلندا الظهور الثالث لها والأول منذ عام 1996، والظهور الأول الرسمي في المحافل الدولية منذ كأس العالم 1998.
يتشارك المنتخبات الأربعة بنجاحهم الضئيل في الأدوار الإقصائية لليورو.
منتخب إنجلترا لم يحقق التأهل عبر الأدوار الإقصائية سوى مرى واحدة وكانت بنسخة 1996 وانتصر بركلات الترجيح (في قوانين الاتحاد الدولي تُحتسب النتيجة النهائية بالتعادل) على إسبانيا بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 0-0.
وفي نصف النهائي من نفس النسخة، أهدر جاريث ساوثجيت –المدير الفني الحالي لإنجلترا- ركلة الجزاء أطاحت بالأسود الثلاثة أمام ألمانيا في نصف نهائي يورو 1996 منذ 25 عاما والآن عليه إنهاء اللعنة من مقعد المدير الفني، مثلما فعل في كأس العالم الماضية وكسر لعنة ركلات الترجيح أمام كولومبيا بدور الـ 16.
إنجلترا فازت في مباراة واحدة فقط بالأدوار الإقصائية، كانت أمام الاتحاد السوفيتي بهدفين دون مقابل في يورو 1968 بمباراة المركز الثالث.
التشيك وصيفة نسخة 1996، فازت على البرتغال بهدف كارل بوبوروسكي الأسطوري في شباك البرتغال بربع النهائي، وفي نصف النهائي تفوقت على فرنسا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 0-0.
#OnThisDay in 1⃣9⃣9⃣6⃣
🎩🐰✨🇨🇿 Karel Poborský 🆚🇵🇹#EURO1996 | @ceskarepre_cz | @ceskarepre_eng pic.twitter.com/kTBNm4Hgua
— UEFA.com DE (@UEFAcom_de) June 23, 2020
وفي نسخة 2004 حققت كتيبة بافل نيدفيد انتصارا ملحميا على هولندا بنتيجة 3-2 لكن المسيرة توقفت أمام اليونان.
فيما لم تحقق كرواتيا أي انتصار في الأدوار الإقصائية من قبل، بينما لم تتخط اسكتلندا دور المجموعات من الأساس.
نحن أمام مجموعة تاريخها يشير إلى عدم وجود مفاجأت أي كان من سيتأهل، لكن الوضع اختلف كثيرا عما سبق.
تاريخ المشاركات
إنجلترا:
على الرغم من الحصول على الميدالية البرونزية في يورو 1968 كأفضل إنجاز، إلا أن الخروج المبكر كان حليف الإنجليز في 4 مناسبات، ومن ربع النهائي في مناسبتين.
لكن الخروج على يد أيسلندا من دور الـ 16 في النسخة الماضية على الأراضي الفرنسية كانت الضربة الأقسى على الأسود الثلاثة.
التشيك:
تحت اسم تشيكوسلوفاكيا حصدت اللقب في نسخة 1976 بأقدام أنتونين بانينكا الساحرة، والمركز الثالث في مناسبتين.
ومنذ انفصال الدولتين، لم يغب المنتخب عن النهائيات بدءا من نسخة 1996 وحتى 2020، الإنجاز الأفضل كان الوصافة خلف ألمانيا بهدف أوليفر بيرهوف، والوصول لنصف نهائي نسخة 2004.
كرواتيا:
منذ الظهور بعد الاستقلال عن يوغوسلافيا غاب المنتخب الذي يتخذ من رقعة الشطرنج باللونين الأحمر والأبيض قميصا له عن نسخة 2000 فقط.
وصيف العالم في 2018، لم يصل من قبل للمربع الذهبي، ولم يحقق أي انتصار في الأدوار الإقصائية.
اسكتلندا:
ظهور ثالث، مع عدم تخطي دور المجموعات من قبل يفتح الباب أمام منتخب شاب للتألق وتخطي تلك المرحلة ليكتب ما لم يحدث من قبل للزُرق.
الطريق إلى يورو 2020
تأهلت إنجلترا والتشيك سويا من المجموعة الأولى.
الأسود الثلاثة حققوا الفوز في 7 مباريات من 8 وخسروا مباراة واحدة أمام التشيك لتكون تلك الخسارة الأولى لهم في التصفيات منذ عام 2009.
37 هدفا في 8 مباريات -12 هدفا فقط باسم هاري كين-، فكان أقل عدد من الأهداف المسجلة في المباريات التي شهدت فوز إنجلترا 4.
فاكتسحت كتيبة ساوثجيت مونتينجيرو 7-0، والتشيك 5-0 وكوسوفو 4-0.
الخسارة الوحيدة جاءت أمام التشيك وسجل حينها هاري كين الهدف الوحيد وفازت التشيك بالمباراة 2-1.
فوز أسهم في حظوظ المنتخب التشيكي على حساب كوسوفو وخطف بطاقة التأهل المباشرة برصيد 15 نقطة خلف الإنجليز و4 نقاط عن كوسوفو.
في المجموعة الخامسة، عانى منتخب كرواتيا لكن تصدر الترتيب على حساب ويلز وسلوفاكيا والمجر وأذربيجان.
وصيف العالم لم يحقق الفوز ذهابا وإيابا فقط إلا أمام سلوفاكيا، واكتفى بـ 4 نقاط من أذربيجان ومثلها من ويلز و3 من المجر.
واختار المنتخب الأسكتلندي الطريق الشاق.
حل المنتخب الأسكتلندي ثالثا في ترتيب المجموعة السابعة للتصفيات برصيد 15 نقطة خلفة بلجيكا (30 نقطة) وروسيا (24).
وبفضل ترتيبه المتقدم في دوري الأمم الأوروبي خاض مباراة الملحق في التصنيف الثالث، تفوق على اسرائيل بركلات الترجيح 5-3، ثم ابتسمت ركلات الترجيح مرة أخرى لهم ضد صربيا بنتيجة 5-4، وحصدوا بطاقة التأهل.
المدربون
سيكون على جاريث ساوثجايت المحاولة لجعل جماهير إنجلترا تنسى ما فعله في ويمبلي عام 1996.
منذ توليه المهمة بشكل مؤقت ونجاحه ليستمر خلفا لسام آلاردايس، أصبح للمنتخب الإنجليزي مع الجيل الشاب والطفرة التي تشهدها الكرة الإنجليزية شأنا آخر، وهو ما ظهر في كأس العالم 2018 باحتلال المركز الرابع.
منذ 27 سبتمبر 2016 قاد المنتخب في 53 مباراة فاز في 33 وخسر 10 وتعادل في 10.
ومثله يعرف ياروسلاف سيلهافي منتخب التشيك جيدا منذ 2018، فقاد التشيك للفوز في 14 مباراة من أصل 25 وخسر 10 وتعادل في 1.
زالاتكو داليتش يأمل في إكمال ما بدأه في كأس العالم الماضية، قاد الكروات في 42 مباراة فاز في 20 وتعادل في 9 وخسر 13، ويأمل في محو أثار نتائج دوري الأمم الأوروبية السلبية.
فيما يأمل ستيف كلارك –لاعب تشيلسي السابق- قيادة اسكتلندا لإنجاز جديد بعدما تولى المهمة في 2019 وخلال 20 مباراة قاد الزُرق للفوز في 8 والتعادل في 6 وخسارة 6 مباريات.
نجم وموهبة المنتخب
إنجلترا
هاري كين: دون أي نقاش سيكون مهاجم توتنام هو الاسم الأبرز في المنتخب وقائد الأمال لتكرار ما حدث في 2018.
هداف كأس العالم الأخيرة وهداف الموسم المنقضي من الدوري الإنجليزي والأكثر صناعةً للأهداف والمرشح الأبرز لنيل جائزة أفضل لاعب، وهداف المنتخب في التصفيات تجعله على رأس القائمة في البطولة وليس المنتخب فقط.
اسم يستحق النظر له: جود بيلينجام لاعب وسط بوروسيا دورتموند الألماني صاحب الـ 17 عاما وثاني أصغر لاعب في البطولة.
كرواتيا
لوكا مودريتش: بعد إنجاز كأس العالم الأخيرة وتتويجه بجائزة أفضل لاعب في العالم، اصطدمت كرواتيا باعتزال الثلاثي إيفان راكيتيش وماريو ماندزوكيتش ودانييل سوباسيتش.
سيكون على عاتق كرويف البلقان صاحب الـ 35 عاما أن يقود منتخب بلاده لإنجاز قريب مما حققه منذ 3 أعوام فقط.
اسم يستحق النظر له: جوسيب بريكالو جناح فولفسبورج الألماني يعد من أبرز اللاعبين الواعدين في كتيبة زلاتكو داليتش خاصة لقدرته على شغل أكثر من مركز.
التشيك
توماس سوتشيك: لا صوت يعلو على طويل القامة لاعب وست هام الإنجليزي الذي تكسرت عنده حملات الخصوم الهجومية، لاعب الوسط المرشح لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي يعد الاسم الأبرز في كتيبة سيلهافي.
اسم يستحق النظر له: آدم هالوزيك جناح سبارتا براج التشيكي أنهى موسم 2020-2021 بتسجيل 15 هدفا وصناعة 7 في 19 مباراة.
اسكتلندا
أندرو روبرتسون: ظهير أيسر ليفربول الطائر رغم انخفاض مستواه الموسم المنقضي مع الريدز، إلا أنه القائد والاسم الأبرز في كتيبة كلارك.
اسم يستحق النظر له: بيلي جيلمور لاعب وسط تشيلسي يظهر لأول مرة في قائمة المنتخب إذ لم يخض أي مباراة دولية رسمية بقميص الزُرق.
الاستعداد
إنجلترا: فوز على النمسا 1-0، ثم مواجهة ضد رومانيا يوم 6 يونيو.
كرواتيا: تعادل مع أرمينيا 1-1، ثم مواجهة ضد بلجيكا يوم 6 يونيو.
التشيك: مباراتان وديتان أمام إيطاليا يوم 4 يونيو ثم ألبانيا يوم 8 يونيو.
اسكتلندا: تعادل مع هولندا 2-2، ثم مواجهة ضد لوكسمبورج يوم 6 يونيو.
توقع FilGoal.com
ستكون الصدارة من نصيب إنجلترا إذ بدأ الأسود الثلاثة البطولة بكل جد، وبنسبة أقل لمنتخب كرواتيا الذي قد لا يجد صعوبة في التأهل كثاني الترتيب على أقل تقدير.
المواجهة الأولى بين المنتخبين هي من ستحسم من سيكون المتصدر.
صراع المركز الثالث سينحصر بين اسكتلندا والتشيك، بطاقة مرهونة بنتائج المجموعة الـ 5 الأخرى لكن الانتصار في المواجهة المباشرة بالجولة الأولى سيكون وزنه ذهبا للوصول للمرحلة التالية.